كتب: محمد حبوشة
المؤمن مبتلى.. هذا هو حال النجمة العربية (نسرين طافش) صاحبة الوجه الذي يشع طاقة إيجابية في كل خطوة تخطوها، سواء في التمثيل أو حين تطل على صفحات السوشيال ميديا، لتقوم ببث فيديو تقدم فيه نصائح للناس على جناح دراستها المتعمقة في علم الطاقة والحيوية.
فمعروف أن (نسرين طافش) هى الفنانة الوحيدة في الوطن العربي التي تقوم بين الحين والآخ بعمل لايفات مفيدة عن تطوير الذات و الصحة النفسية والجسدية، لكن منتفعي السوشيال ميديا تركوا كل الفنانين والبلوجرز الذين يقومون بعمل تحديات تافهة وعلقوا سلبيا على لايف من أرقى ما يكون ولا يحتوى بالأساس على تحديات.
كتبت (نسرين طافش) بوستا على الانستجرام قائلة: (من قذارات السوشيال ميديا: اني عملت بث كامل على (تيك توك) من كام يوم حكيت فيه عن مراقبة الأطفال وإبعادهم عن السوشيال ميديا..
وحكيت عن الصحة والرشاقة والرياضة وتطور الذات، وتفعيل الحمد والامتنان في حياتنا، وكيف منقدر نعمل نظام صحي بيخلينا نكبر ونبين أصغر من عمرنا..
وتخلل البث مزاح كل الناس بيعملوه جد عادة على الهدايا مع المتابعين، وأنا كنت ع بمزح، لأن واحدة من الفانز ممازحة: (بس بعتلوك حوت فين الأسد)، والتكبيس والمزح بيعمل جو لأنه لازم نمزح، لأنو بيرفعوا الريتش، لأنو لازم نمزح..
نحن مو بدرس مواعظ، بس كمية القذارة يللي همشت ولفت ساعتين من البث المفيد المبهج إلى منفعة ووعي وخير، ومسكو بمزحة وعملوها محور البحث بتدل على شحادتهم للترند وجوع ورخص لركوب أي ترند على أكتاف ناس محترمة وراقية بتسوي راسهم..
بالوقت اللي فيه ناس بتطلع بتعمل بثوث تافهة، لا مضمون ولاهدف وتحديات سخيفة ما بيجيبوا سيرتها..
كم أنتم جوعانين ورخصين وشحادين ترندات، يارب طاقتكم المعفنة تزيد عليكم واحد واحد، انتو كل مطبل معاكم بس عم ياخد ذنوب، وطاقات سلبية، راح تخلي حياتكم مثل بشاعة نفوسكم).
نصائح (نسرين طافش) للأسرة
والحقيقة أنني انزعجت جدا لهذا البوست الذي يعكس انعدام الأخلاق واختلاط الجدل بالهزل على مواقع التباعد الاجتماعي، نعم (التباعد الاجتماعي)، لأن مثل تلك الممارسات لا تؤدي إلى التواصل الاجتماعي كما يطلقون على تلك المواقع.
صحيح أننا نحن نعيش في عصر الانفتاح والتكنولوجيا التي باتت جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، خاصة في ظل ما يطلق عليها وسائل التواصل الاجتماعي (فيس بوك، انستجرام، تويتر، تيك توك) بما تحويه من تبادل الصور والمعلومات والأخبار والفيديوهات حول العالم.
وعلى الرغم من فوائد وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها الإيجابي، إلا أن سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت عبئا كبيرا يؤثر على حياتنا بشكل عام، خاصة أن الموبايل أصبح في يد الجميع.
بوست (نسرين طافش) يؤكد أن مواقع التواصل الاجتماعي تفتفر إلى التواصل العاطفي وجها لوجه، نظرا لعدم رؤية تعبيرات الوجه، لذلك يتم فهم الرسائل بشكل خاطئ، مما تجعل الطرف الآخر يتساءل ما هو المقصد أو المغزى من الرسالة التي يقصدها الآخرون.
ومن العوامل السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي، هى عندما يشارك أحد الأشخاص صورة أو نشاط، عادة ما تكون هناك تعليقات سلبية تؤثر بالسلب على صاحب المنشور، وتجعله يشعر بالحزن والاكتئاب، خاصة التنمر الذي يعاني منه البعض، مثل حالة (نسرين طافش).
من أكثر سلبيات وسائل التواصل الاجتماعي، أنها خلفت نوع من أنواع العزلة الاجتماعية وعدم التفاعل مع الأسرة والمقربين، مما يسبب الكثير من المشاكل في العلاقات، لهذا قامت (نسرين طافش) بتقديم نصائح للأسرة لمراقبة سلوكيات أطفالها.
وذلك انطلاقا من أنه يجب أن نعرف أن المراهقين هم أكثر شريحة معرضة لـ سلبيات وسائل التواصل الاجتماعي، وتترك آثارا سلبية على صحتهم النفسية والاجتماعية، في غياب الأسرة.
ربما أرادت (نسرين طافش) أن تشير إلى أنه لم يعد الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي مجرد تحذير، بل بات حقيقة يعاني منه الكثر حول العالم، رغم عدم تصنيفه كذلك.
ولا يوجد حاليا تشخيص رسمي، تحت مسمى (الإدمان الإلكتروني)، لكن تحوم أسئلة كثيرة، حول التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، وما تفرزه من ارتدادات نفسية، تحدث اضطرابا للصحة العقلية.
