رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(هدى سلطان) تروي قصة حبها لفريد شوقي (1/2)

القصة كما روتها في المجلة

* بدأت بينهما النظرات في (ست الحسن) وتزايدت في (حكم القوي)!

* وحش الشاشة يخطأ وينادي هدى باسمها فى مشهد غرامي بينهما

* رسالة غرامية من فريد شوقي تشعل غضب هدى سلطان

* طلب أن يقابل شقيقها محمد فوزي لكنها طلبت منه أن يعود إلى زوج شقيقتها

ملاحظات هدى على القصة

كتب : أحمد السماحي

الصبّ تَفضحه عُيونه وتَنمّ عن وَجد شئونه

انا تَكتَّمنا الهوى والداء أقتله دَفـينة

هذه الأبيات التى كتبها الشاعر الكبير (أحمد رامي) ولحنها الشيخ (أبوالعلا محمد) وغنتها كوكب الشرق (أم كلثوم) عام 1924 تترجم بالضبط حالة وحش الشاشة الملك (فريد شوقي)، عندما وقع في غرام فاتنة عصرها النجمة الكبيرة (هدى سلطان) التي نعيش ذكرى رحيلها هذه الأيام.

فمهما حاول المحب العاشق أن يخفي مشاعره ويكتمها في قلبه فإن لهفة ولوعة الحب ستظهر رغم أنفه فى نظراته، ويقولون أن العينين هما مرآة النفس الصافية، ورغم أن النجم الكبير (فريد شوقي) حاول أن يخفي مشاعره تجاه الممثلة الجديدة (هدى سلطان) القادمة من طنطا، إلا أن كل العاملين والمشتركين فى فيلم (حكم القوي) لاحظوا نظراته العاشقة وتأكدوا من وقوعه في غرامها.

لأول مرة في باب (غرام النجوم) لن أحكي بقلمي قصة الغرام والحب والتعارف بين النجوم، وسأتركها لأصحابها يحكون ما حدث بينهما منذ البداية، فتعالوا نترك النجمين الكبيرين (فريد شوقي) و(هدى سلطان) هما اللذين يحكينا قصة حبهما التى تم نشرها في مجلة (الكواكب) فى نهاية الخمسينات، تحت عنوان (قصة حبي) كتبهتها (هدى سلطان) وراجعها (فريد شوقي).

حلقة أخرى من حلقات قصة حب فريد وهدى

ست الحسن والشرير

فى البداية تقول النجمة (هدى سلطان): عندما اختارتني شركة (نحاس فيلم) لأحد أدوار فيلم (ست الحسن) سألت عن من سأعمل معهم من فنانيين، فوجدت من بينهم (فريد شوقي) الذي بدأ يشتهر بأدوار الفتى الشرير على الشاشة، وكانت المجلات الفنية كلها تروي عن (فريد) ما يؤكد أنه في حياته الخاصة يعيش نفس الطبيعة الشريرة التى يحياها على الشاشة.

وعندما التقينا فى الاستديو لأول مرة، وتبادلنا النظرات، لا أدري لماذا دخلني لحظتها شعور غريب بأن هذا الشاب الفارع الطول سيلعب دورا مهما في حياتي.

انفجرت شرارة الحب مع أول رقصة

النظرات وحكم القوي

ظللنا طوال فترة تصوير الفيلم نتبادل نظرات طويلة، ولكن أحدنا لم يجرؤ على تفسير معنى هذه النظرات، وبدأت نفس الشركة تستعد لتقديمنا في فيلم جديد بعنوان (حكم القوي)، كنت قد رشحت لبطولته أمام (فريد شوقي)، وما كدنا نعاود اللقاء فى الاستديو حتى عاودني الشعور مرة أخرى بأن (فريد) سيلعب دورا هاما في حياتي المقبلة!.

وهنا يتدخل فريد شوقي في الكلام فيقول: فى تلك الفترة تمنيت أن تكون (هدى سلطان) زوجتي، وقررت يومها أن أتمرد على حياة العزوبية بما فيها من حرية، وأن أعد نفسي لحياة زوجية سعيدة، ثم سألت نفسي هل ترضى (هدى سلطان) أن أكون زوجها ؟!.

