رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

محمود حسونة يكتب: (السرب) وحده لا يكفي

بقلم: محمود حسونة

(السرب).. فيلم حربي يتناول حادثاً مؤلماً في تاريخنا المعاصر، والرد عليه بما يحفظ كرامة المصريين في وجه المتربصين بهم، وما أكثر المتربصين.

وأيضا ما أكثر ما ينبغي تناوله سينمائياً ودرامياً في التاريخ والحاضر المصري من بطولات وشخصيات ومعارك من حق الأجيال الصاعدة أن تعرفها، كي يظل أولادنا مرفوعي الرأس برموزهم وجيشهم وعلمائهم ومبدعيهم، ولذا فإن (السرب) وحده لا يكفي، وما أحوجنا للكثير من هذه النوعية.

المشاهد المؤلمة في الحياة تحفر لنفسها مكاناً في الذاكرة الإنسانية، ومن أكثر المشاهد إيلاماً كان ذبح 21 مصرياً قبطياً على أيدي عناصر تنظيم داعش الإرهابي على شاطئ البحر المتوسط في فبراير من العام 2015.

حدث هز العالم وعكس وحشية التنظيمات الإرهابية وحرصها على ترهيب الناس أينما كانوا، وبالنسبة لمصر فقد كان الألم مضاعفاً، لأن المذبوحين إخوة لنا في الوطن، وبيننا يعيش أهلهم وذويهم.

أما بالنسبة لمصر الرسمية فقد اعتبرت العملية صفعة على وجه الدولة ومحاولة لزعزعة الاستقرار الوطني، ولذا فقد قررت الانتقام وبشكل عاجل حتى يدرك القاصي والداني أن مصر لا تقبل بالتجاوز في حق أبنائها أينما كانوا.

وأن حرب مصر ضد الإرهاب لن تقتصر فقط على إرهاب الداخل، ولكن أيضاً لإرهاب الخارج طالما أنه فكر في مس كرامتها.

وهو الانتقام الذي تحقق بعد ساعات قليلة من بث الجماعة الإرهابية على مواقع التواصل الاجتماعي وتناقلته وسائل الإعلام العالمية، وجاء الانتقام بما يتناسب وقوة مصر وجيشها وقواتها الجوية ومخابراتها.

الجريمة كبيرة، والانتقام أكبر وأكبر، لذا كان مهماً أن يتم توثيق الحدث سينمائياً للأجيال المقبلة، وكشف كواليسه، وكشف المستور أمام الرأي العام المصري.

أحمد السقا
محمد ممدوح

(السرب) فيلم انتظرناه طويلاً

وقد كان الإعلان عن تقديم فيلم (السرب) الذي انتظرناه طويلاً حتى شاهدناه مؤخراً، فيلم يضاف إلى رصيد الأفلام الحربية والوطنية المصرية، والتي رغم قلتها إلا أنها الأكثر تأثيراً على الوجدان المصري.

جمهورنا يتخيله البعض غير معني بالأحداث الكبرى، ولكن التجربة تثبت أنه الأكثر اهتماماً، شغلته حقبة الخريف العربي بكل تحدياتها، وأصلح ما أفسدته الأيادي العابثة بعد يناير 2011، بثورة أكبر في يونيو 2013.

انشغل بالحرب على الإرهاب وأصبح أكثر وعياً بأهمية سيناء وإدراكاً لطبيعتها الجغرافية وأهميتها الأمنية والاقتصادية، انشغل ولا يزال بما يحدث في السودان وليبيا.

يعتصر ألماً وهو يتابع يومياً فصول الحرب الإسرائيلية الهمجية على غزة، ينتظر دائماً أي عمل فني يقدم له رؤية تطمئن قلبه على مصر والمستقبل وسط سيل الشائعات المغرضة على السوشيال ميديا.

ولذلك فهو يلتف كثيراً حول الأعمال التي تظهر بطولات قواته المسلحة وأجهزته الأمنية، منذ (رأفت الهجان، ودموع في عيون وقحة) وغيرهم، وليس انتهاءً بـ (الاختيار، وهجمة مرتدة، والكتيبة 101، والحشاشين، والممر)، (السرب).

