بقلم: محمد حبوشة
توفي، صباح اليوم الاثنين، الممثل المصري (جميل برسوم)، بعد صراع مع المرض، عن همر يناهز الـ 70 عاماً. وأعلن مدير المركز الكاثوليكي للسينما، بطرس دانيال، عبر منشور على (فيسبوك)، وفاة برسوم، واصفاً الفنان بـ (الرائع والخلوق والمتواضع، الذي أثرى الساحة الفنية بأعماله الراقية، وأمتع الجماهير بتمثيله الاستثنائي).
تأتي وفاة (جميل برسوم) بعد أيام من تكريمه في مهرجان المركز الكاثوليكي للسينما، في دورته الـ72، الجمعة الماضي، وكان برسوم قد قال، في تصريحات بعد التكريم: (سعيد بالتكريم، رغم أنه تأخر سنتين تلاتة.. خايف أموت وما اتكرمش).
وفي مناسبة رحيله نحلل شخصيته الفنية والإنسانية على النحو التالي: يقول الخبراء عن فن التمثيل والممثل، أن الشخصية المسرحية لا تتمثل بسهولة بل هى تكاد تأكل شخصية الممثل بأن تحطمها وتفتتها على مهل لتحل محلها، إنها تتسرب عبر الصوت والعينين والأعصاب والجسد، تماما كما في حالة الفنان القدير (جميل برسوم).
إن فن المسرح هو بالدرجة الأولى فن التمثيل الذي برع فيه جميل برسوم في بداية حياته؛ فعلى الخشبة تكون قضية الممثل أي الممارسة العملية التي تتم على الخشبة، وهى ليست من فعل الكاتب، أو من فعل المخرج، وإنما تعتمد على فعل الممثل؛ لأنه العنصر الوحيد الذي يقابل الجمهور ويواجهه.
هنا نجد أن صلة المؤلف أو المخرج تضعف على الخشبة ويبقى الممثل (جميل برسوم) وحده مواجها الجمهور، وجوده وجود مباشر، وحضوره حضور حي بهيئته الجسدية، وينوب عن المؤلف لأنه ينطق بكلماته، وكذلك ينوب عن المخرج لأنه يجسد التفسير الدرامي الذي يطرحه المخرج على الخشبة.
الممثل (جميل برسوم) إذن هو السيد على الخشبة، وهو من يخلق الشخصية برمتها، كما يقول (جون جولسورذي) في وصفه للممثل المسرحي: (إن خلق الشخصية مسألة غامضة، بل لعلها أشد غموضا عند الشخصية الذي يخلقها منها عند أولئك الذي يبتسمون أو يكتئبون وهم يشاهدون خلق الشخصية؛ فهي عملية لا ضابط لها ولا مرجع نرجع فيها إليه). ومن هنا تبرز تلك الأسئلة: هل الممثل مجرد شخص يتظاهر بأنه شخصية أخرى؟ وهل هو ذلك العصابي المريض الذي يخفي خلف براعته في تقمص الشخصيات المختلفة، ويقدم أشكالا هستيرية كامنة وجدت تعريفها الآمن فوق خشبة المسرح وأمام الجمهور؟، أم هو على العكس، فنان واع يعزف بمهارة نوع المشاعر المركبة على أوتار أعصابنا المشدودة دون أن يحس؟ ولو بظل من تلك المشاعر؟
فن الممثل وأدائه
ضيفنا في باب (بروفايل) لهذا الأسبوع الفنان والممثل المسرحي القدير (جميل برسوم)، يجيب على تلك الأسئلة من خلال أدائه العذب الذي انعكس على المسرح وشاشة التلفزيون بفعل درامي شديد الخصوصية، فقد أثبت على مدار رحلته الطويلة – على الرغم من عدم قيامه ببطولة مطلقة – أن فن التمثيل بالعرض والتحليل لا يمكن أن يبدأ إلا مما ينطوي عليه فن الممثل وأدائه من إشكاليات ومفاهيم هى ما جعل منه موضوعا ممتعا وسهلا.
وأكد (جميل برسوم) بلغة جسده وطريقته في تقمص الشخصيات إن النص المطبوع ليس سوى مدخل أو إشارة إلى نص منطوق ومتحرك، نص حي، شخوصه التي نراها دائما ونشعر بأنفاسها وآلامها وتسري في جوارحنا دمعتها وضحكاتها.
