بقلم : محمد حبوشة
هناك فارق كبير بين الضحك والكوميديا؛ عند الفنان القدير (عبد الله مشرف) فالضحك عنده غريزة إنسانية فطر عليها الإنسان، نتاج تفاعلات كيميائة فيزيائية، وعلى سبيل المثال (الزغزغة) أو النكتة، أو غير ذلك من المثيرات الفسيولوجية التى تنتج الضحك، أو لعلها مقرونة بغريزة الانتصار فى وضع المقارنة أو ما يسمى نظرية الإحلالية عن شخص وقع فى مقلب تتعالى ذواتنا عنه.
فالضحك يختلف تمام الاختلاف عن فن صناعة الكوميديا، لدى (عبد الله مشرف)، ولا يتسع المقام لذكر مسببات الضحك وشئونه لديه، أما فن صناعة الكوميديا فهو ما نراه أصبح من الندرة إتقانه، ذلك أن فنون الكتابة فيه صعبة المنال، فلها تاريخها ولها حرفيتها أيضا، ولذلك أصبح جل فن الكوميديا هو استدرار للضحك بلا حرفية أو تقنية، بدءا من التأليف، مرورا بالممثل، وانتهاء بالكاتب نفسه.
ومع ذلك فهنالك عدد قليل جدا من الممثلين يملك القدرة على جلب الضحك النابع من القلب على جناح أداء كوميدي عفوي يبعث على البهجة وسط أجواء تراجيدية تميل في جوانب كثيرة منها إلى المأساة، ومن هؤلاء القلة القليلة في مصر والعالم العربي الكوميديان الكبير والقدير (عبد الله مشرف).
صاحب العلامات المميزة في السينما والمسرح والتليفزيون، فهو يعرف كيف يمتلك القدرة على إضحاك الجمهور بالابتعاد عن الأشكال الكوميدية منتهية الصلاحية بل على طريقته الطازجة جدا.
(عبد الله مشرف) يسير في فنه الكوميدي اللاذع على طريق (شيشرون) الذي يقول: (أنه لمن الفن أن يبدو العمل خاليا من الفن!)، وربما هذا مايفسر لنا أن هذا الرجل يصل إلى تحليل البساطة والتلقائية فى تقديم العمل الفنى إلى هذا الحد خاصة فى الأعمال الكوميدية المترتب عليها تقديم صيغة فنية طبيعية لإضحاك الجمهور.
ولعل جانبا من هذا عند (شيشرون) فى كتابه (المسرح الفرنسى المعاصر)، فقد فرد فصلا كاملا عن النظريات وفلسفة صناعة الضحك وكيفية صياغته فى عمل فنى قادر على إدخال البهجة على الجمهور؛ وهو ما استوعبه على ما يبدو لي (عبد الله مشرف) وترجمه في أعمال استطاعت إدخال البهجة والسعادة في نفوس جمهور يتعطش لنوع الكوميدية النابعة من القلب.
فلسفة الضحك عنده
يقول الفيسلوف الضاحك الباكي (برجسون) أنه يمكن تلخيص نظرية أسباب الضحك فى العبارة الآتية: (ينجم الضحك عن كل ما يبدو لنا واقعيا من صميم الحياة وفى الوقت نفسه يبدو لنا مدبرا تدبيرا آليا)، بينما قال (ملينان): (ينجم الضحك عن كل ما يدخل فى نطاق السخف والحمق وفى الوقت نفسه نشعر بأنه عادى مألوف لنا).
ثم تأتى نظرية (لوسيان فابر) لتقول: (ينجم الضحك عن كل ما يثير فى النفس القلق والخوف فى البداية ثم ينتهى بنهاية سعيدة)، بينما أنهى (مارسيل بانيول) هذا الجدل فى كتابه (على هامش الضحك) ليهدم هذه النظريات جميعا ويعرض وجهة نظره ونظريته فى الضحك.
