نجوم الأغنية المصرية يحتفون بـ (الكويت) في عيدها الوطني (1-3)
* أمير البلاد يستقبل أم كلثوم، وهى تهدي الشعب الكويتي قصيدتين لأحمد العداوني شاعر الكويت الكبير
* عبدالوهاب أول من غنى للاستقلال برائعته (الكويت المستقل) للشاعر كامل الشناو.
* المسئولون في الكويت يطلبون من العندليب الأسمر نشر اللهجة الكويتية بصوته
* ليلي مراد تخرج من عزلتها وتغني (طير على الكويت)
كتب: أحمد السماحي
تحتفل دولة (الكويت) اليوم الأحد 25 فبراير بعيدها الوطنى الـ 63، والذى يتزامن غدا الاثنين 26 فبراير مع الذكرى الثالثة والثلاثين ليوم التحرير.
حيث تنطلق الاحتفالات في شوارع (الكويت)، وتزين الأعلام والعروض الجوية العسكرية سماء الدولة، وسط جموع الشعب الكويتى الذى يحرص على ارتداء الزى الكويتى، في تلك المناسبة، تعبيرا عن الفخر بتراثه المميز.
وبهذه المناسبة حرص عدد كبير من نجوم الفن عامة، والأغنية العربية خاصة، على كتابة (بوستات) تهنئة على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وبعضهم نشرأغنياته الوطنية التى قدمها من قبل ويحتفي فيها بـ (الكويت).
(شهريار النجوم) قرر أن يحتفي بالعيد الوطني لدولة (الكويت) على طريقته الخاصة، وذلك عن طريق نشر ملف كامل عن الأغنيات المصرية التى تغنت بحب دولة (الكويت) على مدى ثلاثة أيام.
حيث واكبت الأغنية الوطنية المصرية ثوارات العالم العربي، وكان مطربي وشعراء وملحني مصر يكتبون ويلحنون ويغنون بمطالب الشعوب العربية، وآمالهم، ويشيدون بكفاحهم، ويباركون خطاهم، وتضحياتهم.
ويحملون لهم المصابيح فى طريقهم ليهتدوا بها، وعاش الفن المصري معارك النضال جميعا وكان فيها أسرع من الطلقة، وأنفذ من السهم، وأمضى من السيف، وأقوى من كل سلاح.
وكانت دولة الكويت الحبيبة من أبرز تلك الدول التى غنى لها أساطين الغناء المصري.
خاصة وأن شعب الكويت كان يقف دائما فى الطليعة مع كل نضال كان يقوم به الشعب العربي في كل مكان، من الخليج إلى المحيط مؤكدا بذلك أخلاقه العربية التى جرت في دمائه من أيام الفتح الأولى.
الراشد وخمس اسطوانات في القاهرة
قبل استقلال (الكويت) كانت القاهرة محطة هامة لكثير من الطلاب الكويتيين خاصة طلاب المعاهد الفنية والموسيقية، وليس هذا فحسب، بل كانت مقصدا لكثير من الفنانيين لتسجيل أعمالهم الموسيقية والغنائية.
ففي عام 1958 قام الموسيقار (سعود الراشد) بزيارة القاهرة حيث سجل خمس اسطوانات، وأثناء رحلته هذه عمل مع موسيقيين مصريين، ودعا العديد منهم إلى (الكويت) ليشكل الأوركسترا الكويتية المصرية بقيادة (نجيب رزق الله).
أم كلثوم وحب (الكويت)
عندما تم الاستقلال عن بريطانيا عام 1961 دأبت (الكويت) على إقامة احتفالات بعيد الاستقلال كان يدعى فيه كبار مطربي مصر ليس فقط لتقديم أغانيهم العاطفية بل وتقديم أغنيات وطنية للكويت.