ومن خلال متابعتي لأداء (جميل برسوم) على خشبة المسرح أو شاشتي السينما والتلفزيون لاحظت أنه يعى جيدا أن كلا من الممثل والمتفرج هو ما يجعل من الدراما مسرحا أي فنا جماهيريا لا مجرد أدب مقروء مقصور على فئة معينة من الناس؛ بل كمفهوم يتضمن شيئا سحريا شديد العمومية والمثالية أيضا.
مما ينجم عن المشاركة المتمركزة حول تجسيد الصورة الخيالية، أو مشاركة طقوسية من أجل إحياء ذكرى أو تكريس فعل معين يجعلنا نندمج في فكرة واحدة وجسد واحد يجمعها في تلك اللحظة وجود (جميل برسوم) الممثل محورا للتركيز والاهتمام.
فنان المسرح ووسائطه التقنية
يقول (أجوستو بوال): المسرحاتية هى تلك القدرة على تلك الخاصية الإنسانية التي تسمح للإنسان بمراقبة نفسه في أثناء قيامه بفعل ما، أو بنشاط ما؛ وهى بالتحديد ما يجعل من المسرح عند (جميل برسوم) مسرحا، فالازدواجية المسرحية تنشأ بمجرد استخدام فنان المسرح وسائط تقنية مادية لتجسيد النص الدرامي المطبوع.
المسرحاتية أيضا هى التعبير عن المفارقة التي تنشأ بفعل الأداء الدرامي في مقابل القراءة، فالنص المكتوب لا يكون في الواقع إلا خطابا مغلقا، لا تفصح عنه الحروف والكلمات المنظومة شعرا أو نثرا؛ تلك التي قد لا تكون إلا رموزا أو مفاتيح سرية يكشف من خلالها يثبت (جميل برسوم) لكل قارئ على حدة ما وراءها من صور أو عوالم خيالية لا نهائية تتراءي على جدران وحدته وصمته في تقليبه للكتاب المطبوع.
ولكن على حس تمائم كما يحدث في الأحلام بتعبير (ستانسلافسكي)؛ في حين أن هذه الكلمات نفسها تصبح عالما محسوسا لدى (جميل) بمجرد تجسيدها داخل إطار مشهدي سينموغرافي، يضعه مخرج بواسطة الممثلين؛ فتكون طريقة التأويل مقبولة من خلال أفعال الممثلين ومعبرة عما يحتويه النص من معان باطنة وإشارات خفية تفسر لنا التفاصيل والسلوكيات.
إن مسألة خلق الشخصية المسرحية هى مسألة غامضة بالنسبة للمؤلف، وهى في نفس الوقت غامضة وأحيانا أكثر غموضا للممثل الذي عليه تمثيلها؛ لذلك فهو يستعين بثقافته وتجاربه بمساعدة ثقافة وتجربة المخرج.
ولأن (جميل برسوم) يتقن أداءه بشكل تلقائي وعفوي، فتزدوج شخصيته بالشخصية الأدائية يؤثر في جمهوره تأثيرا مباشرا، وإن أداء كممثل له من الأسس والقواعد التي تجعل منه فن وليس تقليدا أو نسخًا للواقع المعاش؛ أي أنه فن يرتبط بالفكر والهدف المراد تجسيده وطرحه على الخشبة، في إطار فني ممتع هو أداء الممثل، الذي يعتبر عنصرا أساسيا في خلقه، وليس مجرد حركات أو إشارات لتسلية الجمهور وإضحاكه بدون هدف.
أدواته تتسم بالجدية
لقد أدرك (جميل برسوم) منذ بدايته على خشبة المسرح أنه على الممثل إذا أراد أن يعبر بشكل علمي وفني يتفق مع طبيعة العلوم والفنون، أن يدرك أدوات مهنته وجميع متعلقاتها التي تتيح له عملا ناجحا يتسم بالجدية؛ لهذا يفترض في الممثل أن يكون مثقفا واعيا متشبعا بمدارس المسرح المختلفة.
