بقلم الكاتب والأديب: محمد عبد الواحد
يواصل (أبو السعود الإبياري) إضاءة المزيد من مصابيح الشهرة حول (إسماعيل ياسين) عام 1951، كتب له دور (أبو النوم المفتح) في فيلم (البنات شربات).
تدور أحداثه حول (عباس أبو الدهب) تاجر الجملة الذى يحلم بإنجاب ولد يساعده في التجارة، لكن زوجته تنجب له على التوالي بنات ثلاثة.
يطلقها (أبو الدهب) ويطردها مع بناتها ويتزوج من جمالات التي تنجب له الولد ليصبح مدللا إلى حد الإفساد الذى يصل به إلى الكيد لوالده ليوقع له على ورقة بيضاء دسها بين أوراق أخرى.
يدفع الابن المدلل بالورقة الى منافس والده مقابل ألفين جنيها يقضى بها سهراته ولعب القمار.. يخسر الأب كل ثروته.. تقف بناته الثلاثة إلى جانبه ويساعدنه في استعادة حقه ليندم الأب على إنجابه الولد وعلى خطأ عدم حبه من قبل لخلفة البنات.
ما يلبث (أبو السعود الإبياري) أن يدفع (إسماعيل ياسين) إلى المشاركة في فيلم (آخر كدبة) إلى جانب (فريد الأطرش وسامية جمال).
إقرأ أيضا : اضحك كركر.. مع (أبو السعود الإبياري) والسعادة (4)
يكتب (أبو السعود الإبياري) لإسماعيل في الفيلم دورين وليس دورا وأواحدا، أحد الدورين هو (جميلة هانم شمع العسل) التي تركب في نفس الأوتوبيس الذى يقوده مجنون ليسقط (سمير/ فريد الأطرش) على جميلة هانم و يكسر ضلوعها.
وسمير متزوج من الراقصة (سميرة هونولولو) التي تغير عليه إلى حد الجنون فيستعين (سمير) بصديقه أرنب (إسماعيل ياسين أيضا) للخروج من ورطاته أمام زوجته هونولولو.
نلاحظ براعة (أبو السعود الإبياري) الدائمة في التقاط أسماء كوميدية هى جزء من سمات الشخصية و بهجتها.
في هذه الفترة كان (أبو السعود الإبياري) قد كتب فيلما منح فيه البطولة المطلقة لنجمه الذى يواصل صناعته – إسماعيل ياسين – وهو فيلم (حماتى قنبلة ذرية) مع (مارى منيب وتحية كاريوكا) ليؤدي إسماعيل دور المونولوجيست (ترمس) المتزوج من زميلته الراقصة (بطة).
(أبو السعود الإبياري).. فايق ورايق
(ينعم (ترمس) و (بطة) بسعادة وارفة في حياتهما غير أن أم بطة (مارى منيب) غير راضية عن هذا الزواج لفقر (ترمس)، بل وتعد المعلم (حسونة) الثرى أن تعمل على طلاق بطه من (ترمس) وأن تزوجها له تبدا الحماة بالفعل في التخطيط للإيقاع بينهما و تستمر الأحداث في إطار كوميدى.
قبل أن ينتهى (إسماعيل ياسين) من تصوير الفيلم كان (أبو السعود الإبياري) قد أعد له دور البطولة المطلقة في فيلم (فايق ورايق)، ورايق هو مطرب – كارم محمود – يطلق زوجته الراقصة أشواق – تحية كاريوكا – للمرة الثالثة.
فيطلب رايق من صديقه فايق – إسماعيل ياسين – أن يتزوج من أشواق كمحلل.. بعد الزواج يرفض فايق تطليق أشواق و تتوالى المفارقات.
كتب (أبو السعود الإبياري) لإسماعيل ياسين في الفيلم عدة أغاني منها على سبيل المثال (أنا ولا هو؟)، وأوبريت (هم هم هم)، والذى نرى فيه (إسماعيل ياسين) قد وقع فريسة بين أيدى قبيلة من آكلى لحوم البشر.
إقرأ أيضا : اضحك كركر.. مع (أبو السعود الإبياري).. الخلاف مع بديعة (3)
وقد ربطوه إلى شجرة وهم يدورون حوله في طقوس ما قبل الافتراس، ورغم بشاعة الصورة إلا أن سحر (أبو السعود الإبياري) يتولى تحويلها إلى الشر الجميل كعادته من خلال كلماته و صورة:
القبيلة (في وحشية متوعدة): هم هم هم .. هم هم هم.
إسماعيل (في خوف و قلق): يام يام يام.
القبيلة: هم هم هم.. هم هم هم.
إسماعيل: أنا فين؟.. ماتقوللى يا عم.
الزعيم: في بلاد الهم المم.
إسماعيل: الهم المم؟.. هتاكلونى ؟
الزعيم: مشوى ومسلوق.. مسلوق.
إسماعيل: سخست ومهما تصحونى.. مش ممكن أفوق.
الزعيم: سنوا له السكاكين.
القبيلة: هم هم هم.
الزعيم: و قيدوا له الكوانين.
القبيلة: هم هم هم
إسماعيل: هو انتم فاتحين مسمط بنى آدمين؟
الزعيم: قطع.. مزع.. امضغ.. إبلع.
القبيلة: هم هم هم هم .. هم هم هم هم.
(أبو السعود الإبياري).. مسمار جحا
يستمر (أبو السعود الإبياري) في توجيه دفة (إسماعيل ياسين) وسط أمواج الوسط الفني ليقاسمه البطولة مع كمال الشناوى فيلم (الهوا مالوش دوا)، حيث الصديقين لطيف وخفيف.
