اقتراح لشركات الإنتاج: أين أنتم من حلقات (هو وهى) لـ (صلاح جاهين) التى لم تصور!
كتب: أحمد السماحي
نحيي اليوم الذكرى الـ 38 للشاعر والرسام والفنان العبقري المتفرد (صلاح جاهين)، الذي يزداد حضورا عاما بعد عام من خلال أعماله الفنية الكثيرة التى خرجت للنور، في كل المجالات، سواء سينما أو مسرح أو دراما أو كاريكاتير أوأغاني.
فالمتأمل اليوم لأعمال (صلاح جاهين) هذا العبقري لأبد أن يصاب بحالة دهشة موصولة بالبهجة والمتعة والفلسفة، فلم يأت حتى وقتنا الحالي مبدع لديه كل هذه المواهب مجتمعة.
والمسألة والمشكلة ليست فقط أنه كان يمتلك عدة مواهب، ولكن العبقرية أنه كان ماهرا في كل ما منحه الله من مواهب، فضلا عما كشفته لنا أعماله الفنية من حصافة في فهم أسرار السلوك البشري والاجتماعي.
كانت لديه ــ كما يقول الكاتب عبدالستار إبراهيم ــ مهارة خارقة في أنه كان يستطيع من خلال بضع كلمات قصيرة ومختزلة من العامية والفصحى على أن يفتح أفاقا من المعاني والأفكار لم تكن موجودة من قبله.
مما جعل اللغة العربية برباعية واحدة من رباعياته قادرة على أن تثري وأن تظل أثرى مما كانت عليه قبل أن يظهر (صلاح جاهين).
الاحتفال لا يكون بالثرثرة الكلامية
المثير والغريب والمدهش أن يكون لدينا أعمال هذا المبدع، وهى كثيرة وجميلة ورائعة ويمكن أن تزين حياتنا وتضيف لنا البهجة والرقي والجمال، وتمر ذكراه دون أن تعاد تقديم هذه الأعمال.
ودون أن نحتفل به الاحتفال اللائق بموهبته المتفردة، والاحتفال لا يكون بالثرثرة الكلامية مع ناقد أو متخصص يتحدث عن عظمة وروعة (صلاح جاهين)، ولكن يكون احتفال حقيقي من خلال أعمال هذا العبقري.
صلاح جاهين ومسرح العرائس
فمثلا أين المسئولين في مسرح العرائس من أعمال (صلاح جاهين) التى قدمها لمسرحهم وهى (الشاطر حسن، الليلة الكبيرة، حمار شهاب الدين، صحصح لما ينجح، قاهر الأباليس، الفيل النونو الغلباوي).
وكل هذه الأعمال عظيمة ومدهشة، ولم يشاهدها كثير من الأجيال باستثناء (الليلة الكبيرة) التى حظيت بشهرة واسعة نتيجة إذاعتها في الإذاعة المصرية كثيرا، وتصويرها تليفزيونيا.
لكن باقي الأعمال مجهولة لنا جميعا، ولم نشاهدها، رغم أن مسرح (العرائس) ولحد علمي (ولا بيهيش ولا بينش) ولا يجد أعمال تعرض على مسرحه، ونسى الجمهور مكانه، ماذا يفعل؟ وماذا يقدم؟!
وأذكر أنه منذ سنوات قليلة عندما أعادت دارا الأوبرا المصرية أوبريت (الليلة الكبيرة) وحولتها من عرائس إلى أشخاص، كسر هذا العرض الدنيا، وحقق نجاحا ساحقا وأعيد عرضه أكثر من مرة، بناء على طلب الجمهور.
أعمال صلاح جاهين المسرحية
سؤال آخر أين أعمال (صلاح جاهين) المسرحية من العرض على الفضائيات مع مناقشة عميقة لها مع متخصصين وهى كثيرة؟، منها (القاهرة في ألف عام، الحرافيش، على جناح التبريزي، الإنسان الطيب، الحب في حارتنا، وأبوالسباع الأكلنجي، إيزيس، ليلى يا ليلى، أوإنقلاب) وغيرها.
طبعا بعض هذه الأعمال غير موجودة، لكن بعضها أيضا موجود، ويجب أن يتم ترميمه وعرضه جماهيريا للجمهور مع مناقشة له قبل عرضه.
كما كانت تفعل الدكتورة درية شرف الدين، في التليفزيون المصري عندما كانت تقدم برنامجها الشهير (نادي السينما) الذي كانت تعرض فيه أحد الأفلام وتناقشه قبل العرض.
صلاح جاهين و(هو وهى)
لا تقتصر أعمال العبقري (صلاح جاهين) على المسرح فقط، ولكن لديه أعمال لم تعرض جماهيريا ولم تنتج أصلا لعل أشهر هذه الأعمال الحلقات التي لم تصور من رائعة (هو وهى).
ويمكن لجهات الإنتاج الدرامي في مصر المحروسة أن تقوم بإنتاجها، وتقديمها للجمهور، خاصة بعد الفشل الذريع الذي طال 90% من الأعمال التى عرضت في الموسم الرمضاني هذا العام.
والتي فشلت بسبب عدم وجود (ورق) جيد، وليس لسبب آخر، خاصة أن لدينا نجوم على درجة كبيرة من الموهبة والتفرد في الأداء.
وحلقات (هو وهى) موجودة ومتاحة حيث قام ابنه شاعرنا الكبير (بهاء جاهين) بتجميع بعضها ونشره كاملا في كتاب كامل ضخم، وهذه الحلقات التى لم تنتج موجودة بالسيناريو والحوار والأغاني ومنتظرة فقط دوران الكاميرا.
وقد كتب (صلاح جاهين) حكايات (هو وهى) في عام 1983، وعرض بعضها التليفزيون المصري عام 1984، وكانت أول ظهور تليفزيوني للنجمة الكبيرة (سعاد حسني)، وشاركها البطولة المتفرد (أحمد زكي).
وحلقات (هو وهى) تعود في الأصل لكتاب بنفس الاسم للكاتبة المبدعة (سناء البيسي)، يحوي قصصا شديدة القصر والتكثيف عن ذلك الموضوع الخالد (آدم وحواء).
وقد حول (صلاح جاهين) هذه القصص إلى حكايات تليفزيونية (سيناريو وحوار وأغاني) وكان عددها 15 حلقة، ظهر منها عشر حلقات فقط، ولم تصور الحلقات الباقية، وهي حلقات ممتعة للغاية وفيها كم كبير من البهجة والشجن والدراما المؤثرة.
وأخيرا هل من مستمع هل من مجيب؟.. أشك!