(بمبة كشر، وفارق العمر) كانا سببا في طلاق (نادية الجندي) من عماد حمدي (2/2)
* لم تصدق (نادية الجندي) أن النجم (عماد حمدي) فتى أحلام الفتيات، يطلب أن يتزوجها!
* رفض أهل (نادية الجندي) زواجها، فوافق (عماد حمدي) على رأيهما!
* ذبول (نادية الجندي) وفقدان شغفها بالحياة جعلت الأب يوافق على الزواج
* كانت نادية الجندي (وش الخير) على عماد حمدي، فأقبلت عليه شركات الإنتاج
* عماد حمدي كون ثروة من تمثيله في لبنان، وعاد للإنتاج بسبب نادية الجندي
* كتب عماد حمدي الفيلم باسم زوجته، ولم يأخذ من إيراداته مليما واحدا.
كتب: أحمد السماحي
العواطف الجارفة تحجب العقل، تمنعه حتى من التفكير السليم، هذه الجملة تنطبق على علاقة فتى الشاشة الأول في الأربعينات والخمسينات (عماد حمدي)، عندما تزوج من النجمة الشابة (نادية الجندي)، والتى كانت تصغره بأكثر من 30 عاما.
قبل أن يلتقي (عماد حمدي) بـ (نادية الجندي)، كانت حياته موحشة – كما ذكر هو في مذكراته – أصبحت مثل صحراء قاحلة لا يوجد فيها غير كثبان الرمال، لاخضرة.. لاماء.. لاحياة.
والظمأ العاطفي يكاد يقتله، والشعور الحاد بالوحدة يلاحقه، كانت حياة الاستديوهات وصخبها تشغله في النهار، ولكن عندما يأتي الليل الموحش يشعر بالاكتئاب.
حيث لا يجد حوله من يحادثه، أو يسمعه، أو يرد على تساؤلاته، ولا من يسمع ندائه، وكان يسأل نفسه قائلا: ماذا يفعل رجل وحيد لو داهمه المرض فجأة؟!.
الظمأ العاطفي، وأسئلة الليل الحائرة جعلوا (عماد حمدي) يسارع بالاقتراب من (نادية الجندي)، عندما شعر بميلها نحوه، وبدأ يتخيلها شريكة حياته، ولم يفكر في احتمال عدم حدوث تقارب بسبب فارق العمر.
في الحلقة الماضية من (غرام النجوم) توقفنا عند ظروف تعارف (نادية الجندي)، و(عماد حمدي) أثناء اشتراكهما في فيلم (زوجة من الشارع) عام 1958، وانتهت الحلقة بطلب (عماد حمدي) الزواج من النجمة الشابة.
نظرة لم يعرف مثلها العشاق
ألقى الفنان (عماد حمدي) هدوئه ووقاره خلف ظهره، وقال لـ (نادية الجندي): تتجوزيني يا نادية؟!، ورغم أن الكلمة خرجت في ثواني، لكن طالت لحظة الصمت بين النجم الشهير والنجمة الشابة.
وتبادلا نظرة لم يعرف عشاق العالم كم كانت حلوة، كانت الطريق الذي افتتح رحلة الحب والزواج، الشيئ الوحيد الذي خشيت منه نادية الجندي أن يسمع الناس دقات قلبها.
رفض أهل (نادية الجندي)
لم تصدق (نادية الجندي) وهى في طريقها إلى منزل أهلها، بعد انتهاء تصوير يومها في فيلم (زوجة من الشارع)، أن النجم (عماد حمدي) فتى أحلام الفتيات والسيدات.
والنجم الذي جسد أدوار العشق والغرام بكل رقة وعذوبة وجمال، يطلب أن يقترن بها بالزواج، وعندما دخلت البيت وهى تكاد تطير من السعادة، وأبلغت والدها، ووالدتها بطلب عماد حمدي، رفضا على الفور!
وفرض الأهل على غرام ابنتهما الوحيدة حكما قاسيا، وفي اليوم التالي أبلغت النجمة الشابة (عماد حمدي) برفض أهلها، فما كان منه إلا أن طلب منها أن تنسى قصة الزواج!
لأنه من النبل والفروسية بحيث لا يتزوج من فتاة أهلها يرفضونه! ورغم محاولة ابتعاد (عماد حمدي) عن فتاته الشابة، إلا أن الشوق كاد يعصف بـ (نادية الجندي)!
