بقلم الفنان التشكيلي الكبير: حسين نوح
مندهش ومنزعج مما وصل إليه العالم المفضوح من تدليس ومعاملة الآخر على أنه مغيب وساذج ولا يمتلك لا بصر ولا بصيرة! في أحداث (غزة).
فحين يصل الأمر أن رئيس وزراء دولة الاحتلال يخاطب شباب الجامعات في أمريكا مطالباً: أنه لايجوز معاداة السامية، وهو يرتجف رغم مواقف الرئيس الأمريكي الداعمة له في (غزة)
فقد أيقنت أنه والرئيس الأمريكي لا يدركان أن شباب العالم ومنه الأمريكي وخصوصاً شباب الجامعات لا يتلقى معارفه من الاعلام الرسمي والموجه، وأصبحت معارفه تأتي من وسائل لا كنترول لهما عليها.
وقد شاهدوا ما يحدث بالتفصيل في (غزة) من شبكات التواصل الاجتماعي غير المفلترة وها أنتم أمام أجيال أخرى ستحاسبكم.
لقد كشفت أحداث (غزة) ما وصلنا اليه من خطورة على أجيال صدمت بواقع سيدفع الجميع فواتير ضلاله وأكاذيبه فقد انهارت كل القيم الانسانية تحت أقدام احتلال مأزوم فشل في تنفيذ أطماعه ويحاول الاستمرار عبثاً.
وأجزم أنه لن يجلب لشعبه إلا عدم الأمن والأمان، لقد أكدت أحداث (غزة) أن العالم الذي ادعى التحضر وشاهدنا شعاراته لحقوق الحيوان والإنسان، وحق الطفل وحقوق المرأة.
أقولها: لقد تأكدنا وكثير من شعوبكم أنها مجرد شعارات وأكاذيب، ولما لا فحتي الهيئات والمنظمات بل ومحكمة العدل الدولية، إنما هى أشكال من دون أي فاعلية.
وكما ارتمت قرارات الأمم المتحدة والجمعية العامة مكدسة في الأدراج فكلها أمام جبروت فيتو أمريكا العظمى المنحازة مع الحليف.. عبثاً أكد إزدواجية المعايير الفجة والخبيثة.
الأكاذيب في أحداث (غزة)
أتابع بشكل مهموم من خلال معظم القنوات العربية والعالمية، وأتنقل من الجزيرة إلىRtl إلىBBC ، I24 الإسرائيلية، وقناة العربية، والقاهرة الإخبارية، أبحث كي أجد مبرراً لتلك الأكاذيب واللاموضوعية في أحداث (غزة).
حين أستمع إلى أمين عام الأمم المتحدة (انطونيوغوتيرش)، نجد أن الرجل يطالب بوقف الحرب وإعادة المخطوفين وحل الدولتين حديث يتردد كثيراً علي لسان كل زعماء ما يطلق عليه العالم المتحضر.
ولكن ضجيج بلا طحين ونستمع ولكن عبثاً وكأننا نعيش حلم وقد اتخذ قرار إبادة لشعب قد احتلت ارضه منذ اكثر من خمسة وسبعين عاماً ، بل بموافقة ما نطلق علية العالم المتحضر!
إننا لا نجد أفعالاً إنما فقط كلمات وشجب ومعايير مزدوجة فجة خسر فيها الكل مصداقيته أمام دماء أطفال ونساء وشباب يتمسك بأرضه، ولا يريد تكرار مأساة 1948.
فقد سمع من أجداده واقع مر، وحتى الآن لم يجد غير كلمات وازدواج في المعايير مفضوح، وتضيع محاولات بعض الدول التي تقف بجوار الحق الفلسطينيين فهم أثنتا عشرة دولة في الاتحاد الأوروبي مثل (أسبانيا، النرويج، الدنمارك، وبلچيكا).
إنما الواقع أن المرضعة الأمريكية العظمى متبنية للحليف الصهيوني وأكاذيبه دون أي منطق ورغم صيحات وصراخ كثير من مواطنيها، وهنا سقوط مصداقية تقترب منها الدولة العظمى أمام كل العالم الإنساني إذا اعتبرته مازال يمتلك قلب ويصنف إنسان.
والسؤال: هل لاتكفي مشاهد الدمار في (غزة)؟، هل لاتكفي أشلاء الأطفال والنساء والمقابر الجماعية؟، هل لايكفي ما حدث مع الصحفيين وأعداد القتلى سبعين في المائة منها نساء واطفال؟
وماذا عن موظفي الأونروا 146 قتيل، وما موقفكم من قتل لكل متحرك علي الأرض وما موقفكم أيها الكبار من تجويع شعب ومشاهد الأطفال وموتهم جوعاً؟ وماذا عن المستشفيات كل المشتشفيات؟
وهل شاهدتم عظمة صمود أصحاب الأرض وآلام تصرخ وتؤكد أنها باقية ولن تترك أرضها؟، وهل تأثرت مشاعركم بمن يفترش ركام منزله وباق، وآخر فقد كل أسرته ومتمسك بأرضه متصالح مع الموت كالكاميكازي في اليابان؟
ألا تفقهون خطورة ما فعلتوه لأجيال وذلك فقط لحماية رجل تحول إلى نازي ولا يستمع إلا لبطانته من وزاءه من اليمين المتطرف وسياسته العنصرية؟
شوهت أحداث غزة الاحتلال
هل تفتقت عقولكم أن هذا الشعب الجائع والمشرد والفاقد لكل مقومات الحياة لم يصرخ مندداً بشباب يعيش تحت الأرض ويعاني فقط من أجل حقة وأن ينتصر الحق علي المصالح.
لقد شوهت أحداث غزة الاحتلال ولن يبقى، بل خلق أجيال تصالحت مع الموت والدم والدمار والقادم لا أمن ولا أمان، بل والمرعب والذي يتجاهله أصحاب المصالح والجبروت أن العالم على شفى حرب عالمية ثالثة لا يتخيل أحدا حجم الدمار فيها.
العالم تغير ولن يستسلم للأكاذيب والشعارات التي كشفتها أحداث (غزة) وأدركها كل العقلاء الحقيقيين دون مصالح، وأذكركم ما حدث في الحرب العالمية الثانية.
وكما قال ألبرت آينشتاين: (أنا لا أعرف ما هى الأسلحة التي سوف تكون في الحرب العالمية الثالثة، ولكن الحرب العالمية الرابعة ستكون بالعصي والحجارة !)، بمعني تدمير لكل مظاهر الحضارة، ألا تتذكرون كفانا قتال كفانا أطماعا.
لقد استمعت اليوم فقط لتصريح للرئيس الألماني في مؤتمر في تركيا (فرانك فالتر شتاينماير) أن (إسرائيل لن تحظى بالأمن دون رؤية سياسية للفلسطينيين).
كفانا استهلاك معظم مواردنا في الأسلحة وسباق النووي، أرض الله واسعه انظروا من نوافذ الطائرات وعمروا الأرض لتذهب الموارد، وتجليات العقل الانساني التي وهبنا الله إياها لسعادة الإنسان ورفاهيته.
وليعمل الجميع لمصلحة البشرية والتصدي لتقلبات الطبيعة والمناخ والاوبئة، التاريخ سيتذكر كل من شارك في دمار وكل من دعم السلام والإعمار، وعلى أمريكا أن تدرك أن مصداقيتها على المحك.
ليس أمام العالم بل أمام الأجيال الجديدة من مواطنيها، إنها مجرد وجهة نظر لمحب للأمن والسلام، حفظ الله مصر تنطلق وتستحق.