بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن
للشهر الثامن علي التوالي تواصل الترسانه الأمريكيه والبريطانيه والفرنسيه والألمانيه ودول أخري تقدم السلاح والمعلومات للمحتل الفاشل الخاسر، الذي طالما سوق لتفوقه القتالي والمعلوماتي طويلا، كما سوق لأنه واحة الديمقراطيه في منطقة ديكتاتوريه عوجاء، في سبيل إجهاض (إعلام المقاومة).
وجاء طوفان الأقصي في السابع من أكتوبر 2023 ليفند كل هذا الكذب الذي دام طويلا حتى صدقه البعض، فالتفوق المعلوماتي وماتمده به أمريكا من معلومات وصور عبر أقمارها ومعداتها لم يفلح حتي بالتنبؤ بالطوفان,
حتي ساقت المقاومه جنود المحتل وبعضا من قادته كالخراف من داخل ثكناتهم إلي حيث لايعلم احد مكان إحتجازهم حتي اليوم، وهاج العالم كله بترساناته ومستشاريه العسكريين وأجهزة إستطلاعه ومخابراته تزود المحتل بكل شاردة وواردة.
لكن هيهات، فخلال ثمانية شهور ومع كل هذا الدعم لم يتوصل العدو إلي أماكن تواجد جنوده ومواطنيه، لا هو ولا داعموه ولا كل مستحدث في مجالي التسلح والمعلومات مما أظهر العدو بأنه ضعيف كاذب خرب.
ولم يحقق المحتل من أهدافه شيئا فلا قضي علي حماس ولا أعاد أسراه، بل وظهر إنقسام هذا الكيان السرطاني داخليا، فلا الأحزاب متوافقه ولا الحكومه متفقه ولا مجلس الحرب متفاهم.
وبدا الشارع مصدوما في جيشه الفاشل وأجهزته الأمنيه النائمه وحكومته اللا مسئوله ومجلس حربه الذي يحركه المتطرفون الحالمون بزوال دولة فلسطين.
ومنذ اليوم الأول وإعلام المقاومة يعمل باحترافية ومهنية في السياسة التحريرية والرد علي أكاذيب المحتل، وكذا اختيار أدق توقيت لبث رسائله، وأصبح (إعلام المقاومة) قادرا بمهنيه علي تحريك الشارع في الكيان المحتل، وإلهاب حماس المتظاهرين في مدن دولة الإحتلال،
(إعلام المقاومة) يدفع بمجلس الحرب
بل وأصبح (إعلام المقاومة) يدفع بمجلس الحرب أن يجتمع وبحكومة العدو أن ترد علي رسائل (إعلام المقاومة)، وأصبحت الحرب النفسيه التي يمارسها (إعلام المقاومة) على حكومة المحتل ومجلس حربه ومتطرفيه ناجحة بجدارة.
فرسائل المقاومة تبث كل جمعه قبل يوم السبت، وهو يوم عطله عند المحتل ليخرج أهالي دولة الاحتلال في تجمعات حاشده كل سبت، يغلقون الشوارع ويحرقون كل شئ ويغلقون مقار وزارة الدفاع ورئاسة الوزراء وبيوت الوزراء منددين بالحكومه ومجلس الحرب وبالحرب وبالفشل.
وبفقدان الثقه وبصدمتهم في ضعف وكذب الحكومة عليهم، وفي واحة الديمقراطيه كما يدعون تري الضرب والسحل والاعتقال للمتظاهرين من أهالي أسري المحتل، وأمام صمود شعب فلسطين وضربات المقاومه الموجعه يوميا لم يجد المحتل سوي الأكاذيب علي الداخل بأنه سيقضي علي حماس وسيعيد الأسرى.
ولما اتضح للعالم كله أن المقاومه ثقافة شعب ظهر البعض من وزراء حكومة المحتل ليقرر الحقيقة إنه لايمكن القضاء علي فكرة المقاومة، إنما يمكن الحد من تسليحها حتي لا تغير علي المحتل بغتة وهو نائم لايدري.
