(مديحة يسري).. الجميلة صاحبة الابتسامة المشرقة التى تتمتع بالذكاء (1/2)
* (مديحة يسري) صاحبة الابتسامة المشرقة أطلت علينا للمرة الأولي عام 1942 في فيلم (ممنوع الحب) إخراج محمد كريم
* في عام 1945 شاركت (مديحة يسري) في بطولة ستة أفلام أمام كل من (أنور وجدي، وفريد الأطرش، ويوسف وهبي)
* عملت (مديحة يسري) أمام أزواجها بشكل منتظم، وكونت مع كل منهم ثنائيا عاطفيا، إلا أن الثنائي الأهم كان أمام الممثل الأكثر حضورا في تلك السنوات وهو (عماد حمدي).
* عملت مديحة يسري في فيلم (ابن عنتر)، وهو أول فيلم ديني تاريخي بالسينما المصرية.
بقلم الباحث والناقد السينمائي : محمود قاسم
(مديحة يسري) التى نحيي ذكرى رحيلها السادسة نهاية شهر مايو الجاري هى بلا شك النجمة الأطول عمرا قي تاريخ السينما المصرية، وهى بلاشك الأكثر بقاءا على الشاشة هى والسيدة أمينة رزق، رغم أنها توقفت عن العمل عام 1993.
(مديحة يسري) هى واحدة من النجمات البارزات، تألقت كثيرا في عصر بزوغ وانتشار الكوميديا الموسيقية والفيلم الفكاهي، وأنا علي المستوي الشخصي أعتبر أن الممثلات اللائي لم يكن مطربات هن اللائي عشن في ظروف صعبة للغاية!
وصنعن نجوميتهن معتمدات على الموهبة والجمال، باعتبار أن المطربة أو الراقصة كان عليها أن تملأ الشاشة والصالات بالأغنيات والاستعراضات، كما ينطبق هذا الأمر أيضا علي نجمات الرقص وما أكثرهن عددا.
أما النجمات اللاتي كن لا يجدن الغناء (فاتن حمامة، فاطمة رشدي، ليلي فوزي، بهيجة حافظ، زهرة العلا)، وأيضا (مديحة يسري)، فهن قليلات العدد كما نري.
(مديحة يسري).. جمال مصري
(مديحة يسري) رحلة عمر، وعطاء طويلة، وجمال متميز ملحوظ، يعني أننا أمام امرأة قوية الشخصية، شديدة الذكاء، تعرف كيف تختار أدوارها، وتستمر رغم الأزمات التى مرت بها!
وعملت ممثلة ومنتجة، ووقفت كممثلة أمام فطاحل التمثيل والإخراج في عالم يبرز الأسماء في السينما من فيلم الي آخر، وقد عملت في البداية مع (يوسف وهبي)، وكونت ثنائيا فنيا معه رغم الفارق الواضح في السن بينهما.
ثم كونت ثنائيات ناجحة مع أزواجها الفنايين، ومنهم المطرب (محمد أمين)، والمخرج الممثل (أحمد سالم)، والمطرب والملحن والمنتج (محمد فوزي).
وعملت أيضا في قرابة عشرة أفلام أمام (عماد حمدي) الذي كون ثنائيات أخري قوية مع كل من (فاتن حمامة، وشادية).
تبدو (مديحة يسري) حاضرة بجمال مصري، وتبتعد في مرحلة معينة، وتقدم أدوار المرأة الناضجة، قبل أن تشارك في النشاط الاجتماعي العام.
أسعدني الحظ وكنت معها في رحلة إلي باريس طوال سبعة أيام عندما احتفل بها المركز الثقافي المصري بالعاصمة الفرنسية، ورأيت أمام عيني إمرأة فولاذية تتكلم قليلا، وتتمتع بقوة شخصية.
طرحت عليها بعض الأسئلة عن أفلامها، وأزواجها، فكانت إجاباتها مليئة بالدبلوماسية والذكاء.
(ممنوع الحب) أول ظهور
(مديحة يسري) صاحبة الابتسامة المشرقة التي أطلت علينا للمرة الأولي عام 1942 في فيلم (ممنوع الحب) إخراج محمد كريم أثناء غناء محمد عبد الوهاب لأغنية (بلاش تبوسني في عينيه) كان يكفي لعينيها أن تتكلما.
في العام نفسه شاهدناها أمام فريد الأطرش في فيلمه الثاني (أحلام الشباب) كانت البطولة المطلقة للاثنين، إخراج أحمد بدرخان.
وقد صارت دوما البطلة المطلقة في كافة أدوارها، في أفلام ذات أهمية ملحوظة، فهي صاحبة جمال مصري مميز جدا، وشاهدناها في فيلم (العامل) إخراج أحمد كامل مرسي، ثم (تحيا الستات) إخراج توجو مزراحي.
