(ليالي مصر) مشروع جميل ومهم.. ولكن!
كتب: أحمد السماحي
منذ أيام قليلة أطلقت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية مشروع (ليالي مصر)، وهو مشروع أطلقته شركتا (المتحدة برودكشن) و(تذكرتي) خلال أعياد الربيع وشم النسيم. و(ليالي مصر) كما ذكرت كثير من المواقع الإخبارية، والفضائيات التابعة والمملوكة للشركة المتحدة، مشروع يتضمن مجموعة من الفعاليات الترفيهية والحفلات يتم تنظيمها لأول مرة في عدد كبير من المحافظات.
وتأتي (ليالي مصر) في إطار استراتيجية الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية للحفاظ على الريادة المصرية في الفن والثقافة لتصل الرسالة لكل ربوع مصر إلى جانب الترويج للكثير من المحافظات كمقاصد للسياحة الداخلية من خلال تنظيم الحفلات فيها.
حكيم و(ليالي مصر)
منذ أيام دشن المطرب الشعبي (حكيم) أول حفلات مشروع (ليالي مصر)، هو وزميله المطرب (محمد عدوية)، وأقيم الحفل بنادي (سيتي كلوب) بمدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية.
وجاء الحفل الذي شاهدت منه بعض الأغنيات التى نقلتها العديد من المواقع التابعة للشركة المتحدة مثل أي حفل شاهدناه من قبل لا يحمل أي جديد!، وخالي من الإبهار المتوقع والذي يتناسب حاليا مع عصر الصورة.
وهو ما جعلني وجعل غيري من الغيورين على الفن المصري يتسأل ما هو الجديد الذي أضفته وستضيفه (ليالي مصر)؟!
خاصة أنه من المتوقع أن تأتي بعدد معين من المطربيين والمغنيين المشهورين الموجودين بقوة من خلال الحفلات والبرامج ومواقع التواصل الإجتماعي، ويقف هؤلاء على (الاستيدج) ويغنون ويقبضون (القرشين)! وينبسط الشباب الذي حضر وكان الله بالسر عليم!.
أضواء المدينة و(جلال معوض)
ما فعلته (ليالي مصرية) في أول حفلاتها، ليس جديدا، وسبق وسمعنا وقراءنا عنه منذ خمسينات القرن الماضي، عندما أقام المسئولين في الإذاعة المصرية حفلات (أضواء المدينة) التى كان يقدمها المذيع الراحل (جلال معوض).
وكانت هذه الحفلات تجوب محافظات مصر، وليس هذا فقط، ولكنها كانت تجوب أيضا العالم العربي، وتقدم فيه حفلات يشترك فيها نجوم مصريين، وعرب.
لكن ما كان يحدث في الماضي، كان يتناسب مع زمنه، ولا يتناسب مع زمن الصورة الحالي، و(التك التوك)، ومواقع التواصل الإجتماعي.
أسئلة مشروعة لـ (ليالي مصر)
السؤال الذي نريد أن نطرحه الآن على الأخوة المسئولين عن (ليالي مصر): هل يوجد لديكم خطة مدروسة لتقديم كل الأصوات المصرية الكثيرة الموجودة.
خاصة أن لدينا العشرات من الأصوات العذبة، والتى تجلس في البيوت وتعاني من البطالة، رغم تمتعها بالصوت الجميل والإمكانيات الفنية الهائلة؟، أما ستلهثون وراء الأصوات المشهورة فقط، وتنسون مظاليم الغناء الذين يعانون من الأهمال والجحود والنكران؟!
وسؤال آخر هل ستقتصر الحفلات على الغناء الفردي فقط؟، أم تكون حفلات للاحتفاء بكل ما هو جميل وأصيل في الغناء والفن المصري، مثل تقديم الثنائيات الفنية.
وأيضا (التريو الغنائي) وهو مصطلح يطلق في أغلب الأحوال علي أي عمل موسيقي يقوم ثلاثة أشخاص بالاشتراك في تقديمه من خلال فرقة موسيقية، مثل (الثلاثي المرح) و(ثلاثي النغم) في الماضي.
وهل سيتم تقديم (الاسكتش، والأوبريت، والفاصل الكوميدي، والمنولوج)، وغيرها من فنون الفرجة البصرية والسمعية؟ في ظني أن هذا لن يحدث!
وستكتفي (ليال مصرية) على الأصوات المصرية العشرة المعروفة وتقدم لهم حفلات مع بعض الأصوات الجديدة، وتنتهي (الليالي) عند هذا الحد، حتى يتم (افتكاس) فكرة جديدة تغطي على فكرة (ليالي مصر) ويتم الترويج لها بقوة كما يحدث الآن مع (ليالي مصر)!
برنامج (الدوم) مر مرور الكرام
ما ذكرته سابقا راجع إلى حبي على فن بلدي، حتى لا يكون مصير (ليالي مصر) مثل برنامج (الدوم) الذي تم الترويج له على مواقع وفضائيات الشركة المتحدة على أنه أكبر وأضخم برنامج مواهب في الشرق الأوسط لاكتشاف المواهب في الغناء، والتمثيل، والتقديم!
وعرض البرنامج وتم إنفاق ملايين الجنيهات عليه، ومر مرور الكرام، ولم يستفد أحد منه شيئا إلا القائمين عليه!
ولم نسمع عن مطرب أو مذيع أو ممثل خرج من (الدوم) وكسر الدنيا أو حتى حقق الحد الأدنى من الشهرة!، وحتى الآن يتسأل الجميع ماذا قدم (الدوم) للفن والإعلام المصري؟! والإجابة: لاشيئ!.
كلمة للمسئولين عن (ليالي مصر)
يا مسئولين عن (ليالي مصر): الغرض مما ذكرته سابقا ليس الهجوم أو النقد، أو أنني أرتدي النظارة السوداء، ولكن الغرض من الكتابة عدم إهدار فكرة حلوة تحمل اسم مصر، وبوح صوتنا بتقديمها، وغيرها من الأفكار التى تضيئ الساحة الفنية.
لأن فكرة مشروع (ليالي مصر) يمكن أن تنقذنا من التلوث الحادث الآن في الغناء، وترحم آذاننا من تلوث مؤدين المهرجانات، وغربان الملاهي الليلية، الذين يملأون الساحة الغنائية.
كما يمكن أن تحرك (ليالي مصر) البحيرة الراكدة في الساحة الغنائية، والتى تعاني من الكثير من الصعوبات والمشاكل، أهمها القرصنة.
وكذلك عدم وجود شركات إنتاج تنتج وتتبنى أصوات جديدة كما كان يحدث من قبل! وبالتالي لم يعد لدينا أصوات مصرية جديدة منذ أكثر من 20 عاما.
وكان آخر جيل ظهر من الأصوات التى حققت نجومية كبيرة، هى الأصوات التى تبناها ودعمها المنتج العبقري (نصر محروس) وهم (بهاء سلطان، تامر حسني، شيرين عبدالوهاب).
ومعهم نجوم آخرين ظهروا معهم لكن بعيدا عن (نصر محروس) وهم (محمد حماقي، ورامي صبري، وهيثم شاكر)، فضلا عن أصوات الأوبرا (مي فاروق، وريهام عبدالحكيم، ومروة ناجي).