(ليلة وردة) في جدة، جاءت على جناح الملل والتكرار، ولم تقدم جديد سوى الأوركسترا!
كتب: أحمد السماحي
منذ ساعات انتهى حفل (ليلة وردة) الذي احتضنه مسرح (عبادي الجوهر أرينا) ضمن فعاليات موسم جدة 2024، وذلك برعاية الهيئة العامة للترفيه (GEA) وتنظيم شركة (بنش مارك).
شارك في الحفل نخبة من نجمات الوطن العربي، وهن (أصالة نصري، نانسي عجرم، ريهام عبدالحكيم، عبير نعمة)، وقاد الحفل بمهارة شديدة المايسترو المتميز (وليد فايد) وبصحبته قرابة المئة من العازفين الرائعين الذين كونوا سيمفونية من العزف.
بدأت (ليلة وردة) بفيلم تسجيلي بسيط لمدة دقائق قليلة ليس فيه أي شيئ جديد عن مسيرة المطربة الراحلة (وردة)، بعدها عزفت الأوركسترا مقطوعة موسيقية لواحدة من أغنيات (وردة).
أصالة و(في يوم وليلة)
بعد ذلك، بدأ الحفل، حيث بدأت أولى فقراته المطربة (أصالة) التى ظهرت بإطلالة رائعة عبارة عن فستان أبيض بسيط، ومتميز للغاية.
وقدمت في وصلتها الأولى بكل جمال وعذوبة وتمكن أغنيتين، هما (في يوم وليلة)، التى قدمت منها جزء بسيط، كما قدمت أغنية (أوقاتي بتحلو) واكتفت بغناء جزء منها أيضا.
وتحدثت بين الأغنيتين عن علاقتها الوطيدة بالمطربة (وردة) التى تعتبرها بمثابة الأم لها، وطلبت من الجمهور والمايسترو والأوركسترا، أن يعذروها لتدفق مشاعرها وذكرياتها مع (وردة) وهى تغني.
ريهام عبد الحكيم و(العيون السود)
بعدها ظهرت المطربة ريهام عبد الحكيم، بإطلالة جميلة عبارة عن فستان أصفر، وقدمت ثلاث أغنيات أجادت في غنائهم، من (ريبرتوار) المطربة (وردة)، وهذه الأغنيات هي (العيون السود)، و(حكايتي مع الزمان)، واختتم فقرتها بأغنية (حرمت أحبك) التى تجاوب معها الجمهور وردد كلماتها.
نانسي عجرم و(قلبي سعيد)
بعد ذلك ظهرت المطربة اللبنانية بفستان أسود منقوش، وقدمت بشكل جميل أغنيتين هما (قلبي سعيد)، و(بتونس بيك)، ورغم جمال اختيارها لأغنية (قلبي سعيد).
لكنها لم تنطلق مع كلمات الأغنية التى تتحدث عن سعادة إمرأة في حالة حب وعشق مع حبيبها، لهذا جاء أداء المطربة لهذه الأغنية باهتا وفاترا ومن الحنجرة وليس من القلب.
تكريم (وردة)
بعدها، وفي نهاية الوصلة الأولى للحفل قدمت الهيئة العامة للترفية (GEA) تكريما لـ (وردة) ومسيرتها الفنية على مدى خمس عقود وقدم التكريم (زكي حسانين) رئيس مجلس إدارة (بنش مارك)، وتسلمه (رياض قصري) نجل الراحلة (وردة).
عبير نعمة والوصلة الثانية
بدأت المطربة اللبنانية رقيقة الصوت (عبير نعمة) الوصلة الثانية للحفل، حيث ظهرت بفستان أسود جذاب، وقدمت ثلاث أغنيات لم تكن لائقة على صوتها وهى (وحشتوني)، و(أكدب عليك)، و(بكره يا حبيبي)، وإن كانت أجادت في غناء الأغنية الأخيرة لأنها تتناسب إلى حد ما مع طبيعة صوتها الرومانسي.
بعد انتهاء (عبير نعمة) من تقديم وصلتها، ظهرت (نانسي عجرم )على المسرح مجددا، بفستان آخر أزرق غامق به خيوط من الذهب، وقدمت جزء من أغنية (قال ايه بيسألوني)، وأغنية (لولا الملامة).
تكريم من ذهب لعبادي الجوهر
بعد وصلة نانسي عجرم الثانية، تضمن الحفل مفاجأة للجمهورالحاضر بوجود الفنان عبادي الجوهر، وتكريمه من قبل الهيئة العامة للترفية (GEA)، نظرا لمسيرته الفنية الحافلة، ومساهماته الكبيرة في إثراء الفن العربي.
وقدم التكريم (زكي حسنين) الذي أعطاه نسخة من الذهب الخالص، من مشروعه (مسرح عبادي الجوهر أرينا)، وفي نهاية تكريمه على المسرح غنى (عبادي الجوهر) رائعته التى قدمها في نهاية حياة (وردة) والمعروفة بـ (زماني)، لكن هذه المرة قدمها مع (أصالة).
بعد انتهاء ديو (زماني) الذي قدمته أصالة مع الجوهر، غنت جزء من رائعة (شعوري ناحيتك)، واختتمت وصلتها الثانية بأغنية (مالي طب وأنامالي).
وليد فايد البطل الحقيقي
الحقيقة أن حفل (ليلة وردة) لم يحمل أي جديد، سوى تفوق المايسترو المبدع (وليد فايد) البطل الحقيقي لـ (ليلة وردة)، ومعه كل العازفين في الأوركسترا، حيث لم نسمع ولم نشاهد خطأ واحد من المايسترو، ولا من العازفين.
أما المطربات المشاركات في الحفل فرغم جمال أصواتهن وعذوبة شدوهن، لكنهن لم يقدمن جديدا لافتا لانتباه المستمعين، ولم تقترب واحدة منهن في أدائها من أداء (وردة) الذي كان يطير بنا إلى عالم ملون مليئ بالفراشات والطيور والألوان، والعذوبة والجمال.
والسؤال الذي نطرحه: هل لا يوجد في مسيرة العظيمة (وردة) غير هذه الأغنيات التى قدمت في الحفل، والتى تتكرر في كل المناسبات والحفلات التى تقدم عن مطربتنا الرائعة (وردة)؟.
وردة يا جماعة الخير قدمت عبر مشوارها حوالي 500 أغنية، ومعظمها على درجة كبيرة من الجمال والعذوبة والرقي، أين هذه الأغنيات من الغناء على المسارح العربية؟!
الكوبليه الأخير
الملاحظة الجديرة بالانتباه تكرار أسماء المطربين المشاركين في (موسم جدة)، فكل عام نجد نفس الأسماء، تتوزع على حفلات موسم جدة.
حيث يبدو أن شخص واحد فقط هو الذي يتحكم فى الاختيارات ويفرض ذوقه الخاص!، فضلا عن مجاملة صارخة لبعض الأسماء.
وهذا أدى إلى التكرار والملل، وعدم التجديد، فعدم الاستعانة بأسماء نجوم كبار فى العالم العربى مازلوا فى قمة عطائهم الفنى أفقد (موسم جدة) توهجه وتجدده.
أخيرا: الفن يرفض التكرار، حتى لو طلبه أهل الهوى!، والفن لا يقبل الوساطة حتى ولو حاولها أهل النفوذ!، والفن لا يأخذ رشوة حتى لو دفعها أهل الغنى!.
هل من مستجيب؟!.. لا أظن!