بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن
لايخفي علي متابع ومتخصص كبوات (الإعلام) الرسمي علي مدار سنوات ماضيه في مجال جودة المحتوي وجماهيرية المشاهده والدخل الإعلاني والتسويق أيضا، أضف إلي ذلك إنفصاله عن مفردات السوق والمشهد الإعلامي عموما.
وأمام هذه الكبوات حاولت الدوله متمثله في أجهزتها تطوير (ماسبيرو) لأكثر من مرة منفقة عليه ملايين الجنيهات في كل مرة، سواء في تطوير الشكل أو المحتوى، أو مقدمي الخدمه أو الدعايه والترويج لذلك.
ومع كل محاولة ننفق الملايين على (الإعلام) والمحصله صفرا، فلا جماهيريه ولا عوائد ولا أدني تأثير في اتجاهات الرأي العام، ومنذ سنوات قلائل ظهر كيان (إعلام المصريين) بقنواته وإنتاجه وشركاته ووكالاته الإعلانية.
وبدأ يسحب البساط الآخذ في الإنسحاب أصلا من تحت أقدام (الإعلام) في (ماسبيرو) العجوز المترهل المتهالك، ولم يفطن أهل (ماسبيرو) للبديل الصاعد، وظنوا أنه مساعد له كي ينهض.
وبدأ كيان (الإعلام) الصاعد يسوق إعلانيا للقنوات الرسميه ثم يطلق قنوات علي ترددات (ماسبيرو)، ثم استخدام تراثه وأرشيفه لإطلاق منصته Watch it، ثم تولي مسئوليه تطوير بعض قنواته من حيث المحتوي والشكل وفرق العمل وهة المرحلة المستمرة للآن.
وترك أهل (ماسبيرو) الزمام لكيان (الإعلام) الجديد، واكتفوا بمشاهدة ما يحدث، ومحاولة العمل من خلال الكيان الجديد، والأهم هو الحفاظ علي اللائحه الماليه كدخل شهري، ولم يقدم أهل (ماسبيرو( جديدا في محاولة منهم للمشاركة في مسيرة تطويرهم هذه.
وأمام هذا الوضع الذي يذهب بـ (الإعلام) الرسمي لأن يموت واقفا ونصبح أول دول المنطقه قضاءا علي صوتها الرسمي، في حين أن دولا حولنا لها أذرع إعلامية شهيرة عالميا مثل قطر والسعوديه والإمارات.
إلا أنها ماضية في تطوير إعلامها الرسمي على التوازي مع إطلاق شبكات شهيرة عالميا وجيدة المحتوي والتأثير والمشاهدة.
كيان (الإعلام) الجديد
وتوالت خطوات كيان (الإعلام) الجديد ليستحوذ على معظم قنوات البث ومعظم الإنتاج الدرامي والبرامجي، ومعظم الإنتاج الإعلاني وبثه، ومعظم صناعة الأخبار ومعظم تشغيل معدات السوق ومعظم الكوادر.
وأصبح بديلا وطنيا لـ (الإعلام) الرسمي، ولم يقف الكيان عند هذا الحد، بل أعاد تنظيم نفسه ليقسم أعماله إلى قطاعات مشابهه لقطاعات (الإعلام) الرسمي، فأصبح لديه قطاعا للتليفزيون، وقطاعا للدراما، وثالثا للأخبار ورابعا للتسويق.
وأصبحت القطاعات متكرره في (الإعلام) الرسمي وشبه الرسمي، ولم تحرك هذه الخطوة ساكنا في أذهان أهل (ماسبيرو) أيضا، وتسيد الكيان الجديد المشهد إنتاجا وبثا وتسويقا.
وأصبح (ماسبيرو) العجوز تابعا للكيان الوليد وليس العكس، ثم أوجد الكيان الجديد لجنة لنصوص الدراما، وخطة لإنتاجها مع توقف قطاع الإنتاج الرسمي وشركة (صوت القاهرة) عن الإنتاج.
ثم أطلق الكيان الجديد قنواته الإخباريه سواء ( Extra News، و القاهرة الإخبارية)، في وجود قطاع كامل للأخبار بالإعلام الرسمي ووجود قنوات (النيل الإخباريه والنيل الدوليه وبرامج ونشرات وتغطيات قطاع الأخبار الرسمي).
ثم اتضح للكيان قصور دور (ماسبيرو) في عملية التدريب، فأنشأ مركزا للتدريب رغم أن (ماسبيرو) لديه معهد للتدريب، بخلاف معهد تدريب الأفارقة، ثم اتضح أن (ماسبيرو) لم يعد يقدم مواهب الوطن، فأطلق الكيان مسابقة (الدوم) لاكتشاف مواهب مصر.
