(توجو مزراحي) يتحدث إلى (الصباح) عن فيلمه الجديد (المندوبان)!
إعداد: أحمد السماحي
يعتبر المخرج السينمائي (توجو مزراحي) أحد رواد السينما المصرية الأوائل، الذي قدم للسينما المصرية مجموعة من روائع الأفلام الغنائية والكوميدية.
وصلت أفلام (توجو مزراحي) إلى 33 فيلما بدأها عام 1930 بفيلم (الكوكايين) وكان آخرها فيلم (ملكة الجمال) عام 1946، وما بينهما روائعه مع سندريلا السينما الغنائية ليلى مراد التى تبناها.
وقدم لها (توجو مزراحي) خمسة أفلام من أبدع وأجمل الأفلام الغنائية وهى (ليلة ممطرة، ليلى بنت الريف، ليلى بنت مدارس، ليلى، ليلى في الظلام).
كما قدم (توجو مزراحي) لكوكب الشرق (أم كلثوم) فيلمها الجميل (سلامة)، ورغم ديانته اليهودية، جعل (أم كلثوم) تتلو آيات قرآنية في الفيلم، كما قدم مجموعة متميزة من أفلام (علي الكسار) الكوميدية.
ولعل أشهرها (سلفني 3 جنية، وعثمان وعلي، وخفير الدرك، الساعة 7، علي بابا والأربعين حرامي).
وكل هذه الأفلام محفورة في وجداننا جميعا، ومازالت تعرض، ومازالت من أنجح أفلام بدايات السينما المصرية.
توجو مزراحي والدولة الإسرائيلية
عام 1948 ومع قيام الدولة الإسرائيلية ترك (توجو مزراحي مصر)، وهاجر إلى ايطاليا، دون سبب معلوم لهذه الهجرة، خاصة وأنه وحتى قبل هجرته كان يعمل في السينما المصرية بهمة ونشاط.
وربط كثيرين وقتها، بين قيام الدولة الإسرائيلية، وهجرته، وظهرت شائعات مؤلمة عن هذا الرائد السينمائي الرائع، لكن مع مرور الشهور والسنين ثبت أن (توجو مزراحي) كان مصريا ومحبا لمصر.
ورفض دعوة إسرائيل للهجرة إليها والإقامة على أرضها، رغم الإغراءات الكثيرة التى وعد بها والتى ذكرتها إحدى الجرائد الإسرائيلية مؤخرا بالنسبة لدعوة نجوم الفن المصري اليهود.
وظل (توجو مزراحي) في إيطاليا موطن أجداده حتى وفاته في عام 1986.
زيارة إلى (توجو مزراحي)
في شهر فبراير عام 1934 أي منذ 90 عاما، ذهب مندوب مجلة (الصباح) إلى المخرج (توجو مزراحي) وأجرى معه مقابلة قصيرة في الاستديو الخاص به الذي كان يمتلكه في الإسكندرية.
وتحدث مع مندوب الصباح عن فيلمه الجديد (المندوبان)، فتعالوا نعود إلى زمن الفتوة الفنية المصرية، ونقرأ ماذا قال (توجو مزراحي) عن فيلمه الجديد:
زرنا الأستاذ (توجو مزراحي) في الاستديو الذي أقامه بالإسكندرية أثناء إخراج رواية (المندوبان) فوجدناه شعلة من نار، لا يستريح ولا يهدأ حتى يتم تصوير المشهد تحت إدارته، وبإرشاده، ووفق ما يريد.
وانتهزنا فرصة استراحته بين تصوير مشهد وآخر، وطلبنا إليه أن يحدثنا عن روايته فقال: (المندوبان) رواية من نوع لم تطرقه السينما المحلية قبل الآن.
فهي إذن فتح جديد في عالم السينما المصرية، ويسرني – كما يسر كل مصري طبعا – أن تتنوع الأفلام عندنا فلا نترك نوعا إلا ونطرقه وننجح فيه.
* قلت أن رواية (المندوبان) من نوع جديد ماذا تقصد؟
** (توجو مزراحي): أعني بذلك أنها مليئة من بدايتها إلى نهايتها بالمواقف التى تغرق المتفرج في الضحك حتى القهقهة!، والحقيقة وإن كنت أنا مؤلفها إلا أنني عاجز عن سرد وقائعها بحذافيرها إليك!.
لكن تصور أن شابين من لابسي القفاطين أو (الجلاليب) البلدي تضطرهما الظروف إلى إبدال القفطان ببذلة على آخر طراز.
وتصور أن هذين الشابين ينخرطان في سلك عصابة أشرار ولصوص دون أن يعرفا من أمر هذه العصابة شيئا.
تصور ذلك كله، ثم على حكم قوة المواقف (الفودفيلية) التى تنتج عن ذلك، وما تبعثه هذه المفارقات في نفس الجمهور من البهجة والانشراح.
* هل اعتمدت لنجاح روايتك على قوتها وحبكتها فحسب، أم أعتمدت على براعة الممثلين أيضا؟
** (توجو مزراحي): الممثلون الذين قاموا بأدوارها الرئيسية من أحسن ممثلي الكوميديا السينمائيين في مصر.
ويكفي أن أذكر لك على سبيل المثال ودون ترتيب (شالوم) مثلا الذي قام بالدور الأول في روايتي المضحكة السابقة (5001)، فنال إعجاب كل من رآه وإطراء الصحف له، واعترافها بنبوغه.
و(فوزي الجزايرلي)، وهل الجزايرلي في حاجة إلى تقديمه إليك أو إلى الجمهور، وهو الممثل الكوميدي الفذ الذي يعرفه العام والخاص، هل تراني في حاجة إلى أن أحدثك عنه؟!
* قلت له : لا، وماذا عن النجوم الباقيين؟
** ابنته إحسان الجزايرلي كذلك لها دور في الرواية، أما الدور النسوي الأول فقد مثلته المطربة (سهام)، وستغني بعض قطع وضعها خصيصا للرواية الأستاذ بديع خيري، ولحنها الموسيقار الكبير الأستاذ زكريا أحمد.
* ماذا تقول في نهاية المقابلة؟
** أقول سيرى الجمهور عندما نعرض عليه الرواية في (الكوزموجراف الأمريكاني) بالإسكندرية يوم 26 أبريل القادم، أن الرواية بدعة فنية لا نطلب عليها منه شكرا.
وإنما تشجيعا يشحذ همتنا للاستمرار في العمل بمجهود مضاعف لعلنا نصل إلى درجة الكمال.