من ينقذ (مجدي نجيب).. صاحب الروائع الغنائية التى لا تنسى؟!
كتب : أحمد السماحي
(مجدي نجيب) الشاعر والفنان التشكيلي الذي لون أيامنا بألون قوس قزح، وكانت أشعاره وأغنياته مثل سنابل القمح، وأرغفة الخبز، وحبات الملح، وماء النيل، وقطرات العرق والدم، وهتافات الجماهير، ورصاص البنادق.
(مجدي نجيب) الذي يسعدنا كمريديه بألوان من البهجة والفهم يمر بأزمة صحية منذ أيام، أدت إلى انتقاله لغرفة العناية المركزة بإحدى مستشفيات الدقى.
ومنذ ساعات أبلغني موسيقارنا المبدع (زياد الطويل)، بالحالة الصحية الحرجة التى يمر بها شاعرنا المبدع (مجدي نجيب).
وعندما اتصلت بأحد الأصدقاء المقربيين من شاعرنا الكبير (مجدي نجيب) أكد لي المعلومة، وأكد أن حالته الصحية والمالية صعبة، ولا يوجد لديه مال يكفي نفقات المستشفى.
(مجدي نجيب) الذي أضاف إلى العامية المصرية الكثير من المفردات الجديدة يرقد الآن في المستشفى يعاني من الجحود والنكران من الكثيرين، أولهم من الذين صنع نجوميتهم!.
وتركوه ولم يسألوه فيه أو عنه، أو يتعاونوا معه في جديدهم الغنائي، مما سبب لشاعرنا المبدع حالة من الإحباط واليأس، رغم أنه لم يعلن هذا صراحة.
وما يحزنني أن كلمات شاعرنا المبدع (مجدي نجيب) مازالت بكامل تدفقها وحيويتها وتجددها، ولم تصبح (old fashion) أي موضة قديمة!
مجدي نجيب وتجاهل الفضائيات
ما زاد الطين بله، كما يقول المثل الشعبي أن الفضائيات المصرية رغم كثرتها، واستضافتها لكل من (هب ودب) لم تفكر يوما أن تستضيف (مجدي نجيب)!
وتجري معه حوارا مطولا حول مشواره وذكرياته مع أساطير اللحن والغناء الذين تعاون معهم.
حيث تعاون (مجدي نجيب) مع عبد الحليم حافظ في (كامل الأوصاف)، ومع فايزة أحمد في (آخد حبيبي يا نا يا مه، يا هلالا غاب عنى واحتجب، العيون الكواحل) لفايزة أحمد.
وعانقت كلماته حنجرة شادية في (قولوا لعين الشمس، وغاب القمر يا ابن عمي)، وغنت له سعاد محمد (أوعدك)، أما شريفة فاضل فغنت له رائعتها (لما راح الصبر منه)
وكانت بدايات أمير الغناء العربي هاني شاكر على يديه حيث كتب له (سيبوني أحب، وياريتك معايا)، وتعاون أيضا مع صباح في (جاني وطلب السماح).
ومعظم بدايات محمد منير، منها (سؤال، غريبة، يا مراكبي، القدس، بأعتب عليكي، الأوتار، شبابيك، ممكن، حواديت، من أول لمسه) وغيرها والتى وصل عددها إلى 22 أغنية كانت من إبداع (مجدي نجيب).
كما غنى ولحن له أحمد منيب العديد من الأعمال أشهرها (الحب ليه صاحب)، وغيرها من القنابل الغنائية التى لا تنسى.
مجدي نجيب الشاعر والفنان التشكيلي
(مجدي نجيب) صاحب العينين الطيبتين، والصوت المشحون بالألم والأمل والثقة في تغيير ما هو واقع، والذي ساهم في تنوير العقول، وتوعية المشاعر الخاملة، والأحاسيس المستسلمة، يريد أن نلتف جميعا حوله، ونطيب خاطره بكلمة.
ومن يستطيع المساهمة في علاجه ماليا، أهلا وسهلا، فشاعرنا لديه عزة نفس وكبرياء وتزداد غضبته اشتعالا لو شعر أن أحد يعطف عليه، لهذا لن يطلب شيئا من أحد.
(مجدي نجيب) منذ شهور وعندما وجد تجاهلا تاما من الفضائيات لمشواره، وأغنياته، قدم في موقع الفيديوهات الشهير (اليوتيوب) برنامجا أسبوعيا، يتحدث فيه عن حكايات بعض أغنياته.
كما أطلق شاعرنا الغنائى والفنان التشكيلى (مجدى نجيب) في مثل هذه الأيام العام الماضي معرضا فنيا بعنوان (شبابيك)، والذى تضمن 22 لوحة متباينة الأحجام.
وهى تطرح تصوره بصريًا للأغانى التى قام بتأليفها لصديقه الكينج والمطرب محمد منير.
لم يقتصر إنتاج (مجدي نجيب) على الفن التشكيلي والأغنيات فقط، ولكن لديه مجموعة متميزة من الدواوين أبرزها (صهد الشتا) عام 1964، (ليالي الزمن المنسي) عام 1974م، (مقاطع من أغنية الرّصاص) عام 1976م، (ممكن) عام 1996م، (الوصايا) عام 1997.
مجدي نجيب ليس وحده
ما يمر به (مجدي نجيب) حاليا يؤكد أننا نفرط بسهولة في قواتنا الناعمة، خاصة كبار نجومنا، ولا نعطيهم حقهم لا ماديا ولا أدبيا، فخلال السنوات الأخيرة سمعنا وشاهدنا وقرأنا شكاوى كثيرة من جانب كبار نجومنا.
فها هي النجمة الكبيرة (سميرة أحمد) فكرت في الاعتزال فنياً، بسبب التعثر الإنتاجي الذي يعتري مسلسلها الأخير (بالحب هنعدي) تأليف يوسف معاطي، وكان من المقرر أن يجمعها مع نجوم جيلها ومجموعة من النجوم والشباب الحاليين.
ومنذ فترة طل الفنان الكبير (عبدالرحمن أبوزهرة)، شاكيا نبذه من جانب المخرجين والمنتجين وعدم الاستعانة به في أي من الأعمال الحديثة، ما دفعه إلى التصريح بأن مستوى الجحود اتسع في الوسط الفني إلى أقصى مداه.
وكذلك الفنان (رشوان توفيق، وحسن يوسف)، وقبلهم النجم الكبير الراحل (يوسف شعبان) الذي أعلن صراحة معي في آخر حوار بيننا أن ما يتعبه نفسيا هو عدم الاستعانة به في أعمال فنية.
يا جماعة الخير قيم الوفاء تقتضي احترام المبدعين الكبار الذين طالما أمتعوا الناس، ورد الجميل لهم، ومساندتهم في سنوات شيخوختهم، والاستعانة بهم بالقدر الأمثل، والاستفادة من خبراتهم، وعدم إحالتهم إلى التقاعد الإجباري.