ثم أطلق مؤخرا مسابقة لاكتشاف المواهب الفنيه، ثم قدم انجازات مصر في حملة مدروسه بعناية وهى (شكرا لكل إيد بتبني)، ولم يعر أهل (ماسبيرو) كل ذلك أدني اهتمام سوى المشاهدة والإعجاب.
وأخيرا أطلق الكيان حفلاته تحت عنوان (ليالي مصر) التي كان يقدمها الإعلام الرسمي تحت مسمى (ليالي التليفزيون)، ومن قبلها (ليالي أضواء المدينة)، ولقد سبق للكيان أن قدم تجربته للحفلات في مدينة العلمين من قبل.
والسؤال: هل هكذا يتم سحب البساط من (الإعلام الرسمي)، أم هي نهايته؟، أم هل يعوض الكيان قصور (الإعلام) الرسمي، أم هل نفضت الدولة يدها منه بعد فشل كل محاولات التحسين دون طائل؟
ميزانية (ماسبيرو) سنويا
وإن كان كذلك: فلماذا المليارات التي هى ميزانية (ماسبيرو) سنويا، ولماذا هذا العدد من الموظفين دون فائدة؟، ولماذا هذه المباني دون أدني دور وطني؟، وهل ما فعله الكيان سحبا للبساط أم دعما لما قصر فيه (ماسبيرو)، أم إعلاما بديلا سيصبح لاحقا إعلاما رسميا؟
أم هي خطه تنفذ بهدوء دون إثارة قلاقل؟، ولماذا لم يستخدم الكيان الأدوات المتوفرة لدي (ماسبيرو) في تنفيذ مخططه هذا؟، مثل كيانات الإنتاج والأخبار والتسويق في محاولة للأخذ بيد (ماسببرو) العجوز.
ولما صمت أهل (ماسبيرو) واكتفوا بالمشاهدة كسائر الجماهير، وإذا كان الكيان قد دخل صناعة الأحداث في عالم الملتقيات والمنتديات والمهرجانات في نفس الوقت الذي نسي ماسبيرو مهرجانه للإعلام أو للإذاعه والتليفزيون.
ولم يفكر حتي في إطلاق دورة منه أو تنظيم منتدي للإعلام الرسمي أو ملتقي للاستثمار في (الإعلام) الرسمي، وهل سيظلا الكيانين الرسمي وشبه الرسمي هكذا، كيان عجوز صامت تابع، وكيان وليد رائد مسيطر.
فإما الدمج وإما الإلغاء ضغطا للنفقات لأنها كلها حكومية، سواء في الميزانية العامو أو مخصصات الأجهزة، وهل يمكن ترك العنان للكيان الوليد، لأنه قدم ما لم يقدمه الإعلام الرسمي.
ونجح فيما فشل فيه (الإعلام) الرسمي، وأعطي قبلة الحياة للإعلام المصري، وأعاده إلي مضمار التنافس والتأثير عربيا وعالميا، وأعاد لمصر بعضا من قواها الناعمة المسحوبه.
هل نحتاج لقاءا وطنيا؟
إن كان كذلك فأهلا بالكيان وخططه ودوره الوطني، و(ماسبيرو) هل سيظل واقفا علي الكورنيش يتنسم هواء النيل الساحر، أم انه سيترك ليموت جالسا علي عرشه الضائع حتي يعلم الجن بوفاته؟
أم أنه يمكن ضغطه في قناة أو إثنين ليكونا (صوت مصر) وصوت أقاليمها؟، أم يمكنه الشراكة في أي نشاط حتي بخبرته السابقة، أم أن الكيان يمكن أن يضع له خططا لصحوته إنتاجا وتسويقا وبثا وعوائد ومحتوى، أم ان ذلك غير وارد أصلا؟
فهل نحتاج لقاءا وطنيا أو ورشة قومية لنضع خطة لإعلامنا الرسمي، وكيف يفوق من غيبوبته؟، ناهيك عن أن لا تغيير هيكلي ولا إشرافي أفرز جديدا في إعلامنا الرسمي؟
ومازال نائما مريضا عجوزا ومازال الكيان الوليد يقظا سليما شابا يحقق أهدافه هدفا تلو الآخر، حتي تكون له الغلبة والسيادة والريادة والتأثير والدخل ويصبح صوت مصر الشاب الطموح.
فهل انتهي دور (ماسببرو)، أأم هناك قبلة لحياته، أم هناك فكر مجتمعي لتوصيف دوره الجديد المنشود، وهنيئا للكيان الجديد بما حققه ويحققه وهنيئا بتنظيمه وهيكلته وهنيئا بعلاج قصور إعلامنا الرسمي؟
وهنيئا لمصر بإعلامها الجديد الواعد بثا وإنتاجا وتسويقا وتدريبا وأحداثا وحفلات ومواهب وتأثيرا وعودة لقواها الناعمة..وتحيا دوما مصر..آمين.