كتب: أحمد السماحي
(يا بنت الكلب) جملة واحدة خرجت من بين شفايف النجم الكبير (كمال أبو رية) في الحلقة الثامنة من مسلسل (نعمة الأفوكاتو) أبكت جمهور المشاهدين في المنازل.
والحقيقة أن الجملة التى رددها (كمال أبو رية) مرتين مختلفتين عن بعضهما، بعد ظهور ابنته المتوفاة (نعمة) فجأة أمامه، جعلت الجمهور يتسأل كيف تترك الدراما المصرية أمثال هؤلاء العظام في أدوار مساعدة.
ولا تفكر في صنع أعمال لهم خصيصا، يحملونها على سواعدهم ويدافعون عنها بموهبتهم الغزيرة شديدة الفيضان التى لا تعوض.
حيث عبر (كمال أبو رية) في مشاهد كثيرة عن أساه، وعن ألمه، واستسلامه للواقع، وعجزه عن مواجهة هذا الواقع، بشكل رائع أضاف الكثير للمشاهد التى ظهر فيها.
ورغم الشجن المطرز به الدور، لكن كان (كمال أبو رية) طوال الحلقات الماضية كان بسمة كبيرة في المسلسل، وكون مع الفنان الكبير (سامي مغاوري) الشهير بـ (عم كراسي) ثنائيا رائعا.
والحقيقة أن الفضل في تسليط الضوء على (كمال أبو رية)، وتقديمه بشكل جديد ومختلف، راجع للمخرج الموهوب (محمد سامي)، الذي يقدم في كل عمل جديد له نجم أو أكثر، ويجعلهما في حالة لمعان شديد.
من هؤلاء (كمال أبو رية) الذي برز بقوة خلال الحلقات الماضية، والحقيقة أن (أبو رية) لم يلمع بمفرده، ولكن لمع معه كلا من (مي عمر، أحمد ماجد، ولاء الشريف، سامي مغاوري، لبنى ونس، محمد الدسوقي).
وكان الجميع في منتهى الطبيعية والإخلاص، وهذا راجع إلى مهارة المخرج محمد سامي، الذي يجيد اختيار أبطاله، ويهتم بأدق التفاصيل.
موت (نعمة) يفجر المشاعر
جاءت الحلقتين السابعة، الثامنة من المسلسل مليئة بالمشاعر المؤثرة التى بدأت عندما علم (عم سعيد أبوعلب) والد (نعمة) وأصدقائها بموتها.
ونظرا لأن (محمد سامي) مخرجا شديد الحساسية، لا يوقفه أي حاجز كي يتغلغل إلى أعماق أبطاله ويحيطهم بسياج كثيف من حبه ومشاعره، ويدافع عن عواطفهم ونزواتهم وجنونهم حتى الثمالة.
لهذا جاءت المشاهد ورغم مبالغة البعض في مشاهد البكاء، لكن (محمد سامي) استطاع شحن المشاهد بكم كبير من المؤثرات الصوتية والبصرية والموسيقية التى أثرت في المشاهد.
(نعمة) و(سعيد أبوعلب)
من المشاهد التى نالت إعجاب الجمهور، المشهد الذي تذهب فيه (نعمة) لوالدها (عم سعيد أبوعلب)، بعد أن ظن أنها ماتت وأقام لها عزاء.
ورغم أن الفنان الكبير (كمال أبو رية) لم ينطق إلا جملة واحدة وهى (يا بنت الكلب)! لكن المشهد استحوذ على إعجاب وتأثر جمهور المشاهدين في المنازل، ومواقع التواصل الاجتماعي، وكثير منهم بكى بعد أن شاهد المشهد التالي:
يدق جرس شقة (عم سعيد أبوعلب) وبخطى محطمة وبطيئة جدا يفتح الباب، فيجد أمامه ابنته (نعمة) فيعبر (كمال أبو رية) بأكثر من أداء صامت عن فرحته واندهاشه واستغرابه وعدم تصديقه، ويدور الحوار التالي:
نعمة: أنا وكتاب الله ما كنت ناوية أقول لحد إني صحيت من الموت، بس قولت لو صبرت عليك أكتر من كده هتروح مننا.
