رضا العربي يكتب: كيف تتحدث إلى (موتاك)!
بقلم الفلكي: رضا العربي
بالأمس القريب كنت أشاهد فيلم بعنوان (قرص أرشميدس)، هذا الفيلم باختصار يلخص فكرة استغلال الثقوب الزمانية للسفر عبر الزمن والتواصل مع الابعاد الزامنية المختلفة ومقابلة من تريد من (موتاك) الذين سبقونا من الأجيال السابقة.
ففي الفيلم استطاع البطل من خلال مغامرة شيقة مقابلة (أرشميدس) نفسه الذي صنع قرص الزمن، الذي نتحدث عنه، وهذا القرص مخفوظ بالفعل بأحد المتاحف الأمريكية.
من خلال هذه الفكرة تولدت لدي حالة وسؤال: هل فعلا تنتهي حياتنا بالموت الجسدي؟، وهل فعلا تختفي آثارنا وما صنعت أيدينا فور موتنا؟
أثارني هذا الفكر مما دفعني للبحث فيه فوجدت بحث مترجم أثار ضجة في حينه يخص أسرار لقاء (موتاك) من خلال اكتشاف وافتتاح أحد مقابر ملوك الفراعنة في القرن الماضي.
ولكن للأسف تم إحاطته بعملية تعتيم مقصودة، لماذا لا أدري فحوي هذا البحث أن البعثة الأثرية أثناء تصويرهم للحظة افتتاح المقبرة لأول مرة، حدث التالي:
فتح باب المقبرة في صرير مهيب، وأضيئت الكشافات القوية فتحول ظلام قرون إلى نهار واضح المعالم، وانطلقت الآلة الإلكترونية التصويرية تكتسح مشاهد المقبرة من الجدار الأيمن إلى الآخر الأيسر.
أما الرجال وعلى رأسهم العالم ومساعداه فقد ران عليهم صمت مطبق وانبهار شديد لمرأى محتويات المقبرة المتخمة بالتحف والأواني، وعشرات التماثيل والأدوات الجنائزية الرائعة، وقد رتبت جميعا حول جثمان صاحبها.
في سبيل لقاء (موتاك)
وبعد الانتهاء من التصوير في المساء تم تحميض وإعداد الشريط الممغنط البالغ الحساسية ليوضع بداخل جهاز العرض الخاص بذلك في سبيل لقاء (موتاك).
وأدير الجهاز الجديد أخيرا وسط لهفة وترقب عدد محدود من الرجال المتخصصين الذين يجربونه لأول مرة!
لكن ماحدث أغرق الجميع في الدهشة والوجووم والذهول أيضا، وهم يشاهدون المنظر الباهت لحملة المشاعل ينيرون باب وجوانب المقبرة، وعددا من الكهنة يتراصون علي الجانبين، ومجموعة من العبيد يقومون بحمل التابوت الخشبي ليدخلوه ويضعونه برفق على الأرض!
عندها تعالت أصوات تراتيل خافته مبهمة، ممتزجة بصوت الآلات الوترية وآلة نفخ كالناي!
ثم تقدم كاهن أصلع ليقف لدى رأس التابوت، ثم يروح يشكل دوائر ومثلثات بصولجان ذهبي حول جثمان الفرعون، وهو يتمتم بجمل قصيرة غير واضحة الكلمات ومبهمة المعني!
عندها تبين للحاضرون بالقاعة أنهم يرون مالم تراه عين بشري في قرننا الحالي من مشاهد قديمة مندثرة تعود لآلاف السنين.
وأنهم يسمعون دون أحد قبلهم النطق الفعلي للغة الهيروغليفية، والتي ظلوا إلى اليوم رغم معرفتهم كيفية كتابتها يجهلون صحة نطقها!
وفي اليوم التالي طيرت وكالات الأنباء بجميع أنحاء العالم خبر المعجزة العلمية الوليدة لتعلن علي الملاء التقاط أول لقاء مع (موتاك)!
أصوات وصور من عمق الزمن السحيق ليشاهدها ويتمعن في تكوينها بشر اليوم الذين يملكون زمام أحدث العلوم.
هذا كله سيصبح في الإمكان متى طبق واحد من أغرب ابتكارات التقنيات العلمية التي كثر الكلام حوله في الآونه الأخيرة في سبيل لقاك (موتاك).
والذي قيل مرة أنه من اكتشاف علماء أمريكيين، وتارة أخري أنه من اكتشاف علماء أوروبيين.
وفكرته تكمن في أن البشر ومنذ بدء الخليقة، عندما يخلق الواحد منا تخلق معه طاقتان وتعيشان معه مقترنتا به واحدة صوتية والثانية ضوئية، فاذا ما توفي الإنسان الفرد لا تنطفي طاقتاه هاتان.
وبالتالي لاتندثران مطلقا، ومن ثم فأعداد هاتين الطاقتين في تزايد مستمر مع تزايد المواليد، وهى طاقات تتراكم ولا تنقص لأنها تبقي رغم وفاة أصحابها.
وعليه فإذا استطعنا أن نحصر طاقتي بشري من (موتاك) مهما نأى وقت وفاته ورحيله عن دنيانا، فقد نستعيد إلى الوجود الصوت والصورة أو الاثنين معا لإنسان ما، أو رسول ما أو علم من أعلام البشرية من (موتاك)، ولو مرت آلاف الأعوام على رحيله واختفاء كل أثر ظاهري له، باستثناء هاتان الطاقتا!
فكرة استعادة أصوات الماضي
وترجع البداية لظهورة فكرة استعادة أصوات وصور الماضي لـ (موتاك) إلى أب كاهن إيطالي الجنسية، اخترع جهازا غريبا للتصوير الفوتغرافي، بمقدور هذا الجهاز أن يصور ويستعيد أحداث الماضي، وينقلها إلى الحاضر بكافة تفاصيله.
وكما تمت لحظة وقوعها، فالأب (جرينو ارتيني – 58عاما) أحد كهنة (دير القديس جورج) بمدينة البندقية الإيطالية يهودي، إلى جانب مهامه فى الدير التصوير ودراسة الاصوات والموسيقى!
وبمرور الوقت تبلورت فكرته الخارقة عن بقاء طاقات البشر الصوتية والضوئية بعد موت اصحابها، وإمكان استعادتها مره أخرى مهما طال بها الزمن.
وفي سبيل ذلك تعلم الأب ارتيني الفلك والرياضيات العليا والإلكترونيات وعلومها إضافة إلى فيزياء الصوت.
وتوصل في النهاية إلى حقيقة بقاء الصوت عقب انبعاثه في نطاق الوجود الدائم محتفطا برونقه ونغماته إلى زمن ربما امتد لمليارات الأعوام!
وقد سارعت الأجهزة السيادية بالتحفظ علي هذا الجهاز الذي يحقق لقاء (موتاك)، وإخضاعه للدراسة والتطوير في مكان بالغ السرية، لاندري ما الهدف من ذلك لكن نظل بالانتظار!