وأن تكون لديه معرفة عملية أساسها الاحتكاك والممارسة والتجريب، لذا يعتقد (جميل برسوم) أن مهنة الممثل ليست بسيطة وسهلة، بل يدرك أن حياة الممثل تختلف عن حياة أصحاب المهن الأخرى؛ لأنها تتعلق بالظروف وبساعات التمرين الطوال.
فالممثل كما في ذهن (جميل برسوم) من أجل أن يكون مقنعا وناجحا على الخشبة فهو يضحي بالكثير، أحيانا يستلزم حضوره التجارب والتمارين أيام العطل والإجازات، وتحمله لبعض الملاحظات التي أحيانا تكون لاذعة أثناء التمارين، وهذا يجعل منه أكثر إصرارا وتصميما ليقدم أفضل ما لديه لإنجاح عرضه، وأن عليه كممثل لكي يكون عظيما أن يكون قادرا على التعبير كيفما شاء عن مشاعر لا يحسها فعلا بكل أحاسيسه ومشاعره.
عبر رحلته الطويلة في عالم التمثيل أكد (جميل برسوم) أن التمثيل هو فعل معرفة مستمر، وهو الطريقة إلى دخول العالم الداخلي للإنسان وتعريته والكشف عن خباياه الدفينة، وخاصة الخبايا التي لا يستطيع الفرد الإقرار بها حتى أمام نفسه.
إضافة إلى أن التمثيل هو فعل الحرية والتحرر بالمعني السيكولوجي؛ سواء تعلق الأمر بالممارسة ذاتها أي العرض، أو النتيجة التي تصل إليها أي التطهير، إن العنصر المشترك بين الممارسات والمشاركات المسرحية هو تكرار (لا شيىء) يأتي من عدم، وهذه قاعدة تقوم عليها ظاهرة العرض أو الاستعراض والفرجة.
فن جماعي مشترك
يعتقد (جميل برسوم) أن فن التمثيل هو فن جماعي يشترك في العمل على إبرازه الكاتب والأديب والمخرج والممثل وواضع الموسيقى ومهندس الديكور والفنان التشكيلي وعامل الإضاءة نومن خلال هذه الأعمال مجتمعة يتكون فن التمثيل يحمل في طياته تعاليم وثقافة كل من اشترك في تكوينه واتجاهاتهم،.
وعلى ذلك فالنتيجة التي يخرج بها المتفرج من المسرح نتيجة حتمية لمجموعة أحداث مصورة في إطار فني تشكيلي هندسي يمس بالعرض المسرحي أو الفن التمثيلي، ويحتاج فن التمثيل إلى مناخ صحي حتى يقوم برسالته على أتم وجه.
وهذا المناخ من وجهة نظره لا يتوفر إذا لم يكن هناك (جو خشبة المسرح) الذي يساعد المخرج والممثل وكل المشتركين في العمل المسرحي على المضي في تأدية رسالتهم من أجل الحقيقة والفن.
وجو خشبة المسرح من وجهة نظر (جميل برسوم) ليس قاصرا على الفنانين والفنيين المشتركين في العمل، بل أيضا على المتفرج وبجو خشبة المسرح يجب أن يعمل باجتهاد على الاحتفاظ بعين المتفرج وذهنه، حتى لا ينصرف إلى شيء آخر يكون من شأنه أن يبعده أو يساعد على إبعاده عن أحداث المسرحية وجوها.
وللوصول إلى جو خشبة المسرح يجب أن يجتمع كل ألوان التكوين المسرحي أو الفن التمثيلي لنقل شيئا واحدا وتكوين جو واحد لا يتعارض مع بعضه البعض، حسب ما يقتضيه النص المسرحي مما يعطى القوة للممثل على التعبير ونقل الهدف لآذان المتفرجين.
سمير العصفوري ومسرح الطليعة
(جميل برسوم) دائما ما كانت مشاهده قليلة وتعد على أصابع اليد الواحدة، ولكن ظهوره دائما ما كان كافيا للتأكيد على أنه فنان قدير وموهوب بحق فهو الابن البار لمسرح الطليعة في عصره الذهبي خلال عهد العبقري (سمير العصفوري)، كما أنه يتمتع بثقافة واسعة كواحد من أبناء جيل حفر في الصخر.