وأصبح البعض من وزراء حكومة المحتل ينادي بوقف الحرب والانسحاب من غزة، ورغم أن تعدد عمليات فشل المحتل حكومة وجيشا وتعدد كشف أكاذيبه وتكرار عدم ثقة الشارع في الحكومة والجيش والأجهزه بل وبالإقامة داخل الكيان المحتل.
فغادره من تمكن من المغادرة، وأعلن نصف ضباط جيشه عدم الرغبه في الاستمرار في الخدمة، ورفض متدينيه الانخراط في الجيش ودارت التحقيقات حول الفشل المعلوماتي والفشل القتالي والفشل الإقتصادي وإنعدام الثقة.
وهذا مثل زلزالا داخل الكيان المحتل يحتاج سنوات لعلاجه، ومع براعة كمائن المقاومة، وكثرة خسائر المحتل، وثبات خطابها السياسي، واحترافية إعلامها، وتغير اتجاهات الرأي العام الدولي وتعاطفه مع قضية أهل فلسطين.
وتوالي الاعتراف الأوربي بالدولة الفلسطينية، وبدء تضييق بعض الدول على مبيعات السلاح للمحتل، وهذا التصدع في الداخل وفي الحكومة، ومع إنشغال بايدن بالكيان المحتل ونسيانه لأمريكا وللانتخابات وللطلاب المتظاهرين ضد سياساته.
قدم بنفسه مقترحا إسرائليا لوقف الحرب وكأنه متحدث بإسم حكومة المحتل او أحد وزرائها او ان أمريكا مدينة إسرائيليه!
شروط (إعلام المقاومة)
سارع (إعلام المقاومة) بالرد الإيجابي على مقترح (بايدن) اليهودي، وأمعن (إعلام المقاومة) في إملاء شروطه على المحتل ومن أعلن بلسانه المقترح، أن المقاومه لها ثوابت لابد أن تذعن لها حكومة المحتل والمتحدث بلسانها.
هذه الثوابت إنهاء الحرب وعودة النازحين وإدخال المساعدات وإعادة الإعمار وصفقة مشرفه للتبادل.
وأكمل (إعلام المقاومة) بث نجاحاته ضد فئران المحتل المذعورين، وفي بث رسائل الأسري لتحريك الشارع اليهودي ومواصلة الضغط علي حكومة التطرف الفاشلة الخاسر.
وأمام مهنية رسائل (إعلام المقاومة)، ودقة توقيت بثها، وحسن صياغتها، ومع صمود الشعب ومقاومته، تم إجبار العدو وداعميه علي تغيير مفاهيمهم ومطالبهم عنوة.
فالقضاء علي حماس أصبح الحد من تسليحها، ووجود سلطة مواليه أصبح وجود سلطة وطنيه فلسطينية، واحتلال القطاع أصبح الإنسحاب الكامل منه، ورفض حل الدولتين أصبح المسار الجاد لحل دائم لوجود دولتين بعد إصلاح وتقوية أجهزة السلطه الفلسطينيه.ه
كذا تغيرت المطالب، وتراجعت أحلام المحتل، وانخفض سقف أحلامه، وافتضح أمره أمام شعبه، وأصبح (بايدن) يحذره من عزلة عالمية، فإنتصرت المقاومة وانتصر إعلامها علي كل أبواق الدنيا المسخره لخدمة المحتل.
واتضح للعالم كذب المحتل وفشله وضعفه وقلة حيلته، وآمن العالم بأن المقاومة فكرة، والصمود ثقافة، والتمسك بالأرض عقيدة والتضحية شرف والوطن حق لهم، ودولتهم قادمة.
وليذهب المحتل وداعموه من القتلة والسفاحين والكاذبين على شعوبهم والعالم إلي مزبلة التاريخ، موصومين بأبشع صفات اللعنة والعار ومعاداة الإنسانيه التي هى أعم وأهم وأصح وأدق وأحق من معاداة الساميه ذلك الشعار الذي طالما تم إبتزاز العالم به أفرادا وجماعات.
لعن الله المحتل وداعميه، وتحيا المقاومة والصمود، وتحيا مصر التي طالها جزء من كذب وافتراء المحتل ليداري فشله وعجزه وخيبة أمله..وحسبنا الله ونعم الوكيل.