(شهريار النجوم) يطالب وزيرة الثقافة بإعادة تقديم (قمر الغجر) الذي ينتصر للغجر مجددا
كتب: أحمد السماحي
من العروض المتميزة التى عرضت خلال موسم الشتاء الماضي بنجاح كبير على مسرح (البالون) العرض الغنائي الاستعراضي (قمر الغجر) باكورة إنتاج قطاع (الفنون الشعبية والاستعراصية) برئاسة الفنان القديرأحمد الشافعي.
و(قمر الغجر) كتابة وإخراج (د.عمرو دوارة)، عن فكرة للأديب محمود مكي، وبطولة ثلاثون ممثلا من الفنانيين المتميزين يقومون بالتمثيل والغناء والاستعراض.
ومن بينهم (ميرنا وليد، علاء حسني، حسان العربي، فتحي سعد، نهلة خليل، وفاء السيد، عصام عبد الله، جمال عبد الناصر، بوسي الهواري، مع ضيفي الشرف النجمين الكبار (آمال رمزي)، و(سيف عبد الرحمن) وغيرهم.
توثيق عمرو دوارة المتميز
(قمر الغجر) من العروض المبهجة الراقية التى تحمل رسالة في غاية الأهمية، وتقدم صورة ومعلومات موثقة لأول مرة عن حياة الغجر، وحاول (عمرو دوارة) أن يصدق مع نفسه، ومع التاريخ في بحثه عن الوجه الحقيقي للغجر.
وحتى يصدق عمرو دوارة، شاهد كل ما تم عرضه من قبل من أعمال درامية، ومسرحية، وتليفزيونية عن الغجر، كما قرأ العديد من الكتب حتى يقدم عرضا يليق بالعقول المستنيرة التى تشاهد المسرح حاليا.
لهذا أضاف من خلال هذا العرض الممتع المليئ بالغناء والاستعراض والتمثيل، إضافة هامة إلى تجارب المسرح الغنائي الاستعراضي.
كما أن مسرحية (قمر الغجر) تزخر بمعلومات غنية منوعة، وتنظم مادتها في بيئة فنية جديدة متماسكة، تجمع بين العديد من الأشكال الدرامية، والاحتفالية، والتراثية.
وتطرح مفهوما جديدا تقدميا، وخصبا ورحبا ومتسامحا لطبيعة الغجر الذي وقع عليهم ظلم شديد طوال السنوات الماضية، حتى جاء عرض (قمر الغجر) وأزال هذه الأكاذيب والافتراءات عن عالم الغجر.
لهذا أطالب الدكتورة (نيفين الكيلاني) وزيرة الثقافة بإعطاء أوامرها بإعادة تقديم هذا العرض مجددا، وليكن في محافظة الإسكندرية حتى يستقطب مشاهدات جماهيرية جديدة وضخمة، خاصة أنه عُرض في موسم الشتاء الماضي ومعظم الطلبة يؤدون الامتحانات والأهل مشغولين بهم.
قمر الغجر.. وحوار ثري
عرض (قمر الغجر) ينتصر للغجر حيث يقدم لأول مرة الصورة الحقيقية والإيجابية للغجر، فقد لاحظنا من خلال العرض أن نسائهم لسن سحرة ولا دجالين، ورجالهم ليسوا حرامية ولا نصابين.
كما شاهدنا من قبل في العديد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية والمسرحية، ووضح هذا بقوة من خلال الحوار الثري الممتع المليئ بالمعلومات والوثائق بين أبطال المسرحية (مهران، وفادي، ونيرمين، وأمير) :
مهران: بص ع التاريخ وشوف أصلنا وقول: الغجر ملح الأرض بيدورا ويلفوا في العالم كما تلف النجوم، إحنا خمسة مليون غجري أو نزيد، أصلنا أفغان هنود أو هنود أفغان..
ماهيش فارقة الحكاية، الغجر لفوا في البلاد بضمير طيب وراضي من روسيا لتركيا لإيران، من إيطاليا، أسبانيا، فرنسا، لأحراش اليونان، وحتى في بلاد العرب بسوريا، والعراق، ومصر، والمغرب.
