بقلم: مجدى صادق
اغرورقت عيناي (رامي مالك) وهو يستمع إلى إعلان اسمه كأفضل ممثل الحائزعلى الأوسكار عن دوره فى فيلم (بوهيميان رابسودي) وتجسيده لشخصية المطرب ومؤلف الأغانى من جذور هندية (فريدى مير كورى).
حتى أن (رامي مالك) بعد أن استلم جائزته فى حفل أكاديمية العلوم والفنون السينمائية الأمريكية فى النسخة 91 فى لوس أنجلوس متفوقا على (كريستيان بايل وبلادلى كوبلا ووليم دافوومنجو مروتنس).
تعثر (رامي مالك) وسقط على الأرض وهو فى الطريق للخروج من مسرح (دولبى) حين تذكر والده (سعيد) الذى رحل قبل ان يراه (نجما) يزاحم نجوم هوليوود بصحبه والدته وبعض أفراد اسرته!
هاجرت أسرة (رامي مالك) إلى أمريكا عام 1978، إذ كان والده يعمل مرشدا سياحيا وخرج من عزبة تحمل اسم الجد (فلتأووس) بمركز سمالوط بالمنيا بصعيد مصر، وقد تمنى والد رامى أن يصبح ابنه محاميا أو طبيبا مثل شقيقته (ياسمين).
رغم أنه ولد بلوس أنجلوس 12 مايو 1981 توأم لشقيقه (سامى) الذى ولد بعده بـ 4 دقائق !
لكن (رامي مالك) مثلما يقول عن نفسه (مجنون وعنيد)، فهو من مواليد برج الثور! الذين يتميزون بشخصية صلبة عنيدة، لكنه على جانب آخر رومانسى عاطفى جدا.
وقد أصر (رامي مالك) أن يدرس المسرح والفنون الجميلة بجامعة (إيفانسفيل) بولاية أنديانا حبه الأول، وعندما تخرج عام 2003 أرسل سيرته الذاتية إلى مكاتب المنتجين منتظرا على مدى عام ونصف!
(رامى مالك)..(ديلفيرى البيتزا)
عمل (رامي مالك) فى (ديلفيرى البيتزا) ونادل فى المطاعم وبيع سندويتشات الفلافل والشاورما فى مطعم فى هوليوود وهو يطوى حلمه بين أضلعه.
ويدخل فى حالة اكتئاب حتى جاءه اتصالا هاتفيا من مديرة تمثيل (ماراكيس) طلبت أن تتحدث إلى مدير أعماله عندما أقر بأنه لايملك مدير أعمال طلبت منه أن يحصل على واحد أولا.
حاول اقناعها باللقاء ليحصل بعدها على الدور الأول فى المسلسل التليفزيونى الكوميدى (بنات جيلمور) الذى نال استحسان النقاد جعلت الطريق ميسرا للحصول على البطولة فى الإنتاج التليفزيونى (الولد جوني) فى مسرح فالكون.
(رامي مالك) أمسك بحلمه فى يده وراح إلى نيويورك ليعيش فى غرفة بسرير فى شقة فى الجانب الشرقى مع أصدقاء الدراسة، وهو يستعد للدراسات العليا وكونوا فرقة مسرحيه اسموها (سلانت).
إقرأ أيضا : السينما السعودية .. قفزات ملموسة نحو مستقبل واعد
لكن سرعان ماعاد الى كاليفورنيا واستقر فى لوس أنجلوس ليحصل فى عام 2008 لأول مرة دور الفرعون (إخمن رع) فى فيلمه (ليلة فى المتحف) وهو فيلم كوميدى من بطولة (بن ستيلر).
إذ حقق نجاحا باهرا فى شباك التذاكر ليعيد تمثيل الدور فى مسلسلين آخرين 2009 و2014، فى حين أنه فى 2010 شارك فى السلسله التليفزيونية (ذا باسفيك) كجندى امريكى (سنافو شيلتون).
عايش الحرب العالمية الثانية وقف (رامي مالك) أمام نجوم هوليوود (توم هانكس) و(جوليا روبرتس) عام 2011 فى فيلم (لارى كراون)!
