بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن
يظل (الإعلام) الوطني المهني المسئول مسئولا عن التوعيه بكافة صورها دينية أو أخلاقيه أو وطنية، وخاصة عندما تتواري القيم وتتوه البوصلات وينشغل الناس بالتكالب علي كسب قوت اليوم ومكافحة سبل العيش في ظل الظروف الصعبة.
ولقد توارت قيم المواطنه وكثير من ثوابت الدين والأخلاق وبعضا من السلوك القويم منذ دخلت مصر فترات التحول الديمقراطي والاقتصادي والقيمي، وتاهت في ثنايا ذلك كثير من مظاهر المواطنة والإنتماء.
ومعها بعض ثوابت الهوية والشخصية المصريه وروافد ثقافتها وشئ من بنود الأخلاق وكثير من أنماط التآلف والترابط والتماسك، ومظاهر الدعم لكل ما هو مصري أصيل وديني ثابت.
وكان (الإعلام) الرسمي رائدا أيام ريادته المفقودة حينما كان يخطط وينتج ويبث حملاته للحفاظ علي اللغة العربية مثلا في برنامجيه الشهيرين (قل ولاتقل) و(لغتنا الجميله) وغيرها من برامج التوعية التنوير.
مما كان له عظيم الأثر في الإمساك بأصول اللغة حين طغت عليها حملات التغريب وخاصة في مدارس اللغات وحملات التسطيح في وسائل (الإعلام) وحملات المزج فيما سمي بالفرانكو آراب وحملات المزج السئ بين اللغة العربية والإنجليزية.
ومازالت لغتنا بين الأطفال والأشبال ضعيفة في استعمالها وفهمها والتمسك بها حتي أصبحنا نخشي على مستقبل لغتنا وأولادنا من كثرة الانصراف بعيدا عن تعلم وإتقان لغة الضاد.
الأحداث الثقافية والأدبية
وعلى شاكلة ذلك انخرط شبابنا بعيدا عن رموز الفكر والأدب وانعدمت مسابقات التذكير بذلك، وأفرز ذلك شبابا مسطحا لا يعرف شيئا عن (المازني والعقاد والمنفلوطي) وغيرهم من أئمة الفكر والأدب.
وكذا أشهر الأعمال والأحداث الثقافية والأدبية، والمتابع لحالة شبابنا يجد فراغا لغويا وأدبيا واضحا لدي الكثير منهم، أضف إلي ذلك ضعف الهوية والولاء والإلمام بالشخصيات الوطنيه والاحداث القوميه حتي أسماء الحكومات والوزارات.
واتضح ذلك جليا في ضعف المستوى الثقافي لشباب الجامعات وخريجيها، مما خلف تشوها في الشخصية المصرية، والذي انعكس على سلوك المصريين وسمعة ثقافتهم في المحافل الإقليميه المحيطه بنا.
وكنا بحاجة ماسه لحملات إعلامية مخطط لها بإتقان تبث لإعادة تجديد التعامل بلغتنا العربية، وكذا هويتنا الثقافية، وأيضا التثقيف الوطني للشباب، وللأمانة هذه المهمة يتكاتف فيها المدرسة والجامعة والأنديه والأحزاب والمؤسسات الثقافيه والدينية.
وذلك من خلال تشكيل مهني من هذه الجهات يخطط وينتج ويبث ويتابع نتائج هذه الحملات على الراي العام في مصر.
ولما توارات أدوار هذه الجهات وانزوى (الإعلام) الرسمي في مشاكله وترهله وضعف تأثيره، دخلت (الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية) هذا المضمار لتبث حملتين هما (تجمل بالأخلاق)، و(شكرا لكل إيد بتبني مصر).
ومع تكثيف بثهما أصبح لدينا أمل في عودة إعلام التوعيه والهوية والتثقيف والأخلاق والسلوك لضبط المشهد الإجتماعي والديني والوطني المرتبك في مصرنا المعاصرة.
وحيث أن (الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية) أخذت بزمام الرياده في ذلك لسد النقص الناتج عن تقاعس الإعلام الرسمي عن دوره في هذا المجال.
حملات التثقيف السياسي
ويحسب لها هذا، فإننا ومع تشجيعنا لما تقوم به من حملات توعية قومية هامة، فإننا نلفت انتباهها تجاه حملات أخرى هامه لصالح الوطن ومستقبله وأهله مثل: حملات وقف التجريف للأراضي الزراعية.
وحملات عودة الريف المنتج، وحملات عودة المدينة النظيفة، وحملات دوران عجلة الإنتاج، وحملات جودة التعليم ومحاربة الدروس الخصوصية، وحملات انضباط الشارع، وحملات السلوك القويم، وحملات الرفق بكبار السن، وحملات عودة روح العائله المصرية، وحملات تشجيع المنتج الوطني.
وحملات التثقيف السياسي والوطني، وحملات ثوابت الدين الصحيح، وحملات الاهتمام بالجمال العمراني والسمعي وحملات تحديث الذات.
وغيرها من الحملات القومية الداعمة لصحوة مصرية شاملة تتفق مع تحول الرقمنة، وتحديث كل شئ ودخول الجمهورية الجديدة، ومصر الجديدة الناهضة الصاعدة.
ولتأخذ كل هيئه ووزارة دورها وليقم (الإعلام) بدوره، وليستقبل المواطن رسائله ولنتقدم معا نحو حياة أفضل، في ظل الجمهورية الجديدة التي تحتاج روحا مصرية جديدة تكفل التحول نحو مستقبل أفضل لأجيالنا القديمة.
عندئذا فقط ستتحق أيضا أهداف التحول نحو استراتيجية جديدة تواكب التطورات الحديثة التي يشهدها عصر التحولات الكبرى الذي تعيشه حاليا، ولعل الإعلام له الدور الحيوي في هذا المضمار من خلال الجهات المختلفة.
ولنا حديث قادم في أدوار كل جهه من أجل مصر وشعبها.. ولتحيا دوما مصر وكل عام وأنتم بخير.. آمين.