وبسبب هذا الإدمان تبرز لدينا مشاكل عدة واضطرابات نفسية عند الأطفال والمراهقين وحتى الكبار باتت لها طرق لعلاجها وتفاديها، وهو ما قصدته (نسرين طافش) من اللايف الذي بثته على (تيك توك).
(نسرين طافش).. طاقة إيجابية
ومن أخطر سلبيات السوشيال ميديا، إن الذين يتداولون أو يتفاعلون أو يشاهدون صور الآخرين، تتولد لديهم أحيانا مشاعر ساخطة على الواقع الذي يعيشونه، وينتج عنها انخفاض في مستويات الرضا عن نمط الحياة، وهذا ما حدث مع (نسرين طافش).
وفي هذا الصدد أورت في بداية كلامي أن (المؤمن مصاب) كما في حالة (نسرين طافش) تلك الفنانة الجميلة (ملامح وخلق وأداء تمثيلي)، وطالما دأبت على بث الطاقة الإيجابية والاجتهاد على مدار مسيرتها الفنية في تنوع أدائها وإبداعها الكبير في فن التمثيل الاحترافي.
والآن: عليك عزيزي المتنمر أن تتأمل سلسلة لايفات (نسرين طافش) التي بثتها قبل سنتين تحت عنوان (أرض جديدة)، حيث تفاعل متابعوها مع كلماتها المعبرة التي تقول: يمثل الفرد الحالة الطبيعية للكائن البشري، ويصبح بمقتضى ذلك كل البشر أفرادا وليسوا أشخاصا..
فالفردية تعتبر حالة سلبية للإنسان، باعتبارها صورة بدائية له ينبغي أن يتعالى عنها، عن طريق الانتقال من الفرد إلى الشخص، ومشكلة الإنسان تكمن في كونه يخزن طاقة حيوية، متمثلة أساسا في الحاجات البيولوجية التي أوردها كثير من الفلاسفة بأسماء متنوعة ومتعددة..
بل اعتبرها البعض العامل الأساس لظهور الإنسان الصانع والمفكر كما رأى (هنري برجسون)، حيث اعتبرها طاقة حيوية تدفع الإنسان دفعا للانسجام مع عالم الأشياء.
هكذا آمنت النجمة العربية نسرين طافش بعلم الطاقة الحيوية وجعلته دستور يحكم كل حياتها داخل وخارج إطار البلاتوه، فسعت إلى الانسجام مع الناس والطبيعة والكائنات الحية (من بشر وشجر ونباتات وحيوانات)..
تلك التي خلقها الله في انتظام مبهر يدل على قدرته سبحانه وتعالى لتنتظم جميعا في انسجام عجيب باعتبار أن هذا مطلب ضروري بين جميع القوى الفعالة في البنية الإنسانية، للمحافظة على الانسجام الذاتي..
والذي يتطلب من المجتمع وضع القيم والأطر التي ترشد الطاقة الحيوية نحو الأفضل، والتحرر من الفوضى الحيوية التي تهدم الإنسان وتخرجه من مرحلة التحضر إلى ما بعد.
وفي هذا الشأن سعت (نسرين طافش) إلى التكيف: بمعنى أن يفرض الواقع على الإنسان أن يتكيف مع شروطه الراهنة، فإذا كان العالم البيولوجي (لامارك)، حدد فرضا، أن الوظيفة تخلق العضو، فهذا يعني أن الطاقة الحيوية هى أحد أبرز العناصر التي تجعل الإنسان يتكيف مع الواقع.
(نسرين طافش) تغرد خارج السرب
لذا اعتادت (نسرين طافش) أن تبقى وحدها دائما تغرد خارج السرب، ولا تسعي إلى تحديات زائفة، أو أي نوع من موبقات السوشيال ميديا التي تسعى لقصف الجبهات، تلك الظاهرة السخيفة التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.
في سعيها الدؤوب كممثلة من طراز رفيع، تحاول (نسرين طافش أن تبث لايفات مفيدة وواقعية خارج إطار البلاتوه وتتوجه مباشرة إلى جمهورها العاشق لفنها وإبداعها في دعوة صريحة وواضحة قائلة:
(لتكتشف بفضل وعيك بطاقتك الحيوية إمكانات التسخير الهائلة الممنوحة لنا من الخالق مثل تسخير المال والصحة والإبداع والحيوية، كما سوف يساعدك وعيك بهذه الطاقة على تنظيف ذاتك الداخلية وبأسلوب التحفيز واكتشاف الذبذبات هكذا تتخلص وبشكل نهائي من أي أثر سلبي للمواقف الماضية..
وباكتشافك الطفل الصغير الذي بداخلك عبر رحلة في عالم الخيال تعود إلى الماضي سوف تشعر بأن الطاقة ارتقاء ووعي وقرب من الله الحق، الطاقة خشوع وسكينة وصفاء وشفاء، شفاء لجسدك (مجانيا) وحاضرك ومستقبلك..
الطاقة ستجعل حياتك جنة وستغمر قلبك بسعادة روحية لم تختبرها سابقا، ولتؤكد على أن من يدرس الطاقة ويدرك أهميتها وعظمة تأثيرها على حياتنا يقول دائما: (احنا ماكناش عايشين قبل كده).
وفي النهاية لابد لي أن أهمس في أذن (نسرين طافش) قائلا: (الشجر المثمر وحده الذي تلقى عليه الحجارة)، ومن ثم لا تلقي بالا للمغامرين الحاقدين فهذا لا ينقص من صورتك النوارنية التي تعكس وعيك وموهبتك، ومن قبل روحك المحلقة في سماء الإنسانية.