رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

 حسين نوح يكتب: (مصر) تستحق فن يحمل قيمة مضافة

بقلم الفنان التشكيلي الكبير: حسين نوح

هل ما يقدم في (مصر) الغالية من أعمال فنيه له علاقة بالمجتمع المصري، ومرتبط بمعارف عنه وتاريخية وظروفه، وما يعيشه المواطن، وما يبحث عنه؟، أم هو منتج لحاله من سيوله فنية تفتقد بوصلة حقيقية، واعتمدت على مردود شباك التذاكر فقط وهنا يكمن الخطر؟

أعمال كثيرة وأموال كثيرة تدخل ماكينة الإنتاج الفني والنتيجه تسطيح وتكريس  للعنف والسرقه والبلطجه وأخذ الحق بالقوة الغاشمة، ما هذا وما المقصود منهم؟

وفي المقابل له كم من أعمال فنية أراها تسيطر على المناسبات في (مصر) من إجازات وأعياد وفقط، تقدم كوميديا، اسكتشات الاستخفاف بملابس عجيبة، وإكسسوارت أعجب والغرض (اضحك فقد دفعت)!

ما هذا يا سادة وهل هو ما نحتاجه في (مصر) محاط من كل الجهات بمعارك وأطماع ودماء وأطفال تقتل، ونساء تفترش الأرض، وأخرى تبحث عن جرعة ماء أو دواء؟ 

الموضوعيه لا يمكن أن يطالب عاقل بأن يكون الفن والإبداع  منوط به تقديم مواعظ وقيم، ويأخذ طابع تعليم، ولكن نطالب فقط أن يكون الفنّ داعما لتكريس قيم ومعارف تساعد علي إعمال العقل والحق والخير الجمال.

وهنا يجب ان تكون نسبه تلك الأعمال عالية أمام مجمل الأعمال التي تقدم التسلية والكوميديا وفنون إرضاء الطبقه الدنيا وجماهير العشوائيات في (مصر) العظيمة بفنها وحضارتها.

وهنا علينا أن نراجع أفلام وفنون الستينيات والسبعينيات، فكثير منها أعمال سجلت في قائمة (أعظم مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية).

فقد قدمت قيماً مضافه وبعضها شارك في تغيير قوانين للأحوال الشخصية، وكما يحدث في السينما العالمية الأمريكيه التي ساعدت على إحساس المواطن الأمريكي بأنه يعيش في بلد الأحلام والحريات وإحقاق الحق والعدل.

مطلوب فنون تساهم في تنمية الوعي والمعارف

فنون تساهم في تنمية الوعي

فهل لنا أن ندرك؟، وأمام ما يحيط بنا ونلاحظه ونتابعه قيمة فنون تساهم في تنمية الوعي والمعارف، منذ نعومة أظافري أتابع السينما.

وكنت أشاهدها حتى زادت معارفي أدركت أنه ومنذ فيلم (العظماء السبعة) لـ (يول براينر وستيف ماكوين وجيمس كوبرن وشارلزبرنسون، وأيلي ولش)، الفيلم كان يقدم قيمة الدفاع عن الأرض.

وجاءت الكلمة من فم عجوز وحكيم القريه وكانت قاتلة بمعنى قاتل المحتل، وإلى الآن تقدم السينما معاني بسالة الجندي الأمريكي مثل فيلم (إنقاذ الجندي ريان) لتوم هانكس.

وحتي فيلم (جلاديتور – المصارع) أجد الفيلم فيلم سياسى لاستغلال الطغاة للعوام والعبيد، وهم يصارعون الأسود والعوام والجهلاء، تشاهد ولاتدرك إلا أنها متعة المشاهدة وتهليل العوام، وتلك عظمة الفنون الواعية.

الفنون والإعلام  قطبى تكريس قيم الولاء، فما حدث في ألمانيا، وكيف ساهم إعلام (جوبلز)، وزير إعلام (هتلر)، إن الألمان هم الجنس (الآري) المميز للبشرية والمستحق للسيطرة على العالم، وكيف زحفت المانيا إلى أن انهارت أمام روسيا وسقطت في الحرب العالمية الثانية ووقعت (معاهدة فرساي).

 إنه الإعلام ياسادة:

علينا أن نهتم بأضلاع مثلث الوعي (تعليم وإعلام وفنون) هكذا نسير في ركاب الدول الكبرى ونحافظ علي تاريخ عظيم لـ (مصر) العريقه التي تنطلق وتستحق.

هل ساعدت شبكات التباعد ومنصات السبوبة على تكريس تلك الحاله التي أصابت البعض بعدم المبالاة، بل والهرتلة، وأضافت مهازل سبوبة (التيك توك) وابتذال البعض منها وأخرى خبيثه وهنا حتمية السؤال؟

أين الأعمال التي تحمل قيمة مضافة؟

كم كبير من أعمال تقدم عنف وكوميديا، وقليل من أعمال تقدم مواضيع ذات قيمة وتكرس لإعمال العقل ولا تعتمد على الصدف، لكنها  تتوه وسط تلال من أعمال تخاطب جماهير الطبقه التي تبحث عن المال والثراء بكل السبل.

حاله أجدها خطيرة ويقلدها الشباب في زمن ثقافة (البوست)

زمن ثقافة (البوست)

وتلك حاله أجدها خطيرة ويقلدها الشباب في زمن ثقافة (البوست) وتراجع الصحافة الحقيقية – إلا من القليل – وأصبح الشباب يأخذ المعارف من وسائل حديثه قد يكون بعضها محمل بأفكار وتوجهات ضارة بالصالح العام.

وهنا علينا الانتباه فالعالم من حولنا أصبح علي الهواء لحظه بلحظة، أطماع ودسائس وقتال في الغرب والشرق، وأصبح البقاء  يتطلب قوة ووعي.

وهو ما أطالب به من خلال تأكيد قيم الولاء والانتماء في المدرسة والجامعة، وتقديم أعمال تساعد الشباب على الانتماء واليقظه لما يدور حولنا.

أتمنى أن تكون فنون الإبداع في (مصر)، بما فيها السينما والمسرح  معنيه بتنوير غير مباشر للجمهور بدرجاته لخدمة قيم لصالح المجتمع، ولا نترك الفنون تتحول فقط لترفيه وتسلية.

فقد كانت وشاهدت حتى منذ (صندوق الدنيا) يقدم قيم انتصار الحق ونصرة المظلوم وروح الفضيلة وأخلاق الفرسان.

لا يمكن ولا يجوز أمام مانشهده في العالم من حولنا أن يتقاعس الفن عن أداء الدور المنوط به في التوعية وإعمال العقل، لقد أدرك الغرب والعالم الذي ادعى التحضر أهمية السيطرة تكنولوچيا الحداثه والتواصل.

بعد أن استغل بذكاء فنون الإبداع وأهمها السينما لتكريس قيم القوة والإنسانية، والبلاد، الأحلام، والحريات، وماهية إحساس مواطنيه بأنهم غاية في التحضر والتميز والشجاعة.

وأعتقد وبكل صدق: انكشفت شعارتهم وأكاذيبهم في أحداث (غزة)، وفي كثير من بلاد العالم وبدأ الشباب لديهم يستيقظ، وهنا علينا أن ندرك طول الليل يعقبه بزوغ فجر مهما طال الظلام.. (مصر) تنطلق وتستحق.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.