حيث يرى: (أنه ليس فى الطبيعة مصادر ينجم عنها الضحك لأنه ليس هناك شيء مضحك فى ذاته، ويرى فى اعتقاده أن الضحك يأتى من الشعور بالتفوق والنصر بمعنى إحساس الجمهور بالتفوق)، وهذا على حد تقديري ما آمن به (عبد الله مشرف) من بدايات انخراطه في مجال التمثيل الكوميدي.
فالضحك فى رأيه يقبل رأي (مارسيل بانيول): هو صيحة النصر وتعبير التفوق المؤقت الذى يشعر به الضاحك على الشخص الذى يضحك منه، ويشرح وجهة نظره بمثال لفنان الكاركاتيور يقول.. (أن هذا هو الإتجاه الذى ينتحيه فنان الكاركاتيور لإثارة الضحك فهو يعتمد على اختيار رسم يتيح للقارئ لذة الانتقام فنراه مثلا يدق على رأس ملك تافه أرعن أو كاتب متعجرف فاشل فيأتى رسمه مثيرا للضحك لأنه يشعر القارئ بالتفوق والنصر.
وبالتالى يستخدم كتاب الكوميديا هذا المنطق فى صناعة مواقف مضحكة داخل أعمالهم المسرحية، تماما كما كان يفعل (عبد الله مشرف) مع شخصياته العديد من خلال (نكش الشعر) أو النظر بعين جاحظة تحمل ملامح الشر في قالب كوميدي لا تخطئه الذائقة السليمة، باختصار هو يركز على الجسد من أجل إثارة الدهشة والإعجاب.
ربما لا يحتاج الفنان الكوميدي إلى دراسة الكوميديا بل يعتمد على موهبة من الله، كذلك لا يمكن أن تكون الكوميديا مصطنعة وإلا تبدو سخيفة على الغالب، فاذا توافرت لدى الفنان الإمكانات بالإضافة إلى الموهبة، يستطيع أن يقلب النص من درامي الى كوميدي.
في هذه الحال يمكن أن نطلق عليه لقب فنان كوميدي، مثل (عبد الله مشرف) في كثير من الأعمال المسرحية المكتوبة بطريقة درامية والكوميديا فيها عادية نوعا ما، لكنه كممثل كوميدي حقيقي يحولها الى كوميديا رائعة ونظيفة، وهو هنا يمثل فئة قليلة من فناني الكوميديا في الوطن العربي الذين يملكون تلك الميزة النسبية.
وهو ما تجلى في مسرح (عبد الله مشرف) مع الفنان الكبير والقدير(محمد صبحي) حيث شاهدناه يحظى بجمعٍ كثيف من المصفقين عندما يظهر على المسرح، وسط ديكورات فارهة وموسيقى صاخبة تتراقص معها جدران المكان من فرط عذوبة أدائه الكوميدي.
بين القاهرة والمنصورة
ولد الفنان (عبد الله مشرف) في محافظة القاهرة، وكان والده كان يعمل بالسكة الحديد بمدينة المنصورة، في طفولته قام بعمل سينما في منزله حيث كان يؤلف قصصا من خياله ويقدمها لإخوته، وأول فيلم قدمه لهم كان اسمه (حادثة في قطار 205).
ولم يكن يروق للطفل (عبدالله مشرف) وقتما كان عمره لايتجاوز الست سنوات، سوى مشاهدة الأفلام في السينما بالمنصورة، وبمجرد عودته لبيته يجمع أطفال أسرته، ليصبحوا هم الجمهور، ويمثل لهم ما شاهده في السينما، ويتحول هو لممثل يؤدي كل الأدوار الموجودة بالفيلم، ويتقمصها رغم صغر سنه، ببراعة فائقة.