وكان على رأس هؤلاء سيدة الغناء العربي أم كلثوم التى ارتبطت بالكويت بعلاقة ربما لم يحققها مطرب عربي آخر، ومكانة متميزة في قلوب أهل (الكويت) الذين اقتربوا منها، وتعلقوا بها، وبادلتهم حبا بحب.
زارت (ثومة) دولة (الكويت) عدة مرات، وكانت في كل مرة محل حفاوة رسمية وشعبية وأهلية، وتعلق الكويتيون بها كما لم يتعلقوا بفنان مثلها، وكان كثير من الكويتيين يحضرون حفلاتها الشهرية في مصر.
أم كلثوم قبل الاستقلال
كانت أولي حفلات أم كلثوم في (الكويت) قبل الاستقلال حيث اتفقت مع (كامل سليم) أحد تجار الكويت، على إقامة ثلاث حفلات على مسرح سينما الحمراء في 16 يناير 1959، مقابل سبعة آلاف جنيه عن كل حفلة.
واشترطت في العقد أن تتولى بنفسها الإشراف على مسرح سينما الحمراء، وإبداء أية ملاحظات عليه، وعلى الطرف الثاني (كامل سليم) أن ينفذ كل ما تطلبه.
كما إن لها مطلق الحرية في اختيار ما تغنيه، ويومها قدمت مجموعة من أغنياتها العاطفية منها (عودت عيني، وشمس الأصيل، وهجرتك) وغيرها.
أم كلثوم.. يادارنا يا دار
بعد استقلال (الكويت) كان الحفل الثاني الذى بدأت (الكويت) الاستعداد له منذ شهر نوفمبر 1962، حيث كانت صور أم كلثوم تتصدر الصفحات الأولى في كثير من الجرائد الكويتية.
تعلن عن ميعاد حفلاتها الثلاث في شهر فبراير عام 1963، بمناسبة عيد جلوس سمو أمير البلاد الشيخ عبدالله السالم الصباح، وأيضا لمناسبة الاستقلال.
وفي الميعاد المقرر زارت كوكب الشرق (الكويت)، وأحيت حفلتين في (سينما الأندلس)، وأُقيمت على شرفها حفلات التكريم، فكان من بينها حفلة عشاء أقامها الشيخ عبدالله الجابر بقصره في (بنيد القار).
وفى أول حفل غنت كوكب الشرق أغنيتها الوطنية لدولة (الكويت) بعنوان (يا دارنا يا دار) من كلمات أحمد العدواني، وألحان رياض السنباطي والتى يقول مطلعها:
يا دارنا يا دارْ/ يا منبتَ الأحرارْ
يا نجمةً للسنا / على جبين المنى
السحرُ لما دنا / غنى لها الأشعارْ
إلى أن تصل لتحية الكويت قائلة:
قالوا الكويت استقل وبدره قد كمل
اليوم نلنا الأمل ودانت الأقدار..
أم كلثوم.. أرض الجدود
في عام 1966 سجلت ام كلثوم للإذاعة الكويتية تسجيلا خاصا لأغنية وطنية أخرى من كلمات أحمد العدواني، وألحان رياض السنباطي، بعنوان (أرض الجدود).
وهى أغنية وطنية جميلة صاغها (العدواني) بأسلوبه السلس، ورسم من خلالها صورة رائعة لشعب (الكويت) وأصالته ببدوه وحضره، برجاله ونسائه، وبكل فئاته، تقول كلمات الأغنية
شدا لك المجد وغنى الظفر/ فاختال بدو وتباهى حضر
أرض الجدود والليالي سير/ ما أشرقت إلا عليك السير
قالوا: الكويت؟! قلت: ذاك كوكب/ تهفو له النجوم حين تنظر
العزّ في ساحاته منابت/ طابت مجانيها وطاب الشجر
أرض الجدود لا برحت للهوى/ منازلا يخطر فيها القمر..
أم كلثوم و(الكويت) والمجهود الحربي
كان الحفل الثالث لأم كلثوم بالكويت في 25 فبرايرعام 1968 في أعقاب نكسة يونيو عام 1967 في إطار جولة عربية عالمية قامت بها كوكب الشرق لدعم المجهود الحربي.
