بقلم الفنان التشكيلي الكبير: حسين نوح
علي سنوات متباعده تظهر في مصر ظواهر رياضيه تسطر اسمها في التاريخ الرياضي المصري والعالمي، فنتذكر قبل (محمد صلاح) من خضر التوني، في رفع الأثقال وتحطيم الرقم العالمي سنة 1935 لعبد الحميد أبو هيف في السباحة.
و(عبد الحميد الجندي) في كمال الاجسام وإسماعيل الشافعي في التنس، ورانيا علواني في السباحة والحاصلة علي الميداليه الذهبية وكم كبير من ابطال نفتخر جميعاً بهم.
العجيب أن ساهمت شبكات التباعد الاجتماعي في ظهور ظاهرة المغالاة في النقد لدرجة أخشي أن توثر علي بعض الموهوبين ومن يستحقون الاحتفاء والمسانده وأن نفتخر بهم.
لكن للأسف لدينا بعض جهابذة شبكات التباعد وهواة جلد الذات وأصحاب الثقة بذاتهم لدرجة النقد الانطباعي الطيب الذي قد يتسبب في اليأس عند البعض ويدمر البعض.
فهواة النقد للنقد والإحساس بأنه العارف ببواطن كل الأمور وفقط البحث عن المنقوص دون النظر عن الإيجابيات، إنما الهدف البحث الدقيق عن كل سلبي وتكبيره والتباهي بإنه الخبير والجهبذ.
حين يتعلق الامر ببسمة المصريين الذي جعلني أتابع الكرة وانتظر مباريات ليفربول وأبحث عنها بعد أن عشت حياتي بعيد عن الكرة.
أصبحت فقط أشاهد (محمد صلاح) وماتشات الفريق القومي والأهلي رغم عدم اهتمامي أو تعصبي الكروي، أو ادعاء أي خبرة لي بالكرة.
فقد كانت كل اهتماماتي فنية، ولكن يزعجني لدرجه الدهشه غضب البعض من (محمد صلاح) وخصوصاً حين يلعب مع الفريق القومي المصري.
أحكام غير منطقيه وتخاصم كل المنطق في حال كنت علي صواب في اعتقادي أنه لم يحدث في تاريخ الكرة الإنجليزية.
وقد يكون في تاريخ الكرة أن تتغني الجماهير باسم لاعب عربي أفريقي مصري ويحملون صورة وتتغني الفرق في الميادين باسم (مو صلاح) الملك المصري.
وفقط هنا جهابذة التنظير يحاولون وبكل الطرق البحث عن أخطاء صلاح واقتراحات وافتكاسات، وكأنهم خبراء ولاعبين محترفين ويدركون أكثر مما يراه العالم والمتخصصين.
ولكنهم هم فقط الحائزين على أوسمة البصر والبصيرة وخبراء في اللعبه، (محمد صلاح)، يا أصدقائي أصبح ترند دائم في كل أنحاء المعمورة.
وأصبح تقريباً أول لاعب في العالم يُدرس عقده ومشوار تألقه من (نجريج) إلى أكبر دوري في العالم وتحقيق أرقام قياسيه تنافس كبار عظماء اللعبة وقد تتجاوزهم.
(محمد صلاح) المهذب
وهنا فقط (محمد صلاح) رغم عشق الملايين من المصريين أجد بعض الفلاسفة يعترضون ولا يبتهجون لما حققه الرجل المتوازن المحترف الذي اهتم بالكره فاعطته كل ما يتمناه لاعب في تاريخ اللعبة.
(محمد صلاح) يتمرن يا سيدي المتحذلق يوميا أكثر من أربعة ساعات وملتزم جداً مع الفريق، ويشيد به المدرب، ومعظم اللاعبين.
(محمد صلاح) يا سيدي القابع على الكنبة أو (مأنتخ) في السرير معترضاً على هذا النجم الذي يدير أعماله مؤسسات وشركات كبري ويقرأ ويتعلم ويجتهد.
وأنت فقط تنتقد كيف بالله عليك وعلى من ترضى حين لا يرضيك (محمد صلاح) ابن (نجريج) الذي لم تبهره أضواء العالم المتحضر، إنما جعل العالم ينبهر به.
