أيها المأجورين: أرفعوا أيديكم عن (ماجدة الرومي)، فهى أشرف منكم جميعا!
كتب: أحمد السماحي
أول أمس السبت 10 فبراير أحيت الوجه المضيئ والحضاري والراقي للبنان (ماجدة الرومي) حفل رائع في أبوظبي، من خلال (ليالي السعديات).
وأقول رائع لأننا لم نتعود من هذه الأيقونة إلا على كل شيئ رائع خاص بفنها، حيث أن شغفها بالعمل الفني المتقن يسيطر دائما على كل ما تفعل، وأيضا رائع بشهادة كثير من الزملاء الذين حضروا الحفل، وكتبوا هذا من خلال مواقعهم.
والمتابع الدقيق لحفلات (ماجدة الرومي) بصفة عامة لا يرى مطربة تغني، بقدر ما يرى فنانة تتعب وتعرق وتعطي كل ما عندها لجمهورها، دون أن تضن عليه، إنها تعطيه حبها ودموعها وأنفاسها وإحساسها، وليس صوتها فقط.
وعلاقة الحب التى ربطت بين (ماجدة الرومي)، وجمهورها الواسع باتساع الناطقين بالضاد، جعلت منها زعيمة روحية يؤلف عشاق صوتها حزبا (روميا) تنتشر خلاياه وفروعه في أنحاء العالم العربي.
والعبادة التى أحاطت بها الجماهير (ماجدة الرومي) في السنوات الأخيرة، جعلتنا ننسى أحيانا ما وراء عظمة أداء (ماجدة الرومي) من جهد وعمل متواصلين، فعلى مدى مشوارها لم تقدم سوى الجمال، والفن الراقي.
كلمة (ماجدة الرومي) في أبوظبي
في حفلها الأخير في أبوظبي الذي أقيم أول أمس وبحكم عاداتها وبحسها الوطني العاشق للبنان ألقت (ماجدة الرومي) كلمة قالت فيها: ( نمسّي عليكم بالخير والحب، اشتقنا لأبوظبي الحلوة التي يبتسم لنا كل شيء فيها..
كل شيء فيها يستقبلنا بالإعمار والخضار، هو أمر يُمجّد الله ويكبّر القلب، الله يديمها على هذه الأرض الطيبة بركة ونعمة).
وتابعت: (قادمة من لبنان، حيثما نعيش أبشع كوابيسنا، بسبب الإجرام المقترَف في حقنا من قبل من اسمهم منّا وفينا، وهم ليسوا كذلك..
إقرأ أيضا : ماجدة الرومي .. ملاك الطرب العربي الذي يحلق عاليا
لا نستطيع إلّا أن نتوقف أمام الإنجازات التي نراها كيفما مشينا في هذا البلد الحبيب، نرى في أم عينه كيف العظماء يصنعون الجنة على الأرض.
وفي نهاية كلماتها الرائعة تسألت: هل يوجد لبنانيون؟ أمسّي عليكم، وأقول لكم نحن في انتظاركم هذا الصيف، لا يزال بلدنا جميلاً ولا زلنا نحبه ولا يزال جنة.
مهما عملوا فينا، ومهما أجرموا تأكدوا أنّ الكلمة الأخيرة لربنا ولبنان لديه رب).
حملة مستعرة على (ماجدة الرومي)
هذه الكلمة المليئة بالحب للبنان، لم تمر مرور الكرام وفجأة وخلال الساعات الماضية تحولت إلى سهام جارحة، وحرب ضروس من الآراء المسممة، المتدثرة بغطاء الوطنية ضد (ماجدة الرومي)!.
حيث بدأ بعض الفاسدين والمأجورين، ومجموعة من (المنظراتية) وقيادات الحقد التاريخية، يقودون حملة مستعرة، ويشنون هجوما علي (ماجدة الرومي)، ويشككون في وطنيتها!
وذلك بحجة أنها تحكي بالسلب على لبنان، وتشكي وتنشر ما يحدث في لبنان من خلال حفلاتها، على مستوى العالم العربي، وأنها أسأءت للبنان بكلمتها هذه!
وانقسمت الآراء حول كلمة (ماجدة الرومي)، البعض فهم الكلمة الواضحة لكل ذو عقل فهما سليما.
والبعض الآخر خاصة من الذين يريدون أن تظل لبنان على ما هي عليه مستنقع للفساد والمنتفعين أعلن غضبه على (ماجدة الرومي) من خلال كلمات و(تويتات) على وسائل التواصل الإجتماعي!
هذه الحملة المستعرة جعلت الزميل والكاتب الصحفي اللبناني الكبير جمال فياض، يبث فيديو يدافع فيه عن (ماجدة الرومي) الوجه المضيئ للبنان، ضد طيور الظلام، وأصحاب لهجة البيانات العسكرية.
(ماجدة الرومي) وعشق لبنان
السؤال هل يصدق أحد أن (ماجدة الرومي) الخلوق الراقية يمكن أن تهين أحد على سطح الكرة الأرضية، أو (تنشر غسيل بلدها القذر من خلال حفلاتها!)ـ كما ادعى البعض!
(ماجدة الرومي) أيها الجهلة المتآمرين، لا تنطق إلا بالخير والحق والجمال، وفي كل حديث لها تجد مظاهر الحب والعشق والوفاء للبنان واضحة وضوح الشمس.
وقد زارت العام الماضي إحدى المدارس اللبنانية، ووجهت رسالة لأطفال لبنان تدعوهم فيها للاعتزاز بأصلهم ونشأتهم اللبنانية.
حيث طالبتهم بأن يقدسوا الجيش اللبناني بعد تقديسهم لـ الله – على حد تعبيرها – مؤكدة أن هؤلاء الأطفال مستقبل البلد، وهم من يستطيعون النهضة بـ لبنان.