يتم فصلهما من الشركة لخطأ ارتكباه في تركيب خط التروللى.. وسط الحاجة والفقر يحاول لطيف الاشتراك في سباق الخيل عله يكسب ما يعينه.. عن طريق الخطأ يأخذ بطاقة سباق الخيل لفتاة ليفوز عن طريق رقم تذكرتها بالسباق وينال الجائزة الكبرى. يبحث (لطيف) عن الفتاة بعد تأنيب ضميره ليجدها تعمل مغنية بكازينو يتحكم فيه وفيها مجموعة من الأشرار.. يحاول لطيف وخفيف إنقاذها من براثنهم من خلال مواقف و مغامرات كوميدية.
و في نفس العام يعاود (أبو السعود الإبياري) الكتابة لإسماعيل ياسين وشادية وكمال الشناوى في فيلم (مسمار جحا)، ثم يتبعه أيضا بفيلم (قدم الخير) لإسماعيل ياسين و شادية.
ويضيف إليهما أنور وجدى في فيلم (قطر الندى).. يشعر (أبو السعود الإبياري) بتنامى كيمياء الثنائى إسماعيل ياسين وشادية عند الجمهور كتوليفة كوميديا غنائية فيكتب لهما فيلم (حظك هذا الأسبوع) مع حسن فايق و عبد السلام النابلسى.
ليلعب إسماعيل دور (محظوظ النواعمى) الذى يعمل مع والده صاحب تياترو الفن ومحظوظ يؤمن باب حظك اليوم ويتابع قراءته في كل المجلات والصحف، رغم أنها في بعض الأحيان تكون عكس بعضها.
بل وعكس ما يحدث له في واقع يومه، يعطيه أبوه مبلغا للتعاقد مع مطربة مشهورة لتعمل في التياترو، لكن لإيمان محظوظ بحظه اليوم أنه سيكسب مالا يتجه بالمبلغ إلى مائدة القمار ليخسره بكامله.
(أبو السعود الإبياري).. ملك الفكاهة
يلجأ (محظوظ) إلى مطربة مغمورة سمعها وأعجب بصوتها لتؤدي دور المطربة المشهورة و تنقذه من ورطته مع أبيه، وفي فيلم (الهوا مالوش دوا) يكتب (أبو السعود الإبياري) لشادية وإسماعيل عدة أغانى منها على سبيل المثال أغنية (يا سم):
شادية: (في غيظ) يا سم.. يا دم.
إسماعيل: ( في هيام ) يا حلوة.. يا مم.
شادية: يا شربات غم.
إسماعيل: ترالم ترالم.
شادية: مانيش قابلاك.. مانيش عايزاك.. يا سم.. يا دم.
إسماعيل: يا سلام يا سلام على دا كلام.
ما فيش كده شعر ولا أنغام.
قولى لى كمان.. أنا هيمان.. وهزئى فيا عشر أيام.
قولى لى يا كوبه.. يا شربة زيت.. دا أنا روميو.. قتيل جولييت.
يبدأ (أبو السعود الإبياري) في تجربة طرف جديد مع (إسماعيل ياسين) هو شكرى سرحان، يكتب له فيلم (عفريت عم عبده)، وقد تم تقديم إسماعيل ياسين في تترات الفيلم تحت اسم (ملك الفكاهة في الشرق) رغم مشاركة نجوم له مثل محمود المليجى و زينات صدقي.
إقرأ أيضا : محمد عبد الواحد يكتب: إضحك كركر مع (أبو السعود الإبياري).. (الست بديعة).. (2)
قام إسماعيل في الفيلم بدور (فستق المملح) صديق أحمد (شكرى سرحان)، ويعملان معا عند (محمود المليجى) الشرير الذى يصرف كل أمواله على راقصة فيفلس ويفصل الموظفين.
يحاول (المليجي) الاستيلاء على ميراث ابنة أخيه (حبايب) التي ترك لها أبيها ميراثها من ثروته في مكان مجهول خشية استيلاء أخيه (المليجى) عليه تاركا لها رسالة رمزية تسترشد بها طريق الثروة، يساعدها (أحمد وفستق) على الوصول إلى حقها، بل وحمايتها من شرور عمها.
يدفع (أبو السعود الإبياري) إسماعيل إلى المشاركة في بطولة مطلقة لفيلم رائع هو (الحموات الفاتنات) مع (مارى منيب وميمى شكيب) عائدا إلى المشاركة مع (كمال الشناوى) الذى يقوم بدور (سمير).
يعيش (سمير) مع زوجته (نبيلة) في شقة والدتها لكن (أم سمير) تحضر لزيارته لتبدأ الحرب بين الحماتين لتتحول حياة (سمير ونبيلة) إلى جحيم من المشاكل والمشاجرات.
يرى (سمير) في زواج حماته من صديقه (إسماعيل ياسين) حلا لمشاكلهما لتدور أحداث ومفارقات كوميدية عديدة يكتب خلالها (أبو السعود الإبيارى) بعضا من أغانى المواقف ومنها أغنيته أثناء ركوب الدراجه:
إسماعيل: حما زائد حما.. يبقوا حماتين.
وأنا أشوف العمى.. ولا أشوف الاتنين.
أنا لسه ما شفتش زى دا جوز.
الكل له حما وهو الجوز.
وإن حد يا عينى راضى الجوز.
راح يبقى منافق و بوشين.
يعملوا محكمه كل دقيقتين.
وخطط محكمه ما أعرفشى منين
حما زائد حما يبقوا حماتين.