بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن
مع بداية فترة الولاية الرئاسية الجديدة، واحتمالات إجراء تعديل (الوزارة) القادمة، ومع تردد أن التغيير شامل وكبير علي كافة المستويات، وذلك لدخول أهل الخبرة مجال العمل العام وخدمة الوطن بما يستحقه وبما قدمه لأهله وخاصة خبراءه من تربية وتنشئة وتعلم واكتساب خبرات.
وأصبح الكثيرون ينتظرون تغير الوجوه المتهالكه في (الوزارة) والأشخاص ضعيفي الخبرات، والأفراد العاجزين عن اتخاذ قرار، والبشر الموصوفين بأهل الثقه والولاء.
ومع أن كل مصري هو وطني محب مخلص لوطنه يريد أن يراها في طليعة دول العالم، إلا أن المصنفين مازال يقسمون البشر بين موثوق به ومشكوك فيه، وهذا لايستقيم لأن الولاء كالعقيدة شيئ داخلي لا يعلمه إلا الله وما يعبر به الفرد عن نفسه.
أما من له رأي آخر أو يعارض رأينا فيتم تصنيفه بأنه من أعداء الوطن، فهذا غير صحيح وغير وطني ويحرم الوطن من خبرات كثيره لأهله يمكن أن تقدم جديدا مفيدا لمصر وأهلها.
فلا الدين حكر لجماعة، فالله رب الأرباب وهو أعلم بالنوايا، ولا الوطن حكر لأخري فمصر بلد الجميع، والله أيضا أعلم بولائنا، وكفى!!!
وليكن معيار الاختيار في (الوزارة) الجديدة هو المعرفه والخبرة والواقعية في إطار أننا كلنا مصريون، ولدنا هنا ونحيا هنا ونموت هنا ولا نأمل إلا الخير كل الخير لمصر وأهلها.
ولعل ذلك يكون مقياس اختيار (الوزارة) في هذه المرحلة مرحلة استكمال التنمية والبناء، ومرحلة الدخول في جمهورية جديدة، وعصر التحول الرقمي، ومواصفات الإنسان العصري الملائم لهذه المرحله وهذه الجمهورية.
وقد تردد ضمن إشاعات تعديل (الوزارة) المرتقب، عودة وزارة الإعلام، وبعيدا عن الأشخاص المرشحين للمنصب، وهل أكفاء أم أهل ولاء، وهل قادرون علي إدارة المشهد الإعلامي بكل تحدياته، أم منفذون لما يصدر إليهم؟
متنوعي الثقافة الإعلامية
وهل متنوعي الثقافة الإعلامية أم تقتصر معرفتهم على جانب عملهم الحديث بأحد فنون الإعلام، وهل لديه رؤيه لتحديات المشهد وفرصه؟، وهل لديه تصور لدور الإعلام في هذه المرحله داخليا وخارجيا؟
وهل على درايه بحجم المنافسة الشرسة المحيطة بنا في كل فروع الميديا، وهل لديه مدونة سلوك يعمل تحتها أهل الإعلام؟، وهل له أن يضع سياسه تحريريه لقطاع الإعلام؟، وهل يمكنه تحديد هوية كل شبكة أو قناة؟
وهل بمقدوره منع المتشابه والمسيئ؟، وهل له شخصيه وصلاحيات تسري علي الكل؟، وهل يؤمن بالتدريب والابتعاث؟، وهل عنده خلفيه بتحولات الإعلام الرقمي وتطبيقاته في الميديا؟
وهل مستعد لتحديات تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال عمله؟، وهل يمكنه توجيه المجلس والهيئات؟، وهل في فكره دور للنقابات والمجتمع المدني؟، وهل يعرف متشابه الموجود ونواقصه أيضا؟
وهل هو مستعد ليكون صوت مصر وصورتها؟، وهل يستطيع أن يطاول طموح أهل الميديا حولنا بثا وإنتاجا وأحداثا بما يلائم مصر قيمة وقامة؟، وهل عنده رؤية للإستثمار في الإعلام وهل يعلم أن إعلام الغد متسارع متلاحق مؤثر، وهل وهل؟
كل ذلك مفترض أن تتم الإجابة عليه قبل تسمية الوزير في (الوزارة) الجديدة، وعودته ليمارس دوره الغائب في وزارة الإعلام، وأين مقر وزارته؟، وكيف تكون علاقتها بالمجلس الأعلي لتنظيم الإعلام؟
وشكل العلاقة مع هيئتي الإعلام والصحافة والنقابات وخبراء المجتمع المدني، والهيئات والاتحادات الإقليميه والدولية، وشكل تعامله مع الكيانات الإعلاميه الكبري بالقطاع الخاص والقطاع الموازي أو شبه الرسمي.