فى حين وصفت مجلة (يو اس ايه توداى) دور (رامي مالك) فى مسلسل (مستر روبوت) فيلم الإثارة (بالانطلاق نحو النجومية) حين قدم الدور الرئيسى (ايليوت أندرسون)، الذى يعانى من اضطرابات نفسية وعائلية، وهو فيلم سيكودراما.
وكان (رامي مالك) قد التقى بطبيب نفسى لمساعدته على أداء دوره، تماما مثلما قررالانتقال إلى لندن ليبدأ دروسا فى الغناء وعزف البيانو، بعد أن اختارته استديوهات فوكس لبطولة الفيلم الموسيقى الملحمى (بوهيميان رابسووى).
عن القصة الحقيقية لفريق كوين ومغنيهم الأسطورى لموسيقى الروك المهاجر الهندى (فريدى ميركوري)، حيث يوجد له نصب تذكارى فى مدينة مونترو السويسرية التى عشقها كثيرا قبل ان يخطفه الموت عام 1991 بعد معاناة طويلة مع المرض.
ولم يتوقف (رامي مالك) على ذلك فقط إلانه اختار أن يتدرب على أداء حفل (لايف أيو)، هذا الحفل الذى قدمه ميركورى عام 1985، وكان الأمر مذهلا واعتبره النقاد أفضل أداء حى فى تاريخ موسيقى الروك.
(رامى مالك): أنا ابن مهاجرين
حينما قال (رامي مالك) أنا ابن مهاجرين من مصر أمريكى المولد من الجيل الأول أديت فيه دور ميركورى مستوحاة من قصة الهجرة!
يدين (رامى مالك) الفضل لدوره فى مسلسل (مستر روبوت) الذى أدى فيه شخصية هاكرز ومهندس للأمن السيبرانى للقيام بالقرصنة على شركات أمريكية إلى الكاتب والمخرج الأمريكى من أصل مصرى (سام إسماعيل)!
وقد نجح (رامي مالك) من خلال معالجة مختلفة شديدة الحرفية بمساعدة (سام إسماعيل) أن يقدم نسخة جديدة لروبن هود العصر الحالى.
وقد استطاع (رامي مالك) أن ينتزع جائزة (إيمي) فئة أفضل ممثل تليفزيونى ليصبح اول ممثل مصرى أمريكى يفوز بهذه الجائزة منذ عام 1998، بينما فاز مسلسل (مستر روبوت) بجائزة الجولدن جلوب كأفضل سلسلة درامية فى 2015!
كان يتذكر (رامى مالك) أمه مع كل احتفال بفوزه بجائزة وسط الصحافيين والنقاد ووسائل الإعلام الامريكية والغربية.
كان فخورا وهويقول أن أمه كانت تأخذ 3 أتوبيسات يوميا وهى حامل فيه وشقيقه التوأم لتصل إلى عملها لتربى أبنائها افضل تربية، لذا جاءت تربيته تحمل (جينات) ابن البلد المصرى.
إقرأ أيضا : السينما السعودية تسجل حضورا مميزا في مهرجان (كان)
من حيث النبل والشهامة وخفة الظل والتواضع ودائم التواصل مع عائلته فى عزبة (فلتاؤوس) عبر الإنترنت، فالأسرة والمنزل تعد أيضا من الأمور المهمه جدا لبرج الثور.
ذلك الذى لم يتوانى أن يقدم دور الإرهابى فى المساسل الشهير(24)، ودور مصاص الدماء (بنجامين) فى مسلسل (تويلايت) فى كل أدواره الصعبة المركبة يتحدى نفسه.
حتى جاء فيلمه الأخير الذى يجسد فيه قصة حياة الممثل الذى ذاع صيته إبان الأفلام الصامته (باستر كينون).
والذى تدور أحداثه فى ثلاثينيات القرن الماضى أمام (روبرت دى نيرو وانيا تايلور جوى وزوى سالانا وتايلور سويفت وأندريا رايزوبورو ومايكل شانون وجون ديفيد واشنطن وكريستيان بيل ومارجوت روبى).
وكان دور (رامي مالك) هو (توم) من إنتاج شركة ديزنى، أخرج الفيلم على مدى ساعتين و14 دقيقه (ديفيد أو. راسل) المرشح للأوسكار 5 مرات.
وهو مأخوذ عن قصة حقيقية وقعت فى العام 1933، وهى قصة انقلاب كاد يطيح بالرئيس الأمريكى روزفلت.