وقوبلت يومها بترحاب لم يسبق له مثيل على كل الأصعدة، حيث استقبلها في المطار وكيل الإعلام آنذاك الإعلامي سعدون الجاسم، وحلت ضيفة على الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية.
وتشرفت بلقاء المغفور له الشيخ صباح السالم، كما التقت العديد من الشخصيات العامة وسيدات المجتمع.
وكانت في غاية السعادة والسرور وهي تلتقي نخبة من سيدات (الكويت) اللاتي يعشقن أصالة غنائها، وعذوبة صوتها، ووصل سعر بعض التذاكر فى الحفل إلى 1000 دينار.
عبدالوهاب.. (الكويت) المستقل العربى بلدي
كما شارك موسيقار الأجيالِ محمد عبد الوهاب في أفراح (الكويت) بعملينِ، أحدهما بمناسبة عيد الإستقلال، كان العمل الأول عام 1962 حيث شدا بقصيدة (كل أرض عربية) للشاعر كامل الشناوي والتى يقول فيها:
كل أرض عربيه هي أرضي
واتجاهي وطريقي
كل أحلام الندية هي حلمي
وانتفاضات عروقي
فالكويت المستقل العربى بلدي
وفي عام 1964 قدم عمله الثاني حيث غنى رائعة (يا كويت) كلمات الشاعر أحمد شفيق كامل والتى يتغزل فيها بالكويت قائلا:
مع نصر الأمة العربية يا كويت
تسلمي وتعيشي فى حرية يا كويت
وتزيد مقدارك همة أحرارك
وتعيشي يا كويت حرة أبية تعيشي
ليلى مراد .. طير على (الكويت)
كان استقلال الكويت سببا مباشرا فى عودة المطربة المعتزلة (ليلى مراد) مرة أخرى للأضواء، حيث سجلت أغنية وطنية خاصة لإذاعة الكويت بعنوان (طير على الكويت) ألحان رؤوف ذهني.
وقدر المسئولين على الإذاعة الكويتية هذا الجميل للنجمة المصرية، وعندما بدأت الإذاعة الكويتية تنتج أعمال غنائية خاصة بها كانت ليلى مراد فى مقدمة المطربين الذىن سجلوا أغنيات وأرسلوها للكويت.
لهذا تحتفظ المكتبة الغنائية الكويتية بتسجيلات غنائية خاصة للمطربة الكبيرة ليلى مراد، غير موجودة في إذاعة أخرى.
عبدالحليم.. من الجهرة للسالمية
كانت (الكويت) من الدول القريبة إلى قلب وروح العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، فقد زارها عدة مرات أولها عام 1956 وسبب تلك الزيارة أنه كان في ذلك الوقت في بيروت.
وفجأة اشتعلت حرب بورسعيد فأغلق مطار القاهرة فاضطر إلى زيارة (الكويت) التي لقي فيها استقبالا حارا لم يكن يتوقعه، وبقي في (الكويت) حتى هدأت الحرب في مصر وفتح المطار فغادر (الكويت) عائدا إلى مصر.
وعندما حدث الاستقلال كانت (الكويت) على موعد مع عبد الحليم ليشاركها احتفالاتها بأعيادها الوطنية فقدم ثلاث أغنيات وطنية كويتية لكن باللهجة المصرية كتبها شعراء مصريون.
