(الكويت).. الحضن الدافئ لنجوم الأغنية المصرية (3/3)
* الشيخ عبدالله الصباح يستعين بفرقة الموسيقار المصري أحمد علي وزوجته (بديعة صادق) لتطوير فرقة الإذاعة الكويتية
* إذاعة الكويت تمتلك كنوزا غنائية مصرية غير موجودة لدى الإذاعة المصرية
* الموسيقار عمار الشريعي قدم مع عبدالله الرويشد عدة تجارب غنائية عاطفية رائعة
* أنغام تقدم أول ألبوماتها الخليجية ببصمة كويتية، ونادية مصطفى تغني اللهجة الكويتية عن طريق العاطفة
* الليلة المحمدية صنعت نجومية عبدالله الرويشد على مستوى مصر والعالم العربي
كتب: أحمد السماحي
كانت (الكويت) وما تزال الحضن الدافئ الذي يشعر فيه الفنانون المصريون بالأمان، فيقدمون إبداعاتهم، ويتنافسون لتقديم الأفضل والمتميز، استعرضنا خلال الحلقتين الماضيتين رحلة الأغنية المصرية مع (الكويت).
وفي الحلقة الأخيرة نواصل تكملة الرحلة التى تثبت قوة العلاقات المصرية الكويتية
على مدى كل الفترات الماضية والحاضرة، وبإذن الله القادمة.
في نهاية الخمسينات حضر ولى عهد (الكويت) الشيخ (عبد الله الصباح) إلى مصر، وأقيمت حفله غنائية في قصره بالقاهرة، أحيتها من بين الذين أحيوا الليلة، مطربة الإذاعة المصرية (بديعة صادق) وكان معها الفرقة الموسيقية التى يقودها زوجها الموسيقار (أحمد على).
وبعد انتهاء الفرقة الموسيقية من تقديم فقراتها، نالت إعجاب الشيخ (عبدالله) وطلب أن تحضر هذه الفرقة إلى (الكويت) لأنهم بصدد إنشاء فرقة موسيقية لإذاعة الكويت، وتطوير المجال الإعلامي والموسيقى والفن في (الكويت).
وبالفعل سافر الموسيقار (أحمد علي) عام 1961 هو ومجموعة من الموسقيين المصريين إلى الكويت واستقروا هناك.
أحمد علي وبديعة صادق
في هذه الفترة قدمت (بديعة صادق) لإذاعة (الكويت) العديد من الدرر الخالدة مثل غنائها لدور (سلو الكاعب الحسناء) كتب هذا العمل شاعر الكويت الكبير (أحمد مشارى العدوانى)، ألحان أحمد الزنجبارى، توزيع أحمد على.
وغنت أيضا أوبريت (عاشقة الليل) وهو أول أوبريت غنائى إذاعى كويتى مستوحى من قصه شهيدة العشق الإلهي رابعة العدوية.
كتب كلمات الاغانى (فواز شعار)، ألحان (عبد الحميد السيد، ويوسف المهنا)، توزيع أحمد على، الموسيقى التصويريه إبراهيم حجاج، إخراج خالد الرندي.
كما قدمت بديعة صادق العديد من الأعمال الغنائية التى ما زالت إذاعة (الكويت) تذيعها بانتظام.
إذاعة (الكويت) وكنوز مصرية
مع بداية الستينات وهى الفترة التي يعتبرها الكثيرون الفترة الذهبية للإبداع الكويتي، وللتلاحم بين فناني (الكويت) وأشقائهم العرب، قامت إذاعة الكويت بتقديم تجربة لم يتوقف عندها أحد.
حيث استعانت بمجموعة كبيرة من المطربيين المصريين في هذا الوقت لتسجيل أغنيات خاصة بها من إنتاجها، وتقديمها للمستمع الكويتي.
وكانت هذه الأغنيات لكبار نجوم الأغنية المصرية من شعراء وملحنيين ومطربيين مثل (ليلى مراد، شادية، فايزة أحمد، نجاة، نازك، نور الهدى، محمد عبدالمطلب،شريفة فاضل، نجاح سلام، عادل مأمون، هدى سلطان، هدى زايد، محرم فؤاد.
