رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(روت فاسرمان) ضابطة استخبارات (إسرائيل) متعددة المواهب والعلاقات! .. (2/2)

بقلم الكاتب الصحفي: أحمد الغريب

في الحلقة الماضي قلنا أن (فاسرمان)… واحدة من نتاج هذا المخاض وتلك السيولة، بل يمكن القول إنها رائدة من رواد المرحلة الراهنة فى إعلام (إسرائيل) بفضل ما تتمتع به من خبرات عسكرية وأمنية واستخباراتية ودبلوماسية وبحثية وتجربة حزبية خاضتها حديثا ضمن ائتلاف (كحول لفان).

ولعل هذا الخليط والتنوع كان حافزا لـ (فاسرمان) فى اتخاذ قرار بالركض سريعا نحو تكثيفها من الظهور الإعلامي للدلو بدلوها في الحرب الدائرة على غزة مستغلة ما لديها من خبرات متعددة فضلا عن (جمالها اللافت)، وحداثة عمرها مقارنة بأبطال المشهد الإعلامي الإسرائيلي الحالى.

وفي هذه الحلقة نتحدث عن اقترابها من اليمين، وكيف تلتقف (فسرمان) الخيط وتعيد نفسها لدائرة الاحداث، وكيف وجدت (فسرمان)، في الحرب على غزة الفرصة متاحة أمامها لتوجيه طلقاتها نحو القاهرة فإلى باقي التفاصيل:

عملية طوفان الأقصى أربكت (فاسرمان) وكل قيادات إسرائيل

الاقتراب من اليمين

رواية (فاسرمان) أطاحت بها عملية (طوفان) الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، بعد نجاح المقاومة الفلسطينية فى توجيه ضربة قاتلة للأمن والردع الإسرائيلي، أعادت معها للقضية الفلسطينية مركزيتها واعتبارها على الرغم مما تكبده ويتكبده الشعب الفلسطيني حتى الآن من شهداء فاق عددهم 36 ألف فضلا عن دمار شبه كامل لقطاع غزة.

هنا تلتقف (فاسرمان) الخيط وتعيد نفسها لدائرة الأحداث بعد ان تُعيد ضبط بوصلتها السياسية نحو اليمين الصهيوني بعد انضمامها لفريق الباحثين بمركز (مسجاف للدراسات الاستراتيجية الصهيونية) الذى تأسس عام 2005، من أجل الحفاظ على يهودية وصهيونية وديموقراطية دولة إسرائيل.

ويتبني توجهات اليمين الإسرائيلي في كل ما يطرحه وما يصدر عنه من أوراق بحثية ودراسات، لعل أخطرها ما صدر عنه بداية العدوان الحالي تحت عنوان (خطة التوطين والتأهيل النهائي في مصر لجميع سكان غزة: الجوانب الاقتصادية)، لبحث إمكانية نقل جميع سكان قطاع غزة مركزيا وبدعم دولي إلى مصر.

والتي أعدها (أمير وايتمان)، رئيس كتلة الليبراليين في حزب الليكود، وجرى خلالها طرُح رؤية يمينية بالغة التطرف والوقاحة لما فيها من انتقاص من قدر مصر ومحاولة لسلب أرضها.

وجدت (فاسرمان)، في الحرب على غزة الفرصة متاحة أمامها لتوجيه طلقاتها نحو القاهرة

الهجوم على مصر

وجدت (فاسرمان)، في الحرب على غزة الفرصة متاحة أمامها لتوجيه طلقاتها نحو القاهرة، مع تبنيها خطاب يميني عدوانى يفوق في حدته وقوته خطاب الدبلوماسيين الإسرائيليين السابقين والحاليين في مصر.

والذى تبنته كل من السفيرة الحالية فى مصر (أميرة أورون)، التي أعربت عن رفضها لفكرة تهجير الفلسطينيين لسيناء وكذلك (اسحاق ليفانون) الذي توفى في يناير 2024، و(حاييم كورين) سفيرا إسرائيل السابقين فى القاهرة.

واللذين أكدا مرارا على أهمية الحفاظ على علاقات هادئة ومتوازنة مع مصر، لتشرع منذ ذاك الوقت فى توجيه نيران أقلامها صوب مصر وسياساتها المتعلقة بمجريات الأحداث في القطاع.

ومن خلال مراجعة سريعة لمقالاتها أو ما ورد على لسان (فسرمان)، في وسائل الإعلام الاسرائيلية خلال الشهور الأربعة الماضية، نجد لها مقال رأي بعنوان (مصر تعرف جيدًا حماس فلماذا تغض الطرف عن نشاطها) بصحيفة معاريف).