ولم يدركها اليأس، وحاولت مرة واثنين وثلاثة مع الأهل، خاصة أن طيف حبيبها عماد حمدي الذي كان يشغلها في صحوها ومنامها كان يؤكد لها في كل لحظة أن قصتهما لم تنته بعد!.
نصيحة الأب لابنته النجمة الشابة
في أحد الأيام وعندما وجد الأهل أن ابنتهما تكاد تذبل وانطفأت روحها وشغفها بالحياة، جلس معها والداها وأوضح لها خطورة ما هى مقدمة عليه.
وقال لها: (أنت الربيع، وهو الخريف، أنت زهرة جورية مازلت لم تتفتح بعد، وهو نجم النجوم الشهير المكتمل الرجولة، هو يقترب من منتصف الخمسينات وأنتي تقتربي من العشرينات).
ورغم كل ما ذكره الوالد أصرت (نادية الجندي) على موقفها، واضطر الأهل للرضوخ على رغبة ابنتهما الشابة، وبالفعل تم الزواج بين عماد حمدي ونادية الجندي.
وبعد عام من السعادة أنجبت (نادية الجندي) ابنها (هشام) الذي ملأ حياتها، وأعاد لعماد حمدي شبابه، وكان وجه العروس الجديد فأل حسنا، حيث استدعاه الفنان متعدد المواهب للعمل في مسرح التليفزيون.
وعرض عليه القيام ببطولة ثلاث مسرحيات هى (خان الخليلي) إخراج حسين كمال، و(خطيئة حواء) إخراج جلال الشرقاوي، و(الرجل والطريق) إخراج محمود الشريف.
وكان عماد حمدي سعيداً بخوضه تجربة المسرح، التي أعادت لعقله كل الذكريات الرائعة القديمة وملأت نفسه بحماس الشباب.
وذكرته ببداياته وخطواته الأولى علي خشبة المسرح، وكان حلمه الكبير أن يشارك في بطولة إحدى المسرحيات، وأن يحقق نجاحاً مسرحياً كبيراً.
ولقد شاءت الظروف أن تُحقق له هذه الأمنية، ولكن بعد سنواتٍ طويلة، وبعد أن أصبح نجماً سينمائياً شهيرا.
عماد حمدي ينتج لـ (نادية الجندي)
بعد سنوات قليلة على زواج (نادية الجندي) وعماد حمدي، سافر بصحبة زوجته للعمل في أحد الأفلام اللبنانية المشتركة، وبعد تمثيله لهذا الفيلم طُلب لفيلم آخر.
وأثناء ذلك حدثت نكسة يونيو 1967، وأصبح النجوم في مصر بلا عمل، فاضطر كثير منهم للعمل في تركيا، والبعض سافر إلى لبنان.
وفي هذه الفترة التى أطُلق عليها فترة (الطيور المهاجرة) كون عماد حمدي مبلغا كبيرا من المال نتيجة عمله في العديد من الأفلام اللبنانية.
وبعد انتهاء فترة النكسة، عاد عماد حمدي إلى مصر، هو ونادية الجندي، وبدأت تنهال عليه طلبات المنتجين.
مع بداية السبعينات عاد عماد حمدي يفكر في الإنتاج السينمائي، والذي سبق، وخاضه من خلال فيلمي قام بإنتاجهما لزوجته السابقة (شادية)، وهما (شاطئ الذكريات)، و(ليلة من عمري)، وفكر عماد حمدي الإنتاج لزوجته الحالية (نادية الجندي).
وليس غربياً أن يفكر الزوج في إنتاج فيلم لزوجته، فما المانع إذا كانت زوجته ممثلة اختارت فن التمثيل، وهكذا بدأ يستعد لإنتاج فيلم (بمبة كشر) لزوجته (نادية الجندي).
وهو فيلم استعراضي غنائي من إخراج حسن الإمام، تطلب وقتها نفقات غير عادية، منها مجاميع، وراقصات، ومغنيات، واستعراضات وملابس، وديكورات، تختلف عن ملابس وديكورات الأفلام العادية.
