سهير رمزي جسدت الفتنة والإغراء في أفلام بداية السبعينات (2/3)
* في أفلام (سهير رمزي) في النصف الأول من السبعينيات، بدا المايوه الساخن بمثابة الرداء المشترك الذي كان عليها أن تظهر به
* تبدو (سهير رمزي) في أغلب مشاهد فيلم (شياطين البحر) بالمايوه البكيني، وكانت أقرب إلى الدمية
* صورت (سهير رمزي) بنات الإغراء من جانب طيبات، في جسد كل منهن قلب، وخير متدفق، ولكن من ناحية أخرى، لهن سلوك منحرف!
* بدأت (سهير رمزي) في الابتعاد عن الأغراء بداية من عام 1976 حين قامت بدور فتاة مسيحية تحب مسلماً، ثم تدخل الدير عندما تفشل في الزواج منه.
بقلم الباحث والناقد السينمائي: محمود قاسم
لايمكن أن نجد في السنوات الأولى من السبعينيات فيلماً للنجمة الجميلة (سهير رمزي) يمكن أن يبقى في دائرة الاهتمام من مجموع الأفلام التي اضطلعت ببطولتها.
لكنها بدأت في التغيير بداية من عام 1976 حين قامت بدور فتاة مسيحية تحب مسلماً، ثم تدخل الدير عندما تفشل في الزواج منه.
ورغم ذلك فإن الأفلام الجيدة الباقية من السبعينيات لا يمكن الوقوف عندها كأعمال سينمائية مهمة، وذلك هو الفرق بين ممثلة وأخرى، أو بالضبط بين (هند رستم)، و(سهير رمزي).
(سهير رمزي) بالمايوه الساخن
في أفلام (سهير رمزي) في النصف الأول من السبعينيات، بدا المايوه الساخن بمثابة الرداء المشترك الذي كان عليها أن تظهر به في كل أفلامها.
وحدث ذلك في فيلم (شياطين البحر) لحسام الدين مصطفى عام 1972، حيث تبدو سهير رمزي في أغلب مشاهد الفيلم التي ظهرت بها في قارب، بالمايوه البكيني.
وهي أقرب إلى الدمية، يقوم الأصدقاء الثلاثة بالمنافسة عليها، وتقبيلها بالتناوب مرددين (أختي حبيبتي)، ولم يكن لـ (سهير رمزي) في هذا الفيلم أي دور سوى أنها جسد جميل، يثير الرغبة في الرؤية.
وأيضاً يضحك الشباب الثلاثة (حمادة، وصلاح، وحسن) في التندر به، وبفتنته.
أفلام المايوهات
لو أراد القارئ أن نعكس له كيفية ظهور (سهير رمزي) في فيلم آخر هو (الكل عاوز يحب) لأحمد فؤاد عام 1975، فإن (الكراس الدعائي) قد تضمن مجموعة من الصور التي تنافست فيها الممثلات بارتداء المايوه.
أو بنزع مشد الصدر، ابتداء من الممثلة الرئيسية في الفيلم، وحتى بقية الممثلات اللاتي قمن بأدوار ثانوية مثل (نادية أرسلان)، إلى الممثلات الكومبارس.
وقد قدم المخرج (أحمد فؤاد) ممثلته بنفس الطريقة التي قدم بها عبدالمنعم شكري (ناهد شريف) في فيلم (شهر عسل بدون إزعاج)، وعملت معه في أكثر من فيلم منها (حياة خطرة) عام 1971..
و(شئ من الحب) عام 1973، و(24 ساعة حب) عام 1974، و(الكل عاوز يحب) عام 1975، و(مين يقدر على عزيزة) عام 1975، ثم (إمرأة في دمي) عام 1978.
(الكل عاوز يحب)
في كل هذه الأعمال، جسدت (سهير رمزي) دور الزوجة، أو الفتاة التي ترتدي ملابس الفتنة، والإثارة، وحسب قصة الفيلم، ففي فيلم (الكل عاوز يحب) فإن الممثلة تقوم بدور فتاة محافظة، في أسرة متزمتة..
فابن العم مسعود شاب متزمت، ويريد الزواج منها رغم زواجه من نفيسة، إلا أن أحمد يحبها، ومن أجل أن يكون قريباً منها يتخفى في هيئة رجل عجوز، ويدعي أنه مدرس شقيقها الخصوصي، حتى يضمن أن يقابلها دون أن يسبب له مسعود المشاكل.
ورغم أن الفتاة هنا محافظة، فإن الفيلم يصورها لنا في أحد المشاهد، وقد ارتدت مايوه قطعتين، وقد اتكأت على قدميها ويديها كي تتلقى قبلة من أحمد وسط حديقة مهجورة ..
24 ساعة حب
أما في فيلم (24 ساعة حب) فإن (سهير رمزي) تجسد زوجة لضابط يعمل بالبحرية، وحسب طبيعة أعمال كل البحارة، فإنهم يتغيبون خارج المنزل لأسابيع، وربما لأشهر، ويحصل الزوج ، مع اثنين من زملائه على إجازة.
ويعود إلى امرأته، لكنها تبدو منشغلة عنه بعملها، فهي (منى) الصحفية المهتمة بكتابة التحقيقات، وبالتالي فهي منصرفة عن زوجها، وبيتها، مما يثير غضب الزوج، فيوحي لها أنه على علاقة بامرأة أخرى! .
ومثل هذه الشخصية لا تبدو إمرأة مغرية، وتصورها السينما بالغة الجدية، وكم رأينا أمثالها من نماذج ، لكن عندما يتصالح الزوجان فإن (منى) تبدي مفاتنها لزوجها، بما يعوض ما منعته عنها طوال أجازته.
