بقلم: بهاء الدين يوسف
يعرض المسلسل البريطاني الذي عرض في نهاية أبريل الماضي على شاشات بعض منصات (بريطانيا) مثل ITV1 وITVX، قضية يمكن تصنيفها على أنها بالغة الحساسية، وهى الصراع المخابراتي أو صراع المصالح الخفي بين دولتين تمتلكان تحالفا عميقا يمثل نموذج يحتذى في النظام العالمي الحالي.
قيمة المسلسل الذي لم يحصل على اشادات عالية في (بريطانيا) رغم أحداثه المشوقة تتمثل في قدرة كاتبيه بيتر دوالينج وجينجان يونج في إبراز العمل القذر الذي لا تتورع أمريكا عن القيام به، من أجل حماية مصالحها ولو كان من نتائجه الأضرار بأهم وأكبر حليف لها في العالم وهى (بريطانيا).
كذلك فإن مشاهدة العمل بعقل نقدي يمكن أن تقود المشاهد إلى مراجعة تقديراته للقيم التي يزعم السياسيون في أمريكا أنهم يرفعونها بينما هم على أرض الواقع، ليسوا سوى حفنة من الأدعياء الذين لا هم لهم إلا مصالحهم وحساباتهم الخاصة مهما كلفهم ذلك من دوس على كل قيمة أخلاقية.
قصة المسلسل الذي يعرض في 6 حلقات عن طبيب بريطاني تورط في شجار خلال وجوده في الصين للمشاركة في مؤتمر طبي، لكن بمجرد عودته الى بلاده توقفه شرطة (بريطانيا) في المطار، وتستجوبه بطريقة غير انسانية ثم تقرر إعادته الى الصين لمحاكمته، بعد أن طلبت السلطات الصينية ذلك.
تبدأ تفاصيل الحكاية في الكشف عن نفسها فيظهر أن الطبيب الذي يجسده ريتشارد أرميتاج تعرف على فتاة صينية في حفل كان يحضره مع بعض زملائه البريطانيين المسافرين معه، ثم خرج هو والفتاة ليكملا سهرتهما في ناد ليلي.
لكن الأمور تطورت للأسوأ وحاولت الفتاة تخديره ثم تشاجر مع بلطجية النادي الليلي، بعدها حاول الطبيب الهرب بسيارته المستأجرة لكنه تعرض لحادث فأكمل سيره نحو الفندق ومنه الى المطار عائدا الى بلاده، لكن السلطات الصينية أدعت أنها وجدت جثة الفتاة في سيارته وبالتالي تريد محاكمته.
المسلسل اسمه (Red Eye)
تقرر سلطات (بريطانيا) إسناد مهمة توصيل الطبيب المكبل الى ضابطة بريطانية من اصل صيني، ويعود معهما على نفس الطائرة 3 من زملائه بينما يرفض الرابع ويقرر النزول لكنه يتعرض للاختطاف في مرآب مطار هيثرو البريطاني.
خلال الرحلة الليلية للطائرة وهى التي استمد منها المسلسل اسمه (Red Eye) يتعرض الطبيب لمحاولة تسميم طعامه النباتي لكنه ينجو منها بعدما قدم الطعام لراكب آخر نسي أن يطلب طعاما نباتيا، ثم يتعرض زملائه الثلاثة للقتل على متن الطائرة في حوادث غريبة.
تتطور الأحداث أكثر وتبدأ الضابطة الصينية الأصل التي تجسد دورها (لوسي جينج) في تصديق روايته بعدما كانت متحفزة ضده منذ بداية ركوبهما الطائرة، ويظهر في الأحداث تدخل المخابرات البريطانية بقسميها MI5 وMI6 في الموضوع وإدارة الأمر مع السلطة الصينية التي يمثلها السفير الصيني في لندن والوزير المفوض.
رئيسة جهاز الأمن MI5 التي تجسد دورها ليسلي شارب متزوجة من رجل يعاني من شلل كلي ويقضي أيامه في سرير برفقة ممرضة مقيمة، وتظهر الأحداث أنها على علاقة غرامية مع أمريكي يعمل كمدير لمحطة المخابرات الأمريكية في لندن، ويبدو في الأحداث أنه داعم كبير لها.
بينما في الجهة المقابلة تشتبك رئيسة جهاز الأمن مع زميل لها منتدب من MI6 بطلب من رئيسة وزراء بريطانيا التي لا تظهر في المسلسل سوى بالصوت فقط، وتكتشف الرئيسة ان زميلها متورط في اعادة الطبيب وزملائه الى الصين للتغطية على فشل عملية استخباراتية كان يديرها هناك.
يبدا الطبيب مع الضابطة صاحبة الأصل الصيني في التعاون معا لاكتشاف حقيقة ما يحدث على الطائرة، ويساعدهما ضابط صيني يعمل كما قدمه المسلسل مارشال الأمن على الطائرة.
عميل لجهات استخباراتية مبهمة
لكن قرب نهاية الحلقات الستة نكتشف أنه عميل لجهات استخباراتية مبهمة لم يكشف عنها مفضلا القيام بتسميم نفسه عن البوح بها، كما إنه متورط مع عميل أمريكي في قتل من قتلوا على متن الطائرة.
تتوالى الأحداث ونكتشف في النهاية أن العشيق الأمريكي كان يستغل رئيسة جهاز أمن (بريطانيا) لتخريب اتفاق تعاون نووي صيني بريطاني كان البلدان على وشك توقيعه، كما نكتشف أيضا أنه هو ومجموعة من المرتزقة التابعين له وراء مقتل الفتاة الصينية والصاق التهمة بالطبيب.
والسبب اعتقادهم أن الفتاة سلمت الطبيب شريحة إلكترونية تكشف دور أمريكا السري في تخريب الاتفاق.
وتكشف الأحداث أن المخابرات الصينية والبريطانية والأمريكية كانت طوال الوقت تطارد الطبيب ظنا أن الفتاة سلمته الشريحة بينما هو نفسه يؤكد أنه لم يتسلم منها أي شيء، قبل أن نكتشف أن الفتاة عندما قامت بتخديره طعنته في جنبه وزرعت الشريحة في الجرح حتى لا يجدها رجال المخابرات.