(فرقة كركلا) تقدم (جميل بثينة) في معرض الدوحة الدولي للكتاب يومي الجمعة والسبت
كتب أحمد السماحي
تضيئ فرقة (كركلا) يومي الجمعة والسبت القادمين 17، و18 مايو الجاري سماء مدينة الدوحة عاصمة قطر، وتقدم عرضها الغنائي الاستعراضي الشهير (جميل بثينة) على مسرح (المياسة) في في عرضيين جماهيريين، ضمن معرض الدوحة الدولي للكتاب 33.
(جميل بثينة) سبق وعرض في عدة مدن سعودية، فقد عرض على (مسرح المرايا) في العلا في شهر فبراير 2020، حيث نشأت القصة تاريخياً بين جميل بن معمر، وبثينة بنت حيان.
كما عرض أيضا في الرياض، على مسرح جامعة (الأميرة نورا) في يونيو 2022، وأيضا في مدينة جدة، وصاحب كل هذه العروض مشاهدة جماهيرية ضخمة، وكتابات نقدية مهمة.
وتناول الإعلام والجمهور نجاح العرض، والذي نعود من خلاله إلى واحدة من أنقى وأطهر قصص الحب عند العرب، ففي رحاب البادية، نفتح بوابة الزمان، ليعود الماضي ويعانق الحاضر بأساطير وحكايات الأمس.
(جميل بثينة) مسرحية غنائية راقصة، تحمل دعوة للفن والإبداع، مستوحاة من الذاكرة التاريخية للجزيرة العربية، التي سطعت في سمائها نجمة حب خالد، وأزهرت على رمالها حكاية عشق بقيت حية عبر الزمان، إنها قصة جميل وبثينة.
قصة (جميل وبثينة)
في رمال العلا وهواء الجزيرة، ولدت قصة حب خالد، وفي وادي القرى كان اللقاء الأول بين (جميل وبثينة)، ابتدأ بسباب وتحوّل فيما بعد إلى تلاقي القلوب وبداية قصة حبهما العذري.
وبعد أن سرت النميمة بين الناس كالنار في الهشيم، وبلغت مسامع والد (بثينة)، شاءت الأقدار أن يبتعدا عن بعضهما البعض، وعمّ الغضب (ربع) بثينة حتى حدود النزاع.
إذ أنه من المألوف في العادات السائدة في البادية أن سمعة الفتاة في الأعراف سترها وحسنها، وإذا نال منها شاعر بالغزل يكون مصيره الرفض لا محال.
هذا وأن أهل (بثينة) كرهوا أن ينشب بينهم وبين قوم جميل نزاع، ولكن عندما أعياهم أمره توعدوه بالويل والثبور، وعظائم الأمور وشكوا أمره إلى الوالي القائم على حماية الأعراف الذي قرر إهدار دمه.
فما كان من العاشقين إلا أن يناجيا بعضهما البعض، وكأن القمر أصبح مركز سر التلاقي بينهما.
مرت الأيام والحزن يملأ قلب (جميل)، ولم يعد فضاء العلا يتسع لشهيقه وزفيره، وخصوصاً بعد أن قرر والد (بثينة) أن يزوجها بمن يليق بربعها، وهو فارس بني الأحب، نبيه بن الأسود.
فقرر (جميل) الرحيل الى بلاد الشام، إلى قصر الخليفة (عبد الملك بن مروان)، حيث هناك للشعر والشعراء المكانة العالية، وأصبح الترحال الداء والدواء، موطناً لجميل لينسى الألم والحزن الذي يعيشه.
وعلى خطى ما رسمه له القدر، تابع (جميل) رحيله من دمشق إلى بلاد النيل حاملاً في صدره شوقاً وخوفاً وانتظارا، ينتقل بين الأمصار، وقلبه معلقٌ هناك في العلا.
فلم يطب له العيش في القصور التي قُدمت له في بلاد النيل، بل كان يفضل سهرات السمر في ليالي الغجر.