ومها صبري، ماهر العطار، إسماعيل شبانه، محمد قنديل، عبداللطيف التلباني، ليلى جمال، كمال حسني، كارم محمود وغيرهم من الأصوات المصرية.
ولحن أغنيات هؤلاء المطربيين مجموعة من أساطين النغم منهم (كمال الطويل، محمد الموجي، بليغ حمدي، محمد ضياء الدين، عبدالعظيم محمد، رؤوف ذهني، عزالدين حسني، سيد مكاوي، سيد إسماعيل وغيرهم.
وبعض من هذه الأعمال تلاقى فيها الصوت المصري مع بعض شعراء وملحني (الكويت)، وهذه الأعمال الرائعة للأسف لا تذاع في مصر، ومجهولة بالنسبة للشعب المصري!
قصة حياة العندليب الأسمر
لم تكتف الإذاعة الكويتية بالأغاني فقط، ولكنها قامت بتسجيل مجموعة كبيرة من الأعمال الدرامية التى قام بها نجوم مصريين لحسابها الخاص، لعل أشهرها قصة حياة العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ .
والتى قدمتها فى حلقات بعد وفاته مباشرة، من تأليف السيد الشوربجي، وإخرج مهند الأنصاري، وكانت بعنوان (مشوار المجد والعذاب)، وقام ببطولة الحلقات (زبيدة ثروت، سمير حسني، كريمة مختار) وغيرهم.
الشريعي وعبد الله الرويشد
لايمكن ونحن نتحدث عن الأعمال المصرية الكويتية أن ننسى تجربة الموسيقار العبقري عمار الشريعي مع الصوت الرائع عبدالله الرويشد في بداية الثمانينات.
حيث قدما هذا الثنائي المدهش عدة أعمال غنائية مهمة للغاية منها (استحملك) كلمات المبدع بدر بورسلي والتى يقول مطلعها:
أستحملك تعاند ويغريك الغرور، وأدللك
لأن غرورك له طعم، لأن عنادك له طعم
تأخذني بالطبع العنيد تأخذني
تآمر وأقولك يا نعم
كما قدم (الشريعي والرويشد) قنبلة غنائية أخرى من خلال رائعتهما (مسحور) كلمات بدر بورسلي، والتى يقول مطلعها:
وأنتي بعيونك لي وطن
وأنتي المكان وانتي الزمن
الي أحس فيه بالأمان
وينك ياعمـري من زمان
عزفي وانا اللحن المثير
نادي على دربك أسير
مسحور أمنا ..
أنغام .. شكرا
مع نهاية الثمانينات قدمت صوت مصر المطربة (أنغام) التى كانت في هذا الوقت في بداية مشوارها الفني، وفي فجر صباها ألبوما كاملا باللهجة الكويتية بعنوان (شكرا)، كلمات ساهر، أحمد الشرقاوي، جميل عاطف، وألحان سليمان الملا.
وتوزيع (محمد علي سليمان، طارق عاكف)، تتضمن الألبوم، ستة أغنيات هي (شكرا، سيد الأدلة، الغيرة، إستحالة، يا ويلي، يا قلبي لا تحزن).
نادية مصطفى.. بكل لغات العالم
في نفس هذه الفترة، وهى نهاية الثمانينات قدمت المطربة الكبيرة نادية مصطفى أغنية عاطفية كويتية رائعة بعنوان (بكل لغات العالم) كلمات أحمد الشرقاوي، ألحان يوسف المهنا.
ومن شدة حب نادية مصطفى لهذه الأغنية جعلتها عنوانا لألبومها، ويقول مطلع الأغنية:
بكل لغات العالم حبيتك والله العالم
كل الناس عندي بصوب، وانت لوحدك عالم
لو كان حبي مطر، روى الصحارى كلها
لو كان شوقي شجر، غطى القناطر ظلها
الليلة المحمدية واللهم لا أعتراض
على مدى الأيام والسنين تثبت العلاقات المصرية الكويتية قوتها، فإبان العدوان الذى تعرضت له الكويت على يد نظام الرئيس العراقي صدام حسين.