سخاء إنتاج بمبة كشر
لم يبخل عماد حمدي بشيء، فقد كان يريد (بمبة كشر) فيلما استعراضيا ناجحا، وحتى يتحاشي متاعب الضرائب كتب الفيلم باسم زوجته (نادية الجندي).
نترك النجم (عماد حمدي) يقص علينا باقي التفاصيل، والتى جاءت في مذكراته التى نشرتها الناقدة السينمائية (إيريس نظمي) في مجلة (آخر ساعة).
يقول عماد حمدي: بلغت تكاليف إنتاج فيلم (بمبة كشر) أكثر من خمسين ألف جنيه، وأصبح معروفاً أنه من إنتاج (نادية الجندي)، لقد كان اتفاقنا أن تاخذ هى نسبة معينة من الإيرادات.
والمفروض أن الثقة موجودة في اتفاقات الأزواج، فلم أتوقع أنه من الضروري أن يكتب الزوج أوراقاً، ويحضر شهوداً بعقدٍ مع زوجته، فقد كان اتفاقاً بين زوج وزوجته لا يحتاج لكل تلك الإجراءات التي تُتخذ عادةً بين الغرباء.
وبدأ عرض الفيلم وحقق نجاحاً كبيراً واستمر عرضة لأسابيع عديدة وحقق إيرادات معقولة، والحقيقة أن فيلم (بمبة كشر) هو الذي قدم (نادية الجندي) للناس كبطلة للفيلم الاستعراضي تجيد الرقص والغناء والتمثيل.
عماد حمدي لم يتقاضى مليما واحدا
رغم أن فيلم (بمبة كشر) هو الذي صنع اسم (نادية الجندي)، ودفعها في طريق الفن خطواتٍ واسعة، لكن لم آخذ مليماً من إيرادات الفيلم الذي أنتجته باسم زوجتي، وأردت أن أتحاشى متاعب الضرائب فخسرت كل شيء.
وصدقوني لم أحزن بسبب خسارة المال، فالمفروض أن يضحي الزوج من أجل زوجته، وأن يفعل ما يريحها وما يساعدها على تحقيق النجاح الذي تريده.
لم أكن نادماً على ما أنفقته طالما أن الفيلم قد نجح، وحقق الهدف، وطالما أني قدمت خدمةً لزوجتي التي اخترتها أثناء عملي في فيلم (زوجة من الشارع) ولكن تجربة إنتاج فيلم (بمبة كشر) تركت في نفسي آثارا لايمكن إزالتها أبداً.
وهناك تفاصيل أخرى لا أحب أن أخوض فيها، لكن كل تلك الظروف بالإضافة إلى الفارق الكبير في العمر جعلت الخلافات تنشأ بيني وبين (نادية الجندي) التي عشت معها أطول فترة زواج، وهي ثلاثة عشر عاماً.
لكن الحقيقة هى أن الاستمرارية لم تكن موجودة، فلقد انتهى العمر الافتراضي لحياتنا الزوجية قبل ذلك بكثير، فالإنسان يظل يتحمل ويتحمل حتى تاتي لحظةً معينة يصبح فيها غير قادر على التحمل أو الإنتظار.
انفصال (نادية الجندي) و(عماد حمدي)
ويضيف عماد حمدي: عندما قررت الانفصال أخذت حقيبة، وضعت فيها بعض الملابس ثم تركت بيت الزوجية.
وعند منتصف الليل كنت أدق جرس باب بيت أخي الذي نظر إلي منزعجاً، وقال شقيقي عبدالرحمن: إيه يا عماد فيه إيه؟، فقلت بوجوم: لالا مفيش حاجة!
كنت أحاول أن أبدو هادئاً لكن أخي توأمي الذي هو جزء من كياني فهمني دون أن أتكلم، وشعر بأني لا أرغب في الكلام، فاحترم صمتي، لم يشأ أن يزيد من آلامي، فلم يطلب أية تفاصيل.
وانشغل بترتيب المكان الذي سأنام فيه لأني لم أكن قادراً على شيء، كنت أشعر بإرهاق شديد ونمت نوماً عميقاً، وكأني لم أنم من شهورٍ طويلة.
وبقيت في بيت أخي 6 أيام متواصلة، ثم ذهبت إلى المأذون القريب من البيت في حي الزماك وأتممت إجراءات الانفصال ووصلتها ورقة الطلاق.