وعن طفولته يقول (عبد الله مشرف): ولدت في السيدة زينب، وبحكم عمل والدي كمهندس في السكة الحديد انتقلنا معه إلى المنصورة، لنعيش في فيلا بالقرب من المحطة، يسكن فيها كل من يتولى منصب والدي، وشهدت الساحة الموجودة أمام الفيلا تقمصي للعديد من الشخصيات، حيث كانت تتحول لدار عرض أمثل فيها أمام أولاد عمي وأشقائي.
كما كنت أقدم لهم قصص من خيالي وأجسد خلالها كل الأدوار، وربما تصاب بالدهشة عندما يكشف لك (عبد الله مشرف) أن شخصية (عبدالله) التي اشتهر بتقديمها وارتبطت بمسلسل (يوميات ونيس) هو مخترعها، وتزداد دهشتك عندما تعرف أن هذا الاختراع تم عندما كان مشرف طفلا.
حيث ابتكر من بنات أفكاره طفلين توأم اسمهما (حسن وحسانين) يتحدثان بنفس الطريقة البلهاء التي تحدث بها (عبدالله) مع (ونيس) وفي فيلمي (الكيف وكتيبة الإعدام) فيما بعد.
ويتابع (عبد الله مشرف): في هذا الصدد عملت شخصيتين اسمهما (حسن وحسانين) يتمتعان بقوة خارقة، لا يموتان حتى إذا ضربا بالنار، وهما توأم يتحدثان بنفس طريقة (عبدالله) التي أحبها محمود عبدالعزيز، وقدمتها معه في الكيف، وأحبها أحمد زكي وطلب مني تقديمها في (البيضة والحجر)، ثم محمد صبحي في ونيس، وبعدها قررت عدم تقديمها مرة أخرى سوى مع (ونيس).
واستكمالا لحديثه عن حياته ما قبل احتراف التمثيل، فيؤكد (عبد الله مشرف) أن بعد حصوله على الإعدادية وقضاءه 3 سنوات يحاول فيهم اجتياز الثانوية العامة، ليحصل على مجموع النجاح فقط 50%، وبعد عودته مع أسرته للقاهرة، بدأ يفكر كيف يحصل على مؤهل عالي بهذا المجموع.
وفي أثناء ذلك، عرض عليه صديق يعمل موظف أمن الذهاب معه لمشاهدة الفنانين الذين سيحضرون افتتاح (عمر الخيام) – فندق ماريوت حاليا – وتواجد في هذا الحفل عدد كبير من الفنانين منهم (فريد شوقي، حسن يوسف، لبنى عبدالعزيز)، والكاتب إحسان عبدالقدوس.
معهد الفنون المسرحية
وبعد حضوره الحفل بدأت الصدفة تلعب دورها في حياة (عبد الله مشرف)، فقادته قدماه برفقة صديقه وبغير ترتيب إلى الفيلا التي كانت مقر المعهد العالي للفنون المسرحية في الزمالك، ولفتت (اليافطة) المُعلقة انتباهما فلأول مرة يكتشفا أن للتمثيل معهد يمكن الالتحاق به، وكان امتحان التمثيل على الأبواب، فصرخ فيه صديقه قائلا (المعهد ده معمول علشانك).
ولأن حبه للتمثيل لم يكن حلما عابرا، ولكنه لا يعرف السبيل إلى تحقيقه، حتى اكتشف وجود طريق أكاديمي، حيث كان يعتقد أن كل نجوم السينما دخلوا المجال عبر الصدفة، يقابلهم مخرج ما ويمنحهم البطولة، وكانت فكرة احتراف التمثيل غائبة عن مخيلته.
ويستطرد (عبد الله مشرف): تاني يوم روحت المعهد، لقيت طالب نازل من على السلم وكان اسمه (هناء عبدالفتاح)، في سنة تانية وطالع تالتة، ربنا بيبعتلي إشارات، قولتله أنا بحب التمثيل، وجسدت أمامه مشهد من مشاهدي، فأعجب كثيرا بآدائي.
