الإعلانات تفسد متعة مشاهدة مسلسل (الحشاشين) !
كتب: أحمد السماحي
من الأعمال المتميزة التى كان ينتظرها الجمهور المصري بلهفة وشغف مسلسل (الحشاشين) تأليف عبدالرحيم كمال، إخراج بيتر ميمي، وبطولة النجم كريم عبدالعزيز، ويشاركه البطولة مجموعة كبيرة من النجوم.
وجاءت الحلقة الأولى التى حملت عنوان (العهد) مبهرة من حيث أماكن التصوير الجديدة تماما على عين المشاهد المصري، والتى سحرتنا جميعا بدقة وروعة تصويرها التى أبدع فيها المخرج بيتر ميمي.
كما تميزت الموسيقى التصويرية التى وضعها الموسيقار والموزع التونسي أمين بوحافة، وتسللت بنعومة وجمال إلى أذن المشاهد، لتستقر في قلبه ووجدانه، هذا فضلا عن روعة الملابس، والأداء، وغيرها من عناصر العمل التى أبهرتنا.
حتى أن البعض تمنى أن يكون العمل ناطق باللغة العربية الفصحى لكي ننافس به أكبر وأهم الأعمال العالمية، التى خلبت من قبل لب الجمهور، خاصة من الشباب.
الإعلانات تفسد متعة المشاهدة
لكن المشكلة التى استفزت الجمهور هى كثرة الإعلانات التي تفسد متعة المشاهدة، وكثرة الإعلانات ليست جديدة، وموجودة منذ سنوات طويلة.
لكنها زادت في السنوات الأخيرة بصورة جعلت الجمهور خاصة من الشباب يهرب ويفر بجلده من مشاهدة الفضائيات إلى المنصات ومواقع الإنترنت التى تعرض المسلسلات بدون إعلانات.
على جانب آخر مازال كثير من الشعب المصري يشاهد الفضائيات للأسف، والحقيقة أن كثير من المسلسلات حلال فيها الإعلانات!، لأنها مسلسلات ثرثرة لاتقدم ولا تؤخر!.
فهى إما أن تتحدث عن موضوعات مستهلكة وقديمة، أو تكرار لأعمال سبق وشاهدنها من قبل مرات عديدة!.
أما الأعمال التى تتحدث عن موضوعات جديدة تعد على أصابع اليد الواحدة، لهذا ما أن يعرف المشاهد المغلوب على أمره بأن هناك عمل يتطرق إلى حقبة زمنية معينة لم يشاهدها، أو موضوع لم تتناوله الدراما من قبل، يقبل عليها بلهفة وشوق.
وهذا ما حدث مع مسلسل (الحشاشين)، الذي يحتاج إلى تركيز شديد في الحوار، لأنه يتحدث عن حقبة تاريخية مهمة، كما أن كثير من أسماء شخصياته تحتاج إلى وقت حتى تعتاد عليها الإذن.
القاعدة العالمية للفواصل الإعلانية
لكن القناة التى تعرض المسلسل، جعلتنا نشعر أننا نشاهد إعلانات وبداخل هذه الإعلانات مسلسل، حيث ضربت القاعدة العالمية للفواصل الإعلانية عرض الحائط!.
والتي تنص على أن تكون لكل ساعة من المادة التلفزيونية 8 دقائق مخصصة للإعلانات، أي لا يزيد حجم المحتوى الإعلاني عن 10 بالمئة من المحتوى الإعلامي.
لكن ما يحدث العكس تماما فلكل 52 دقيقة من الإعلانات 8 دقائق فقط للمسلسل، وأصبحت الإعلانات التلفزيونية على أغلبية المحطات كالمسلسلات، يشتد فيها التنافس خلال شهر رمضان لأنه الموسم الأغنى والذي تكثر فيه متابعة الأعمال.
وفي رمضان هذا العام استطاعت شركات الإعلانات أن تستقطب كل نجوم مصر ليكونوا واجهة إعلامية لهم، فاختلط الحابل بالنابل، وتاه الجمهور، ولم يعد يفرق بين الإعلان والمسلسل.
ما يحيرنا أن مشكلة الإعلانات، مشكلة أزلية، وسبق وطلب كثير من المشاهدين وأساتذة الإعلام تقنينها داخل العمل الفني، إما قبل بداية المسلسل أو في نهايته، لكن لا حياة لمن تنادي!، ولا احترام للعمل الفني ولا للمشاهد!.
ونتمنى من القناة التى تعرض مسلسل (الحشاشين) رأفة بكبار السن، واحتراما لمؤلف، ومخرج وأبطال المسلسل، والمجهود المبذول فيه أن تقنن الإعلانات.
لأن هذا حرام حقا، فكلما نحاول أن نتوحد ونعيش مع شخصيات المسلسل خلال الخمس دقائق التى تعرض، نجد بعدها عشر دقائق إعلانات!
الحشاشين وعهد حسن الصباح
كشفت الحلقة الأولى والتى حملت عنوان (العهد) عن طفولة (حسن الصباح) وتميزه بقوة خارقة، وهى قراءة وجوه البشر ومعرفة أسرارهم.
هذه القوة الخارقة التى أغضبت زملائه منه، وجعلتهم يتربصوا له حتى حاولوا أن يقتلوه، ولكنه هرب منهم، ووقع في بئر، وظهرت سيدة ساحرة، قامت بإنقاذه، ورجع لمنزله بعد أن سحرته.
وبعد عشر سنوات كبر حسن الصباح، وأصبح شاب، وتعاهد مع أصدقائه (عمر الخيام، وأبوعلي الطوسي) على مساعدة بعضهم البعض، في حال نجاح أحدهم في حياته وتوليه منصباً رفيعاً.
مسلسل (الحشاشين) تأليف عبد الرحيم كمال، وإخراج بيتر ميمى، وإنتاج شركة سينرجى، وبطولة كوكبة كبيرة من النجوم منهم (كريم عبد العزيز، فتحى عبد الوهاب، نيقولا معوض) وغيرهم من النجوم من مختلف الأجيال.
و ميرنا نور الدين، أحمد عيد، إسلام جمال، محمد رضوان، سامى الشيخ، عمر الشناوى، نور إيهاب، سوزان نجم الدين، ياسر علي ماهر، بسنت أبو باشا) وعدد كبير من الفنانين، وضيوف الشرف.