تسألت فيه عن دوافع مصر الرسمية لغض الطرف عن عشرات الأنفاق المهمة التي اكتشفها الجيش الإسرائيلي عند دخول رفح؟، وقولها إن الحجم الكبير للأنفاق التي تم اكتشافها يشير إلى قرار استراتيجي على مستوى رفيع، أو على أقل تقدير لغض الطرف على أعلى مستوى.

وكيف يمكن أن نتصور أن مصر قد تخاطر وتعلب بالنار مع نشطاء (حماس)، مع حديثها كذلك عن أن القاهرة تنتهج خطابا مزدوجا بدعوى إنه في الوقت الذى تسعي فيه إلى إنشاء طرق تجارية وتعاون مع الولايات المتحدة، تغذي الجمهور المصري برسائل معادية للغرب ومعادية لإسرائيل بشكل واضح من ناحية أخرى.

وزعمها أنه يتضح من ردود الفعل المصرية الحادة إزاء إصرار إسرائيل على التحرك في رفح، أنها غير مهتمة على الإطلاق بكشف شبكة الأنفاق الممتدة من قطاع غزة إلى أراضيها.

وهذا الأمر يثير تساؤلات حول الكشف المحتمل الآخر الذي قد يحرج النظام المصري، مثل تسلل كبار مسئولي (حماس) إلى الأراضي المصرية، وتهريب الرهائن إلى مصر وخارجها، وغير ذلك.

ومعتبرة كذلك أن انضمام القاهرة إلى جهود جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية في لاهاي، محاولة لتكثيف الضغوط على إسرائيل لمنعها من التقدم في رفح، وخطوة تحتوي على أهداف أخرى.

كما هو الحال في جنوب أفريقيا، التي باع فيها حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم روحه للشيطان الإيراني مقابل تسوية ديونها، خالصة بقولها: (هل من المتوقع أن تحصل مصر أيضًا على أي مقابل من طهران مقابل جهودها؟).

(فسرمان) وفي مقابلة مع إذاعة 103fm الإسرائيلية، قالت أن الرئيس المصري (السيسي) خرج بتصريح علني لا يقبل التأويل دعا فيه إلى وقف الحرب الوحشية، موضحة أن التوتر في العلاقات بين مصر وإسرائيل يزداد من الحين والآخر خلال الحرب، ويثير تساؤلات حول مدى قوة اتفاق السلام بين البلدين.

وزادت على هذا بقولها: (في أي ساحة دولية، يخرج السيسي ضدنا، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي موجود داخل رفح، وقد اكتشف عشرات الأنفاق التي حفرتها (حماس) من غزة، وهذا الأمر لا يبدو جيدًا، ويمكن أن نفهم أن مصر نفسها لم تفعل ما يكفي لإغلاق الأنفاق.

ولذا علينا أن نفهم الازدواجية في السياسة المصرية، زاعمة أن الكراهية والتحريض والمواد التثقيفية ضد إسرائيل مستمرة).

صحيح أن هناك تغييرًا كبيرًا، لكن معاداة السامية ومعاداة إسرائيل لاتزال موجودة، وحول إمكانية أن تكون مصر تستعد للحرب ضد إسرائيل، قالت (روث): علينا الاستعداد للأسوأ، خاصة بعد 7 أكتوبر.

أكدت (فاسرمان)، في حديث آخر لها مع إذاعة 104.5fm الإسرائيلية: أن الشعب المصري يكره إسرائيل

الضغط على القاهرة

كما أكدت (فاسرمان)، في حديث آخر لها مع إذاعة 104.5fm الإسرائيلية: أن الشعب المصري يكره إسرائيل، كما أن الأنظمة الحاكمة في مصر على مدى عقود كانوا يغذون المصريين برسائل معادية لإسرائيل وللصهيونية مما أدى إلى زيادة الغضب والكراهية لإسرائيل، داعية لدفع واشنطن لتكثيف الضغط على القاهرة.

راحت (فاسرمان)، تكرر أكاذيبها مجدداً في تحليل لها بصحيفة (جيروزاليم بوست)، تحت عنوان (سياسة الازدواجية التي تنتهجها مصر: التعاون مع إسرائيل ونشر الرسائل المناهضة لإسرائيل)، أن مصر تمارس سياسة ثنائية حول حرب الإبادة المستمرة ضد قطاع غزة منذ ثمانية شهور.

