(سهير رمزي).. نجمة الإغراء الأولى التى تفوقت على (هند رستم) في السينما (1/3)
* في أفلام (سهير رمزي) الأولى التي قامت ببطولتها، لا نكاد نتبين ملامح ممثلة تدرك أثرها في ذاكرتك
* فيلم (ثم تشرق الشمس) كشف بكل جلاء عن ممثلة إغراء بلا نظير في سنوات السبعينيات
* بعد ثمانية أشهر على الترخيص بعرض (ثم تشرق الشمس)، جاءت تعليمات من عبدالقادر حاتم ووزير الإعلام والثقافة بحذف بعض مشاهده.
* جاءت (سهير رمزي) في فترة بدت فيها السينما المصرية كأنها تود أن تكشف عن فتنة ما لديها من ممثلات لأكبر قدر المساحة المسموح بها
* تعاملت السينما المصرية مع جسد الممثلة باعتباره فاتن، دون النظر إلى موهبتها في
التمثيل، وكانت في الكثير من الأفلام مثال للإثارة الحسية
* تجاوزت (سهير رمزي) في فتنتها نجمة كبيرة مثل (هند رستم)!
بقلم الباحث والناقد السينمائي: محمود قاسم
هذا الأسبوع من (الجميلات) نتوقف مع الجميلة والمغرية (سهير رمزي)، ومن المعروف أن أغلب ممثلات الإغراء الجميلات في السينما المصرية، لم يكشفن عن أنوثتهن الطاغية في التجارب الأولى من الأفلام اللاتي قدمنها، وبدت هذه الأفلام الأولى في حياة كل ممثلة منهن، بمثابة التجارب البريئة، والرومانسية.
وعندما ظهرت (سهير رمزي) في نهاية الستينيات في أدوار قصيرة في أفلام مثل (الناس اللي جوه)، إخراج جلال الشرقاوي، و(ميرامار) إخراج كمال الشيخ..
و(الحسناء واللص) إخراج نجدي حافظ، لم تكن تنبئ بأنها سوف تلفت إليها الأنظار طوال عقدين من الزمن على الأقل لما تتمتع به من جمال، وأنوثة طاغية، صارت هى عنوانا في أكثر أفلامها.
جسدت (سهير رمزي) في فيلم (ميرامار) شخصية التلميذة التي تحب (منصور باهي)، الثوري المتمرد الذي يخرج عن النظام الحاكم في تلك الآونة.
وهى تقابله عند محطة القطار، تبدو خائفة عليه وتدعوه إلى الابتعاد عن المتاعب، خاصة أن شقيقه الضابط الكبير في الداخلية يحاول حمايته، وإبعاده عن مصدر المعاناة.
(سهير رمزي) و(ثم تشرق الشمس)
في أفلام (سهير رمزي) الأولى التي قامت ببطولتها لا نكاد نتبين ملامح ممثلة تدرك أثرها في ذاكرتك، ليس فقط لأنها أدوار صغيرة، بل لأنها لم تترك أي أثر في الذهن!
وقد كان على الشخصية التي تجسدها الممثلة أن تخلع بعضاً من ملابسها، وأن تكشف عن المفاتن التي تتمتع بها، كي تبدو شبه كنز ثمين تم كشف معالمه.
وكي تدخل بعد ذلك إلى دائرة النجومية في عالم الإغراء، ولعل فيلم (ثم تشرق الشمس) لأحمد ضياء الدين عام 1972، قد كشف بكل جلاء عن هذه الموهبة الجسدية، وعن ممثلة إغراء بلا نظير في سنوات السبعينيات.
ولم تكن (سهير رمزي) في هذا الفيلم بطلة مطلقة، بل هى ممثلة ثانية، باعتبار أن (نجلاء فتحي) هى النجمة الأولى والمطلقة للفيلم.
أما (سهير رمزي) فهي تؤدي دور الممرضة التي تغوي الأخ الأصغر، فتخلع له بلوزتها، ثم تتمدد فوق السرير، وقد برزت مفاتن صدرها بشكل خاص، وراحت تغريه لدرجة أسالت لعابه، وهذا الرجل يتزوج من الفتاه الصماء، ويبقى على علاقته مع العشيقة الحسناء.
مذكرات رقيبة سينمائية
شهد عام 1971 ميلاداً فنياً بالنسبة لـ (سهير رمزي)، حيث عرض فيلماها (ثم تشرق الشمس)، و(ثرثرة فوق النيل) لحسين كمال، في الربع الأخير من السنة.
ولم تكن (سهير رمزي) في الفيلمين بمثابة بطلة مطلقة، بل كانت هناك في الفيلم الأخير كل من (ميرفت أمين، وماجدة الخطيب).
وإذا تحدثنا عن الفيلم الأول، فلا يمكن أن نغفل التقرير الذي كتبته (اعتدال ممتاز) في (مذكرات رقيبة سينمائية) في قرابة أربع عشر صفحة.
اعترفت فيه أن جرعة الجنس جاءت في هذا الفيلم كبيرة ومضاعفة، ولاشك أن (سهير رمزي) هى التي كانت تمثل هذا الجانب!
وذلك باعتبار أن (فايزة/ نجلاء فتحي) كانت نموذجاً للفتاة البريئة، المريضة الملائكية الشكل، والسلوك .
وتقول الرقيبة عن هذا الفيلم في بداية صفحاتها عنه: (أنها تحدثت مع المؤلف والمنتج والمخرج حول تحفظاتها، ورغم تأكيدي لهم بتخفيف مناظر الجنس..