فما زال في الجعبة الكثير من التاريخ القديم والحديث والمعاصر ما يستحق أن يروى للأجيال الجديدة، والوسيلة الأفضل لذلك هى الفن (دراما وسينما ومسرح).

(السرب).. فيلم توثيقي روائي، عن حكاية عايشناها وأوجعتنا، والتقطها الكاتب (عمر عبدالحليم) ليصيغها في إطار مشوق ويضيف إليها ما يزيدها تأثيراً وتشويقاً.

وتحمس لها المخرج (أحمد نادر جلال) ليحولها إلى مشاهد حية تحيي في الوجدان المصري مشاعر الألم بما تعرض له مواطنون ارتحلوا إلى ليبيا وراء لقمة العيش فتم ذبحهم بدم بارد وتصويرهم بفجاجة وبشاعة.

ورحبت بإنتاجها شركة (سينرجي) تحت إشراف القوات المسلحة التي قدمت كل الممكن لتيسير خروجها بصورة تحول مشاعر الألم إلى مشاعر فخر واعتزاز بمصر وجيشها وأجهزتها الأمنية.

صبا مبارك
دياب

(السرب).. فيلم عن حدث حقيقي

(السرب).. فيلم حقيقي عن حدث حقيقي، لم يلجأ المخرج للجرافيكس في مشاهد الطلعات الجوية وتفجير المواقع الداعشية.

ولكنه استعان بطائرات من سلاح الجو المصري، طائرات (الرافال) طارت والكاميرات تتعقبها لنقل صورة صادقة وواقعية عن الحدث المهم والطلعة القتالية الأولى منذ حرب أكتوبر 1973.

فالحرب على الإرهاب و(عملية درنة) لا تختلف بأي حال عن أي حرب خاضها الجيش المصري، ونتيجة الصدق الفني وصلت رسالة الفيلم بنفس الصدق، مشاهد مكثفة وإيقاع سريع لتمر مدة الفيلم وكأنها دقائق معدودة.

ويخرج المشاهد من صالة السينما وهو يطلب المزيد من هذا النمط الفني الذي يضاهي ما أنتجته السينما العالمية من أفلام حربية إن لم يتفوق عليها.

(السرب).. أحيا في نفوس مشاهديه مشاعر الاعتزاز، كما أحيا في نفس بطله (أحمد السقا) مشاعر الاعتزاز بموهبته التي خفتت خلال السنوات الماضية.

وجاء أداءه لشخصية (علي المصري) مهندس البترول المصري الذي زرعته المخابرات وسط الدواعش، مراقباً ومقاتلاً جسوراً ومضللاً لأصحاب الفكر الإرهابي ثم منتقماً منهم.

كما تألق شكلاً وملبساً وأداءً (محمد ممدوح) في شخصية أمير التنظيم ، وأضاف (دياب) إلى رصيده نقاطاً جديدة، وقدمت (صبا مبارك) شخصية الصحفية الليبية بإحساس عال، أما (نيللي كريم) فلم تضف جديداً في أدائها لشخصية زوجة أمير داعش.

الفنانون المشاركون في هذا الفيلم كلهم نجوم، كبار في الموهبة والمكانة، ومعظمهم رحب بالمشاركة ولو بمشهد واحد، فهم في فيلم مثل (السرب) لا تشغلهم مساحة الدور بقدر ما يشغلهم التعبير عن مواقفهم الوطنية ولو بمساحة محدودة.

وقد تألق كل من (شريف منير ومحمود عبدالمغني وآسر ياسين ومحمد فراج وأحمد صلاح حسني ومصطفى فهمي وكريم فهمي وأحمد حاتم)، وكانوا جميعهم أبطالاً في فيلم بطولي رغم صغر أدوارهم.

ليت (المتحدة للخدمات الإعلامية) تعرض هذا الفيلم في جميع القنوات المصرية بمجرد انتهاء عرضه السينمائي، حتى يتاح لكل المصريين مشاهدته، ولا تقتصر مشاهدته على رواد صالات العرض السينمائي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.