(بنت اسمها محمود)
من المهم الوقوف عند فيلمين أبدت فيهما (سهير رمزي) الكثير من فتنتها، حتى ولو لم يكن ذلك حسب وقائع القصة، الفيلم الأول هو (بنت اسمها محمود) لنيازي مصطفى عام 1975.
والثاني (سيقان في الوحل) لعاطف سالم عام 1976.. فحسب الفيلم الأول، فإن (حميدة) فتاة غير مرغوب فيها ، باعتبار أن أباها المحافظ المعلم (فرغلي) صاحب محلات الموبيليات، يرفض هذه الفكرة.
ويرى أنه قد آن الأوان كي تتزوج ابنته، وتستطيع (حميدة) بمعاونة حبيبها الدكتور (حسن) أن تخدع والدها، وتوهمه بأنها تحولت إلى رجل بعد إجراء عملية جراحية لها.
ويقرر الأب أن لا يعرف أحد بالأمر الذي صدمه، ويخبر الناس بسفر ابنته (حميدة)، وعودة ابنه (محمود)، ومحمود هذا يبدو شاباً جميلاً ، يثير قلوب النساء، وشهيتهن، خاصة الجنسية منها.
وهناك أكثر من امرأة تحاول أن تنال منه لحظات حب، وتتهافت البنات على الزاج من الشاب .
ورغم أن هذه الشخصية يجب أن تكون غير مثيرة للإغراء، فإن الفتاة تذهب بدون داع إلى النادي، وتبدو بالغة الفتنة وهي بالمايوه القطعتين .
وكأنما يؤكد المخرج أن بطلته (سهير رمزي) حسناء في صورتها كرجل وكأنثى ويحدث هذا تحت بصر وسمع خطيب (حميدة)، الدكتور (حسن)، وقد لفتت الشخصية أنظار الناس بفتنتها .
سيقان في الوحل
في فيلم (سيقان في الوحل) جعل عاطف سالم شخصية (فردوس) تفعل كل شيء من أجل أن تشبع الطموح في أعماقها، وفردوس خارجة من السجن لتوها مع اثنتين من الزميلات..
وهمه أن تلبس الثياب الغالية، وأن تتمتع بالحياة، دون أن تدفع الضريبة المستحقة على هذا النوع من الدخل، والضريبة تسدد من الجسد ـ كما كتب مجدي فهمي ـ في دراسة له حول هذا الفيلم نشرته مجلة (الشبكة) اللبنانية:
في البداية، قبل السجن وقفت على الطريق ، تشير إلى السيارات الفارهة، ثم ركبت مع شاب ثري، صحبها معه، وفي بيته كانت هناك مجموعة غالية من الساعات، وفي حجرة النوم، لم تستطع أن تمنع نفسها من الاستيلاء على واحدة من الساعات..
وتم إبلاغ النيابة ضدها، أي أنها دخلت السجن بتهمة السرقة، وليس بتهمة الإتجار بالجنس، رغم أنها كانت تفعل ذلك بدرجة معينة، وعندما خرجت (فردوس) من السجن فعلت نفس الشيء..
وعلى الطريق التقطها (علاء) بعد أن صدمها بالسيارة ، فصحبها إلى عزبة أبيه، وقد صور لنا الفيلم شخصية الأب عصفور بك (عبدالمنعم مدبولي) مليئة بالمجون.
فهو بصباص، وراح يتلصص نظرات إليها، بل أنه دخل غرفتها، وهى مرتدية قميص نوم أسود بالغ الفتنة.
وقد صارت المرأة بما لها من جاذبية خارقة محط تنافس، خفي ومعلن، بين ثلاثة رجال، هم الأب عصفور، وابنه علاء، وعامل بالمزرعة ..
وقد صور الفيلم المرأة طيبة طوال الأحداث، لكن هذا لا يمنع أنها امرأة شهية، تقبل، من أجل أن تعيش، تستقبل الأب وهى شبه عارية!
ويعكس هذا بعض صور بنات الإغراء كما صورتهن (سهير رمزي)، فهن من جانب طيبات في جسد كل منهن قلب وخير متدفق، ولكن من ناحية أخرى، فإن كشف الجسد الفاتن يبدو كأننا أمام شخص آخر له سلوك مختلف ..
وفي معرض حديثه عن الفيلم، يقول مجدي فهمي في نفس المقال حول شخصية (فردوس): أنها إنسانة لا تريد للبيت شراً، لذا كان يجب أن تبني، لا أن تكتفي بمنع الهدم، فكان في وسعها مثلاً أن تدفع الابن إلى الاهتمام بدروسه، ولكن عاطف أراد للقصة الإغراء، والإضحاك فقط لا غير..
وحسب مجموع الصور التي نحتفظ بها من هذا الفيلم ، فبالإضافة إلى مشهد بالغ الإثارة بين الفتاة، والأب صاحب المزرعة، فهناك مشهد قبلة تجمع بين العروس والابن علاء.
ويبدو كل منهم وقد تعرى من أعلى، بما يوحي أن هناك لقاء بين الشخصيتين، أي أن (فردوس) ارتكبت الخطيئة مضاعفة بين الأب والابن معاً .
وفي مقال آخر عن الفيلم، كتبه فتحي فرج في (روزاليوسف) يقول الناقد: ولما كانت، أي (فردوس)، تكشف عن مفاتنها في حدود الإثارة اللازمة تجارياً، والتي توافق عليها الرقابة، فلقد حظيت بحب الجميع.