فادي: طيب انتم بدو؟، وفي مصر عددكم كام وموجودين فين؟
مهران: لأه، الغجر مش بدو، الغجر ليهم حياة وعادات غير البدو خالص، وفي مصرنا العظيمة صعب إننا نعرف العدد بالضبط، بس تلاقيهم قاعدين في الصحاري، والبراري، زي عمدان السواري..
وفي عشش حوش الغجر عند سور مجرى العيون، برضه قاعدين أعداد لكن مش كتير، في الجمالية، المقطم، قرية سنباط – أبو النمرس – منشية ناصر، حوش بردق.
وفي قلب الأزبكية في كتير، كمان بحي غبريال بالأسكندرية، وكفر الغجر في الشرقية، في طهواي – طلخا بالمنصورة وكمان تلاقينا في الصعيد.
فارس: طيب وإيه أهم صفات الغجر إللي ممكن نعرفهم منها؟
مهران: تصرفات وعادات ولاد الغجر عند الآخرين غريبة وشاذة لكنها موزونة بأساليب خاصة، كل واحد من الغجر عاقد مع الدنيا اتفاق، كل بنت من الغجر بتقيد في ضلمة الغجر، رحالة دايما في البلاد جماعات ..
حتى لو استقروا مواسم بيحنوا دايما للترحال، ترحال ورا ترحال وتتغير الأحوال، الغجري يسكن عشة وخرابة أو بيت بطوب أحمر فيه البراح فواح، فيه ريحة غنم رماح أو صوت نباح عالي.
وابن الغجر ما يقولش أنا مالي، لو بنت عمه استنجدت في حماه، الشغل عيب عند المستعيب، وابن الغجر يشتغل بالقصعة والزمبيل الغجري يدوس برجله ع المسامير، يركب حصان ويرمح في مولد بهلوان، يعمل صوان أو سيرك ويدرب قرود.
نرمين: طيب والغجر بيشتغلوا إيه؟ مشهورين بإيه؟
مهران: الغجر غنوا للعالم، وخلوا العشق كلمة، سنوا ع الحجر الشديد خنجر وحربة، وزينوا رقاب البنات بأطواق بأساور، صبوا من الفضة الخواتم والسلاسل والخلاخيل.
وغنوا على النايات، رقصوا الطوب في الشوارع والحواري، خلوا للمزيكا طعم جديد على دق الصاجات، إللي مش دريان يشوف ويقول للي داري .
الغجر فيهم من الفاهمين قامات، نوروا كل المجالس، طوروا وصنعوا الأثاث، صنعوا مناخل من شعور الخيل وعملوا أقفاص من جريد النخل، والست منهم تفهم الطالع وتضرب الودع.
وتدق وشم الحب فوق الخد، الراقصات منهم غوازي، وابن الغجر قوال منهم بمصر (خضرة، وشمندي، وحجازي، ومتقا ).
أمير: أنا قريت إن الغجر بيفضلوا العزلة وما بيحبوش الاختلاط بالأهالي، وإن لهم بعض العادات الغريبة والقوانين الخاصة بهم لوحدهم؟
مهران: فعلا إحنا الغجر بنميل للعزلة وبنسكن في الأطراف، وبنلجأ في الحكم للأعراف، القاضي الكبير الزين رئيس مجالسنا وحكم كبير الغجر، ومعاونيه ع الجاني ينفذ.
أما الجواز فالعريس بياخد من قرايبينه، والكل يتستر، والأغنيا في الغجر بكترة عدد النساء والقرود، الست م الغجر مهرها غالي مش جودة بالموجود، علشان بتعرف تفتح المندل، وتحط إيديها تطلع التعريفة من جيب الأسود، والضحكة من ع الفم.
أحداث (قمر الغجر)
تدور أحداث (قمر الغجر) فى إحدى القرى السياحية بالساحل الشمالى، وتتناول قصة العشق التى جمعت بين (قمر الغجرية) ضاربة الودع والتى تجسدها الموهوبة (ميرنا وليد) التى كشفت عن موهبة جديدة لها في فن الاستعراض.
وابن الوزير الفنان التشكيلى (أمير/ علاء السباعي)، وبالتالى فإن الأحداث تجمع بين ثلاثة أجواء مختلفة هى عالم الصيادين بالساحل الشمالي، وعالم الغجر بتفرد عاداتهم تقاليدهم.
