مفيدة شيحة.. ما هذا العبث والاستهتار ببيوت الله؟!
كتب: محمد حبوشة
كان يمكن أن يمر الحدث مرور الكرام، دون إثار الجدل واستفزار مشاعر الناس تجاه بيوت الله، لكن على مايبدو أن المذيعة (مفيدة شيحة) لاتعرف حدودا أو حرمة المساجد التي لها قدسيتها.
فلاسف الشديد كشفت المذيعة المصرية (مفيدة شيحة) عن كواليس ليلة عقد قران ابنتها الكبرى الذي أقيم داخل (مسجد محمد علي) بالقلعة، وذلك بنشر مشاهد فيديو أثارت غضبا في الشارع المصري.
والغريب أن (مفيدة شيحة) قالت في برنامج تلفزيوني على قناة (النهار): (أثناء ما بنتي كانت بتتصور يشاء القدر عربية داست على ديل فستانها والفستان اتقطع، وبشكر من كل قلبي مصمم الأزياء (إسلام حشاد)، قلع الجاكيت وجاب إبرة وفتلة وفضل ساعة ونص يضبط الفستان لمجرد يطمن منة).
الله أكبر.. ما هذا الحمد وذاك الرجاء، ألم تشعر (مفيدة شيحة) أن صور الفرح والفيديوهات الخاصة بالاحتفال والرقص بصحن مسجد محمد علي بالقلعة أثارت استياء شديدا وأغضبت كثيرين من أبناء الشعب المصري؟
وهذا ليس من رواد مواقع التواصل الاجتماعي فحسب، وإنما من محبي الآثار الإسلامية والحضارة المصرية، الذين ذهبوا في وصلات شجب واستنكار، جراء جرح مشاعر الناس داخل المسجد الشهير
وكانت المذيعة والإعلامية (مفيدة شيحة)، حرصت على الاحتفال مع ابنتها قبل انطلاق عقد القران، وشاركت فيديو عبر حسابها على (إنستجرام)، وهى ترقص مع ابنتها وخطيبها، وأخرى وهى ترقص بمفردها، معبرة عن فرحتها الشديدة بتلك المناسبة.
رد كبير الأثريين لم يعجبني
في هذ الإطار: لم يعجبني رد مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، على تداول فيديو عقد قران ابنة الإعلامية الكبيرة (مفيدة شيحة) في صحن جامع محمد علي باشا في قلعة صلاح الدين الأيوبي.
فقد قال (شاكر)، في تصريحات خاصة له: إن إقامة الحفلات في صحن جامع محمد على باشا ليس جديدا، كما يعتقد البعض ومتواجد منذ فترة ويتم تنظيمها بشكل متكرر، وكأنه يبرر انتهاك حرمة المسجد على أنه شأن عادي.
وأوضح كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، أن الصحن جزء من المسجد، مشيرا إلى أن المسجد يتكون من جزأين: الأول هو قسم مغطى مخصص للصلاة ويضم قبة محمد علي، أما الثاني فهو الفناء أو الساحة حيث كان يتم أداء الصلاة فيه في السابق، ولم يتستنكر الرقص باعتبار أن الصحن جزء من حرم المسجد.
لكن شاكر – لا فض فوه – أكد: (أوافق على إقامة الحفلات في صحن المسجد، لكن بشروط وضوابط محددة، فالمساجد الشهيرة تمتلك قواعد صارمة لزوارها، وهذا المكان هو جزء من المسجد، وما حدث ليس صحيحا، هكذا دون إدانة واضحة جراء الرقص داخل حرم المسجد.
وراح شاكر يعرض القواعد لدخول السائحين قائلا: صباحا يجب خلع الحذاء وارتداء كيس وأحيانا عباءة؛ لأنه في نهاية الأمر هو مسجد مازالت تقام الصلوات فيه حتى الآن، لكن لم يتعرض إلى القواعد التي تتعلق بمهزلة الرقص.
وأوضح (شاكر): أنه لا يعارض استغلال المناطق الأثرية لأغراض الاستثمار، شريطة ألا يضر ذلك القيمة الأثرية للمكان، مثلما يحدث مع مسرح مسجد سارية الجبل (جامع سليمان الخادم).
والذي يستضيف مهرجان الغناء والموسيقى سنويا، وأكد: (لو عايز تعمل، ممكن تعمل في هذا المكان، خاصة أنه مجهز للعروض وبه إضاءة ويسمح بذلك)، ويبدو لي أن كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار يتحدث عن المكان كمبان وجدران دون إدراك حرمة بيوت الله.