يومها أكدت مصر رفضها للعدوان ووقوفها إلى جانب حق (الكويت)، بل ودفاعها كشريك في حرب تحرير الكويت، وأثناء فترة الاحتلال عام 1990 احتضنت مصر الشعب الكويتي.
وفتحت قلبها لكل ما هو كويتي، وأثناء ذلك صادف احتفال مصر بمولد الرسول عليه السلام، فشاركت الفنانة الكويتية الكبيرة (سعاد العبد الله) والمطرب عبدالله الرويشد زملائهم الفنانيين المصريين في تقديم أوبريت (الليلة المحمدية السادسة) إخراج المبدع جلال الشرقاوي.
وفي هذا الأوبريت غنى عبدالله الرويشد، واحدة من أهم وأجمل أغنياته الخالدة التى هزت الوجدان المصري والعربي وأبكت الجميع وهي (اللهم ما لا إعتراض)، كلمات عبدالرحمن الأبنودي، وألحان جمال سلامه، والتى يقول في جزء منها:
الباطل الواضح في مسلمين تابعاه
على دمي ماشيه وراه
سامحني يا الله وهاوديني يا آه
أنا في واد يا ربي وبلادي في واد
أنا في واد يا ربي وولادي في واد
هذه الأغنية أعادت اكتشاف عبدالله الرويشد من جديد، وحقق بسببها نجومية طاغية في مصر والعالم العربي.
الموجي الصغير وإيهاب توفيق
بعد رجوع الحق لأصحابه واسترداد الكويتين لأرضهم وبيوتهم، كان للأغنية المصرية دورها الاحتفالي، فقدم الملحن (الموجي الصغير) ثلاث أغنيات وطنية اثنين منهم من غناء نادية مصطفى الأولى بعنوان (مجد الكويت) كلمات رضا أمين، ويقول مطلعها:
صوت الكويت صوت شعبها
واضح كأنه شمسها
آل يا غيوم يلا إبعدي
آل بالأمل راح نبتدي
نرجع نعلي مجدها..
والثانية بعنوان (كلمة هدية) كلمات الشاعر الغنائي عصمت الحبروك يقول مطلعها:
قولوا لابن عمي كلمة هدية متردش الحب بالأسية
المال بيفنى والجاه بيفنى، والدم عمره ما يبقى ميه
إقرأ أيضا : حب (الكويت) غزا قلوب كل المطربين المصريين والعرب (2/3)
أما الأغنية الثالثة التى لحنها موسيقارنا الموجي الصغير فكانت للمطرب إيهاب توفيق بعنوان (الله يبارك للكويت) كلمات محمد زكي الملاح التى تبدأ قائلة: (الأرض رجعت والإيدين بتعمر).
سؤال أنغام والرويشد
على مدى العقود الثلاثة الماضية زار (الكويت) عشرات الفنانين والمطربين والفرق المسرحية والفنية المصرية، وشاهدنا وسمعنا العديد من الأعمال الكويتية المصرية المشتركة.
لعل أهم هذه التجارب تجربة المطربة أنغام مع عبدالله الرويشد من خلال ديو (سؤال) الذي لم يأخذ حقه من الانتشار والشهرة خاصة في مصر، رغم أنه من أهم الثنائيات الغنائية التى قدمت في العشرين عاما الماضية.
يقول مطلع الديو :
عبدالله الرويشد: لي سؤال
أنغام: ولي أنا مثلك سؤال
الرويشد: اسأليني
أنغام: انت اسألني واقول خايفه صبري يزول
والسنين أربع فصول
الرويشد: لاتخافين الليالي، ولاتخافين الذبول
أوعدك مهما جرى لي، انه بعدي مايطول، لايضيق البال
ومازال موج الخليج يحمل بين طياته الكثير والكثير من النغم الساحر لكل مطربيين مصر والعالم العربي، من خلال المهرجانات الغنائية أهمها (هلا فبراير) وغيرها من المهرجانات والحفلات، حتى انطبق شعار (الكويت بلاد العرب) قولا وفعلا.