ومن وادي النيل أرسل وصيته إلى العلا إلى (بثينة)، يودعها بشعره ومخلداً حبه، لتبقى حكايتهما حية عبر الزمان:
صدعَ النعيُّ وما كَنَى بجميلِ وثوى بمصرَ ثواء غير قفولِ
قومي بثينةُ واندبي بعويلِ، وابكي خليلكِ دون كلّ خليلِ
نجوم عرض (جميل بثينة)
عرض (جميل بثينة) إنتاج الهيئة الملكية لمحافظة العلا، السيناريو والحوار ومصمم الأزياء (عبد الحليم كركلا)، المستشار والمشرف الموسيقي المايسترو (محمد رضا عليغولي)، مصمم الإضاءة (جاكوبو بنتاني).
والسينوغرافيا (جوليانو سبينيلي)، مصممو الفيديو الافتراضي (إيجور رينزيتي، لورينزو برونو) مصممة الكوريجرافيا (أليسار كركلا)، المخرج والمدير الفني (إيڤان كركلا).
يشترك في عرض (جميل بثينة) مجموعة كبيرة من (فرقة كركلا)، فضلا عن بعض النجوم، فيقوم بدور (الراوي) غبريال يمّين، ودور (بثينة بنت حيان) ليا بوشعيا، ودور (جميل بن معمر) محمد حجيج.
وتقوم بدور (والدة بثينة) المطربة الكبيرة هدى حداد، و(والد بثينة) المطرب الكبير جوزيف عازار، و(نُبيه بن الأسود) سيمون عبيد، (والد جميل) عبد الناصر الزاير، (عميد الفلكلور) عمر كركلا.
ويجسد دور (عمير، صديق جميل) الفنان القطري مشعل الدوسري، و(عقبة، صديق جميل) خالد ربيعة، ويؤدي دور (الخليفة) إسكندر داوود، و(الشاعر جرير) مشعل الدوسري.
و(الشاعر الأخطل) خالد ربيعة، و(الشاعر الفرزدق) جورج خوند و(الإعرابي) أديب أبو حيدر، (من الأعيان) فرنسوا رحمة، (مسؤول المراسم في القصر) هشام مغريش.
نبذة عن مسرح كريكلا
نصف قرن و(مسرح كركلا) يحرص على القيام بأداء رسالة ثقافية عربية، يعبر فيها عن أصالة شعب وثراء تاريخ، وذلك عبر جولاته العالمية، التي قدم خلالها أرقى العروض على أكبر المسارح، ودور الأوبرا في عواصم الحضارة.
إن إحياء التراث يشكل هاجساً أساسياً للمايسترو (عبد الحليم كركلا)، الذي دأب على التنقيب والبحث عن آفاقه ومواده في جميع البلاد العربية، ومن ثم أرشفته ليستكمل الصورة الأساسية في التعبير عن هويتنا الأصيلة.
فالماضي حي أبداً في ضمير الحاضر، كامن في اللاوعي، بأناسه وأقاليمه، بعاداته وتقاليده، بغنائه وألحانه ورقصه، بأزيائه وألوانه.
وهكذا أخذ (مسرح كركلا) يتفاعل والماضي بروح العصر، وعلى إيقاع المستقبل، وذلك في سبيل إرساء معالم إبداعية جديدة تعلن بداية تحوّل نوعي في المسرح العربي الراقص، وإحياء قيم معرفية ثقافية تعكس تطلعات العالم العربي نحو ثقافة مسرحية عالمية تستشرف المستقبل.
(كركلا) الذي يقطف من شجرة التراث ثمار النورِ، ومن أساطيرِ الزمانِ حكايات الأمسِ، ليرسم فيها حلم الشرق، لتبقى راية الثقافة العربية ترفرف حول الأرضِ، وتحط رحالَها في مدنِ الحضارات، التي تعبق بفنونِ العالمِ الخالدة حيث الفن يكرس قيمته رمزاً لرقي الشعوب.