استياء واستغراب مفيدة شيحة
ومن دواعي الاستفزار والاستهتار بمشاعر الناس، عبرت الإعلامية (مفيدة شيحة)، عن استغرابها واستيائها من حملة الهجوم على احتفالها بعقد قران نجلتها منه الله، مشيرة إلى أنها لا تلقي بالا لأي هجوم ونقد ضد رقصها مع ابنتها احتفال بعقد القران.
وظني أن (مفيدة شيحة) تتمتع بنوع من الجهل الواعي، بدليل أنها أثناء تقديها برنامجها الستات، المذاع عبر قناة (النهار وان)، في إطار التعمية أو التغطية على فعلتها الشنعاء.
حيث قالت في تحد سافر: (محدش ليه الحق يتدخل في الأسعار، ولا دي بكام، ومش هيهمني أرد على أي هجوم أو نقد، ولو اتكرر الموضوع هرقص وهفرح ببنتي تاني)، وهنا أتساءل ماعلاقة الأسعار بالرقص وخلافه؟ ألم أقل أنها تتمتع بنوع نادر من الجهل الواعي؟
وتابعت (مفيدة شيحة)، أن: (اللي عايز يعمل حاجة يعملها، لا تعليق لأي شيء، ودول ناس من جوا مش سالكة، وشكلكوا وحش أوي).. ياسلام لقد اعتلت المنصة وراحت تصنف الناس على هواها!!!
زميلاتها من الفنانين والمذيعات
يبدو لي أن (مفيدة شيحة) تعيش في غيبوبة، فلم تدرك تصدرها مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية بعد عقد قران ابنتها (منة الله عماد)، داخل مسجد محمد على بالقلعة، طبعا ليس لشهرتها، ولكن جراء ردود الفعل الغاضبة لفعلتها النكراء!، وذلك بمشاركة زميلاتها من الفنانين والمذيعات.
وانتشرت فيديوهات كثيرة على اليوتيوب تستنكر الحدث، من نوعية (القلع والرقص داخل المسجد، الرقص بالجامع حلال.. هزي يابنتي، عقد قران ابنة مفيدة شيحة يثير جدل على السوشيال ميديا).
وخرجت (مفيدة شيحة) في تصريحات تليفزيونية لقناة (النهار) بعد عقد القران موجهة الشكر للحضور، ومن بينهم الشيخ خالد الجندي: (أنا عاوزة أشكر الشيخ خالد الجندي لأنه جه مخصوص مجامل ليا ولمنة ولمحمد أخويا، دي حاجة كبيرة جدا عندي وربنا يخليك لينا، وهو مثال للشيخ الرائع خلقا وكلاما لأن مفيش كلكعة ولا عقد).
وهنا أوجه سؤالا للشيخ خالد الجندي: ألم تشاهد الرقص والهزل الذي حدث، أم أن الخجل اعتراك، وتغاضيت عن انتهاك حرمة بيت الله في وضح النهار؟، بالله عليك هل تصح المجاملة في هكذا جريمة ارتكبت أمام عينيك؟
وعلى عكس المتوقع من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تداولوا صور وفيديوهات عقد القران، وأعرب البعض عن سعادتهم باللقطات التي توثق اللحظات السعيدة، وهؤلاء للأسف مغيبون!
بينما أثارت لقطات أخرى غضب بعض المتابعين حيث انتقدوا رقص (أم العروسة) داخل المسجد محل عقد القران على أنغام الموسيقى، إذ رأى البعض أن تشغيل الموسيقى والرقص داخل المسجد أمر غير لائق ولا يليق بقدسية المكان.
ولم يكن النقد موجها للقطات الرقص داخل المسجد فقط من وجهة نظر دينية فحسب، بل انتقدها أيضا المتخصصون في علم الآثار، حيث قال الدكتور عبدالرحيم ريحان، الخبير الأثري على حسابه بموقع فيس بوك:
(بعد كارثة الرقص يجب إعادة النظر في كل الشركات الاستثمارية التي تدير الآثار وتنتزع اختصاصات الأثاريين الأحرص على حمايتها بشروط جديدة أو تقديم المسؤولين استقالتهم احتجاجا على الوضع المهين لهم وللآثار).
يالها من مذيعة بلهاء، لاتعرف حدودا، ولا تفصل بين حرمة المكان، وراحت في عليائها تستنكر الهجوم عليها، والسؤال الحائر: أين المجلس الأعلى للإعلام من هذه التصريحات المستفزة لمفيدة شيحة وغيرها ممن لا يعرفون حرمة المساجد؟