وتكمل (هدى سلطان) بداية قصة حبها فتقول: وكانت أكثر مناظر الفيلم تدور بيني وبينه، وكثيرا ما كنت أقرأ في نظراته التى يحيطني بها أمام الكاميرا ولهجته التي يؤدي بها حوار المشاهد أشياء عديدة تتبلور في خاطري، كان يبدو وكأنما يريد أن يقول لي شيئا!.

لحظة صفاء بعد انتهاء التصوير

بحبك يا هدى

حدث ذات يوم أن كان علينا أن نؤدي أحد المشاهد الغرامية وكان يتعين على (فريد) أن يبث غرامه لي، ويناديني فيه باسمي فى الفيلم طبعا، وكنت أدعى (كوثر)، أجرينا البروفات وصاح المخرج (حسن الأمام): تصوير، وبدأت الكاميرا تتحرك وجاءت اللحظة التى يجب أن نمثل فيها المشهد الغرامي.

وفيه يقول لي (فريد): (بحبك يا كوثر)، ولكن فريد ناداني قائلا : (بحبك يا هدى، ومستعد أضحي بالدنيا كلها علشانك يا هدى) وصرخ (حسن الأمام) ستوب اسمها (كوثر يا أستاذ، قال ايه هدى!). وضحك الجميع واستكملنا التصوير.

يتدخل فريد شوقي ضاحكا: لقد كنت أنادي كل الناس باسم (هدى سلطان) حتى أن أحد أصدقائي غضب مني لأني ناديته، (هدى)! فكان حبي لـ (هدي سلطان) قد ملأ كل حياتي.

وتكمل (هدى سلطان) قصة حبها فتقول: واعتذر (فريد) بأن الأمر اختلط عليه، إلا أن هذا الحدث الصغير جعلني أفكر جديا في الهدف الذي يستتر وراء نظرات (فريد) إلى، وجعلني أفكر دائما هل يمكن لشاب مثل (فريد شوقي) أن يعرف الحب؟!

نعم الحب أنه هدفه الواضح وهو الذي جعله يناديني أمام الكاميرا باسمي الحقيقي بدلا من اسمي المستعار الذي أحمله في الرواية، أن (فريد شوقي) قد ساده يومها الارتباك أمام الكاميرا، وهو الممثل الراسخ القدم الذي لم يرتبك أبدا من قبل، وشعرت يومها أن حب (فريد) لي حقيقة واقعة، ولا ينبغي أن أنكر الآن انني أحببته وانني بادلته نفس الشعور.

في إحدى البروفات تمهيدا للغناء

رفض القبلة

كان أحد مشاهد الفيلم يقتضي بأن يقبلني (فريد شوقي) ولسبب لا أدريه حتى الآن رفضت أن أتركه يقبلني، وأصررت على أن يستبدل المشهد بمشهد آخر ليس فيه القبلة، وثار (حسن الأمام) وغادر البلاتوه، وتدخل الزملاء والفنيون يحاولون إقناعي بالعدول عن وجهة نظري، بل أن (فريد شوقي) نفسه جاء يسألني والأدب الجم يكسو صوته قائلا: مش عايزة تمثلي المشهد ليه؟! فأجبته فى انفعال قائلة : أنا حرة!، ولم يزد على أن قال لي: عندك حق!.

وجاء المنتج ومعه المخرج ليناقشاني رأيي، وأصررت على أنني لن أسمح لأحد بأن يقبلني، وبدأ (حسن الأمام) يفكر في مشهد يستعيض به عن مشهد القبلة، وسمعت بأذني تعليقا من الزملاء والفنيين الذين يعملون معي حيث أبدوا دهشتهم لرفضي أن يقبلني (فريد شوقي) الذي قبل كثيرا من الفنانات على الشاشة.