وقالت ماجدة الرومي، خلال حضورها احتفالية بأحد المدارس: حبوا البلد احتراما لمستقبلكم وسيادتكم، أنتم لبانيين قدسوا بعد الله الجيش اللبناني، أنتوا أملنا بخلاص لبنان، كونوا أحسن منا، اوعوا تتنازلوا عن سيادته هذا حقكم، حبوا البلد احترامًا لدم الشهداء.
وتابعت (ماجدة الرومي): أنتم لبنانيين من هذه الأرض، قدسوا جيش لبنان بعد الله، الجندي في الجيش حامل بندقية، أنتم معكم ورقة وقلم دافعوا عن لبنان، لو بتعزوا لبنان بيعزكم، تحفظوه يحفظكم، انتوا في لبنان اعتزوا بقيمتكم اللبنانية.
(ماجدة الرومي) وانفجار مرفأ بيروت
(ماجدة الرومي)، هى التى أبكت الجميع عندما علقت على حادث انفجار مرفأ بيروت، وخلف عشرات الضحايا وآلاف المصابين، قائلة: (كل ما عشته في الحرب السابقة لم يشبه ما حدث بالأمس، في جهنم لا يوجد شيء مروع أكثر من ذلك الانفجار).
(ماجدة الرومي)، هي التى شاركت متابعيها وجمهورها عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي (انستجرام)، صورة لها بعد حادث انفجار مرفأ بيروت معلقة عليها: (اَكْثَر عُيُون حَزِينَةٌ هِيَ عُيُونُ لُبْنَان).
(ماجدة الرومي) التى تشككون في وطنيتها أيها المأجورين جمعها بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في (قصر الصنوبر) ببيروت لقاء منذ أربع سنوات فطلبت منه التعاون من أجل مساعدة لبنان، واقترحت عليه إقامة حفلات برعاية وزارة الثقافة الفرنسية، يذهب ريعها لأهالي ضحايا مرفأ بيروت.
(ماجدة الرومي).. عندما ترجع بيروت
(ماجدة الرومي)، التى أبدعت العام الماضي بغناء رائعة وطنية جديدة بمناسبة الذكرى الثالثة لحادث انفجار مرفأ بيروت بعنوان (عندما ترجع بيروت)، كلمات المبدع نزار قباني، ألحان يحيى الحسن، وتوزيع ميشال فاضل، أما الكليب فكان من إخراج شربل يوسف.
(ماجدة الرومي)، أيها المرتزقة منذ حالة الكساد التى تمر بها لبنان بدأ الجزء الفني في شخصيتها يتراجع إلى الخلف، مفسحا مكانه إلى الجزء الأساسي في شخصيتها، الجزء الوطني.
من فترة و(ماجدة الرومي) تتعامل في كل تحركاتها كمواطنة لبنانية أولا، وفنانة بعد ذلك، المواطنة تقرر، والفنانة تنفذ القرار، لهذا أرفعوا أيديكم، وألسنتكم وأقلامكم عنها.
وابعدوا القيود والسقوف على الفن، وعلى المبدعين بإسم ما يتصوره البعض (سياسة) أيا كانت درجة سطحيته وانحطاطه، أو بإسم ما يراه البعض (وطنية) أيا كانت درجة جهالته وجاهليته.
من يفوق ماجدة الرومي في لبنانيتها؟
اتركوا (ماجدة الرومي) تفعل ما تشاء فهي أجمل وأرقى ما في لبنان، وأصدق ممثل للشعب، فالفنان الصادق دائما هو الذي يتقمص الصفات البارزة لشعبه.
من الذي يفوق في مصريته (أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب، وطه حسين، ونجيب محفوظ، ويوسف إدريس، وأحمد شوقي، وحافظ إبراهيم، والعقاد) وغيرهم.
ومن يفوق في ايطاليته (ألبرتومورافيا، أو أنا مانياني) وغيرهم، ومن الذي يفوق في فرنسيته (جان بول سارتر، وبريجيت باردو، وآلان ديلون)، وغيرهم.
ومن يفوق (صباح، ووديع الصافي، وفيروز، والأخوين رحباني، وفيلمون وهبى، وتوفيق الباشا، وحليم الرومي، وجورج قرداحي، وزاهي وهبي، وماجدة الرومي) الآن في لبنانيتهم؟!
أوقفوا حملتكم المسعورة عن (عن ماجدة) الرومي.. رمز لبناني يعتز به أبناء الأرز في عليائه وشموخه!
ودعونا نغني معها:
يُسمعني.. حينَ يراقصُني كلماتٍ ليست كالكلمات
يأخذني من تحتِ ذراعي يزرعني في إحدى الغيمات
والمطـرُ الأسودُ في عيني يتساقطُ زخاتٍ..
زخات يحملني معـهُ.. يحملني لمساءٍ ورديِ الشُرفات
وأنا.. كالطفلةِ في يدهِ كالريشةِ تحملها النسمات
يحملُ لي سبعةَ أقمارٍ بيديهِ وحُزمةَ أغنيات يهديني شمساً
يهديني صيفاً.. وقطيـَ سنونوَّات يخبرني..
أني تحفتـهُ وأساوي آلافَ النجمات و بأني كنـزٌ
وبأني أجملُ ما شاهدَ من لوحات
يروي أشيـاءَ تدوخني تنسيني المرقصَ والخطوات
كلماتٍ تقلبُ تاريخي تجعلني امرأةً في لحظات
يبني لي قصراً من وهمٍ لا أسكنُ فيهِ سوى لحظات وأعودُ
أعودُ لطاولتي لا شيءَ معي.. إلا كلمات.