وكلا الفيلمين عام 1943، والفيلم الثاني كان أمام زوجها في تلك الآونة (محمد أمين) التلميذ النجيب لمحمد عبد الوهاب، و في هذا الفيلم هى واحدة من ثلاث فتيات مارسن الدلال الأنثوي علي خطابهن..
فهرب الرجال الثلاثة إلي معسكر انعزالي بعيدا عن النساء، كان موضوع الفيلم موضوع شبابي خفيف، تميل إليه السينما كثيرا..
وسرعان ماتحددت الملامح التي تجيدها، فهي تقوم بدور الزوجة الأرستقراطية التي تتمرد علي زوجها، ثم لا تلبث أن تتحول، حدث ذلك في فيلم (العامل) أمام حسين صدقي.
(مديحة يسري) و(ابن الحداد)
نفس الدور تقريبا قدمته (مديحة يسري) في (يسقط الحب) أمام إبراهيم حمودة، وهو الدور الذي تكرر عام 1944 في فيلم (ابن الحداد) أمام يوسف وهبي، فهي الزوجة المدللة التي لاتعرف المسئولية جيدا..
لدرجة أنها تهمل تربية ابنها حتي تعيش حياة الشباب، إلي أن تتغير مثلما فعلت أيضا في فيلم (يسقط الحب)، فهي الزوجة (روحية) التي تعيش مع زوجها سعيدة إلى أن تشاغله امرأة أخري.
ورغم أن زوجها (عزت حمدي) يتورط في جريمة عاطفية، ويقتل أحد منافسيه علي قلب العشيقة، فان الزوجة تقف بقوة مع الزوج الذي تعامل معها بجحود ملحوظ، حتي تقنع العشيقة بالاعتراف بما ارتكبت.
(مديحة يسري) و6 أفلام
في عام 1945 شاركت مديحة يسري في بطولة ستة أفلام أمام كل من (أنور وجدي، وفريد الأطرش، ويوسف وهبي)، كما شاركت زوجها المطرب محمد أمين بطولة فيلم (الجنس اللطيف) إخراج أحمد كامل مرسي.
كما شاركها البطولة زوجها المستقبلي (محمد فوزي) في فيلم (قبلة في لبنان) وهى أعمال تنتمي إلى الكوميديا الغنائية، وبدا أن هناك ممثلات جميلات يضطلعن بالبطولة لايجدن الغناء، بل أنهن يصلحن ديكورا جميلا كي يتلقين الأغنيات.
وفي هذا الحال فإنها تقف أمام الكاميرا تبرز جمال وجهها، وأحيانا أناقتها، وهى تستمع إلي إطراء حبيبها فيها مثلما فعل محمد أمين، وهو يغني لها مرارا في أفلام أخري منها (أحلام الحب) ثم مثلما سيفعل محمد فوزي في قرابة سبعة أفلام.
عملت (مديحة يسري) أمام أزواجها بشكل منتظم، وكونت مع كل منهم ثنائيا عاطفيا، إلا أن الثنائي الأهم كان أمام الممثل الأكثر حضورا في تلك السنوات وهو عماد حمدي.
وقد سالتها لماذا عماد حمدي؟! فأجابت: (لأنه كان مطلوبا لدي شركات التوزيع)، بما يعني أن الجمال لم يكن هو المنشود الأول بل الرجولة.
وعلي كل فقد كان هؤلاء الرجال الأربعة الذين وقفت أمامهم بمثابة الفحولة والرومانسية، بالاضافة إلى بقية الأسماء التي عملت معهم أكثر من مرة.
فقد عملت أمام (محمد أمين) في ثلاثة أفلام غني لها فيها أغنيات حب، وظهرت مع أحمد سالم للمرة الأولي في عام1946 في فيلم (رجل المستقبل) وعملا معا في أفلام من اخراجه حتي وفاته عام 1950.
والأفلام هى: (ابن عنتر، والمستقبل المجهول، ودموع الفرح) علما أن فيلم (ابن عنتر) هو أول فيلم ديني تاريخي بالسينما المصرية.
وكان يدور حول (ابن عنترة بن شداد)، الذي يسمع برسالة الرسول عليه الصلاة والسلام، فيذهب عبر الصحراء للبحث عن النبي لمساندته فيما بعث من أجله.
أما آخر فيلم جمع بين (أحمد سالم، ومديحة يسري) فكان فيلم (دموع الفرح)، وعرض في بداية عام 1950، وفيه أطلق أحمد سالم على نفسه اسمه المحبب (أحمد علوي) الذي تسمى به في أكثر من فيلم.
أما (مديحة يسري) فقامت بدور نادية الفتاة الثرية التي يقرر عمها الوصي عليها أن تتزوج من ابنه الأبله لضمان الحصول على الثروة، أما السائق الخاص بها فإنه كان يقف للعم بالمرصاد.