(عصام كاريكا): (بنت الشهبندر) ستفاجأ الجمهور بنوع الموسيقي المستخدم فيها!

كتب: أحمد السماحي

(عصام كاريكا).. ملحن لون أيامنا الحلوة بالبهجة والشجن، رفض المحاكات والتقليد، وركوب الموجة السائدة في الساحة الغنائية، حتى لو أدى به ذلك إلى الابتعاد قليلا، أو الجلوس في البيت.

وصنع (عصام كاريكا) موجته الخاصة التى ضبطها على نبض الشارع المصري والعربي، فتجاوب معها بقوة، خاصة أنه انتبه إلى القيم اللحنية الخطيرة الموجودة في الفلكلور الشعبي، فاستعان بها.

فالشعب المصري كما هو معروف له في الغناء باع طويل، فالغناء قاسم مشترك في جميع شئون حياته، فهناك أغنيات لاستقبال المولود، وأغنيات للسبوع، وأغنيات للخطوبة، وللزفاف، والحنة، والصباحية، ناهيك عن أغنيات العمل، والزرع، والحصاد.

وقد استوعب (عصام كاريكا) كل هذا التراث الشعبي، وانبهر به، وأعاد صياغتة بشكل جديد ومودرن بعد أن قام بتنقيته من بعض الشوائب الزائدة فيه، واستخدم بعض منه في ألحانه.

كاريكا وصور تستدعيها ألحانه

على مدى مشواره الفني الذي يقترب من الـ 30 عاما، قدم (عصام كاريكا) مجموعة كبيرة من الألحان التى تجاوب معها الجمهور الذي ما أن تصافح أذنيه أغنية من ألحان (عصام كاريكا) حتى يسلم نفسه لها دون أن يدري، لأنها تخاطب أصالته الفطرية.

وتعطيه احتياجاته العاطفية، وتصفي نفسيته من الغم والصخب الممل الذي ينبعث من بعض الأغنيات الحالية.

وذلك لأن ألحان (عصام كاريكا) تستدعي على الفور بمجرد الاستماع إليها صوت غناء البحارة والصيادين الذين يستحثون الرزق على المجيئ بوفرة تليق باحتياجات أولادهم.

صوت شجن الفواعلية الصعايدة

وفيها صوت شجن الفواعلية الصعايدة الذين يستعينون بالغناء على دفع التعب وتخفيف المشقة، وفي ألحان (كاريكا) أيضا صوت بنات بحري يخطرن بالقباقيب الخشبية على بلاطات الشوارع، ويطرقعن اللبان تحت أسنانهن البيضاء المسمسمة.

وفي ألحانه صوت الأفراح السكندرية في ليالي الزفاف تصيح بالصخب البهيج، وترقص فيها مجاميع الفتيات تحت حراسة الفتوات والحارس الله، والصلاة على النبي وحصوة في عينك يا من لا تصلي على النبي.

وتسمع في ألحان (عصام كاريكا) أيضا صوت وقع حوافر الخيل يجر عربات الحنطور وسوق بينا يا أسطى على الكورنيش، وفيها أيضا صوت الصاجات في أيدي بائعي العرقسوس والشربات.

ونداءات الباعة الجائلين، وهيصة العتالين، وخفة ظل الأراجوز في مولد المرسي أبوالعباس، والطبل البلدي والنقرزان في موكب المولد النبوي الشريف، كل هذا تصوره ألحان (عصام كاريكا)، فور الاستماع إليها.

(عصام كاريكا) و(بنت الشهبندر)

(عصام كاريكا) يعيش هذه الأيام حالة من السعادة المصحوبة بالقلق، حيث سيطرح يوم الجمعة القادم 12 يوليو أغنية جديدة بعنوان (بنت الشهبندر) يراهن عليها بقوة.

 حيث أكد لـ (شهريار النجوم) أن الجمهور سيفاجأ بنوع الموسيقي الجديد عليه، كما سيفاجأ أيضا بالمفردات التى يتناولها كلام الأغنية، الذي يقول مطلعه (الحلوة بنت الشهبندر قالتلي أشوفك في البندر)، فضلا عن عذوبة وجمال التوزيع.

وصرح (عصام كاريكا) أنه قام بتصوير الأغنية في إحدي شوارع مدينة الإنتاج الإعلامي في حي لندن، ويتمنى أن تنال إعجاب الجمهور، وتتفوق في نجاحها على أغنيته الأخيرة (مش مروحة) التى طرحها في مثل هذه الأيام العام الماضي، وحققت نجاحا كبيرا.

أشهر ألحان (عصام كاريكا)

من المعروف أن (عصام كاريكا) لحن عدد كبير من الأغنيات التى تغنى بها أشهر مطربيين مصر والعالم العربي، ورددها الجمهور العربي، من أشهر هذه الأغنيات (وهي عمله ايه دلوقتي) لعمرو دياب..

و(أنا عمري عيني ما دمعت) لمحمد منير، و(لو دارت الأيام عليك) و(اللي افتكرته) و(أه يا ليل) راغب علامه، و(قلنا لك حبيناك) لنوال الزغبي، و(يا طير الغرام يا مسافر) بسكال مشعلاني..

و(افتكرني) مصطفى قمر، و (عبدالرحيم القناوي) أحمد سعد، و(تلات دقايق) بهاء سلطان، و(امشي وراء كدبهم) ديانا حداد، و(بحر الغرام) لطيفة، و(أنا حلم على ورق) هاني شاكر..

و(الأيام) غناء حماده هلال، (أعاتبك على ايه، ولا ايه) و(أهل الملامة) لمحمد محيي، و(أقول الحق) محمد الحلو، و(أنا مش لعبة في ايديك) خالد عجاج، و(قسوة قلبك) مجد القاسم..

و(قلبك عرف الغرام) جوانا ملاح، و(بيني وبينك خطوة ونص) حكيم، و(كلموه) إيهاب توفيق، وغيرها الكثير من الأغنيات التى أثرت وجداننا.

الكوبليه الأخير:

لم تقتصر ألحان (عصام كاريكا) على زملائه المطربيين، ولكنه قدم لنفسه نوع من الغناء البعيد تماما عن ما يقدمه من ألحان لزملائه، وسلك لنفسه طريق ينفرد ويتميز به، يعتمد على خفة دم المفردات التى يغنيها، ورشاقة وعذوبة اللحن الذي يغنيه.

ومع ذلك لم يأخذ (عصام كاريكا) حقه الأدبي والمعنوي الذي يستحقه من وسائل الإعلام المختلفة، وهذا يشير بأصابع الاتهام إلى النكران، وحصار المواهب، وتلك آفة هذا الزمان.

 فضلا عن اغتيال التفوق خاصة في السنوات الأخيرة التى أصبحت (تبروز) وتعطي مساحة للتافهين عديمي التذوق، ومعدومي الموهبة على حساب مجموعة كبيرة من الأصلاء الموهوبين.