رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

عادل إمام .. زعيم الكوميديا القابض على الجمر!

محمود موسى

بقلم: محمود موسى

(عادل إمام).. نقطة ومن أول السطر..

ليس في حاجة لأن يوصف بأنه فنان كبير القيمة والتاريخ والتأثير والوطنية، وليس في حاجة لأن نستأذن أحدا في الكتابة عنه، أو نختار مناسبة للحديث حوله عن قرب

فقط لأن أعمال (عادل إمام) كانت وستظل تنحاز للشعب، أو بعبارة أكثر دقة : للمواطن البسيط ، ومهما حاولت معاول الهدم والنفوس التواقة لتشويه للحقائق النيل منه إلا أن ملايين المصريين والعرب لا يرضون عنه بديلا زعميا للبهجة والسعاده.

(عادل إمام) التى تثير أرائه الخاصه الجدل والنقاش، يعلم ويدرك أن تاريخه الفنى هو ما سيبقي للأجيال، ولهذا فهو كان واضحا مع نفسه حين اختار الانحياز الناس لإبراز مشاكلهم دون ميل للحكومات.

إنه ذلك الإنسان الفنان الذي ملئ عينه  وقلبه هو الجمهور، وكثيرا ما أعلنها أنه على لسانه أن ينحاز للناس، وترجمها في أعمال فنية تشهد على ذلك مثل أفلام: (إحنا بتوع الأتوبيس – الغول – كراكون في الشارع  – المنسي – طيور الظلام والارهاب والكباب – الإرهابي – عمارة يعقوبيان). فضلا عن مسرحيتي (بودي جارد، والزعيم)

(عادل إمام) لم يكن يوما ذلك النجم المدلل، ويشهد كل من اقترب منه أن كثيرا من أفلامه كادت ألا تري النور، وخصوصا التى كتبها المؤلف الكبير (وحيد حامد).

فكانت تواجه تعنت رقابي شديد ينغص عليه حياته، ففيلم (الغول) مثلا كاد أن يتم منعه وحتى فيلم (السفارة في العمارة) للكاتب يوسف معاطي دخل معه في معركة جعلتة يعود للتدخين بعد انقطاع عشر سنوات بسبب الجدل الذي دار بينه وبين رئيس مباحث أمن الدولة – نحتفظ باسمه.

كما واجه (عادل إمام) هجوما ضاريا من نواب برلمان الوطني في السنوات الماضية، وعلى المستوي العربي كانت له اسهامات وطنية.

(عادل إمام) لم يستغل يوما نجوميته لتحقيق مكاسب خاصة

لم يستغل يوما نجوميته

ونذكر بها  بعض شيوخ الفضائيات الذين يمطروننا ليل نهار بالكلمات  التى تدعو للنيل من الفن والفنانين، فأين كانوا عندما قدم عروضه المسرحية في المغرب لدعم بيت مال القدس  بهدف الحفاظ علي ملكية الأراضي العربيه في القدس الشرقية، ووقتها تم منحه وسام من الحسن الثاني.

(عادل إمام) لم يستغل يوما نجوميته لتحقيق مكاسب خاصة، وإنما دائما ينحاز لزملائه وقضايا وطنه، وحتى عندما التقي الرئيس محمد مرسي – وقت توليه رئاسة مصر – مع كوكبة من المبدعين تحدث إلى الرئيس حول النجمة إلهام شاهين وما تعرضت له من تجريح لا يناسب الإسلام وشيوخه.

ويومها وعد الرئيس مرسي، أنه سيتصل بالفنانة وبالفعل قام المتحدث باسم الرئاسة الدكتور ياسرعلي بالاتصال بالهام شاهين وأكد علي دعمه لها.

يومها أيضا كان يمكن لـ (عادل إمام) أن يتحدث حول ما يتعرض له من تطاول وإقامه دعاوي قضائية مثل التى أقيمت ضده بتهمه ازدراء الأديان، ولكن نبله واخلاقه منعته من استغلال اللقاء الرئاسي في دعوى قضائيه لانه علي يقين أنه لم يكن يوما ضد الأديان.

سيظل دائما ضد الفساد وضد استغلال الدين وضد هؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم وكلاء الله في الأرض

ضد استغلال الدين

وإنما وسيظل دائما ضد الفساد وضد استغلال الدين وضد هؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم وكلاء الله في الأرض وتناسوا أنهم بافعالهم تلك إنما يشوهون الدين!!!

(عادل إمام) الذي التقيته مرات عديدة، كان علي يقين بأن كلمة الحق ستظهر وأن عدل الله أكبر، وأن ما يحاولون جره إلى قضايا هلاميه مصيرهم النسيان، أما هو على المستوى الشخصية يظل يسكن القلوب وبدعوات الناس وحبهم يعيش.

واليوم نحن نحتفل بذكرى مولده، نؤكد دعمنا وانحيازنا للفن الجاد الذي ينتصر للناس.. ننحاز لمن يسهموا في اسعاد الملايين وإدخال البهجة وفي مقدمتهم الزعيم (عادل إمام).

وذلك باعتباره واحد من ألمع رموز الفن العربي الضاحك من القلب، فمنذ أصبح اسمه علامه للبهجة اختار ألا يمشي علي جسر من حرير لإرضاء طرف بعينه، وإنما في كل ما قدمة  يؤكد علي انحيازة للناس تماما كالقابض على الجمر.

وهو القائل: (المثقفون قد يغفرون للفنان خطاياه ولكن البسطاء لا يفعلون .. فبحب الناس أعيش.. والجمهور هو من منحنى النجومية)، وتوجوه زعيما للكوميديا، أو كما قال عنه عبد الحليم حافظ (عادل إمام هو أجمل اختراع للقضاء علي الحزن).

تحية تقدير واحترام لزعيم الكوميديا في عالمنا العربي في يوم مولده وأمد الله في عمره وجعله زخرا لفننا العربي، بقدر ما أمتعنا بروائعه الكوميدية والتراجيدية التي ستظل راسخة في وجدان هذه الأمة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.