ولكنه نصحني بأن أتقدم لامتحان المعهد بتجسيد أدوار أخرى، وذهبت لمقابلته في إذاعة الشريفين، حيث كان يشارك في عمل اسمه (عائلة مرزوق أفندي)، وأعطاني دور (هاملت) ودور (هيمون)، كي أحفظهم، وبالفعل نجحت في الاختبارات لالتحق بالمعهد عام 1964.
تخرج (عبد الله مشرف) من المعهد بعد أربع سنوات، ليجد الجيش في انتظاره، فقد كانت البلاد تعيش حرب الاستنزاف، وكان لزاما على الشبان نسيان حياتهم الخاصة والانخراط في الحرب دفاعا عن الأرض (فما أخذ بالقوة لا يُسترد بغير القوة) – كما كان يردد دائما الرئيس جمال عبدالناصر – فتم تجنيد مشرف في 19 سبتمبر عام 1968، وظل متواجدا في الجيش لمدة ست سنوات، انقطع خلالهم عن التمثيل.
حيث تم توزيعه كعسكري في منطقة (طوسون) بمحافظة الإسماعيلية، أمام القناة، واستمر هناك لثلاث سنوات حتى رحل عبدالناصر، وجاء الرئيس أنور السادات ليأمر بترقية أصحاب المؤهلات العليا لرتبة ضابط، فتم توزيع مشرف على (كتيبة 168) دفاع إقليمي بمحافظة أسوان.
أهوال حرب الاستنزاف
وعن الثلاث سنوات التي قضاها مشرف كعسكري وقت حرب الاستنزاف، يقول (عبد الله مشرف): شُفت كثير في حرب الاستنزاف، كنا نروح على عربية الأكل ليلا، فنجد أنوار ساطعة وضرب نار، وجنود مننا قتلى، مررنا بمواقف خطيرة في الجبهة.
فمنطقة طوسون كانت قريبة للغاية من (الدفرسوار)، والتي كانت تُضرب كل يوم، فلم يكن أحد منا يعرف إذا كان سيعود لبيته مرة أخرى أم لا، لافتا إلى أن الحرب قامت أثناء تواجده في أسوان، وأن وزير الخارجية الأمريكي الأسبق (هنري كيسنجر) قابل (السادات) هناك.
عادت الحياة لطبيعتها بعد انتهاء الحرب، وبدأ الجيش ينهي خدمة المجندين، فعادوا للحياة وخير (عبد الله مشرف) ما بين الالتحاق بالمسرح القومي ومسرح الطليعة، فاختار (الطليعة) لأنه يمنح الفرص للشباب على عكس (القومي) الذي كان يستأثر فيه بأدوار البطولة كبار النجوم، وتمنح الوجوه الشابة أدوار الكومبارسات.
ويؤكد (عبد الله مشرف) أنه لم ينجح في سنوات عمله الأولى في تحقيق ما كان يرنو إليه، فبعد مشاركته في أعمال خفيفة بالتليفزيون، قرر أن يقتصر عمله على مسرح الطليعة، حتى قابل مساعد المخرج (حمدي الإبراشي)، والذي رشحه لأداء دور بمسلسل (الفتوحات الإسلامية) مع المخرج (ممدوح مراد).
ويقول (عبد الله مشرف): (ذهبت وحصلت بالفعل على دور في حلقة واحدة لشخصية تُدعى القائد (رماح)، وتقاضيت عن الدور 60 دولارا أمريكيا، شكرت (الإبراشي)، وعدت لمنزلي وبدأت أقرأ السيناريو.
لكن انتاب (عبد الله مشرف) عند قراءة السيناريو شعور بالصدمة، ولكنه يستعيد هذا الموقف ضاحكا: فقد وجد أن دور القائد (رماح) مكتوب كالآتي: (القائد رماح راكبًا جواده آخذا سهما في صدره، وهو يقول واهًا لريح الجنة)، ويضيف: (قعدت أفر في الورق، اتضايقت جدا وأخذت موقف من المسلسل، وقررت أرجع الفلوس والحلقة)، وشُحنت بطاقة سلبية تجاه الفن، مقررا الابتعاد عن التميثل في التليفزيون والاكتفاء بتواجدي في مسرح الطليعة مساء.
