بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن
ظلت مصر تنفق علي وسائل إعلامها مرئية كانت أو مسموعه سنوات عديدة، دون رسائل إيجابيه للوطن وأهله، وظلت وسائلنا الإعلاميه مثار عدم رضا من الدولة والحكومه والنواب والخبراء والمواطن، وذلك قبل قدوم الشركة (المتحدة).
ويرجع عدم الرضا هذا إلى أنها لم تستطع صياغة رسائل إيجابيه تحفز الوطن ولا أهله لفترات طويله، وظلت الأموال المنفقه علي إعلام الوطن تضيع دون عائد معنوي يذكر، ولا مادي أيضا.
وظللنا نتابع قنوات الغير من حولنا لنراها تجمل صور بلادها عن طريق دفع القوى الناعمة، وتسوق للاستثمار والتعليم والإنجازات والسياحه والتاريخ والمواطنين كل ذات بشكل مستمر،ومهني وعصري وجذاب.
وكنت دوما أبحث عن أية رسائل ايجابيه عن ووطننا وأهله في شاشاتنا فلم تقع عيني علي مايشفي غليلي.
وكنت أشعر بالندم من اختفاء هذه الرسائل واختفاء الفوازير والدراما التاريخية والإنتاج المتنوع الكبير وغيرها من المنتجات الإعلاميه كبرامج الأطفال، وبرامج الدين،والثقافه والمسابقات وغيرها.
وفجأه ودون مقدمات، رأيت إنجازات الوطن علي شاشات (المتحدة)، فتخيلت أنها مرة وعدت، ولكن بالمتابعة وجدتها مستمرة، وبحرفيه ومهنيه ورؤيه.
فماذا وجدت؟:
وجدت حملة إنجازات الوطن على قنوات (المتحدة)، مصورة، متنوعة، حسب المضون، وحسب المكان، فلم تغفل عن محافظة، فكل مواقع الإنجاز مرصودة، في حملة (شكرا لكل إيد بتبني) و(شكرا لكل مصري).
تخطيط (المتحدة) على غير العادة
وهذه الحمله تم التخطيط لها بعنايه على غير عادة (المتحدة)، وقد شمل التخطيط المعمق ذو الأهداف القومية مايلي:
- إطلاق حملة توعيه بإنجازات الوطن بحيث تكون شامله ومتنوعة
- أن تتضمن الحملة رصدا لإنجازات الوطن من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلي غربه.
- أن تمتد الحمله لتشمل كل قطاعات العمل الوطني من إسكان وتعليم وطرق وتطوير عشوائيات وغيرها الكثير.
- أن يكون للحمله شكل فني موحد يبين ضخامة الإنجاز وإتساعه
- أن يكون عرض الإنجاز بإستخدام الدرون في لقطة عالية عامة تتقدم في شكل (زوم) إن لتظهر تفاصيل الإنجاز
- أن تنتهي اللقطه بتكنيك (الديفوكس) لتعطي إيحاءا للمشاهد بأن الإنجاز ضخم ومستمر.
- أن يكون للحمله شعارا موحدا هو (شكرا لكل إيد بتبني).
- أن يكتمل الشعار بتأكيد أن الإنجاز مصري والشراكه مصرية (شكرا لكل مصري).
- أن تبث الحمله في شهر المشاهدة العاليه (رمضان)، وأن تذاع الحملة في أعلي وقت مشاهدة، وهو عقب انتهاء المسلسلات مباشرة.
- أن يعقب تنويهات الحملة لوجو (المتحدة) لإثبات ملكيتها وفكرها ورؤيتها ومساهمتها، فهذا يؤيد فكرة التخطيط المسبق، وجودة العمل مما لزم لوجو الجهه المنتجة.
- أن اختيار لحن مميز أو موسيقي موحدة للحملة جعل من يسمع الموسيقي حتي لو لم يكن أمام التليفزيون يعرف أن حملة الإنجازات تذاع.
ولست أدري هل تذاع الحملة على القنوات الرسمية أم لا؟، ولماذا لم يبادر بها (ماسبيرو)، لأنه دوره باعتباره تليفزيون الدوله وهو إعلام الخدمة العامة.
وهل توقيت البث وشكل الحمله له علاقه بقرب حلف اليمين الدستورية لفترة رئاسسة جديدة؟، أم ماذا يكون هنالك من أهداف أخرى.
حملة (المتحدة) منظمة، ذات رؤية
ومهما كان السبب للحملة ومهما كانت الدوافع، فإن الحملة منظمة، ذات رؤية، ذات أهداف، ذات شكل فني راق، تم بذل مجهود عقلي وبدني فيها كبير، وتؤكد صدق الرؤية التي قدمتها (المتحدة) في موسم رمضان المفعم بالدراما.
ويعد إطلاقها في رمضان، ووسط هذا المارثون الدرامي، وبهذه المرات العديدة من البث عبر قنوات (المتحدة)، وهذا التنوع بين إنجازات الوطن يعد عملا وطنيا اعلاميا ناجحا.
ومرحبا بحملات قوميه قادمه تتناول البشر وطبائعهم، وحملات متخصصه تتناول قطاعات مستقله كالتعليم، والصحة، والإسكان، وغيرها.
وأن تتنافس الشبكات الرسميه والخاصة في إنتاج هذه الحملات لصالح الوطن والمواطن.
ومن هنا لابد لي من القول: برافو المتحده حين انتهجت هذا النهج العلمي في حملاتها ضمن دراما رمضان هذا العام المكدس بالأعمال الدراميا تالتي تتنوع بين التاريخي والاجتماعي والكوميدي والفانتازي.
وظني أن مثل هذه الحملات التي تصب في خدمة الوطن والمواطن، إنما هى بادرة طيبة تعكس رؤية جيدة من جانب القائمين على الشركة المتحدة، كما تعكس تخطيطا سليما.
تحيا مصر.. وتحيا (المتحدة) شركة إعلامية أصبحت تراعي مصلحة الوطن، بعد أن ظلت طويلا غائبة عن دورها المنوط بها في تفعيل دور الإعلام الحقيقي الذي يلبي حاجات المجتمع المصري.