نجوم الشهر الكريم الذين أضاءوا أيامنا في (رمضان)، وحفروا أسماءهم من نور
كتب: أحمد السماحي
(إسمك إذا شهرزاد! جاريتك يامولاى) بهذا الصوت الرخيم والناعم تسللت إلى قلوب المستمعين قبل آذانهم إنها شهرذاد الإذاعة المصرية التي عرفناها عبر أثير الإذاعة في (رمضان).
أو هى ملكة الميكروفون كما أطلق عليها النقاد الفنانة المبدعة (زوزو نبيل) التى كانت تبدأ لياليها الجميلة في (رمضان) بالجملة المأثورة: (بلغنى أيها الملك السعيد ذو الرأى الرشيد) هذه الجملة التى حفظنها جميعا عن ظهر قلب.
وذلك بعد أن استمعنا إليها بصوت (زوزو نبيل) الرقيق الحالم الذى كان يأخذنا فى مدن ألف ليلة وليلة، كل ليلة على مدار شهر (رمضان) الكريم، لنرى أبطال حكاياتها بكل سهولة من خلال صوتها مع رفيق الليالي الفنان عبدالرحيم الزرقاني.
إقرأ أيضا : عصام السيد يكتب: تسالى (رمضان)
بعد هذا الثنائي الشهير الذي أسعدونا في شهر (رمضان)، توالى نجوم الشهر الكريم الذين كانوا بمثابة فوانيس (رمضان)، وأسعدوا أجيال وأجيال.
وعندما تهل علينا ليالي شهر (رمضان) الكريم، نتذكر على الفور هؤلاء النجوم، الذين ملأوا حياتنا بالبهجة والسعادة والروحانيات.
الشيخ محمد رفعت
أول هؤلاء النجوم الشيخ (محمد رفعت) فلا يحلو الإفطار في (رمضان) إلا على آذان الشيخ (محمد رفعت) صاحب الصوت العذب الجميل، الذي له بصمة لا تتكرر، وأسلوب فريد ومميز في تلاوة القرآن.
كان يتلو القرآن بتدبر وخشوع، يجعل سامعه يعيش معاني القرآن الكريم ومواقفه بكل جوارحه لا بأذنه فقط، فكان يوصل رسالة القرآن ويؤثر بمستمعي تلاوته.
كان يبدأ بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم والبسملة والترتيل بهدوء وتحقيق، وبعدها يعلو صوته، فهو خفيض في بدايته ويصبح بعد وقت ليس بالطويل غالبًا عالياً لكن رشيداً يمسُّ القلبَ ويتملكه ويسرد الآيات بسلاسة وحرص منه واستشعار لآي الذكر الحكيم.
النقشبندي.. مولاي إني بابك
لا نشعر بطعم شهر (رمضان) الفضيل بدون ابتهالات العازف على أوتار القلوب الشيخ (سيد النقشبندي)، وصوته الساحر، القوي، المتميز، الذي مازال يهز المشاعر والوجدان.
فهو أحد أهم ملامح شهر (رمضان) المعظم حيث يصافح آذان الملايين وقلوبهم خلال فترة الإفطار، بأحلى الابتهالات التي كانت تنبع من قلبه قبل حنجرته فتسمو معه مشاعر المسلمين.
وتجعلهم يرددون أعذب الكلمات وأشهرها من هذه الابتهالات (مولاي إني ببابك) كلمات الشاعر المتصوف عبدالفتاح مصطفى، وألحان عبقري الألحان بليغ حمدي، والتى يقول مطلعها:
مَوّلاي إنّي ببابكَ قَد بَسطتُ يَدي..
مَن لي ألوذُ به إلاك يا سَندي؟
محمد عبدالمطلب.. (رمضان جانا)
من نجوم شهر (رمضان) أيضا المطرب والملحن الكبير أحمد عبدالقادر صاحب أغنية (وحوي يا وحوي) كلمات حسين حلمى المانسترلى، وألحان أحمد شريف والتى يقول مطلعها:
وحوى يا وحوى أيوحا
وكمان وحوي أيوحا
روحت يا شعبان أيوحا
وحويت الدار جيت يا رمضان.
ولا يمكن أن ننسى المطرب (محمد عبدالمطلب) وأغنيته الشهيرة (رمضان جانا) كلمات حسين طنطاوي، ألحان محمود الشريف، التى ارتبط سماعها بالشهر الكريم وتحديدا بعد ثبوت رؤية رمضان والتى يقول مطلعها :
رمضان جانا وفرحنا به، بعد غيابه وبقاله زمان
غنوا وقولوا شهر بطوله، غنوا وقولوا أهلا رمضان
رمضان جانا أهلا رمضان، قولوا معانا أهلا رمضان.
نجوم دراما في القلب
مع ظهور التليفزيون ارتبط عشاق الدراما الرمضانية، بالكثير من النجوم الذين كان لهم مكانة خاصة في قلوب المشاهدين، مثل الكتاب (أسامة أنور عكاشة، يسري الجندي، محمد جلال عبدالقوي).
ومن المخرجين (محمد فاضل، يحيي العلمي، أنعام محمد علي)، وسكن النجوم (عادل إمام، يحيي الفخراني، نور الشريف، فردوس عبدالحميد، إلهام شاهين، ليلى علوي، صابرين، صفية العمري، صلاح السعدني) ذاكرة الجمهور.
نجوم الفوازير في (رمضان)
كما شغف متابعي التليفزيون المصري بالفوازير التي ارتبطت بشهر (رمضان) المبارك، بداية من المذيعة (آمال فهمي)، لتنتقل للتليفزيون، وتبقى لسنوات طويلة في أذهان المصريين.
بل ودليلًا على قدوم الشهر الكريم، ورمزًا من رموزه، التفت حولها العائلات لحل (الفزورة)، التى قدمها في البداية ثلاثي أضواء المسرح.
ثم توهجت وأشتعلت بالأيقونة نيللي، حيث كانت جزءاً أصيلاً من طقوس رمضان، ثم توالت الأيقونات لعل أشهرهم (سمير غانم، شريهان، صابرين، هالة فؤاد، شيرين رضا، لوسي) وغيرهم.
ونحن نتحدث عن النجوم الذين أسعدونا في (رمضان) لا يمكن أن ننسى (عمو فؤاد المهندس) الذي قدم فوازير الأطفال على مدى سنوات طويلة، وجاء بعده (جدو عبده) الشهير بـ (عبدالمنعم مدبولي).
رمسيس وإبراهيم نصر
كان للكاميرا الخفية نجوم أضحكونا بخفة ظلهم وطلتهم المهذبة في (رمضان) لعل أشهرهم إبراهيم نصر الشهير بالست (ذكية زكريا).
أما في تقديم البرامج فكان (طارق حبيب) ببرامجه (علامة مسجلة)، ورمسيس من خلال (يا تليفزيون يا)، ومنى الحسيني ببرنامجها (حوار صريح جدا).
باقة وردة حلوة لكل هؤلاء النجوم نهديها لهم ونحن نقترب من النصف الثاني من الشهر الكريم.