بقلم الإعلامي: على عبد الرحمن
تصدر فيلم (أولاد رزق) الجزء الثالث أفلام العيد محققا أعلي إيراد يومي في السينما المصريه 23 مليون جنيه، وهو من إنتاج هيئة الترفيه السعودية، وبرعاية موسم الرياض، وقد تكلف هذا الجزء 8 مليون دولار أي ما يعادل 380 مليون جنيه مصري.
ولدينا مجموعة تساؤلات حول هذا الحدث هى: أولا: ماهى حتمية الأجزاء في هذا الفيلم، رغم أن كل جزء عباره عن عملية سرقه ونصب وخيال للحل يتم الكشف عنه في نهاية الفيلم في كل مره!
ثانيا: ماقدمه الجزء الثالث لفيلم (أولاد رزق) من تسويق لمعالم المملكة وأبراجها وهيئة الترفيه وموسم الرياض ومباراة الملاكمة وملاهي ومطاعم وبحيرات البوليفارد بالرياض، وكذا ظهور المستشار تركي آل الشيخ ،هذه الدعايه لاتقدر بثمن وليتها حدثت للقاهرة ومصر في الجزئين الأول والثاني.
ثالثا: هذا تطويع لنجوم الفن المصري للترويج للمملكه والهيئه والموسم من (رامز جلال) حتي قاضية (أولاد رزق)، مرورا بحفلات وعقود وعزومات رموز الفن المصري!
رابعا: يبدو من الوهلة الأولي أن المشكله مشكلة تمويل وإنتاج وأن رأس المال السعودي طغي على المشهد الفني والإعلامي، والسؤال أين رؤس الأموال المصرية؟، وأين رجال أعمال مصر؟، وأين شركات الإنتاج المصرية وأين جهات الإنتاج الرسمية؟
وأين وزارة الثقافة وقطاع إنتاجها؟، وأين مدينة الإنتاج وأين المتحدة وأين اتحاد المنتجين وإتحاد الفنانين والنقابات الفنية، واستثمارات كل هؤلاء في صناعة السينما، إن كانت المشكله هى التمويل فقط؟
وأين دور الدولة وإنتاجها؟، وأين صندوق دعم صناعة السينما؟ وأين مشروع الـ 2 مليار للاستثمار في هذه الصناعة بإشراف وزارة الاستثمار منذ أيام الوزير محمود محي الدين؟!
سعودة أو خلجنة أو تهجين
وهل مايحدث سعودة أو خلجنة أو تهجين للفن المصري؟، ولماذا؟، ولصالح من؟، ثم أمام رد فعل الخبراء والمختصين وأهل الصناعه عن مغزي هذا الحدث؟.
وبالتزامن المقصود معه تم نشر أخبار وصور للقاء (بناء ومثمر) حسب توصيف أصحابه بين السيد عمرو الفقي المدير التنفيذي للشركه المتحدة للخدمات الإعلامية وبين السيد تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للترفيه، والمنظمه لموسم الرياض.
ليتم الإعلان عن شراكات إنتاجيه في مجال الفن بين (المتحدة والهيئة)، ولماذا لم تقم هذه الشراكات من قبل إنتاج (أولاد رزق) الجزء الثالث مثلا، وتم الإعلان عن إنتاج الهيئه لـ 3 حفلات في العلمين.
ولست أدري هل تنظيم حفلة في العلمين يحتاج بيت خبرة أو ممول؟!، وكذا إنتاج 4 مسرحيات برعاية (موسم الرياض)، ولست أدري أيضا من المسئول عن تراجع وإختفاء المسرح المصري؟!
وتم الإعلان عن اتفاقات بين وزارة الثقافة المصرية وهيئة الترفيه وموسم الرياض!، وتم الإعلان عن شراكات بين صندوق big timeللأفلام، وهو سعودي برأس مال قدره 50 مليون دولار لإنتاج مسرحيات وحفلات وأفلام بمشاركة مستثمرين سعوديين!، وأين المستثمرون المصريون؟!.
وتوالت الأخبار بالتزامن مع عرض الجزء الثالث من (أولاد رزق)ـ، فهذا فيلم (الاسترليني) لمحمد هنيدي من إنتاج هيئة الترفيه وبرعاية موسم الرياض، وهذه مسرحية (الملك والشاطر) ليسرا وأحمد عز من إنتاج الهيئه وبرعاية الموسم.
وهذا لقاء بين (تركي وعمرو دياب) وإتفاق على فيلم يجمعه مع (نانسي عجرم)، وعديد من أخبار التعاقدات والرعايات والإنتاج لأفلام ومسرحيات وحفلات لنجوم الفن المصري!
فهل هذه الخطوات هى سعودة للفن المصري، أم هي تهجين لروافده، أم قضية رؤوس أموال فقط، أم وداعا للقوي الناعمه ام إحياءا سعوديا للفن المصري ام إعادة لمسرحنا أم ريادة لدولة شقيقة، أم تراجع لدورنا السباق أم تسلم راية الفن لآخرين، أم هى قاضية (ولاد رزق) بجد التي ستقضي علي كل ريادة وسبق وتفوق وتفرد؟!
وهل المشهد غائب عن أعين الدوله وجهاتها المعنيه بصناعة السينما والفن عموما، أم سئمنا الريادة والسبق وقررنا تركها، أم توطئة لأرشيف قادم غير مصري ووجوه قادمة غير مصريه وأفكار قادمة غير مصريه وسيطرة قادمه غير مصريه ومشهد قادم يخلو من كل مصري؟
ريادتنا وقوتنا الناعمة
أم أنني أبالغ في توصيف واستشراف المشهد، أم أن القادم لايسر!، دعوتي للدولة وجهاتها الإنتاجيه وإتحاداتها ونقاباتها ومبدعيها ورجال أعمالها؟.
دعونا نشكل صندوقا أو تحالفا لإحياء الفن المصري وعودة ريادته ودعم قواه الناعمة، من خلال استثمار مشترك ونصوص جيده وفرق عمل ماهرة، ولتشرف عليه وزارة الثقافة أو السياحة أو المتحدة أو اتحاد الصناعات، من أجل سينما ومسرح وحفلات وأحداثا مصرية رائده تحفظ سبقنا وريادتنا وقوتنا الناعمة.
فالأمر ليس تمويلا فقط، بل فكر وتنشيط سياحة وتوسيع الاستثمار، ودعم هوية وترسيخ ثقافة، ونشر قوي ناعمة، وكل ذلك يستحق إنشاء الصندوق الفني الاستثماري وأعتقد أن أرباحه ستغري رجال أعمال مصر وروؤس أموالها للدخول في هذه الشراكات الإنتاجيه من أجل مصر ومن أجل الربح أيضا.
وكفانا تراجعا، فبعد بيع أرشيف السينما واحتكار مطربينا وتفوق منظومات الميديا، واحتكار نجوم الفن وصناعة الأحداث والمهرجانات سياتي احتكار الإنتاج للأفلام والمسرحيات والحفلات، وماذا سيبقي لنا بعد ذلك؟، أم يومها سنبكي علي اللبن المسكوب الذي يستحيل جمعه أو استرداده!
أفيقوا أهل الصناعه واستيقظوا ياحراس القوى الناعمة وسارعوا أيها الوطنيون من أجل مصر ومستقبل قواها الناعمه، ألا هل بلغت اللهم فاشهد.. وتحيا دوما مصر أيقونة الفن ومصدر إشعاعه، ومهد مبدعيه.. آمين.