والأغنيات الوطنية الثلاث كانت جميعها من ألحان كمال الطويل أولاها أغنية (من الجهرة للسالمية) من كلمات محمد حمزة يقول مطلعها :
من الجهرة للسالمية، رافعين علم الحرية
رايحة ألوف، وجاية ألوف
تهني بعيد الحرية، كويتية كويتية
والأغنية الثانية هى (ليالي العيد) من شعر محسن الخياط ، وقام بغنائها لأول مرة مع مجموعة من الأطفال حيث بدأ الطويل اللحن بغناء الأطفال في تجربة لم يكررها العندليب بعد ذلك ويقول مطلع الأغنية:
العيد العيد الله على العيد وليالى العيد
لياليه زغاريد وشموع بتقيد لقريب وبعيد
وكل عام ورا عام تتحقق الأحلام لأمة الإسلام
وكانت الأغنية الثالثة والأخيرة (خدني معاك) للشاعر محمد حمزة وتبدو من عنوانها كأغنية عاطفية لكنها تتحدث عن (الكويت)، وكانت لزمتها الغنائية الجملة الخليجية الشهيرة (ياعمري يابعد عمري ياقلبي يابعد قلبي) والتى يقول فيها:
خدني معاك يا هوى آه يا هوى
يا أبو الجناحات خليني أروح لحبابي وأقول سلامات
يا سلام يا سلام يا هوى آه يا هوى عادت الأيام
وهنسهر تاني مع القمر وهنحكي كلام
والأغنيات الثلاث لم تطرح تجاريا، وإن كان يعود الفضل للتليفزيون الكويتي في نشرها بعد تسجيلها من قبل عشاق العندليب وتداولها على شبكة الإنترنت.
عبدالحليم ونشر اللهجة الكويتية
ونحن نتحدث عن غناء حليم للكويت لابد أن نتوقف عند تجربة هامة جدا في مشواره، وهى غنائه لثلاث أغنيات باللهجة الكويتية وهي اللهجة العربية الوحيدة التي غنى بها بعد اللهجة المصرية.
أغنيات صنعت خصيصا له، وليس هذا وحسب بل صورها حليم لتليفزيون (الكويت)، وهو يرتدى الزي الوطنى الكويتي، ونجح فى تقليد الحركات الخليجية بشكل متقن.
ولغناء العندليب الأسمر باللهجة الخليجية قصة ذكرها الملحن الكويتي عبدالحميد السيد حيث قال:
(خلال زيارة عبدالحليم للكويت عام 1965، طلب مني أحد المسؤولين الكبار الذين يشجعون الغناء الكويتي أن أقدم لحن باللهجة الكويتية للمطرب المصري.
وذلك بهدف نشر الأغنية الكويتية في الوطن العربي من خلال الأصوات الغنائية العربية المشهورة، فلحنت أغنية (ياهلي) كلمات الشاعر وليد جعفر، وقام بغنائها عبدالحليم بروعة شديدة وكانت بدايتها تقول:
يا هلي يا هلي يكفي ملامي والعتاب
لا تلوموني ترى قلبي صويب
علموني واصدقوا برد الجواب
خبرونى يا هلى وين الحبيب
ناحل جسمى وأنا بعز الشباب..
العندليب.. والسمار وعيني ضناها السهر
حققت الأغنية انتشارا ونجاحا طغى على الأغنيتين الأخريين، وهما (يافرحة السمارعادت لياليهم) للشاعر أحمد العدواني والملحن حميد الرجيب، و(عيني ضناها السهر من حب ظبي جفاني ) للشاعر عبد المحسن الرفاعي وألحان سعود الراشد.
وقد ظلت تجربة غناء عبدالحليم باللهجة الكويتية هى الوحيدة والفريدة في مسيرته الغنائية.
كان من المقرر أن يتعاون عبدالحميد السيد مرة ثانية مع حليم في أغنية بعنوان (ياللي ظلمت قلبي) من كلمات محمد محروس، لكن رحيل العندليب كان سببا في عدم ظهور الأغنية للنور.
غدا نستكمل الملف وفيه نعرف:
* فريد الأطرش يهدي الكويت (بإسم الله يا كويت).
* شريفة فاضل أول مطربة مصرية تغني باللهجة الكويتية.
* فايزة أحمد ونجاح سلام الأكثر غناءا لدولة الكويت.
* صباح تهدي الكويت أجمل أناشيدها.