بقلم: محمد شمروخ
وجدت نفسي أردد هذه الكلمات، عندما سمعت أن مولانا الشيخ (علي جمعة) – متعه الله بالصحة والعافية – يتحدث في برنامجه الرمضانى المذاع على إحدى القنوات التلفزيونية، بفتاوى جعلته حديث الشارع ما بين ناقد وناقم وساخر ومتهم ومدين!
الكلمات هى: رحم الله الشيخ (جمال البنا)، فقد أضاع ثمار مشروعه التنويري وراحت كل اجتهاداته الفقهية والفكرية (فطيس) في مشروعه في تجديد الفكر الإسلامي، بسبب فتوى منه بأن التدخين في نهار رمضان لا يفسد الصوم!.
وسمعت بعض ما قال عندما رجعت إلى مقاطع الفيديوهات للتأكد، وخرجت بأول نتيجة وهى أن مولانا الشيخ الدكتور (علي جمعة) لابد من أنه في أسعد أيام حياته، بسبب هذا الضجيج الذي نتج عن فتاويه.
فتلك – وابم الله – هى الداهية التى دهي بها علماؤنا المستنيرين عندما يصرون على طرح فتاوى ترند لحصد أكبر قدر من المتابعات.
بس وحياة النعمة الشريفة على عيني وعينك، هذا هو ما يقصده أئمة الترندات في طرح فتاوى وآراء لإحداث الضجيح!.
أنا شخصيا من المعجبين جدا بالشيخ (على جمعة) لولا افتتانه بالترند، خاصة أنه يندر أن تجد مثله بين العلماء المختصين بعلوم الدين، في موسوعيته وتحصيله في الفقه والقانون والفلسفة والاجتماع والتصوف والتاريخ.
حتى أنه يسرد تفاصيل دقيقة عن الأحداث والشخصيات لاتتاح إلا لقلة قليلة من المتفرغين لتحصيل العلم والبحث عن أصول الأشياء والوقوف على دقائق الأمور.
والنتيجة الثانية: دعك من الاستفزاز لأن هناك نوعية من البشر لا يفعلون شيئا أمام شاشات التليفزيونات والموبايلات، إلا البحث عما يستفزهم.
وبغض النظر عن الكلام الذي ردد فيه رؤيته عن العلاقة بين الولد والبنت والتزامها بالعفاف، فما جعلني أتقبل الكلام بسخرية (ولا أقول الفتوى) بسبب أننى مقتنع أو غير مقتنع، لكن لأنى أكاد أجزم أن الفئة العمرية المخاطبة بهذا الكلام من الشيخ (على جمعة)، لا مؤاخذة (بيشتغلوه)!
الشيخ (علي جمعة) يفقعهم فتوى
آه بيشتغلوه.. ويشتغلوا ألفين عالم وداعية في مكانة وقيمة وقامة (الشيخ علي جمعة)،
آه وربنا.. قال يعنى العيال منتظرين الشيخ (علي جمعة) يفقعهم فتوى تحل لهم (صحوبية البنات).. لا والنبي يا عبده؟!
هههههههههههه.. ياواد خش عبي أنت وهيً!
أما الست (عفاف) فربنا يعطيها الصحة والعمر.. أصلهم بيقولوا أنها بعافية حبيتن.
إن كان على أنا شخصياً، لا أعارض كلام الشيخ (علي جمعة) ولا يهم عندي شرط وجود الحاجة (عفاف).. لأن الخوف من إن العيال يدوبوا أقراص منومة للحاجة وهى قاعدة ع الفوتيه بترفي شرابات.. لا وإيه.. عاملة نفسيها مش واخدة بالها!
(أصلهم حبايبي مؤدبين وعارفين العيب كويس.. وما بيعرفوش الحاجات الوحشة اللى على الإنترنت وتلاقى الكام فيديو على الكام شات على الكام بلوة سودة اللى في موبايلاتهم.. كل ده ممكن يكون إدولد لوحده – عمل داونلود يعنى- أو ممكن تكون الموبايلات اتهكرت في الأيام اللى ما يعلم بها إلا ربنا دى).
وكما سبق وقلت، فأنا لا أعارض كلام الشيخ (علي جمعة) في هذه الناحية، بل أزيد عليه بضرورة تشجيع الاختلاط!.