ثم نجد هنا البعض انبهر ببعض نجاح جماهيري لنجوم أصبحت كالطاووس المنتفخ يتباهي بالمال والذهب والسيارات.
ويحيط نفسه بالبودي جاردات وقمة السفه في الأداء!، كيف تري (محمد صلاح) المهذب الذي قدم لقريته كثير من خدمات ومدارس باسمه ويفعل الخير دون ضجيج ولا موتسيكلات تحوم حوله .
حتي في لندن لديه شركه للتبرعات الخيريه ويساهم في كثير من الأعمال لمساعدة الفقراء، لماذا أصبحنا نبحث عن السقطات ونستمتع بتحطيم الناجح والبحث عن ما يزعجه، لنا انا نفتخر بكل مجتهد ناجح ويكون عبره للشباب وقدوة.
فقد افتقدنا القدوات الحسنة، ولم تعد السينما تقدم لنا فنون تساعد وتنمي قيم الولاء والانتماء.
يعترض البعض على (محمد صلاح) حين يلعب مع المنتخب متجاهلاً أن صلاح هو السبب والفريق حين ذهبنا إلى مونديال روسيا، وكيف ارتمي علي الأرض حزناً قبل ضربة الجزاء التي منها ادخل الهدف وذهبنا إلى كأس العالم.
أحدثك يا سيدي بما أعرف، وقد يكون من الخبرة كرة القدم لعبة جماعية مهما كانت قدراتك الفرديه لا تحقق التألق إلا بالفريق، وكما فرقة الموسيقي تكون النتيجه مبدعة بالفريق المتجانس والمتوافق.
وهكذا كرة القدم كل الأفراد وأرض الملعب والمدرب كلها مفردات يراها تجاوزاً بعض المتحذلقين يتحملها (محمد صلاح) الموهوب والملتزم.
إنما أراه الظلم وعدم الدقه وقد أكون علي صواب علينا أن ننصف المجتهد ونساعد الناجح ونشجع الموهوب حتى يكون لدينا عباقرة في كل مناحي الحياه منصفين.
(محمد صلاح).. ابن (نجريج)
كم دوله في العالم ترحب بإعطاء الجنسيه لـ (محمد صلاح)، ولكنه ابن (نجريج) من طين الأرض المصرية وعاشق لمصر، وحين يطلب منه عمل إعلان يعرض أن يتم تصويره في مصر ليظهر لقطات من مصر المحروسه في الإعلان.
وحين يأخذ إجازته السنويه يأتي إلى شواطئ مصر، وهو يعرف أن الكاميرات تلاحقه في كل مكان في العالم حتي حين ذهب إلى سنغافورة التفت الجماهير حوله، (محمد صلاح) يعشق مصر ويستحق أن نحتفي ونفرح به وله.
(محمد صلاح) أصبح براند يعرفه العالم ويتغني به محبيه، فلنجعله يكمل مشواره ونحن فخورين به وبما أنجزه، ولنا أن نجتهد ليكون لدينا (محمد صلاح) في كل أنواع الرياضة.
وأيضا صلاح كمثال أمام الشباب ليقلده ويسير علي خطاه بديلاً عن حاملي السنج وأبطال البلطجة والفهلوة والمطاردات البائسة.
(محمد صلاح) يا أحبائي حين فاز بجائزه أفضل لاعب في مباراته مع (وست هام) طلبت إدارة ليفربول من الشركه الراعية للنادي، وهي شركه خمور أن تحذف علامة الشركه احتراماً لشعور صلاح وديانته (الاسلام).
هل تدرك يا سيدي مدي احترام وتقدير النادي العريق للنجم المصري المشرف.
مطلوب تمثال لـ (محمد صلاح) مثل (بيليه، وشارلي شابلن، وسالفيسترستالوني، والفيس بريسلي، ومحمد علي كلاي، صلاح عالمي ويستحق، ويوما ما ستأتي السياح إليه للتعرف علي كيف عاش الملك المصري كما يطلقون عليه.
مصر تنطلق وتستحق..