بقلم الفنان التشكيلي الكبير: حسين نوح
تعددت وتنوعت معاملاتي مع كثيرين من مختلف أنواع البشر، وأخيراً وصلت لبعض القناعات، أجدها قد تفيد البعض وخصوصاً الشباب، الحياة قاسية والطبيعة أحياناً تتوحش وبالمثل يفعل البشر ونجد بعد كل تجليات الحداثة ومطالب الفلاسفة والمفكرين بإعمال العقل نجد أمامنا عالماً (على الهواء) مباشرة.
هذا العالم العجيب والغريب لا ينفك يقتل بعضه البعض وأطفال تموت وأمهات تصرخ وشيوخ تنظر إلى السماء طلباً للرحمة.
وتستمر مشاهد القتل (على الهواء) أمامناً وليس في مناطق معينه بل في كثير من أنحاء العالم فمن أوكرانيا الي السوادان ومهازل ما يحدث في فلسطين المحتلة!
العجيب والمدهش أن الحياة وبكل مفرداتها ورغم تجليات الحداثة والاكتشافات فلدينا كثير من علامات الاستفهام، فتدور المناقشات والاجتهادات والبحث عن يقين، ولا يقين، فالحروب لها غايات نحاول أن ندركها ولا يقين فقط مصالح وتوحش إنساني.
وحتى الأوبئة فمازال النقاش يدور بحثاً عن يقين عن وباء (كورونا)، وكيف وقف العالم ومليارات وأبحاث، ولكن لا يقين ونصل إلى الإنسان بكل أطيافه، فما زال يبحث، فقط محاولات واجتهادات.
ويؤكد المشهد العام كما نشاهده (على الهواء) أننا أمام كثير من علامات الاستفهام وينتصر التكرار اليومي للإعاشة اليومية ونتصالح مع واقع عجيب.
المحتل مستمر في إبادة شعب
هل نندهش؟: نعم نندهش فقد عرّف بعض المفكرين (استيفن كوفي) الحياة بإنها غير عادلة والناس غير منطقيين ولا يهمهم غير مصالحهم، وهنا نجد ذلك أصبح جلياً أمامنا، بل تجاوز الأفراد إلى الدول، وتؤكده صورة الأحداث يومياً واعتدنا تلك المشاهد (على الهواء)!
العجيب أن المحتل لفلسطين مستمر في إبادة شعب وكأنه لا يبالي بما يصنعه من مشاهد مسجله يشاهدها العالم لحظة بلحظه لأشلاء الأطفال والنساء.
ومتجاهلاً صراخ أهالي الأسرى والجنود تجري مذعورة تنتظر طلقات أصحاب الأرض من تحت الأرض تخرج من بين الأنقاض، بل وتقتل جنود الاحتلال من المسافة صفر ولا تخاف الموت.
لقد أصابهم يأس من الشجب والقرارات المحنطة ويعانون منذ نعومة أظافرهم من توحش بربري لمحتل اعتقد أن القوة فقط هى السبيل إلى تحقيق أحلامه البائسة المبنية علي تجارب أكد التاريخ أنها فاشله فلا بقاء للاحتلال، وحين تضغط وتقتل فأنت تحول أصحاب الأرض إلى قنابل لا يستطيع أحد إيقافها.
اليأس حين يلتقي ويلتحف بالحق الذي بدأت كل شعوب العالم تراه إلا المحتل وتوابعه التي فقدت كامل مصداقيتها أمام العالم دون فلاتر إعلامه الموجه (على الهواء) مباشرة، ومن خلال وسائل تواصل أخرى لا سيطرة للدول عليها.
ويكثر التلاسن ويزداد البحث عن يقين ونجد سردية المحتل مستهلكة لا تقترب لأي منطق إلا كلمات لا يقتنع بها عاقل منها القضاء علي المقاومة، ولم يحدث ولن يحدث، فالمقاومة فكرة وكل طفل وشاب شاهد دم تحول إلى مقاتل ضد الظلم والمعاناه والاحتلال.
ودفن الأبرياء بعنف يختزن في قلوب كل مشاهد ومتابع لمجازر احتلال مأزوم يحاول بكل الطرق تحقيق نصر، ولكن عبثاً فيزداد جنوده توحشآ ويشاهدون تساقط من حولهم فيزداد توحشهم.
جنون الدم والانتقام
ونشاهد نحن والعالم جنون الدم والانتقام، وينتصر أصحاب الحق ويزهد شباب ويخرج يهتف ضد الاحتلال ويبحث عن الحقيقة، وتحكم محكمة العدل ويزداد البطش وينفعل اليمين المتطرف ويتجاوز في تصريحاته فيؤكد بإنفعالاته.
كما يفعل (بن غفير وسومترش) مدى الأزمة التي وضع فيها الاحتلال نفسه، فيتجه إلى الشمال ويشتبك مع حزب الله ويحاول خلق جبهة جديدة، ولكن لا ينجح وتزداد الأزمة.
والعالم يحاول ونقترب من المجهول ولكنه جنون الانهزام لجيش أعتقد أنه لايهزم وتجاهل ما وصل إليه الكبار، فالعالم قد تغير ونعيش جميعاً (علي الهواء) والأجيال الجديده تشارك كما حدث في جامعات العالم قبل شهور قليلة.
لقد شاهد شباب العالم مهازل الأطماع وتجارة السلاح وسقطت ورقة التوت عن الغايات الخبيثة ولن يقبل الشباب.
فقد أدرك أننا نعيش أكاذيب فهيئات تمتهن ومنظومات تخترق وقوانين وأحكام بداخل الأدراج وأطفال ونساء تقتل بنفس قوانين الغابة وانسحب إعمال العقل وتجاهل البعض مشاهد أيقظت ضمائر الأجيال الجديدة والحساب قادم لا محالة وستدفع الفواتير!
فهل لنا أن نستيقظ لخدمة مستقبل نتعايش فيه جميعاً، إنها دعوة لعلها تجد إجابه مصر تنطلق وتستحق.