والمصنوعة لـ (الجنس للجنس) حفاظاً على الآداب العامة لم يكن هناك التزام بذلك عند تنفيذ الفيلم، والأكثر من هذا أضيف إلى الفيلم بعض المشاهد والأحداث الجانبية، الآمر الذي اعتبرته الرقابة خروجاً على الآداب العامة ، لأن جرعة الجنس جاءت كبيرة وضاغطة).
سهير رمزي تكشف عن صدرها
و(دولت) في هذا الفيلم والتى تجسدها (سهير رمزي)، هى الممرضة التي جاءت لمراعاة (فايزة) أثناء سفر (خيري/ رشدي أباظة) إلى الخارج.
ويبقى (يسري) بين امرأتين، الأولى الممرضة الفاتنة، والثانية هى فايزة المريضة، وقد تزوج الأخ الأصغر (يسري) من (فايزة)، كي تظل (دولت) على علاقتها الحسية به.
وتضيف (اعتدال ممتاز): أن الفيلم بعد ثمانية أشهر على الترخيص بعرضه، جاءت تعليمات من الدكتور عبدالقادر حاتم نائب رئيس الوزراء، ووزير الإعلام والثقافة عام 1971، بحذف بعض المشاهد بعد أن كان الفيلم قد عرض بدور العرض.
ومن هذه المشاهد على سبيل المثال :مشهد (دولت) أو (سهير رمزي) تتحسس بيدها صوراً عارية، وهى تنظر إليها بشبق ثم دخول نور الشريف.
ومنظر خلع ملابسها، والجلوس بجواره، والتركيز مرة أخرى على لقطة للمجلة، ثم العودة إليهما لنراهما، وهما يرتديان ملابسهما، وحذف منظر لفخذها العاري في اللقاء الجنسي بينها وبين (نور الشريف) ..
حذف منظر صدر (دولت العاري)، وهى مستلقية على الفراش وكذلك مشهد صدرها و(رشدي أباظة) يضع قبلة عليه.
(سهير رمزي) و(ثرثرة فوق النيل)
أما الفيلم الثاني الذي عرض في نفس العام، فهو (ثرثرة فوق النيل)، وفيه جسدت (سهير رمزي) دور الموظفة (ليلى زيدان)، وهى شابة فقيرة، متمردة على واقعها المادي الذي لا يكفل لها العيش الذي تريده، وهى تأتي إلى العوامة التي تجمع نساء باحثات عن الجنس، والوقت الممتع بالنسبة لهن، حيث يغرق الجميع في اللذة.
ولا تتوانى (ليلى) عن خلع ملابسها عندما يطلب منها ذلك أحد الرجال الكثيرين في العوامة، وقد ارتدت الممثلة الجونلة القصيرة التي كانت سائدة في أوائل السبعينيات..
مما عكس مدى ما تتمتع به من جمال وفتنة، وقد لفت ذلك أنظار الرجال، فحاموا حولها في هذا الفيلم، حيث أن الكثيرين منهم في غيبوبة المخدرات، والجنس .
(سهير رمزي) أشد فتنة من (هند رستم)
جاءت (سهير رمزي) في فترة بدت فيها السينما المصرية كأنها تود أن تكشف عن فتنة ما لديها من ممثلات لأكبر قدر المساحة المسموح بها.
وقد تنافست الممثلات في تلك الفترة، ليس فقط في ارتداء المايوه ذي القطعتين، بل أيضاً في خلع المشد، وإمساك الصدر باليدين، وسوف نتناول هذا التعري في فصل آخر من كتاب (الجميلات) المقرر طرحه قريبا.
وبدا من الواضح أن (سهير رمزي) حين كانت ترتدي هذا المايوه، فهي تجب كل الممثلات اللاتي فعلن نفس الشيء، ولا نريد أن نفاضل بينهن.
لكن من رأي (سهير رمزي) في فيلم (ثم تشرق الشمس) وهى تحاول إغراء الآخرين، ثم من شاهدها بعد ذلك بالمايوه القطعتين، وحتى إذا ارتدت المايوه القطعة الواحدة في أحد أفلامها الأخيرة وهو (الفضيحة) يتأكد أنها لم يكن لها مثيل في الفتنة!.
مثال للإثارة الحسية
ويمكن أن نقول أنها قد تجاوزت في فتنتها نجمة كبيرة، مثل (هند رستم)، التي لم ترتد سوى المايوه العادي في بعض أفلامها، لكن تبقى هذه الأخيرة في دائرة الضوء بشكل أفضل لأنها عملت في أفلام مهمة كثيرة.
بينما تعاملت السينما المصرية مع جسد الممثلة باعتباره فاتن، دون النظر إلى موهبتها في التمثيل، وكانت في الكثير من الأفلام مثال للإثارة الحسية.
ولذا فلا يمكن أن نجد في السنوات الأولى من السبعينيات فيلماً يمكن أن يبقى في دائرة الاهتمام من مجموع الأفلام التي اضطلعت ببطولتها (سهير رمزي).
لكنها بدأت في التغيير بداية من عام 1976 حين قامت بدور فتاة مسيحية تحب مسلماً، ثم تدخل الدير عندما تفشل في الزواج منه.
ورغم ذلك فإن الأفلام الجيدة الباقية من السبعينيات لا يمكن الوقوف عندها كأعمال سينمائية مهمة، وذلك هو الفرق بين ممثلة وأخرى، أو بالضبط بين (هند رستم)، و(سهير رمزي).
في الحلقة القادمة نكشف جوانب أخرى في حياة (سهير رمزي) السينمائية.