عم سعيد يتأملها وهو غير مصدق ويقول بصوت حزين: يا بنت الكلب، ويحتضنها، وهو يصرخ ويردد بتعبير آخر سعيد (يا بنت الكلب) ويأخذها في حضنه، ويقبل يدها، ودموع الفرح تلمع في عينيه.
(سعيد أبوعلب) يغني لأم كلثوم
بعد هذا المشهد يأتي مشهد آخر مهم ومؤثر يجتمع فيه (عم سعيد) مع (محروسة، وعم كراسي، وأكرم، ومريم)، ويجلس الجميع حزاني، لكنهم يفاجئوا بـ (عم سعيد) يغني مقطع من أغنية (أمل حياتي) والتى تقول فيه أم كلثوم :
خلينى جنبك خليني، فى حضن قلبك
وسيبنى أحلم، سيبني
ياريت زمانى، يا ريت زماني ما يصحينيش
ويتأمل الجميع عم سعيد وهم في حالة دهشة، وبكاء، ويظنوا انه جن، ويدور الحوار التالي:
أكرم: عم سعيد أنت كويس!
عم سعيد: الحمد الله أنا كويس، وعمري ما كنت كويس زي النهارده يا أكرم.
محروسة: الله يعينك، والله يرحمك يا نعمة.
مريم: حضرتك كنت عيزنا في ايه يا عم سعيد؟! قولت لنا أن فيه حاجة مهمة .
سعيد: كنت عايز أفتح لكم وصية نعمة.
أكرم: وصية! وصية إيه يا عم سعيد؟!
عم كراسي: لا حول ولا قوة إلا بالله.
عم سعيد: ولا أقولكم هي نعمة تفتحها بنفسها.
وفجأة تظهر (نعمة)، لتبدل المشهد من حزن وبكاء، إلى فرحة عارمة.
مشاهد أخرى مؤثرة
الحقيقة أن الحلقة الثامنة لم تقتصر فقط على هذين المشهدين، ولكنها كانت مليئة بالعديد من المشاهد المؤثرة منها مشهد ذهاب (نعمة) إلى منزل (والدة محمد/ سلوى عثمان).
وفي الحلقة شاهدنا أيضا أنه بعد عودة (نعمة) من رحلة الموت، تؤكد لكلا من (عم كراسي، وأكرم، ومريم، والست محروسة) انتقامها من زوجها صلاح وزوجته سارة.
وتخبرهم أنها سوف تأخذ ثأرها بطريقة لم يتخيلها أحد قائلة: (ورحمة أمي ليكرهوا اليوم اللي جم فيه الدنيا).
وخلال الحلقة أيضا بدأت (نعمة) رحلة البحث عن سبب قتل (محمد) المحامي الشاب الذي تعرض للقتل بسببها، وتقول لأكرم أن محمد تعرض للقتل لأنه الوحيد الذي كان يعلم أنها في بيت سارة قبل اختفائها.
ويلقي رئيس المباحث القبض على (سارة وصلاح) بعد تفريغ الكاميرات، من أمام منزلهما، ويجد أن (نعمة) دخلت المنزل، ولم تخرج، ثم مشاهدتهما وهما يحملان سجادة.
وبمواجهة رئيس المباحث لهما يعترفان بقتل (نعمة)، وتنتهي الحلقة بدخول نعمة التى تخبر رئيس المباحث أنها حاضرة للدفاع عن (صلاح وسارة) وسط دهشتهما!.
مسلسل (الأفوكاتو نعمة) تأليف محمد سامي، ومهاب طارق، وإخراج محمد سامي، ويشارك في البطولة (مي عمر، أحمد زاهر، أروى جودة، كمال أبو رية، أحمد ماجد، سلوى عثمان، لبنى ونس، طارق النهري، سامي مغاوري، عماد زيادة، هدير عبد الناصر، ولاء الشريف) وآخرين.