بقلم: محمد حبوشة
جاءت رسالة الفنان القدير (رضا الجمال) على صفحته على الفيس بوك، لتشق صدر الصمت الموحش الذي يحيط بعض نجومنا الذين ذهبوا في طي النسيان، رغم أنهم أمتعونا بروائع أعمالهم الفنية التي ماتزال راسخة في الذاكرة.
رسالة (رضا الجمال) لابد أن توخز ضمير أي إنسان وطنب جراء هذا الإهمال شبه المتعمد من جانب نقابة ينبغي أن تكون يدا حانية على فنانينا الذين غدرت بهم الأيام والسنين فصاروا في خانة الإهمال!، وقد جاءت الرسالة على النحو التالي:
السيد رئيس الجمهورية:
الانسان.. عبد الفتاح السيسي.. صرخه منى ومن الكثيرين من فناني مصر الواقعين فى ظلم واستبداد ضد مصالحهم من نقابه المهن التمثيليه فهى أكذوبه ووهم.
سيادة الرئيس طرحت عليكم جزء بسيط من فنانيها وهم كثر.. فمنهم من يترك الفن ويتحول الي بائع شاي وقهوه والآخر يفكر أن يتحول الي سائق تاكسي، وهذ حز فى نفسي جدا.
هل يعقل ياريس هذا الوضع المطروح أمامكم.. ياريس أنت أبو الإنسانيه وكفيل بإصلاح هذا الوضع المشين الغادر من فئه نفعيه لنفسها والمقربون لها لمصالحهم.
ياريس أنا (رضا الجمال) ومشواري الفني طويل ومثمر علي مدار سنين طويلة.. ياريس: أنا ابن عم البطل رفعت الجمال.. الهجان.. وابن عمومة محمود ومنصور الجمال.
وابن عمى اللواء صفوت الجمال كان ملحق عسكري مصر، فى لارناكا واليونان وعمى لواء بحري يحي الجمال.. يعني بنحب مصر، لكن كبريائى لا يسمح لي ان أطلب اي شئ من اي شخص.
ولكن بمشاهدتى مسانداتكم لأصحاب الهمم والبسطاء – اكرمك الله – دفعنى هذا لمخاطبتكم وأود أن ألتقى بكم لاحيطكم بما يحدث من تسيب وامتهان.. كلنا نأمل في تدخلكم لضبط الأمور وإعطاء كل صاحب حق حقه.. تحيا مصر.. تحيا مصر.
رساله من ابن مصر الفنان (رضا الجمال).
(رضا الجمال) يعاني التهميش
هل يعقل أن يصل الحال بالفنان (رضا الجمال) إلى هذا الحد؟، وهو الذي يعد واحدا من نجوم فن التمثيل في مصر الذين يعانون من التهميش والنسيان، والذين يتمتعون بموهبة فنية كبيرة، ورغم ذلك لا نراهم يشاركون في أية أعمال فنية إلا نادرا.
وفي نفس الوقت نرى غيرهم من الفنانين الذين قد ينطبق عليهم وصف نصف الموهوبين أو عديمي الموهبة يشاركون في أعمال فنية متعددة تعرض على الشاشات في وقت واحد.
وما لا يعرفه الكثيرون أن الفنان (رضا الجمال) قد شارك في مسلسل الأطفال الشهير (بوجي وطمطم)، حيث جسد فيه شخصية والد (عم شكشك) والذي كان يجسد شخصيته الفنان رأفت فهيم.
والذي كان يشارك معه في بطولة الحلقات الإذاعية الشهيرة (همسة عتاب)، والطريف أنه بعد وفاة الفنان رأفت فهيم قد قام الفنان رضا الجمال بتجسيد شخصية (عم شكشك) وشخصية والده في نفس الوقت.
وقام (رضا الجمال) ببطولة العديد من المسرحيات الغنائية، حيث أنه كان نجم الفرقة الغنائية الاستعراضية بمسرح البالون قطاع الفنون الشعبية، وشارك في العديد من الأعمال الإذاعية.
كما شارك في عدد من أشهر المسلسلات التليفزيونية، وتميز بصفة خاصة في الدراما التاريخية والدينية، حيث شارك في الجزء الثاني من مسلسل (محمد رسول الله)، وفي مسلسلات (على باب زويلة، الكعبة المشرفة، عمرو بن العاص، فتى الأندلس).
