بقلم: بهاء الدين يوسف
خلال النصف الثاني من شهر رمضان عرض مسلسل (خالد نور وولده نور خالد) وهو من نوعية الأعمال الكوميدية التي تقترب من (المسخرة) أو الفارس كوميدي.
فكرة المسلسل الذي تشارك في بطولته (شيكو وكريم محمود عبد العزيز) مع عدد من النجمات الجدد والنجوم المخضرمين، تدور حول الشاب نور (شيكو) يتيم الأبوين عاش مع أسرة تبنته من ملجأ للأيتام.
ويحلم هذا الشاب يوميا بأبويه اللذين توفيا حسب ما جاء في الحلقات الأولى في انفجار لمفاعل نووي حيث كان والده خالد (كريم محمود عبد العزيز) يعمل مهندسا للطاقة النووية هناك.
ثم يحدث في مسلسل (خالد نور وولده نور خالد)، أن يلتقي (نور) أبوه في مدرسة ابنه ويكتشف أن ابن (خالد) الذي يدرس في نفس المدرسة هو نفسه (نور) أي أن هناك نسختين منه، الشاب الذي عاش أغلب سنوات عمره يعتقد انه يتيم، والطفل الصغير الطبيعي.
خلال 15 حلقة من مسلس (خالد نور وولده نور خالد)، يحاول نور الشاب اقناع والده ووالدته بانه ابنهما بمساعدة أخوه الطبيب بدر، وبعد أن ينجح في اقناعهما بانه ابنهما بالفعل يبدأ الجميع في البحث وراء تلك الظاهرة الغريبة.
ويشكون في أن سبب حدوثها هو الانفجار الذي وقع في المفاعل، وأنه ربما يكون نتج عنه تسريب مواد معينة أحدثت خللا في الزمن بحيث جعلت الأب وابنه في سن واحدة تقريبا.
تتابع الأحداث طوال حلقات (خالد نور وولده نور خالد)، المتبقية محاولات (خالد) وابنه (نور) الشاب تتبع حقيقة ما حدث في إطار كوميدي لطيف حتى تكشف الحلقة الأخيرة أن ما حدث لم يكن خللا في الزمن.
وأن (نور) ليس اسمه (نور) وإنما رفيق وأن الأسرة التي يعتقد أنها تبنته هى أسرته الحقيقية وأن (الدكتور) بدر شقيقه وليس أخوه بالتبني، وأنه هو وراء كل اللخبطة التي حدثت.
مرحلة موت دماغي
فقد تعرض (نور) أو (رفيق) لحادث نتج عنه دخوله في مرحلة موت دماغي لشهور، وخلال ذلك حدث الانفجار النووي، وتم نقل خالد وزوجته وولده (نور) الصغير إلى نفس المستشفى التي يعمل فيها (بدر)، ويرقد فيها (رفيق) الذي يحتاج إلى نقل خلايا مخية ليعود دماغه إلى العمل.
يجري (بدر) الجراحة للطفل (نور) ويسرق منه الخلايا المطلوبة دون علم إدارة المستشفى ويزرعها في دماغ شقيقه (رفيق) دون أن يعرف أحد، وعندما يستفيق يكون قد حمل كل ذكريات الطفل نور ويعتقد أنه هو، وتفشل محاولات والديه في تذكيره بحقيقته مما يدفعهما للتعامل معه على أنه (نور خالد) اليتيم الذي تبنياه من الملجأ.
فكرة مسلسل (خالد نور وولده نور خالد)، كما وضح من السطور السابقة جديدة على الدراما العربية، رغم أنها سبق تقديم فكرة الخلل الزمني وانعكاسه على العلاقات الأسرية بشكل علمي أكثر تعقيدا في مسلسل ألماني اسمه (Dark).
ورغم ان المسلسل المصري (خالد نور وولده نور خالد)، مختلف في المضمون والنوعية عن المسلسل الألماني، إلا أنه أحيط بضجة مشابهة حين أدعى المؤلف المسرحي (حاتم حسين) أنه صاحب فكرة المسلسل وهو ما نفاه المؤلفان، كما مسح (حسين) لاحقا تغريدته التي ذكر فيها أنه صاحب الفكرة.
بشكل عام يمكن القول أن (خالد نور وولده نور خالد)، فكرة جريئة تستحق التحية، وكان يمكن أن يكون أكثر جودة لو تفادى المؤلفان الوقوع في فخ (مط الأحداث) المبالغ فيه لإكمال الحلقات الخمسة عشر.
حيث كان يمكن تقديم مسلسل متماسك ومشوق في 4 أو حلقات على الأكثر دون الدخول في أحداث فرعية كثيرة لم ينجح المؤلفان في نسجها داخل الفكرة الرئيسية.
(كريم عبد العزيز) قدم دوره ببساطة
(كريم محمود عبد العزيز) قدم دوره ببساطة وتلقائية وصلت إلى درجة الروعة، وذكّرنا في العديد من مشاهد مسلسل (خالد نور وولده نور خالد)، التي قدم فيها علامات الاستغراب والذهول مما يكتشفه بمشاهد شهيرة لوالده الراحل في فيلم (السادة الرجال).
حين كان (محمود عبد العزيز) يبدي ذهوله من تحول زوجته في الفيلم الفنانة (معالي زايد) إلى رجل وزواجها من أربع فتيات، وقد أكد المسلسل أن (كريم) ورث عن والده القبول الرباني وخفة الدم التلقائية دون افتعال.
تميز (شيكو) بأدائه
في المقابل تميز (شيكو) بأدائه الذي يمزج فيه بين خفة الدم والسماجة التي تدفع المشاهدين دفعا للضحك، وإن كان يعاب عليه المبالغة في الأداء التي تصل الى درجة الافتعال في بعض المشاهد.
بينما لفتت (دينا ماهر) الأنظار بأدائها السلس لدور زوجة (خالد) البلهاء التي وجدت أن عليها التعامل مع (نور) الشاب على أنه ابنها الصغير، وقدم شريف رمزي في دور الدكتور (بدر) واحدا من أعماله المتميزة، كما قدمت (آية سماحة) إضافة جيدة في دور زوجة (نور) التي تحاول مساعدته في إثبات بنوته لأبيه (خالد).