يقلم: محمد شمروخ
(رجل اسمه عباس، المراكبي، محاكمة على بابا، الوزير جاى، مبروك وبلبل، أيوب)، بحانب سهرات ومسلسلات وبرامج لا تمل من مشاهدتها، كل هذا ستجده على شاشات (قنوات المظاليم).
فكما أطلق الأستاذ الراحل نجيب المستكاوي فيلسوف الصحافة الرياضية – رحمه الله عل دورى فرق الدرجة الثانية لكرة القدم (دورى المظاليم) يمكننا أن نستعير الوصف نفسه على القنوات التلفزيونية الإقليمي)، والظلم أيضاً كان واقعاً من قوى ثلاثية (الدولة – الجمهور- النقاد).
ولا أدرى ما هى الأسباب التى تقف ضد عودة القنوات الإقليمية (قنوات المظاليم) لسابق عهدها، عندما كانت تنافس القنوات العامة في برامجها والمواد الدرامية التى تنتقيها لتعرض على شاشاتها.
خلال ليلة واحدة تنقلت بين عدة قنوات منها فلم أجد مبرراً لتجاهلها، بل استوقفني أكثر من مرة عرض فيلم من تلك الأفلام التى كان ينتجها التلفزيون المصري أو برامج من أرشيف التلفزيون المصري، أو حلقة من مسلسل أو سهرة درامية.
وكلها تركت علامات في تاريخ الدراما التلفزيونية حتى كانت يوماً تنافس الأفلام السينمائية التى تنتجها كبرى شركات الإنتاج المتخصصة في السينما.
هذا بجانب عرضها المواد الإعلامية والدرامية المنتجة في وقت قريب في آواخر عهد الإنتاج (الحكومي).
وهى بلا جدال تشكل ثروة هائلة لم يزل التلفزيون المصري يمتاز بها وستظل مؤثرة لأجيال عديدة لن تملها مهماً بلغ تكرارها!
وعرض هذ عن النوعية وحدها يكفى لأن تظل هذه القنوات باقية ذات زخم كبير وقادرة على المنافسة ولها جماهيريها التى تتابعها سواء على المستويات الإقليمية أو العامة.
(قنوات المظاليم) مرهقة منهكة شاحبة
لكن مع ذلك بدت (قنوات المظاليم) مرهقة منهكة شاحبة، كأنما تنازع الفناء!
يبدو ذلك جليا في الفتور والإحباط الذي يبدو على أطقم مذيعيها في برامجهم فأنت تراهم وكأنهم يصارعون اليأس او يشتركون في مسابقة بلا جوائز ولا هدف أو غاية أو حتى مبرر لهذه المسابقة.
ولا أدرى ما هى الأسباب التى تقف ضد عودة القنوات الإقليمية لسابق عهدها عندما كانت تنافس القنوات العامة في برامجها والمواد الدرامية التى تنتقيها لتعرض على شاشاتها.
فالواضح أنه لا رغبة ولا إرادة لدى الأجهزة المشرفة على الإعلام الإقليمي التليفزيونى على أن تجذب هذه القنوات مشاهدين بل يبدو أنهم (مبسوطين) بأن أجهزة الريموت تتجاهل هذه القنوات وتمر عليها مرور الكرام ويندر ان توضع في قوائم المفضلات على أجهزة الاستقبال.
لكن في ظل قنوات أخرى تكاد تكون مجهولة الهوية، إلا أنها تحقق مشاهدات عالية لمجرد عرض أفلام سينمائية مصرية، ومع ذلك لا نجد تلك النسبة في القنوات الإقليمية حتى لو عرضت أفلاما أكثر.
مع الأخذ في الاعتبار أنها ستعرض بدون انقطاع إعلانى لانعدام الإعلانات في تلك القنوات الإقليمية، لأسباب غير معلومة بل غير معقولة، حيث إن انصراف وكالات الإعلانات عن تقديم إعلاناتها للتلفزيون المصري عامة والإقليمية خاصة، أمر يدعو للريبة، مع اتساع سوق الإعلانات من كل الفئات.
غير أن تجفيف منابع التمويل للتليفزيون ومعه جميع المؤسسات الصحفية القومية والتى تراجع نشاطها الإعلانى بشكل مريب جداً وكأنه أمر مخطط بفعل فاعل!
خطة لتنشيط (قنوات المظاليم)
والحقيقة التى يتجاهلها الجميع أنه يمكن بكل سهولة وضع خطة لتنشيط (قنوات المظاليم)، فلو حدث وناقشت كل قناة أو عرضت لأشكال الحياة – ولو بدون إثارة حول أي من السلبيات – فسوف تحقق متابعات ومشاهدات وتجذب الجماهير من جديد ويعود لها الزخم القديم.
فلا برامج جماهيرية وكأنه محرم على طواقم قنوات التلفزيون التابع للدولة أن تتصل اتصالا مباشرا بالجماهير!
فلماذا لا يسمح مثلا بعمل برامج مسابقات مثلا يمكن ان تجذب المشاهدين خاصة أن نوعية هذه البرامج بطبيعتها جاذبة ذلت زخم.
فلا تركيز على الحياة الاجتماعية التى تشكل الملامح الخاصة للمجتمعات الإقليمية، وهى المفترض أن من أجلها ام إنشاء هذه القنوات، وعندما نجحت في ذلك الى حد كبير، نالت احترام وتقدير المجتمع المحيط بها.
كما أن الأقاليم المصرية مفعمة بمواد حية لا حصر لها وكذلك بمواد تراثية تصلح أن تعيد النشاط إليها، فقط لو توافرت الإرادة لإعادة الحياة إليها، بدلاً كن هذا الحصار الروتيني الذي يعمل على ترسيخ الإحباط لدى العاملين فيها ويقتل روح الإبداع والتجديد فيها.
هذا لو كان ثمة إرادة، ولكن مع الأسف فإن قواعد اللغه العربية تؤكد لنا أن (لو) حرف شرط غير جازم مبنية على السكون وهى حرف امتناع لامتناع.. ولا محل له من الإعراب!