ومع ذلك لم ينل ما يستحقه من شهرة ونجومية، فمع كل دور يجسده يستطيع أن يضع البصمة التي لا تمحى، ويترك الأثر الذي لا ينسى، كما فعل في دور الصيدلي (فيكتور) في فيلم (ولاد العم)، وعبد الحميد رجب البيومي، والد صافي سليم، وقاتلها في مسلسل (أهل كايرو).
رغم مسيرة (جميل برسوم) الفنية التي ما زالت مستمرة حتي يومنا هذا منذ حقبة السبعينات واستضافته في عدد من البرامج التلفزيونية واللقاءات الصحفية الا إنه لم ينشر أي شئ يتعلق بيوم ميلاده وحياته الشخصية، ولكن بحسب أحاديثه المتناثرة أنه من مواليد محافظة البحيرة.
وتربي في مدارسها التي كانت تهتم بالمسرح المدرسي، وقت أن كان (وجيه أباظة) محافظا يهتم بالفن والفنانين، ومن حسن حظه أن كان مفتش المسرح – آنذك – عملاق المسرح الراحل (أحمد عبد الحليم).
بعد أن أنهى دراسته الثانوية التحق (جميل برسوم) بالمعهد العالي للزراعة في محافظة البحيرة مكان نشأته، لكنه تركه في السنة الثانية وقام بتحويل أوراقه للمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج منه عام 1973.
وقد ذكر سابقا في أحد الحوارات أنه خلال دراسته كان ينفذ هو وزملاؤه في المعهد المسرحي مشروعات التخرج فى المسرح القومى، وقد شاهد أداءه المخرج الكبير (سمير العصفورى) الذى كان آنذاك مدير مسرح الطليعة، فطلب منه أن ينهى دراسته ثم يعمل معه فى المسرح، وبالفعل كانت بدايته على مسرح الطليعة الذى قدم فيه أول أعماله من خلال مسرحية (هنرى الرابع)، وكذاك مسرحية (الناس في طيبة طيبون).
كانت بداياته مع أول أعماله السينمائية فكانت فيلم (85 جنايات) أمام حسين فهمي ورغدة عام 1993، وشارك في أفلام (الجزيرة 2، الفيل الازرق، من 30 سنة، علي معزة وإبراهيم، اشتباك، الكنز، قبل الأربعين، بالإضافة إلى مشاركاته في عدد من الأفلام الدينية.
رصيده الفني يصل لـ 90 عملا
وتوالت أعماله الفنية حتي يومنا هذا ليصل رصيد (جميل برسوم) الفني إلى ما يقارب الـ 90 عملا، شارك من خلالها في عدد من المسلسلات التلفزيونية ومنها (من خلال مشاركته في مسلسل (أنهار الملح) عام 1977 مع أحمد ذكي وسميحة أيوب، رحلة أبو الوفا، أبناء دهشان، آوان الورد، مسيو رمضان أبو العلمين حمودة، الشحرورة، آسيا، ساحرة الجنوب، الحصان الأسود، طايع، الأب الروحي..
طايع، فلانتينو، رانيا وسكينة، الجسر، الطاووس، حكايتي، ختم النمر، أولاد عابد)، وعلي خشبة المسرح شارك في مسرحية (هاملت، العمر لحظة، سحلب) بالإضافة إلى مسرحيات كثيرة على مسرح الطليعة قام بالتمثيل والإخراج فيها، ولكن لم يكتب لها أن تظهر للجمهور.
يذكر أن الفنان (جميل برسوم) تأخرت نجوميته بسبب انشغاله بالمسرح فقد قدم للسينما والتلفزيون في الفترة ما بين بداية السبعينات وحتي عام 2009 مايقارب الخمسة عشر فيلما ومسلسل فقط، ولكن بعد ظهوره المتميز في فيلم (ولاد العم) مع المخرج شريف عرفة أصبح محط أنظار جميع المخرجين والنقاد، فلم يأتي عام بعد ذلك إلا وقد تواجد فيه بعمل أو اثنين أو أكثر ليثبت أن النجومية والشهرة ليس لها عمر.
شهرة (جميل برسوم) جاءت من دوره (والد صافي) في مسلسل (أهل كايرو) الذي أحدث ضجة في عام عرضه كأي مسلسل يبدأ بجريمة قتل، فيظل المشاهدون طوال حلقاته في شغف وفضول لمعرفة من القاتل، وسواء تم إسناد دور القاتل إلى (برسوم) أم لا، فأن أداؤه الرائع في هذا المسلسل كان مفتاح الدخول لقلوب العديد من المصريين.
