بقلم الفنان التشكيلي الكبير: حسين نوح
فعلاً كانت صدمة أحداث 7 أكتوبر للاحتلال المتغطرس مهينة مذلة كاشفه وفاضحة وأكدت أن الجندي الصهيوني لا يمتلك لا إصرار ولا عزيمة ولا إيمان بما يفعله هو بتوحش (القوة المهزومة).
فقط يحمل أوزان من المعدات والاسلحه والذخائر وفوقه الطائرات تحاول حمايته كذلك حاملات الطائرات والغواصات والقرفصات في المياه أيضاً تحاول ولكن نجده مذعوراً.
وقد شاهدناه يخرج من بطن الميركافا يزحف في هوان، ولهذا نجدهم يتحركون في أعداد متلاصقة مرتجفة بلا شغف أو روح أو عزيمه رغم الإفراط في توحش (القوة المهزومة).
هو تكليف بالقتل لكل متحرك وقد آتي بالذعر وجعلهم مرتجفون من مقاومين يخرجون من فوهات الأنفاق يمتلكون عزيمة المدافع عن أرضه وعرضه بعد صبر طال وانتظار لعودة الحق لاصحابه منذ أكثر من خمسة وسبعون عاماً بلا نتائج.
إقرأ أيضا : حسين نوح يكتب: لقد سقطت (ورقة التوت) !
غير أنه توحش (القوة المهزومة) من جانب الاحتلال وتوسعه في بناء المستوطنات وتهجير السكان من منازلهم وإهانه النساء وقتل الأطفال وتجريف الأراضي ونشر الذعر بين أصحاب الأرض بكل صلف وغرور.
وعدم اكتراث بالقوانين الدولية وحقوق الانسان، إنه توحش (القوة المهزومة) المدعمة بمساندة عمياء من دولة أمريكا، ووزير خارجيتها الصهيوني، وكثير من دول أوروبا التي اهلكتنا حديثاً عن الديمقراطيات وحقوق الانسان والحيوان والغابات والمحيطات.
ولكن جاءت حرب (غزة) لتكشف لنا زيف تلك البضاعة الفاسده التي تفرغت من محتواها وأصبحت فقط لحماية بقاء الدولة الصهيوني، لتبقى فقط مخلب أسد في جسد الامة العربية.
وحشية (القوة المهزومة)
لكنه تحول بعد السابع من أكتوبر إلى مخلب فأر مذعور أصابه صرع وأطلق أسلحته الامريكية ودباباته الصهيونية وفقط أخذت (القوة المهزومة) تبيد الأخضر واليابس ويدمر بوحشيه لم تعرفها البشريه ولا حتي الحرب العالمية الاولي والثانيه.
وظهرت الأكاذيب واحدة تلو الأخرى وزاد المحتل من وحشيته فدمر المستشفيات وقتل الأطفال وهدم البيوت وأطلق النار علي الصغار وتسبب في موت الأطفال الخدج بلا أي ضمير ولا شفقة.
بل تمادى في الكذب وقتل الأبرياء وتجويع أصحاب الأرض كل ذلك وقد فقد البصر والبصيره أمام روح (القوة المهزومة) والمأزومة، ولم يرى أمامه إلا عنف الانتقام والقتل.
وتناسى أن الزمن غير أنه زمن عرض الأحداث لحظه بلحظه على الهواء، فكانت النتائج فاضحة ووصلت لكل شعوب العالم وشاهد الجميع كيف يجمع الأباء أشلاء الأبناء وكيف يقتل الأطفال بدم بارد.
وكيف تمتهن بيوت المواطنين في الضفه الغربية، وكيف يمنع أهالي الأسرى الفلسطينيين العائدين من السجون من مجرد الاحتفال في منازلهم.
إقرأ أيضا : حسين نوح يكتب: فجاجة (الأكاذيب) الصهيونية !
كل ذلك شاهده العالم وأحراره وكل من يحمل قلب وظهرت في معظم الدول المظاهرات تحمل أعلام فلسطين، واستمعنا لصرخات المواطنين تندد بالاحتلال وحق تحرير الأرض.
وهنا لما يتمالك المحتل السيطرة علي شهوة القتل معتقداً بجهل (القوة المهزومة) أنه يتخلص من أصحاب الأرض لكن عبثاً، والواضح الجلل ان الاحتلال لم يستوعب دروس الأحداث الماضية.
وأخذته جنون القوة وشبق السيطرة والتمادي في قسوته وبناء المستوطنات متناسياً حقيقة أن لا خط بارليف الذي اعتقد أنه حصين ولا أسوار العزل المحصنة، استطاعت منع أصحاب الأرض والحق من إهانة جنوده.
(القوة المهزومة) إلى زوال
والعبور لتحقيق نصر مستحق أمام كل أحرار العالم في تأكيد أن الاحتلال بـ (القوة المهزومة) في زوال مهما طال، وقد أكد التاريخ ذلك ولكنه جبروت القوة الغاشمة.
فقد جعلت الاحتلال فقط يزيد من توحشه متجاهلا ً كل القوانين والأعراف مضحياً بجنوده المذعورة وأخذ يكمل طريق القتل وزاد تركيزه على الإعلاميين فهم سبب فضح جرائمه.
وقد بدأ تحول بعض الدول من تحيذ ضرير إلى المطالبة بحقوق أصحاب الأرض، وهنا زاد بطش المحتل وجنوده المذعوره التي تطلق النار بطريقة هوجاء غير مكترس بالارواح وفقط جنون القتل.
وتلك أيضاً خطيئة سيدفع المحتل ثمنها فقد تغافل وتناسى أن ما يحدث فهو مسجل على شرائط ومسجل في ذاكرة كل فلسطيني ومواطن حر يمتلك قلب ينبض.
نعم كل موطنين غزة ومن فقدوا عزيز أو صديق لن يغفر لكم ولن يقبل لكم حياة آمنه مهما حدث، لقد جعلتم مواطنين غزة كلهم مقاومة المستقبل.
إقرأ أيضا : حسين نوح يكتب: في (الأرض المحتلة).. العار لقتلة الأطفال!
نعم فرغم كل المجازر البشعه لم يهتف مواطن ضد المقاومة، ورغم الجوع والعطش والمعاناة، كل غزه بل معظم العالم خلف فكرة عودة الحقوق لاصحابها.
لقد جعلتم القضية الفلسطينية مرة أخرى علي سطح المشهد العالمي والإقليمي، وأن لم يستيقظ العالم فقد تتسبب الصهيونيه المتوحشة التي لم تيقظها لا قرارات الأمم المتحدة ولا نصائح العقلاء.
وهنا سيتجه العالم إلى خطر قرب الحرب العالمية الثالثة التي بعدها نعود والباقين منها الي عصر ما قبل الحضارة، ويكتب التاريخ عن أطماع الصهاينه ونهاية العالم نتيجة أطماعهم المستحيلة بفعل (القوة المهزومة) من جانب المحتل الغاصب.