بعد 20 عاما عودة (ميادة الحناوي) تفتح باب التساؤلات!
كتب: أحمد السماحي
(ميادة الحناوي).. منذ بدأت مشوارها الغنائي، وتحديدا في نهاية السبعينات وبداية عام 1980، والعرب جميعا، وأهل بلاد الشام خصوصا يعيشون مع صوتها كأنما حلم يدغدغ الأذن والوجدان، ويرفع من منسوب حب الحياة.
حملت (ميادة الحناوي)، لملايين المستمعين في أنحاء العالم العربي صوت الحب والأمل والتفاؤل، وكل قصص الحب في الشرق خلال السنوات الماضية كانت آهات في صوت مطربة الجيل.
منذ أيام قليلة عادت (ميادة الحناوي) بقوة للغناء بعد غياب حوالي 20 عاما عن تقديم أغنيات جديدة، حيث طرحت مع بداية شهر فبراير الجاري أغنية مصورة عبارة عن قصيدة غنائية بعنوان (أحبني كما أنا).
وهذه القصيدة كتبها الشاعر الكبير نزار قباني، وقام بالتلحين الموسيقار السعودي طلال، وتولى مهمة التوزيع يحيي الموجي، ويقول مطلع القصيدة:
أحبنى كما أنا بلا مساحيق ولا طلاء
أحبني كما تحب نجوم السماء
فالحب ليس مسرحا تعرض فيه آخر الأزياء
لكنه الشمس والرقى، والعطاء
إن كنت حقا تعرف النساء
(ميادة الحناوي) ومئات التعليقات الإيجابية
أدت (ميادة الحناوي) القصيدة التى تنتمي إلى اللون الطربي المعاصر بشكل متميز للغاية، واستطاعت من خلالها أن تكسب جمهور جديد من الشباب، الذي ترجم حبه لعودة مطربة الجيل من خلال تعليقاته على كليب الأغنية المصورة.
حيث انهالت مئات من التعليقات الإيجابية منها: (ما فيني قول شي غير الله الله الله عليكي، الفن سوري، وغناء سوري قمة وإبداع)، وقال آخر: (وأخيرا أغنية طربية في هذا الوقت).
وقال ثالث: (مبروك عودة الغناء الاصيل)، وأحد المتابعين هنأها على تعاونها الجديد مع شركة روتانا وقال: (الله الله على الألحان والكلام، وحضورك، سلطانة، وكلك آكابرية..
كلنا مجتمعين بالمنزل عم نسمع وننطرب، روتانا اختيار موفق من زمان).
وأبدى أحد المعجبين المصريين فرحته بعودة ميادة الحناوي فكتب: (الحب اللي كان رجع تاني، مصري عاشق لميادة، وصوت ميادة، وأغاني ميادة، تحيا ميادة الحناوي ديما).
وتوالت التعليقات الإيجابية المليئة بالحب والسعادة لعودة واحدة من أيقونات الغناء الشرقي الأصيل التى تعاونت على مدى مشوارها مع عمالقة الكلمة واللحن، من هؤلاء العملاق رياض السنباطي..
و(بليغ حمدي، محمد الموجي، سيد مكاوي، محمد سلطان، حلمي بكر، فاروق سلامه، خالد الأمير، عمار الشريعي، سامي الحفناوي، صلاح الشرنوبي، صفوان بهلوان، وليد سعد) وغيرهم.
(ميادة الحناوي) بين موريفون وعالم الفن
عودة (ميادة الحناوي) مجددا من خلال شركة (روتانا) فتح باب التساؤلات حول تعاونهما الجديد!، ومستقبل هذا التعاون، خاصة أن مطربة الجيل، ليست من هواة التنقل بين شركات الكاسيت.
حيث اقتصر تعاونها مع شركتين الأول (موريفون) لصاحبها المنتج الراحل (موريس إسكندر) الذي قدم (ميادة الحناوي) للساحة الغنائية، وأنتج لها أشهر وأجمل أغنيات البدايات.
وهى (ساعة زمن، إسمع عتابي، يا غائبا لا يغيب، نعمة النسيان، الحب اللي كان، أعمل ايه، فاتت سنة، حبينا واتحبينا).
بعدها تعاونت مع المنتج (محسن جابر) الذي قدم لها 90% من إنتاجها الغنائي، وكان آخر ألبوم طرحه لها من خلال شركته هو (عرفوا إزاي) عام 2004.
(ميادة الحناوي) وألبوم بليغ حمدي
بعدها توقف المنتج المعروف عن إنتاج ألبومات جديدة لـ (ميادة الحناوي)، رغم أنه كان لديها ثلاثة ألبومات غنائية من أجمل ما يكون.
الأول كان عبارة عن أغنية واحدة فقط، وهى آخر ما لحن (بليغ حمدي) من كلمات محمد حمزة بعنوان (مين في العاشقين)، وكانت معدة لسيدة الغناء العربي أم كلثوم.
والألبوم الثاني كان عبارة عن أغنيتين للموسيقار (محمد سلطان) واحدة من هذه الأغنيات بعنوان (رجعنا لبعضنا) كلمات عمر بطيشة.
وقد خاطب محمد سلطان، المنتج (محسن جابر) أكثر من مرة على يدي وبحكم صداقتي لموسيقارنا الراحل، لطرح هذا الألبوم، لكنه كان يرفض بحكم أن السوق في حالة سيئة.
والأغنية المصرية والعربية تعاني من حالة تدهور شديد، ومستواها لا تحسد عليه.
وكان (محسن جابر) ينهي كلامه لموسيقارنا الطيب الراحل بتنهيدة كبيرة وصعبانيات ويقول له بشكل تمثيلي: (نعيش الآن أزمة حقيقية خطيرة في الأغنية يا أستاذ محمد!).
ونظرا لحب الموسيقار (محمد سلطان) لأغنية (رجعنا لبعضنا) تحديدا حيث تمثل قصة عودته للزوجته المطربة الراحلة (فايزة أحمد)، فقام بغنائها على فرقة كاملة، وأهداها لإذاعة (الأغاني).
ولكن إذاعة (الأغاني) لم تقدرها ولم تهتم بإذاعتها، سوى مرات قليلة تعد على أصابع اليد الواحدة، بعدها اختفت الأغنية في ظروف غامضة، وتوقفت الإذاعة عن إذاعتها بعد أيام قليلة من إذاعتها.
والألبوم الثالث الذي كانت (ميادة الحناوي) انتهت تقريبا من حفظ أغنياته، والتى كانت تتعاون في بعضها لأول مرة مع الموسيقار (محمد ضياء الدين) كان بعنوان (أنا جبته لنفسي).
ضياع أجمل سنوات (ميادة الحناوي)
السؤال الذي نطرحه الآن هل تركت (ميادة الحناوي) شركة (مزيكا)؟ أم تعاونها مع شركة (روتانا) سيكون قاصرا فقط على هذه الأغنية المصورة التى طرحتها تحت عنوان (أحبني كما أنا)؟
وفي حال تركت (ميادة الحناوي) الشركة التى كانت تتعاون معها هل ستأخذ من الشركة القديمة الألبومات الثلاثة التى كانت في حوزتها؟!
في النهاية ما نريد قوله أن (محسن جابر) أضاع من مطربة الجيل (ميادة الحناوي)، أجمل سنوات عمرها حوالي أكثر من 20 عاما لم ينتج لها أي أغنيات جديدة بحجة أن السوق الغنائي سيئ!
ونسى أن (ميادة الحناوي) ليست مجرد مطربة، بقدر ما هي علم فني، وتاريخ فني يسير على قدمين!