كما شارك (رضا الجمال) في مسلسل (السقوط في بئر سبع، أيام المنيرة)، وفي الجزء الثاني من مسلسل (يوميات ونيس) وفي مسلسلات (فرقة ناجي عطا الله، الصفعة، وكلبش 2).
(رضا الجمال).. موهبة كبيرة
جدير بالذكر أن الفنان (رضا الجمال)، هو سليل عائلة (الجمال) في مدينة دمياط، حيث نشأ طفلا صغيرا عمره لا يتجاوز الستة أعوام، يجلس قبالة والديه بمحافظة دمياط، يُقلد الفنان (عبد الحليم حافظ)، يتغنّى بـ (توبة إن كنت أسامحك تاني).
يطرب له الوالدان، يضحكان عندما يجسد شخصية (شكوكو)، يستحضر الحركات التي يفعلها الكوميديان بعد مشاهدته إياه عدة مرات فقط.
ينشأ الطفل الصغير (رضا الجمال) في منزل لا يمنعه عن شيء، الشغف بالفن بدأ عندما وقف على خشبة المسرح، ولم ينته حتى الآن.
ألطاف خفية ألقت به في عالم طفولي سعيد، تقمص بداخله شخصية أبو (شكشك) بمسلسل (بوجي وطمطم، و(شكشك) الابن في المواسم الأخيرة منه، توقف عرض المسلسل الأطفالي، فيما لا تزال جمل (شكشك) الشهيرة ترن في الآذان.
لم يكن مسلسل (بوجي وطمطم) هو بداية العلاقة بين مخرجه (رحمي) و(رضا الجمال) الذي يلعب شخصية الأب وابنه، بل شارك في (انقلاب)، وهو اسم المسرحية التي شارك فيها (رضا الجمال) في آواخر الثمانينات.
وفي هذا الصدد يقول الفنان (رضا الجمال): العمل مع الأطفال فضيلة لا يدركها الكثيرون، لم يبرحها صاحب الشخصيتين حتى بعد وفاة رحمي، مسرحية (عصفور خايف يطير) قدمها (رضا الجمال) مع الفنانة انتصار ومنير مكرم على المسرح القومي للأطفال.
المؤلم أن الفنان (رضا الجمال) لا يعمل بالفن حاليا، حيث لم تعرض عليه أي أعمال فنية منذ سنوات رغم موهبته الفنية الكبيرة التي لا ينكرها أحد.
فهل يا ترى سوف يأتي اليوم الذي يتم فيه تقدير الفنان (رضا الجمال) وأمثاله من الفنانين أصحاب التاريخ الكبير، الذين يجلسون في بيوتهم ولا يستعين بهم المخرجون في أعمال فنية.
وإذا تمت الاستعانة بأحدهم لا يتم تقديره ولا يعامل بطريقة تتناسب مع تاريخه الكبير، كما حدث مع الفنان توفيق عبد الحميد الذي أعلن اعتزاله مؤخرا.
أتمنى أن يجد الفنان (رضا الجمال) نظرة حانية من شركات الإنتاج، وخاصة الشركة الوطنية (المتحدة للخدمات الإعلامية)، التي ينبغي أن تراعي إشراك هؤلاء الفنانين الكبار إلى جانب اهتمامها بأجيال الشباب حتى تحدث اللحمة الفنية المنوطة بها.
ياسادة: علينا أن نراعي فنانينا الكبار ونبادر بتكريم قبل تكريمهم من دول شقيقة، ومن ثم ننهال عليهم بالنقد مثل حالة الفنانة الكبيرة (نجاة الصغير) التي تعرضت لحملة شعواء من جانب فشلة حاولوا النيل من قامتها وهى الخجولة الصامتة طوال عمرها.
أرجوك لا تقللوا من نجومنا لمجرد أن يكرمهم الأشقاء على رحلة عمرهم، فالعيب ليس فيهم، بل فينا نحن عندما وضعناهم في خانة النسيان.
وحين يبادر أحد بتكريمهم وتشغيلهم فقط تسن الأقلام والألسنة لنسف تاريخهم وهم في سن العجز والحاجة.. رحمة بهؤلاء.
وأخيرا: لننصت لقول الإمام على (لعن الله قوم ضاع الحق بينهم)!