ليه بقى؟!
يا عالم هو أنتم مش دريانين بالعالم؟!
فهناك دفع على مستوى عالى برعاية كبرى الدول في العالم وبالتحديد دول حلف شمال الأطلسي، نحو فرض تقنين العلاقات المثلية الجنسية، وقريبا سنسمع عن فرض عقوبات على الدول التي لا تسمح قوانينها بزواج المثليين!
وقد يصل الأمر مع مطلع ثلاثينيات القرن الحالي إلى التهديد بتطبيق مواد الباب السابع من ميثاق الأمم المتحدة على الدولة التي لا ترعى حياة المثليين!
وحياتك عندى لا يوجد لدى أى شك في أن ما سيحدث هو هذا السيناريو الذي قد تجده هزليا.
لكن تذكر جيدا أن هذا لعالم كان يقف حتى وقت قريب، على عتبة حرب نووية بسبب اندلاع حرب أوكرانيا المدعومة من حلف شمال الأطلسي، وكانت الدعاية المضادة لروسيا أنها دولة متخلفة حضاريا لاتعترف حتى الآن رسميا بحقوق المثليين!
طيب يا عم الشيخ خد دى عندك:
في (بعض) الدول تم توحيد الزي المدرسي في كثير من المدارس بين الطلبة والطالبات، حتى لا تستبين الذكر من الأنثى، لأن التفرقة بين الجنسين فعل من قبيل التخلف الحضاري ومضاد لحقوق الإنسان!
ألا تعلم أنه في أوروبا والدول المتقدمة، تم حذف خانة النوع من بطاقات الهوية وجوازات السفر لأن التمييز بين الجنسين نوع من العنصرية؟!
لماذا نعتب على الشيخ (علي جمعة)
وها نحن نسمع ونرى حكام دول ذات شنة ورنة، لهم عشاق ذكور، وكمان عندك رؤساء وزراء يتزوجون من الوزراء، وسفراء، وحكام أقاليم، ورجال أعمال، ومفكرين وشعراء وروائيين.
بل تمارس بعض المذاهب (الدينية) في كثير من الدول المتقدمة ضغوطاً هائلة لإجبار الهيئات الدينية الرسمية التابعين لها، بالاعتراف بحقوق المثليين وتوثيق عقود زواجهم حتى أن كثيراً من تلك الهيئات في الغرب، استجابت، بل وقامت بترسيم رجال دين مثليين.
بعد كل هذا تعتب على الشيخ (علي جمعة) أنه أباح صداقة البنات والأولاد تحت إشراف أبلة (عفاف)؟!
ولم تكد تهدأ قصة صحوبية البنات والأولاد حتى خرج علينا الشيخ (علي جمعة) بكلام جديد – مازلت مصرا على أنه كلام ابن عم حديت – وليس فتوى وليس رأيا، عن (احتمالية) أن يقوم الله جل وعلا بإلغاء جهنم يوم القيامة!
طيب نعمل إيه مع الشيخ في الحكاية دى؟!
أظن كده وسعت جدا جدا.. وأى كلام لا معنى له، فقد أراد مولانا الشيخ الدكتور (علي جمعة)، أن يسوى الظلمات والنور والظل والحرور، كذلك أن يسوى بين الأحياء والأموات والحق والباطل.
لا يا شيخ على.. أنت هنا تستفز الفانز بتوعك قبل خصومك.
يعنى يا مولانا أنت تسوى ما بين موسى عليه السلام وبين فرعون عليه اللعنة؟!
أم تراك تريد أن يجلس إبليس المعلون مع سيدنا آدم عليه السلام تحت ظلال شجرة الخلد؟!
وعلى ذكر الظلال: هل تذكر عندما وقفت وقفتك الشجاعة ضد من اقتحام مجموعة من الطلبة بجامعة القاهرة من التابعين لجماعة الإخوان، وصفتهم علنا وأنت تلف العصابة بأنهم كلاب أهل النار!
أتراك تراجعت عن موقفك ورأيت أفواج الصديقين والشهداء والصالحين تهم بدخول الجنة مع هؤلاء الذين وصفتهم بالكلاب.. أم أنهم بعد اتخاذ القرار بإلغاء جهنم، ستطلق عليهم لقب (كلاب أهل الجنة)؟!