بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن
تعد البطاله غولا لايمكن مجابهة أخطاره علي (الشباب) القابعين – بعد التخرج – في حجراتهم يندبون حظهم العاثر بعد سنوات الدراسه والتأهل لسوق العمل.
إذا يصدمون بإنعدام فرص العمل او عدم ستمراريتها إن وجدت أو تدني دخلها أو التعرض لعمليات نصب واستغلال لحاجتهم الماسه إلي العمل.
وأثناء الانعزال داخل حجرة أحد (الشباب) أو الفتيات ليس أمامه سبيل سوي إرهاق ولي الأمر في إكمال الإنفاق عليهم بعد التخرج وأمامه الفضاء الإلكتروني الفسيح يصول ويجول بين صفحاته.
فهذه صفحة للتوظيف وثانيه للثراء السريع وثالثه للهجرة والسفر ورابعه لتجنيده وخامسه بعيدة عن القيم والمبادئ والأخلاق.
وأمام كل هذه الصفحات ينعزل (الشباب) أو الفتيات داخلا على عالم التوحد، ورفض الواقع والكفر بأحلام مابعد التخرج من وظيفة وزواج وبيت ورد جميل مستحق لأسرته.
وبين توحد (الشباب) أو الفتيات وكسر قلب الأسره لبطالة أولادهم يبعد شبابنا عن قيم الانتماء والولاء ويقترب كثيرا من محاولات الهجرة والسفر.
ولأن تكاليف الهجرة والسفر أصبحت باهظه ولا تتوفر لـ (الشباب) أو الفتيات ولا يوجد فائض لدي الأسره لذلك مع جنون الأسعار وانفلات تكاليف المعيشة، يرضخ الشباب إلي سيل إعلانات التوظيف وفرص العمل أملا في حل مشكلة البطالة والإنعزال والتوحد ونكد الأسرة وخيبة أملها.
وحين يصل (الشباب) إلى إعلانات التوظيف يجد أمرا مما يلي:-
(1) دفع رسوم ملئ إستمارة التوظيف.
(2) دفع مبلغ نظير تدريبه علي العمل المعلن عنه.
(3) شراء خامات لتصنيع أعمال يدويه حسب ماتم الإعلان عنه.
(4) تعدد فنون النصب والابتزاز لصالح المكتب صاحب الإعلان.
(5) دفع مبلغ نظير شهادة بأنه تدرب علي كذا وكذا.
الحكومة وحماية (الشباب)
وبعدها يفاجأ الشباب بغلق صفحة الإعلان وخروج التليفون من الخدمه وترك المكان الذي فيه مكتب المقابلة أو التدريب، والانتقال لمكان آخر بوظيفة أخرى بصفحة أخري بمكتب آخر في منطقة أخرى.
وهذه المكاتب والتي زرتها لكتابة مقالي هذا مكتظه بالمتقدمين دافعي رسوم الاستمارة أو التدريب أو شهادة الخبرة.
وأمام هذه الدوامة داخل نفق التوظيف تقع الأسر وشبابها فريسة للنصب واللعب على أمل التوظيف دون رقابة أو خوف من مساءلة!
ولأن الدولة رفعت يدها عن ملف التوظيف وملف التأهيل والتدريب وملف الرقابة على هذه المكاتب ومكاسبها وعمليات نصبها كل ذلك بعيدا عن أعين جهات الرقابه الغائبه عن مجال النصب والتوظيف الرقمي.
وعليه نقترح على حكومتنا أن تصدر قرارا لكل جهات العمل بأن ترسل طلباتها في مجال التوظيف والتشغيل لمنصة أو موقع حكومي.
وأن يتقدم (الشباب) لهذا الموقع أو هذه المنصة، ومن ثم توجد الثقه وكذا تختفي عمليات النصب والرسوم المتعددة، وتتواجد الدولة بجهاتها وسلطانها حماية لشبابها وأسرهم؟.
الأمر الثاني: أن تقوم وزارة القوي العاملة بعمل إعلانات ورسوم هذه المكاتب من خلال مرور دوري مفاجئ على هذه المكاتب للوقوف علي أسلوب عملهم ومراقبة ما يحصلونه من أموال.
الأمر الثالث: أن توفر الحكومة فرصة التأهيل لسوق حسب حاجة السوق وتحصر بأجهزتها فرص عمل القطاع العام والخاص، وتوفر هى (الشباب) لهذه الوظائف.
الأمر الرابع: أن تراجع الحكومة خطط نشر الجامعات في بقاع مصر وتخصصاتها وتصصح المسار إلي تخصصات تقنية ومهنية يحتاجها سوق العمل الآن من (الشباب) داخل وخارج مصر.
الأمر الخامس: أن تقوم الحكومة من خلال سفاراتها بفتح أسواق جديده للعمل في دول المنطقه لهؤلاء (الشباب).
الأمر الأخير: ان تقوم جهات الرقابة علي مكاتب التوظيف وإعلاناتها وابتزازها المادي، سواء من وزارة القوي العاملة أو الداخلية بكبح جماح هذا السيل الإعلاني من النصب إستغلالا لحاجة الأسر والشباب لأي فرصة عمل وأي دخل يحفظ ماء الوجه للجميع.
دعم الإعلام لـ (الشباب)
أما دور الإعلام في هذا الملف فهو أن يخرج من مكاتبه واستديوهاته للشارع لعمل لقاءات مع الشباب حول قضايا البطاله والتوظيف والنصب، وأن يخرج في حملات تفتيش مع جهات الإختصاص علي هذه المكاتب.
وأن يبث أرقاما لشكاوي النصب والتوظيف، وأن تشمل تحقيقاته وبرامج (التوك شو) نقاشا حول هذا الموضوع، وأن يستضيف أولي الخبرة وأهل القرار في قضايا البطاله ومحتوي التعليم وملف التأهيل لسوق العمل.
وكذا طرح أفكار عمل غير تقليديه لشبابنا، وأن يكون حلقة الوصل بين (الشباب) وجهات العمل، وأن يهتم بأوقات فراغ شبابنا وجذبهم من براثن اليأس والتجنيد السئ والانحراف والتطرف والكفر بقيم الانتماء والولاء.
وأن يبث أملا قادما حقيقيا لأسرنا وشبابنا، وهذه من صميم وظائف الإعلام وعلى قمة أولوياته بدلا من التقوقع في المكاتب والاستديوهات المكيفه وبدلا من ملاسنات البرامح،
وبدلا من برامج الطبخ المستفزة وإعلانات السحر والشعوذة والفحولة والتجميل ونحت الأجسام وما يضاعف من الألم النفسي لدي الأسر وشبابها.
أيها السادة: أقسم لكم أن الخريجين كثر، وأن التخصصات تقليدية، وأن البطالة وحش كاسر، وأن الفراغ عدو لدود، وأن اليأس طريق لكل مكروه، وأن غياب الرقابة أغري الكثير على النصب وأن (الشباب) وأسرهم في ضيق شديد وأن لنا الله، وسيحاسب كل منا على تقصيره وغفلته وتقوقعه.
شبابنا ضمير أمتنا، وهم نصف حاضرنا، وكل مستقبلنا، وهم مسئولون منا جميعا.. ألا هل بلغت اللهم فإشهد.. حمي الله (الشباب) وأصلح أحوال أمتنا وكتب لنا غد أفضل وتحيا دوما مصر.. آمين.