بعد أن هددتهم بالذهاب للسادات لأقدم ضدهم شكوى، ودخلت للفنان (أحمد عبدالحليم) وسألته: هما المخرجين مش بيجيبوني ليه، أنا عايز حوافز، مش عايز دور أن شالله افتح واقفل الستارة، وإلا هروح للسادات وأعمل مشكلة، أنا حاربت ودافعت عن هذه البلد، وإلى جانب عمله في المسرح اختار لنفسه عملا آخر، وهو مساعدة شقيقه في مشروعه الخاص (سوبر ماركت).
مفارقة القائد رماح
اتجه (عبد الله مشرف) لحمدي الإبراشي، ليعيد له السيناريو وما تقاضاه، قائلا: قررت الابتعاد عن الفن، (مش عايز اشتغل فيه تاني، وزعقت لحمدي قائلا: أنا خريج معهد، يعني ايه آخد دور أقول فيه (واها لريح الجنة)، فسمعني (ممدوح مراد، حاول ممدوح امتصاص غضب مشرف، مؤكدا أنه يعرفه من المعهد، ويؤمن بموهبته، لكنه جاء بعد توزيع كافة الأدوار، وأمام طريقة ممدوح الراقية في الحديث مع مشرف، وافق على أداء الدور.
وتم تحديد موعد التصوير وطلب منه التواجد أمام مكتب المنتج (رياض العريان) في تمام الساعة السادسة صباحا، لتصوير دور (القائد رماح) مع المخرج (نيازي مصطفى).
ذهب (عبدالله مشرف) قبل التصوير بيوم ليسأل: كيف يوقع عقد مع المخرج ممدوح مراد، ويذهب للتصوير مع (نيازي مصطفى)، فعرف أن نيازي يخرج فقط المعارك الحربية، وهناك كان موعد (مشرف) مع صدفة أخرى، فوجد الممثل الذي كان سيؤدي شخصية (يونس المصري) معترضا على المبلغ الذي سيتقاضاه ورفض المخرج أن يدفع له أكثر من 500 دولار، فسحبوا دور (القائد رماح) من مشرف ومنحوه دور ليونس المصري.
لم يكن (عبد الله مشرف) ينوي تمثيل الأدوار الكوميدية في بدايته الفنية، لكنه بحكم عمل في مسرح (الطليعة) كممثل وكان يحصل على أجر 17 جنيها كراتب شهري، شارك بأدوار صغيرة في العديد من المسرحيات مثل (عفاريت من ورق، ليالي شهر زاد، الدندرمة).
ولأن المسرح هو المدرسة الحقيقية للفنان، كما يرى (عبد الله مشرف)، لذلك عمل في مسرح الممثل والمخرج الكبير (محمد صبحي)، الذي شاركه في بطولة العديد من المسرحيات، منها (عائلة ونيس، أنت حر، الهمجي، وجهة نظر، تخاريف، لعبة الست، كارمن)، كما شارك في مسرحيات (ملك سيام، ماما أمريكا، سكة السلامة).
بعد فترة من العمل المسرحي، إتجه (عبد الله مشرف) إلى التلفزيون، وقدم عددا من المسلسلات، منها: (رجل خطير جدا، على هامش السيرة)، ثم بدأت شهرته تتصاعد، من خلال المسلسل الاجتماعي الكوميدي (يوميات ونيس) الذي شارك بعده في العديد من الأعمال التلفزيونية.
ومنها: (زيزينيا، أبو ضحكة جنان، أولاد الشوارع، العمة نور، فارس بلا جواد، أنا مش أنا، من قصص القرآن الكريم، نور الدين زنكي، حصاد الشر، اتنين في الصندوق، اللعبة، عمر ودياب، ولاد إمبابة، يا أنا يا جدو، الدخول في الممنوع، لمعي القط، الكيف، صد رد، بين السرايات، هى فوضى، لهفة، المرافعة، إمبراطورية مين، العقرب، حاميها حراميها، مدرسة الأحلام، صايعين ضايعين).
