بقلم الأديب الكبير : سامي فريد
لم يجد مؤلفا قصة فيلم (السبع أفندي) لتحقيق الهدف منه سوى تصويره في هيئة حلم يراه بطل الفيلم (سكر أفندي عبود/ سعيد أبو بكر) موظف الأرشيف المطحون المقهور المهان الذي يذله ويستعبده رئيسه صاحب الشركة التي يعمل فيها عمر بك (سراج منير).
لم يجد المؤلفان أصحب القصة السينمائية والسيناريو فريد صفدية وزكي يوسف خيرا من تحقيق غايتهما من الحلم الذي يحلمه البطل على مكتبه المحشور في إهمال في الأرشيف فيرى نفسه ليس (السبع أفندي)، وهو اسم الفيلم ولكن (سبع الليل) الذي يواجه رئيسه في قوة وبكل تحدي وبالمواجهة والإيجابية ورفض الإهانة والذي ستيم حياته ويصبح انسانا يحترمه الجميع.
ولكن كيف؟ هذا هو فيلم (السبع أفندي) الذي أنتجه وأخرجه أحمد خورشيد في ستوديو مصر فجاء الفيلم كأي فيلم أبيض وأسود عادي حتى ينقلب فجأة بطل الفيلم إنسانا آخر ثم تكون نهاية الفيلم مفاجأة للجمهور الذي لم يتوقعها مطلقا وفوجئ بها بعد مشاهد من القهر في البداية ثم المفارقات الكوميدية خلال الفيلم الذي جمع في بطولته من أصبحوا نجوما كبار بعد ذلك، وفي مقدمتهم فريد شوقي وعدلي كاسب وتوفيق الدقن وشادية وعبدالعزيز احمد وعمر الحريري
نقطة التحول في فيلم (سبع الليل)
ونقطة التحول في فيلم (السبع أفندي) العجيب هى ما حدث وفوجئنا به جميعا وهو أن موظف الأرشيف المطحون أصبح فجأة انسانا يخترق الحيطان كأي سم شفاف فلا يقف أمامه أي عائق من كثرة ما كان يطلبه المدير العصبي الذي لا يعرف رأسه من قدميه فيستدعي موظف الأرشيف ليسأله عن أوراق أو دوسيه وتعاقدات كذا.
فيؤكد له (سكر أفندي) أنه سلمه له بالأمس ثم يخرجه له من بين أوراقه فيطرده المدير من مكتبه كأي موظف متهم بالفوضى والكسل والكوميديا هي أن المدير نفسه هو الفوضوي ومن كثر تردد (سكر افندي) في كل دقيقة اكثر من مرة ليخرج للمدير نظارته التي يبحث عنها وهى في جيبه.
وكل ما سأل عنه الموظف الغلبان وكل الأوراق أمامه لكنه لا يراها من شدة ما هو ظاهر من الفوضى وعدم التركيز فيصب كل أخطائه على الموظف الذي يخطئ مرة في باب المدير فيكاد يصطدم بالحائط قبل الباب لكنه لدهشة بجد انه يعبره بلا أي مشاكل!شادسية
ثم تأتي نقطة التحول الثانية عندما يستقيل عمر الحريري من العمل في الشركة ليتفرغ للتمثيل السينمائي بعد أن اتسعت أدواره السينمائية ولايجد المدير سوى سكر أفندي ليرفعه في عمله درجة فيصبح مسئول الخزانة ومبلغ 70 ألف جنيه.
لكن (سكر أفندي) ينكر لحظة بعد أن اكتشف هذه المقدرة العجيبة في نفسه فيتحول بجمعه من مال أصبح تحت يده (70 ألف جنيه) ليتردد على الكباريهات والصلات ليكتشف المطربة المقهورة جيهان (شادية) فيحبها ويقرر مساعدتها عندما تشكو له من شريف بك (فريد شوقي) صاحب الصالة والتي تعمل بها والذي يطاردها للزواج.
رغم أنها لا تحبه ويهددها هو بأن تنفذ هى وصية والدها الذي أوصاه بها قبل أن يموت لتكتشف أنه قد أدخله مستشفى الدكتور (عبدالعزيز أحمد) وبرشوة كبيرة للدكتور اتفق معه على إعطاء جرعات من السم البطئ لوالد جيهان حتى يموت ويتزوجها شريف بك.
مطاردات كوميدية في (سبع الليل)
ثم تبدأ المغامرات بين سكر بك (الآن) بقدراته الخاصة العجيبة وبين شريف بك وعصابة (عدلي كاسب وتوفيق الدقن) في فيلم (سبع الليل) مطاردات كوميدية لا يستطيعون فيها الإمساك بسكر بك.. والمفارقة العجيبة أن عمر بك صاحب الشركة يدخله موظفوه مستشفى الدكتور لالي للأمراض العصيبة عندما يبدأ يشكو للموظفين والعرب يسكنه من سكر الذي يدخل عليه من الحائط فلا يصدقوه ويرسلوه إلى مستشفى ليبدأ (سراج منير) فاصل جديد من مواجهة (سكر) مع عمر بك.
ونبدأ نرى (سراج منير) في دور جديد في (السبع أفندي) بملابس المستشفى يغلب عليه الطابع الكوميدي عندما يبدأ في محاولة التقرب من سكر الجديد صاحب القدرات العجيبة.
وفي مطاردة بين (سكر) والعصابة يحاول سكر إنقاذ جيهان التي حبسها شريف بك في مخبأ بالصحراء قرب الهرم يحاول سكر دخوله فلا يستطيع أن يسيطر على قدرته على النفاذ من الحيطان قد اختفت ويظل يدق على الحائط الذي يتحول في لحظة إلى سطح مكتبه الذي ينام فوقه (سكر) بين الدوسيهات خلال حلمه الذي حقق فيه كل أحلامه في القوة والسيادة ورفض القهر.
وتبدأ مشاهد النهاية العجيبة في فيلم (سبع الليل) عندما يدخل عمر بك على سكر في مكتبه يحاول إيقافة بكل الأبوة رقم المواجهة العنيفة من سكر لكن عمر بك يفاجئه بأنه قد رفع مرتبه ومنحه أيضا مكافأة كبيرة لاخلاصه في عمله.
ونكتشف نحن الجماهير أن (جيهان )هى إبنة البقال البسيط صابح المحل الذي تساعده فيه شادية (جيهان) وأن سكر أفندي كان يخطبها منه كل صباح قبل ذهابه إلى الشركة فلا يسمع منه جوابا بالنفي أو بالقبول.. ويكون الأب هو عبدالعزيز أحمد الذي كان خلال سياق الفيلم هو الدكتور لالي وينتهي الفيلم بالنهاية السعيدة والكوشة التي تجمع بين سكر الجديد جيهان محبوبته التي فاز بها أخيرا بعد أن أدرك أن النجاح كل النجاح هو في الإيجابية ورفض الظلم والقهر.