كما أضفى اكتشاف المشاهدين أنه القاتل في نهاية المسلسل إلى أدائه المزيد من الأهمية والتعقيد وتركه مشهورا في أذهان الناس باسم (أبو صافي).
الأب عبد المسيح الحبشي
هناك جانب من حياة (جميل برسوم) الفنية لا يعرفه الكثير من الجمهور ربما يعرفها بعض من الجمهور القبطي، حيث إنه يعد من أشهر الممثلين الذين شاركوا في العديد من الأفلام الدينية التي تقوم بإنتاجها جهات دينية كالكنيسة وربما يعتبر أشهر فيلم له في هذا المجال هو فيلم (الحبشي) الذي يحكي سيرة الأب عبد المسيح الحبشي.
إذا أردنا تأريخ حياة (جميل برسوم) الفنية، يمكننا أن نقسمها إلى مرحلتين، ما قبل (أهل كايرو) ومرحلة ما بعد (أهل كايرو)، ففي الأولى، شارك (برسوم) في بعض الأعمال التلفزيونية أشهرها مسلسل (آوان الورد) عام 2000 وأعمال سينمائية أهمها (ولاد العم) في 2009.
وفي مرحلة ما بعد (أهل كايرو) شارك برسوم في مسلسل (الشحرورة ومسلسل الهروب ورمضان أبو العلمين و9 جامعة الدول وآسيا ونيران صديقة وفرعون وبدون ذكر أسماء وطرف تالت، ومسلسل دهشة)، الأمر الذي يجعلنا بغنى عن عملية حسابية لنعرف كم أثر دوره في مسلسل (أهل كايرو) على حياته الفنية، ثم قام بعمل أكثر من عمل سينمائي أبرزها فيلم (الفيل الأزرق 2014).
أشهر أقوال جميل برسوم:
** أقوم بتخيل الشخصية أولا وإذا وافقت خيالي أقوم بالتحضير لها على مختلف الأوجه والجوانب الداخلية الخارجية لها.
** بفضل تبنى المخرج سمير العصفورى لموهبتي بدأ مخرجو الدراما التليفزيونية فى الالتفات إلى موهبتي.
** حبيت دور (زهير) في (المداح 2) لأنه جديد بالنسبة لي نظرا لتحدثه عن الجن والعفاريت.
** أنصح هلال بالاكتفاء بما قدمه في (المداح) حتى لا يتحول السحر على الساحر.
** أرغب في تقديم شخصية تاريخية، لكن شريطة أن يكون الدور مناسبا لي ويلعب دورا محوريا في الأحداث.
** محمد نوح أخي وجاري وحبيب وهو الذي شجعني على التمثيل حين وصلنا للقاهرة سويا وشاركني في مسرحية (سحلب) على مسرح النهار.
** بعد قيامي بدور (البارون) في مسلسل (حكايتي) جائتني سيدة لتقول لي: تمنيت أن يكون لأولادي جد مثلك في شخصية (البارون).
كعادته وبمشاهد قليلة وضع الفنان الكبير الراحل (جميل برسوم) بصمته في أي عمل فني يشارك فيه أخرها إتقانه دور رجل الدين المسيحي (زهير) الذي يقابل حمادة هلال في مسلسل (المداح 2) خلال رحلة البحث عن ذاته.
وقد قام بأداء سحري في هذا المسلسل الذي يهتم بأجواء الصوفية وعالم الجن والعفاريت، التي أثبتت أنه ممثل من طراز رفيع ويستحق أن تسند إليه أدوار أكبر تليق بموهبته وخبرته الطويلة في عالم المسرح الذي يعشقه حتى الآن.
فتحية تقدير واحترام والسلام لروح هذا الفنان القدير الذي أمتعنا بأدواره على جناح الشر تارة، وتارة أخرى في دور الأب الندل النهم للمال، ما ينعكس على أولاده جراء ارتكابه أبشع الجرائم تماما كما كان في مسلسله (أولاد عابد)، فضلا عن براعته في تجسيد أدواره المسرح والسينما والتلفزيون.