وذلك من خلال التعاون مع إسرائيل ونشر (الرسائل المعادية لها) في نفس الوقت، وانتقدت موقف مصر من الحرب الدائرة حاليا في غزة، قائلة: إن القاهرة تنشر (رسائل معادية لإسرائيل)، رغم معاهدة السلام بين البلدين، موضحة أن (مصر تمارس سياسة ثنائية، من خلال التعاون مع إسرائيل ونشر رسائل معادية لها في نفس الوقت).

كما انتقدت الدبلوماسية الإسرائيلية السابقة في القاهرة، عدم السماح للإسرائيليين بالظهور في وسائل الإعلام المصرية.

مما يؤدي إلى إجراء جميع المناقشات حول موضوع إسرائيل دون أي تمثيل إسرائيلي المؤقت للفلسطينيين إلى إقامة دائمة، كما حدث مع العديد من السكان الفلسطينيين في الدول العربية.

قائد الجيش الإسرائيلي الذي تنحاز له (فاسرمان) مع النخبة العسكرية

الارتباط بالنخبة العسكرية

هذا الصعود السريع لـ (فاسرمان) منذ بداية الحرب الحالية، جعل منها إحدى الأوجه البارزة فى العديد من المؤتمرات الأمنية والبحثية على مدار الشهور التسع الماضية مما يفسر معه حالة الرضى التى تحظى بها من الدولة ومؤسساتها وعلى راسها بالطبع المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.

ولعل مشاركتها فى المؤتمر الذى نظمته حركة (الأمنيون) بالتعاون مع (مركز القدس للشؤون العامة والدولة)، برعاية ومشاركة رئيس الحكومة الإسرائيلية، (بنيامين نتنياهو)، ووزير المالية (بتسلئيل سموتريش).

أحد أكثر المسؤولين اليمنيين بغضاً وكراهية لمصر والفلسطينيين في الخامس والعشرين من شهر يناير 2024، خير شاهد على ذلك، كان الهدف من المؤتمر رسم صورة شاملة للحرب، انطلاقا من الأسباب التي أدت إلى أحداث السابع من أكتوبر.

مروراً بأهداف الحرب، والوضع في المنطقة حالياً في عدد من الساحات، وانتهاء بقضية (اليوم التالي للحرب)، ويكفى هنا الإشارة إلى أن حركة (الأمنيون) التى نظمت المؤتمر تضم مسؤولين سابقين في المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، ويبلغ عدد أعضائها نحو سبعة عشر ألفا.

وهو ما يجعلنا ندرك جيدا حالة التماهي والتطابق التام فى الرؤى والتوجهات بين مواقف (فسرمان) والنخبة الأمنية الإسرائيلية، خاصة من يحمل منهم رؤي اليمين الصهيوني وأهدافه.

وجاءت مشاركتها في جلسة النقاش الثانية من المؤتمر تحت عنوان: (ماذا نفعل بقطاع غزة؟)، حيث دار نقاش حول (اليوم التالي) ومستقبل قطاع غزة وأمن إسرائيل.

وتحدثت عن دور جهاز التعليم في قطاع غزة والضفة الغربية، وقالت: (إنه عند الحديث عن (اليوم التالي، يجب تغيير هذا الجهاز بكل كامل).

تلعب (فاسرمان) دورا أكثر بروزا فى المشهد طمعا في وزراة قادمة

ماذا بعد؟

كل ما سبق ذكره من سرد لقصة (فاسرمان) ومراحل صعودها واشتباكها مع الأحداث، ونجاحها فى نسج شبكة علاقات قوية مع النخب الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، مع تكثيفها من ظهورها الإعلامي وحضورها فى المشهد السياسي الداخلي.

يجعل هناك حالة من اليقين التام أن هناك طموحات ودوافع وربما حالة من الاصطفاء والارتياح لدى بعض دوائر صنع القرار  فى (تل أبيب) لها والعمل على تأهيلها.

ومن ثم تمكينها من لعب دورا أكثر بروزا فى المشهد ربما تصل معه لشغل منصب وزاري هام، خاصة وأنها نجحت حتى الآن فى إيجاد علاقة متوازنة لها بين قوى اليمين ومعسكر الوسط الذى يقوده شريك الحرب الحالية (بيني غانتس) والمرشح بقوة لخلافة (نتنياهو).

ووذلك فى حالة إجراء انتخابات جديدة فى إسرائيل، ومن المؤكد ان القاهرة ستكون هى الأخرى حاضرة وبقوة فى خطابها الإعلامي، حتى تبلغ منها وتحقق طموحها حتى وإن كان ذلك على حساب مصر ومواصلة الهجوم عليها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.