وكان من المفترض أن يؤدى هذا الانقلاب إلى وضع اللواء متقاعد فى مشاة البحرية (سميدلى بانلر) فى البيت الأبيض، وقد تغير اسمه فى الفيلم الى (جيل ديليتبيك).
وقام بدوره الممثل (روبرت دى نيرو) وهذا فى إطار من كوميديا الموقف، حيث تم تصويره فى لوس أنجلوس من يناير 2021 وعلى مدى شهرين.
(رامي مالك) وفيلم (أمستردام)
وهو فيلم (أمستردام) ليحصد لاول مرة على تقييم سئ من النقاد بسبب الفوضى فى المشاهد والسطحية وفكرته الركيكة و المعالجة المملة رغم النجوم والمخرج الكبير ورغم أنه حقق 29 مليون دولار عالميا.
لكن هتاك بعضا من النقاد أشادوا بأداء (كريستيان بيل ومارجو روبى ورامي مالك)، ليأتى فيلم المخرج (جيمس هاوس) ليقدم فيلم (ذا أماتير)، الذى اشتهر باخراجه لمسلسل (سلو هورسس).
والذى حقق نجاحا كبيرا الفيلم كتبه (جارى سبيتيلى) عن رواية 1981 لروبرت ليتل والتى تم تحويلها سابقا الى فيلم وهى بطولة (رامى مالك وراشيل بروسناهان وجوليان نيكلسون)، المنتج المنفذ هو أيضا (رامي مالك).
كان التصوير بين إنجلترا وفرنسا وتركيا حول هجوم إرهابى فى لندن، بينما يطالب خبير التشفير فى وكالة المخابرات المركزيه رؤسائه ملاحقة الإرهابيين الذين كانوا وراء وفاة خطيبته فى حادث تحطم طائرة مشبوهه.
رغم ما أحدثه فيلم (أمستردام) من صدمة لكثير من النقاد إلا أن فيلم (ذا أماتير) ربما يحظى بردود فعل أفضل كثيرا، حيث الإثارة والإيقاع السريع وحبكة السيناريو.
يتذكر (رامى مالك) وهو يؤدى دوره أمام (دانيال كريج) فى أحدث سلاسل أفلام العميل السرى البريطانى (جيمس بوند)، أو (العميل رقم 007) فى فيلمه (لا وقت للقتل)، وهو يؤدى دور شخص الشرير لأول مرة.
وهو أول فيلم من سلسلة أفلام بوند منذ حملة و(أنا ايضا) المناهضة للتحرش الجنسى ضد المرأة فى أوساط عالمية!
لم ينس رامى مالك حين هاتفه نجم هوليوود روبرت داونى جونيور صاحب شخصية تونى ستارك وآيرون مان والدور الرئيسى فى ” شارلوك هولمز ” ليشيد بأداءه التمثيلى فظن انها مداعبة حين اغلق المكالمة مرة واثنين ليتحول بعدها رامى مالك ليؤدى بالصوت فقط دور الغوريلا ” تشى تشى ” فى فيلمه “دوليتيل ” الذى يدور حول طبيب عريب الاطوار يستمع للحيوانات ويتحدث معهم فكان اغلب طاقم الفيلم يؤدون اصوات تلك الحيوانات ..لكن لم يفكر احد فى مصر ان يستثمر نجومية رامى مالك فى عمل عالمى !
(رامي مالك)، يبدو أنه عاشق لأفلام الأكشن الأكثر شعبية فى هوليوود على خطى (سيلفيستر ستالون) الذى يؤدى ادوارا رائعه وهو فى اواخر العقد السبعين من عمره.
هذا الشخص المنعزل الحساس المحب الذى حضر ذات مرة (مهرجان كان) على ظهر دبابة عسكرية ضمن 3 دبابات بصحبة (أرنولد شوارزنيجر وميل جيبسون وهاريسون فورد وأنطونيو بانديراس) دعاية لفيلمه (ذى اكسبندابلز)، وهو (رامبو) الذى ظهر فى عهد ريجان.
رغم أنه ولد فى ذات اليوم الذى ولد فيه (جورج دبليو بوش)، وقد كان مصابا بشلل فى نصف وجهه ليصبح أحد أهم نجوم هوليوود!