بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن
لم أر في كل أزمنة العهر الإعلامي منذ (جوبلز) وزير دعاية هتلر وحتي إعلام النكسه لدينا، كذبا وتضليلا وتلاعبا بالتصريحات الإعلاميه كما يحدث الآن من (أمريكا) شيطان الأرض الأكبر ومن الكيان الصهيوني المدلل أمريكيا حتي الاشمئزاز من تبعية الإداره الأمريكيه لحكومة المتطرفين اليهود.
فمنذ الرد الإيراني هزيل التأثير على الكيان المحتل، وإداره أمريكيا تتلاعب بإعلام العالم أجمع، فأولا ملأت الأبواب كلاما عن تهديد إيران لأمن إسرائيل والمنطقه وسارعت بعقد مؤتمر الدول السبع لتدين إيران واجتمع مجلس الأمن ليندد وتم فرض عقوبات.
وكأن الكيان المحتل لم يفعل ماهو أبشع بمباركة (أمريكا) من قبل دون إدانه أو عقوبات، بل وبمزيد من العتاد والمشاركه والتصدي حماية لطفلها الرضيع الضعيف في المنطقه وهو إسرائيل!
وتلاعبت (أمريكا) ثانية تارة بأنها لن تشارك في الرد وتارة بتنسيق الرد مع حكومة التطرف وثالثة مع إعلان أن إسرائيل، ردت رغم أن إسرائيل نفسها قالت لن نعلن مسئوليتنا لأسباب إستراتيجيه.
ليس هذا فحسب، بل هذه إداره (أمريكا) التي تسمي شريكا ووسيطا وراعيا للسلام في المنطقة، وهى لاتصلح لأي من كل هذه المسميات، لأنها شريكا في القتل بالسلاح والمستشارين والمعلومات وكل ما من شأنه حماية إسرائيل من حتي المساءلة.
وطالما تلاعبت إدارة (بايدن) التابع الإمعة بالمشاعر العربية، تارة أنها تؤيد حل الدولتين، وأنها تدعم قيام دولة فلسطينية كحل دائم لسلام المنطقة، وفجأة نراها تستخدم الفيتو الملعون في مجلس الأمن لمنع إتخاذ قرار بمنح فلسطين العضويه الكامله بمجلس الأمن.
كيف؟، وماهذا التناقض؟، وبمن تتلاعب؟، وكيف للشريك والوسيط والراعي أن يكون موقفه متناقضا هكذا؟.
وجاء رد إدارة العهر السياسي والإعلامي في (أمريكا) أن دولة فلسطين لاتأتي إلا بالدبلوماسية، وكأن مجلس الأمن ليس مكانا للدبلوماسية، بل هو نادي قمار أو سوق نخاسه!
دوله لفلسطين بدون ضمانات
ولم تقف عند هذا الحد بعد أن صوت جميع حلفائها من (كوريا الجنوبيه واليابان وأسبانيا وأيرلندا) وغيرهم لصالح القرار، ليخرج علينا إعلام (بايدن) بأنه لا يمكن أن تقوم دوله لفلسطين بدون ضمانات لأمن إسرائيل.
أية ضمانات، ولمن، ومن من؟، إن الذي تطالب له بضمانات يعربد في المنطقه من (اليمن وإلى لبنان والعراق وسوريا وإيران)، وكل يوم يخرج مسئولي إدارة التطرف اليهوديه لتهدد وتتوعد بأن يدها تطول كل مكان وأن الدعم الغربي لها ظهير لا يمكن له أن يتركها!
وبكل لغات الدعارة السياسيه والإعلاميه يصمم مسئولي (بايدن) على أن حماية إسرائيل هى خط أحمر، وأن تفوقها العسكري لامحالة حاصل، وأنها تفعل ماتشاء بدون حساب حتي أن إدارة بايدن ضمنت لإسرائيل عدم صدور أي قرار يدينها مهما فعلت.