أفلام مهمة في السينما
كما اقتحم (عبد الله مشرف) عالم السينما، وقدم أول أدواره من خلال فيلم (التخشيبة) مع المخرج عاطف الطيب، وشارك أيضاً في بطولة العديد من الأفلام، منها: (جري الوحوش، كتيبة الإعدام، البيضة والحجر، الهروب، الهجامة، رحلة حب، كذلك في الزمالك، قلب جرئ، عايز حقي، العيال هربت، عيال حبيبة، وش إجرام، كلام في الحب، جعلتني مجرماً، كاريوكي..
فضلا عن: خليك في حالك، البلياتشو، بوبوس، صياد اليمام، عمر وسلمى 3، سمير أبو النيل، كلبي دليلي، شنطة حمزة، الأبلة طم طم، حصلنا الرعب، صنع في مصر، واحد صعيدي، حسن ومرقص، كابتن هيما، عريس من جهة أمنية، غبي منه فيه، خسسني شكراً، خط الموت، ضغط عالي، قهوة بورصة مصر).
أشهر أقوال عبد الله مشرف):
** التواجد سهل ولكن الأهم هو اختيار العمل الجيد، خصوصا أننى أختار خطواتى بدقة.
** لا يوجد ما يسمى بالأفضل فكل النجوم محترمين لأنهم مختلفين، وكل فنان له أسلوبه، فمثلا عادل إمام (مجرد ما بشوفه بضحك على طول)، فهو له شخصية وأسلوب فى تقديم أعماله الفنية.
** كل زمن وله أسلوبه المسرحى الذى يميزه، فالمسرح قديما كان ينتج الروايات الطويلة التى تكون من أكثر من ثلاث فصول، ولكن الآن الرواية لا تتعدى الفصلين.
** المسرح هو المدرسة الحقيقية للممثل، وهو الشهادة الوحيدة الحقيقية لأنه اختبار علنى، والحكم فيه للجمهور، ومن الصعب بل من المستحيل أن ترى ممثلا مسرحيا غير ناجح فى السينما والتليفزيون.. المسرح يثقل الفنان.
** ظروف المجتمع أدت إلى قلة الإنتاج، ويحب أن نكون قادرين على الاستمرار فى الإنتاج برغم كل الظروف الصعبة.
** الفن ده تعليم ورسالة، والفنان لا بد أن يكون صادقا للنهوض بفكر الناس، تلك هى رسالة الفنان من خلال السينما والمسرح، والأساس أن يكون الفنان مخلصا لجمهوره.
وفي النهاية لابد لي من تقديم تحية تقدير واحترام واجبة للفنان الكبير والقدير (عبد الله مشرف) الكوميديان الذي يمتلك نبرة صوت مميزة، يعشق التمثيل، يهتم باختيار الأدوار، لا يتردد فى مساندة الوجوه الجديدة، وهو يمتلك رصيدا كبيرا من الأعمال الفنية، سواء فى المسرح أو السينما أو التليفزيون.
حيث شارك خلال مسيرته الفنية بأكثر من مئة وثلاثين عملاً سينمائياً، وأكثر من سبعين مسلسلاً تلفزيونياً، والعديد من المسرحيات، وبعض المسلسلات الإذاعية وبرامج الرسوم المتحركة، لكن يبقى الرصيد الأكبر فى قلوب المشاهدين، خصوصا أنه فنان يحترم نفسه ويخلص لفنه، وعلاقته طيبة بكل زملائه من الفنانين .. متعة الله بالصحة والعافية ونتمنى له الاستماع بحياته بعد الاعتزال)، وستبقى أعماله الجميلة خالدة في ذاكرة المصريين.