ولم ترفض أحداهن، ثم أرفض وأنا الوجه الجديد، واهتدى (حسن الأمام) إلى حل، وما ان انتهى (فريد شوقي) من تمثيل المشهد المعدل الذي أبعدت منه القبلة حتى سارع يغادر البلاتوه إلى حجرته.

هنا يتدخل (فريد شوقي) قائلا : لقد دخلت حجرتي مشدوها لما حدث، لقد كنت أقول لنفسي لماذا رفضت (هدى سلطان) أن أقبلها؟!

هدى سلطان تتفجر نوثة في بداياتها

رسالة غرام

وتكمل (هدى سلطان) الحكاية فتقول: وبعد انتهائنا من العمل في هذا اليوم، عدت إلى حجرتي لأجد خطابا غراميا منه، كان يعترف في الخطاب بحبه في كلمات بسيطة، ولكني شعرت أنها صادقة، ومع هذا استدعيت الفراش ولمته على تركه الغرباء يدخلون حجرتي.

وفي اليوم التالي التقينا في حجرة المكياج، ولم يكد نظري يقع عليه حتى تلون وجهي بالغضب ولم نتبادل التحية، ودخلنا إلى البلاتوه، وكان المشهد يجري تصويره في حجرة النوم، وكان يتعين علينا أن نتجه إلى الحجرة معا، ثم نغلق الباب، فنصبح بعدئذ فى عزلة عن العاملين معنا.

مشهد يقول فيه باحبك يا هدى

غضب تحول لعرض بالزواج

ما أن أغلقنا الباب حتى قال لي : إنتي زعلانة مني ولا ايه؟! واجبته غاضبة: عيب يا أستاذ أنت فاكرني مين؟!، وبدت عليه الدهشة وقال: الله ايه الحكاية، فقلت غاضبة: (إنت إزاي تدخل أوضتي وتسيب لي جواب زي ده أنت فاكرني مين ولا ايه؟!)، وعاد فريد يقول: أنا أريد أن أتزوجك، أنا أحبك! وأريد دعم هذا الحب بالزواج فما رأيك؟!

وعن هذا الموقف يقول (فريد شوقي): رغم أن وقتها كان في حياتي نساء كثيرات فقد وجدت نفسي مضطربا وأنا أعرض على (هدى) الزواج، وعندما سكتت فهمت جوابها وكدت أطير من الفرح.

وتكمل (هدى سلطان): وأطرقت بعيني ولم أقل شيئا كان الجواب واضحا في عيني، وبعد أن انتهينا من العمل في هذا اليوم عرض على (فريد) أن يوصلني إلى البيت بسيارته، وفي الطريق عاد يسألني أن كنت أوافق الزواج منه، وقلت له: إنني لا أستطيع أن أناقش معه هذه المسألة، وأن تقاليد أسرتي تحتم على أن يطلب يدي من شقيقي، وزاد (فريد) من سرعة السيارة وهو يقول فى فرح: إذن أنت موافقة أشكرك.

في كواليس أحد الأفلام

خطوبة أسبوعين

فى تلك الفترة كان شقيقي (محمد فوزي) غاضبا مني لأني اشتغلت بالفن وكان قد حاول أن يمنعني فلم يستطع، وذهب (فريد) إلى زوج شقيقتي الكبرى ليطلب يدي منه، واستمهله الرجل حتى يبحث الأمر، وقد تحرى الرجل عن (فريد) وسمعته إلخ، ثم أبدى موافقته.

وبدأنا وفريد نستعد لعقد القران، وأعلنت خطوبتنا ودامت أسبوعين، وخلال فترة الخطوبة القصيرة حدث مفاجأة كادت أن تجعلني أرفض الارتباط بفريد شوقي!.

ماهى هذه المفاجأة التى كادت أن تدمر قصة أشهر حب وزواج في الوسط الفني هذا ما سنكمله الأسبوع القادم.

حفل زفاف فريد وهى في الاستديو بعد التصوير

……………………………….

فى الحلقة القادمة:

حب وسعادة .. زواج وأفلام وغيرة !

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.