وأيضا أجواء طلبة الجامعة بثقافتهم المعاصرة، وتتضح تلك الأجواء الثلاث بنهاية العرض، حيث تشارك كل مجموعة بفنونها بحفلات السمر التي نقام بحي الغجر.
وكذلك بحفل الزفاف، وتقدم بعض الفقرات التى توضح مدة تنوع وثراء فنوننا الشعبية.
وتدور أحداث الحبكة الدرامة الرئيسة حول قصة العشق التي جمعت بين كل من (قمر الغجرية) و ابن الوزير الفنان التشكيلي (أمير السنهوري/ علاء حسني).
وكذلك بين زميله بالكلية (فادي) والغجرية (نوارة) صديقة (قمر)، وهى قصص الحب التي واجهت كثير من الصعاب نظرا لارتقائه المستوى الاجتماعي لابن الوزير.
وبالتالي وجود فارق اجتماعي كبير بينه وبين بنات الغجرأيضا من جهة أخرى رفض الغجر – طبقا لعادتهم جواز بناتهم من أغراب، لأنهم يعيشون في عزلة ومجتمع مغلق.
ويتمسكون جدا بعاداتهم وتقاليدهم المتوارثة، ولكن الخطاب الدرامي بالعرض ينتصر للحب الذي ينجح في إلغاء جميع القيود وتكسير جميع الحواجز.
وذلك بفضل ثقافة (د. رؤوف)، ومؤازرة وتشجيع جماعة الصيادين، حيث يرفض العرض تلك التقاليد والعادات القديمة المتوارثة، ويدعو إلى نبذ الطائفية ومواجهة جميع مظاهر التعصب والتزمت، كما يدعو لتعايش الجميع في آمان وسلام مع إعلاء القيم النبيلة والمساواة.
وتجدر الإشارة إلى أنه برغم أن جميع الأحداث الدرامية تجرى بمصر، إلا أن العرض يؤكد أيضا على عمق البعد العربي لمصر وعلاقتها الوطيدة مع كافة الأشقاء العرب.
وذلك من خلال شخصية الأديبة اللبنانية والأستاذة الأكاديمية (د. وطفاء حمادي / آمال رمزي)، والتي جاءت لمصر للاستجمام وإنهاء بعض الأحداث.
وأقامت بنفس القرية السياحية حيث نشأت يسنها وبين (قمر) الغجرية علاقة صداقة قوية، وكذلك بينها وبين طلبة كلية الفنون الجميلة والمشرف على رحلتهم ومشروعات التخرج لهم (د. رؤوف/ سيف عبد الرحمن).
حيث تتلاقى وتتوحد توجهاتهم تجاه الصراع العربي الصهيوني مواقفهم برفض التطبيع، وتضامنهم مع ثوار غزة وشجبهم لصمت العالم أمام المذابح والمآسي والإنتهاكات اللا إنساتية التي يقوم بها العدو الصهيوني .
9 استعراضات
يتضمن عرض (قمر الغجر) تسعة استعراضات بخلاف بعض الأغاني الفردية والثنائية، وكتب الأغاني الشاعر سعيد شحاتة، وقام بالتلحين ووضع الموسيقى التعبيرية الموسيقار أحمد الناصر.
وصمم الاستعراضات الفنان محمد زينهم (أحد نجوم والرواد بفرقة رضا)، وتصميم الديكورات الفنان د. محمد سعد، وتصميم الملابس د. مروة عودة، وتصميم الإضاءة الفنان أبو بكر الشريف.
وإخراج المشاهد السينمائية الفنان ضياء الدين داود، وعمل الماكياج الفنانة روبي، ويشارك في بطولة العرض بخلاف نجومه، بعض الوجوه الجديدة، منها (محمد نيازي، أمل عبد المنعم، صابر عبد الله، أحمد السباعي، أحمد مصطفى).
وأيضا يشارك بالبطولة نخبة من نجوم الفرقة الغنائية الاستعراضية، وفي مقدمتهم الفنانين: (سيد عبد الرحمن، مها محمد، وفاء سنجر، حسام رسلان، لطفي، إبراهيم غنام، هشام الحصري، أحمد طارق، بطرس عاطف، شمس شاهين).