سر رفض (شادية) لغناء (أهلا بالعيد) التى خلدت (صفاء أبوالسعود)!
كتب: أحمد السماحي
تعتبر أغنية (أهلا بالعيد) للفنانة (صفاء أبوالسعود)، واحدة من أشهر أغنيات الأعياد التى قدمت على مر تاريخ الغناء المصري، واستطاعت رغم بساطة كلماتها ولحنها، أن تنافس واحدة من أشهر أغنيات كوكب الشرق أم كلثوم.
وهى أغنية (يا ليلة العيد آنستينا، وجددتي الأمل فينا) كلمات أحمد رامي، وتلحين رياض السنباطي، والتي غنّتها أم كلثوم مع مجموعة من الأغنيات الأخرى في فيلم (دنانير) الذي أنتج عام 1939.
لم يكن في ذهن صناع أغنية (أهلا بالعيد) على الإطلاق عند تأليفها وتلحينها وغنائها أنها ستخلدهم، وأنها ستنافس أغنية (يا ليلة العيد) لأم كلثوم.
جمال سلامه و(أهلا بالعيد)
عن ظروف ولادة هذه الأغنية ذكر لي الموسيقار (جمال سلامة) في أحد حواراتنا: أن أغنية (أهلا بالعيد) ترجع إلى عام 1982، عندما كانت السيدة (سامية صادق) رئيس التليفزيون.
ونظرا لصداقتها الوطيدة بالمطربة الكبيرة (شادية) في هذه الفترة، طلبت مني، ومن الشاعر الكبير (عبدالوهاب محمد)، عمل أغنية لها تتغنى في الأعياد.
وبالفعل كتب (عبدالوهاب محمد) كلمات أغنية (أهلا بالعيد)، ولحنت ووزعت اللحن، وذهبت لشادية في منزلها لتسمع الأغنية.
وكنت سعيد للغاية باللقاء مجددا مع (شادية)، التى غنت لي في هذه الفترة أكثر من أغنية ناجحة منها (أنشودة أمي)، كلمات الشاعر (عبدالرحيم منصور)، و(مصر اليوم في عيد) كلمات الشاعر (عبدالوهاب محمد).
وبمجرد أن سمعت (شادية) أغنية (أهلا بالعيد) سعدت بها، لكنها قالت لي: (يا جمال الأغنية بونبوناية صغيرة، لا تتناسب معي إطلاقا، معقولة أقف على المسرح وأقول جانا العيد أهو جانا العيد!).
وأضافت (شادية): (هذه الأغنية تناسب طفلة صغيرة تغنيها، أو (بنوتة) جديدة تغني، لا تتناسب مع مطربة كبيرة، خاصة أن كلماتها ولحنها بسيط للغاية).
صفاء أبوالسعود تغني (أهلا بالعيد)
خرج (جمال سلامة) من منزل (شادية)، وهو يحمل شريط الكاسيت المسجل عليه الأغنية، وذهب إلى مكتب السيدة (سامية صادق) وحكى لها ما حدث مع (شادية).
وبعد تفكير قررت (سامية صادق) مع (جمال سلامة)، و(عبدالوهاب محمد)، أن يعطوا أغنية (أهلا بالعيد) للفنانة (صفاء أبوالسعود)، التى كانت في أوج نجوميتها التليفزيونية في هذه الفترة.
وبالفعل تم عرض الأغنية على الفنانة (صفاء أبوالسعود)، التى غنت (أهلا بالعيد) مجاملة لصناعها، واعتبرتها أغنية مناسبات ستذاع مرة أو اثنين وينتهي الأمر.
تصوير (أهلا بالعيد)
بعد فترة عرض مخرج المنوعات (شكري أبوعميرة) على الفنانة (صفاء أبوالسعود) تصوير الأغنية، لكنها لم تتحمس في البداية!
وظلت (أهلا بالعيد) ــ وعلى حد تعبير (صفاء أبوالسعود) في أحد البرامج ــ حبيسة الأدراج أو (مركونة) سنة ونصف، وبعد إلحاح من (جمال سلامة)، و(عبدالوهاب محمد) وافقت (صفاء أبوالسعود) على تصويرها.
وكانت مترددة وخجولة في فترة تصويرها، لدرجة أنها لم تصرح لأحد من أسرتها، بأنها تصور أغنية (أهلا بالعيد)!
وقام شكري أبوعميرة بتصوير الأغنية بشكل بسيط في عدة أماكن وشوارع، وأظهر الأطفال مع المطربة في حالة بهجة، وهم يحملون البالونات ويغنون.
وانتقلت حالة البهجة من الشاشة إلى جمهور المنازل، فإذا بالأغنية تنتقل من القناة الأولى إلى الثانية، وتنتشر كالنار في الهشيم، وتتناقلها الإذاعة، وتذيعها عبر برامجها فتحقق نجاحا كاسحا،
وأصبحت مع مرور الزمن النشيد القومي للعيد، والإعلان الرسمي على قدوم العيد.
صفاء أبوالسعود أمام (السيسي)
في عيد الفطر الماضي، وفي جو أسري مُبهج، وتزامنا مع أول أيام عيد الفطر المبارك، أعادت (صفاء أبوالسعود) غناء (أهلا بالعيد) أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي.
حيث قدمت الأغنية مع مجموعة من الأطفال خلال احتفالية عيد الفطر المبارك مع أبناء الشهداء بالعاصمة الإدارية الجديدة، وفي هذه المرة غنت الأغنية كاملة حيث كان هناك (كوبليه) محذوف أعادت (صفاء أبوالسعود) غنائه مجددا.
وبعد نجاحها قامت الشركة (المتحدة) بإعادة تصوير الأغنية بشكل جديد، ولاقت نجاحا كبيرا، وتقول كلمات أغنية (أهلا بالعيد) التى ننشر كلماتها كاملة:
أهلا أهلا بالعيد.. مرحب مرحب بالعيد
العيد فرحة، وأجمل فرحة، تجمع شمل قريب وبعيد
سعدنا بيها بيخليها ذكرى جميلة لبعد العيد
غنوا معايا غنوا، قولوا ورايا قولوا
كتر يارب في افراحنا، واطرح فيها البركة وزيد
جانا العيد اهو جانا العيد
باركوا وهنوا، سوا واتمنوا، كل العالم يبقى سعيد
كله أخوة.. بره وجوه، كل فرح وهنا وزغاريد
غنوا معايا غنوا، قولوا ورايا قولوا
كتر يارب فى أعيادنا، واطرح فيها البركة وزيد
صفوا قلوبكم مع حبايبكم، صفوا قلوبكم مع حبايبكم
مع أصحابكم في يوم العيد
اكتبوا ليهم، ابعتوا ليهم كارت معايدة إن كانوا بعيد
جانا العيد أهو جانا العيد.