وأسئلة عديدة تفض إشكاليه وجود (الوزارة) أو غيابها، الأهم من الوزارة هو دورها وتأثيرها في المشهد الإعلامي المصري داخليا وخارجيا.
وبعيدا عن عودة (الوزارة) ودورها وطرق تعاملها مع مفردات المشهد وكياناته، وبعيدا عن شخص الوزير وكفاءاته، أرى أن المشهد الإعلامي يحتاج إلى ضبط وربط وإعادة تنظيم وخطط وهويات ومهام وإلغاء ماتشابه وماتكرر كثيرا وإضافة ما غاب وهو مهم وحتمي.
كسر الاحتكار القاتل
وكذا كسر الاحتكار القاتل لكل إبداع وتنافس والقاضي على جموع فرص القطاع الخاص من شركات معدات وتصوير ومونتاج وتسويق وإعلان وتدريب وتوظيف وفرص عمل!!!
ولعل مالدينا من عشرات القنوات الغنائية والدرامية والسينمائية والرياضية والطبخ والسحر والملاسنات، وكلها بلا خطط ولا هوية محددة ولا محتوي تنافسي، يجعلنا نتساءل؟ مع وجود عشرات الشبكات والقنوات:
لماذا غاب عن مشهدنا الإعلامي، مثلا، قناه للكارتون أو الطفل، رغم أهمية التنشئه للصغار، ورغم تواجد كوادرنا المتخصصه في صناعة الكارتون ومحتوي الأطفال؟
ولماذا ليس لدينا قناه للشباب رغم أهمية هذا القطاع وأهمية مخاطبته، وكذا قناه دينية، رغم الحاجه لتصحيح الخطاب الديني، ووجود بنية القناة وخططها لدى الأزهر الشريف.
ومتي تكون لدينا قناة حقيقية للأسرة المصرية وما يدور في بيوتنا وعائلاتنا من هموم وطموحات؟، وقناة للاستثمار والاقتصاد، وأخري للتنمية، وثالثه للتكنولوجيا والبحث العلمي؟
كل هذه موضوعات مهمة، ورغم ذلك فإنها منسيه! لماذا؟، هل لندرة المحتوى والحاجه لإنتاج جديد؟ أو لقلة الإعلان عليها، وهذا قول خطأ، ما أكثر من يستهدف الطفل والشباب والأسرة والدين والاستثمار والتقنيات وغيرها؟
أم هل نحن نستسهل إطلاق قنوات فنيه ،محتواها جاهز والإعلان عليها متوفر؟، هذا لايتفق مع صحيح دور الإعلام ومهامه لكل شرائح المجتمع، وخطط تنميته، وبناء شخصيته، ودعم انتمائه، وترسيخ روافد شخصيته؟
وأعتقد أن الإعلام الرسمي بعافية ماليا وتقنيا ومن حيث المحتوي، والإعلام الخاص يحرص علي المكاسب أكثر من الخدمات، والإعلام الموازي، أو شبه الرسمي أغفل ما أغفله الإعلامين الرسمي والخاص!
فهل نحتاج إلي قطاع إعلام رابع ليسد نواقص المشهد، أم نحتاج خطة قومية للإعلام تضع هذه النواقص موضع التكليف والتنفيذ؟، أم أن ماغاب عن مشهدنا خدمي تنويري تربوي لابد ان تقوم به قنوات ووزارات وهيئات الحكوم.. الله أعلم!
قد يكون في عودة (الوزارة) فائدة في وضع الخطط القومية، وتجويد المحتوى، وتفعيل التنافسية،وتحديد الهويات، وإلغاء المتشابه والمتكرر، وإطلاق ما غاب ومانقص مشهدنا الإعلامي.
ووضع آليات المتابعه والتنظيم لصالح دور قطاع الإعلام في داخل (أم الدنيا) وخارجها، عله يعيد بعضا من المفقود في مجالات الريادة والجودة والتنافس والتأثير لصالح هذا الوطن وأهله بالداخل والخارج وأمام أهل الأرض جمعاء.
اللهم آمين، وتحيا دوما مصر، ويعلو صوتها، وتزدهر صورتها، بفضل الله تعالي وكوادرها ومحتواها.. اللهم آمين.