وحتي لو صدر قرار فلن ينفذ أبدا بل وأنها ستحمي قادة التطرف من المساءلة أو الملاحقه إذا ما اتخذت المحكمة الجنائيه الدوليه قرارا بناءا على مذابحها وتدميرها للبشر والشجر والأرض!!!
وهذه الإداره التي أكرهتنا في العيش من كثرة مناداتها بالحريات وحقوق الإنسان، هى التي داست على كرامة البشر في منطقتنا، وأهدرت كافة حقوق العيش الآمن لشعوب منطقتنا تدليلا لحكومة التطرف اليهود.
هذه الإدارة الكاذبه المنافقه المتلاعبة، ليس لها دين ولاملة ولاعهد ولاميثاق ولا كلمة، أما حكومة الشيطان الأصغر التي صدعتنا بأنها واحة الديمقراطيه في المنطقة، هاهى تقتل كل ماخلق الله دون مراعاة لقوانين سماوية أو وضعيه ودون خوف من محاسبة او ملاحقة.
بل وكممت أفواه الإعلام بعد قتل الكثيرين من رموزه، ووضعت قوانين للتكميم والطرد لمن يفضح صنيعها.
دغدغة مشاعر العرب والمسلمين
والغريب أمام كل هذه البجاحات والتناقضات والتلاعب بالتصريحات دغدغة لمشاعر العرب والمسلمين، نري أن إعلامنا ينساق وراء كذبهم نقلا لما قالوا وفقط، دون مقارنة بين تصريحات سابقة وحالية تكشف كذب وتلاعب هذه الإداره الأمريكية.
ودون تحليل ورصد لسيل من التصريحات والتعهدات علي مدار سنوات ليتضح التصميم على الكذب والضحك علي شعوب الأرض ببعض المصطلحات في الإعلام.
ومازال إعلام العرب ينقل ويهرول ويسوق لإعلام إدارة (بايدن) المنافق، ومازال العرب يعتقدون أن أمريكا تضغط على الكيان المحتل.
ومازال العرب يعتقدون – كذبا – أن (أمريكا) مازالت شريكا في صنع السلام ووسيطا نزيها لحل الصراع، وراعيا لعملية سلام منذ مؤتمر مدريد في أوائل التسعينات وحتي الأن ولم يحدث أي شئ.
فمتي يفضح إعلام العرب إعلام الغرب المتلاعب؟، ومتى يواجه إعلامنا إعلام (بايدن) الكاذب، ومتي يقدم إعلامنا وصفا صادقا لإدارة (بايدن) غير الشراكة والوساطة والرعاية.
ومتي يكرر إعلامنا حتمية تنفيذ قرار مجلس الأمن لوقف إطلاق النار الذي لم ينفذ أصلا، ومتي يبرز إعلامنا تطاول إعلام العدو علي وصف مجلس الأمن بأنه مجلس إرهاب وأنه يدعم التطرف.
أي تطرف أيها اليهود، أنتم التطرف ذاته، والكذب بعينه والافتراء بمواصفاته والبجاحة بأهلها.
ومتي يطالب إعلامنا بمحاكمة وملاحقة مجرمي الحرب اليهود، ومتي يتجرأ إعلامنا علي كشف غطاء الكذب والتلاعب عن إعلام أم الحريات الكاذبه أمريكا، بل ومتى يقاطع إعلامنا التسويق لتصريحات الشيطان الأكبر وإدارته، وافتراءات الشيطان الأصغر ومتطرفيه؟
ومتي يخدم إعلامنا قضايانا ومواقفنا ويفضح المتلاعبين بينا الكاذبين علينا المضللين لنا، الجاثمين قهرا فوق صدورنا، الرابطبين ألسنتنا، المغردين كذبا علي وسائل إعلامنا؟
لعله قريب مثل نصر الله القريب حيث وعده الحق وقوله الحق، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.. وتحيا شعوبنا البسيطه الصابرة ضجرا، وقادتنا الساكتون لغزا، وإعلامنا اللاهث دون روية، وتحيا دوما مصر.